ما علاقة الايمان والتقوى بالرخاء والوضع الاقتصادي للبشر؟
سؤال وجهه لي احد الاخوة الاكارم يريد له جوابا فنستعين بالله تعالى ونقول:-
حينما قسمت الحضارة الغربية الاستعمارية العفنة العالم الى اول وثاني وثالث وجعلت الجنس الأوروبي الأبيض هو سيد العالم وصفوته ونخبته واعتبرت العالم الثاني شريكا للعالم الأول وحليفا والعالم الثالث وهو اغلبية سكان الأرض بشر متخلف ونصبوا انفسهم اوصياء عليه وتبنو سياسات لاتجعله تقوم له قائمة وتحول بينه وبين النهوض واوهموه ان النهوض لا يكون الا باتباعهم والسير على خطاهم التي يرسمونها له..
وتبنى الغرب الفكرة الراسمالية العفنة النفعية وجعلها الدين المقدس له ولاتباعه التي تتحكم في طريقة التفكير وتبنى على أساسها الأفكار والمعاملات والعلاقات...ومن طبيعة الراسمالية استغلال كل شيء حتى لو كانت دماء البشر طالما انها تحقق الكسب والمنافع للجنس السيد...فلذلك راينا كيف انهم لا يتوانون في نهب خيرات العالم وثرواته ويستنزفون طاقاته ويُسخرون قدراته بلا هوادة .. ومن شان هذه العقيدة ان الثروة وتكدسها في ايدي الفئة القائمة على حكم العالم والمتحكمة بالتالي في مصيره والمستغلة لطاقاته وثرواته فانهكوا العالمين واهلكوا الحرث والنسل وطغوا في البلاد واكثروا فيها الفساد.
ان العقيدة التي نسميها نحن الايمان هي التي تحدد وجهة نظر الانسان في الحياة..وهي المنظار الذي من خلاله يرى الانسان الناس والكون والحياة.. ومن خلال تصوره المبني على عقيدته ينطلق في هذه الحياة ممارسا لنشاطاته واعماله وافعاله من خلال تصوره الذي صنعته له عقيدته التي يؤمن بها ويعتنقها فتحدد له المفاهيم والقيم وبالتالي تشكل له المبدأ الذي منه ينطلق..فتكيف سلوكه وفق تصورها ووفق ما ينبثق عنها من احكام وتشريعات تحدد علاقاته وتصرفاته وسائر اعماله..
وبناءً عليه فان الايمان او المعتقد هو نقطة الارتكاز الانطلاق لسلوك الانسان ومذهبه في الوجود.
بعد هذه المقدمة ناتي للإجابة على السؤال أعلاه وهو ما علاقة التقوى والايمان في الوضع الاقتصادي للبشر؟
ان المسلم المؤمن بعقيدة الإسلام التي تقوم على فكرة لا اله الا الله محمد رسول الله وتصوغ هذه الفكرة او العقيدة وجهة نظره في الحياة ويتخذها منطلقا لتفكيره وسلوكه وبناء مفاهيمه وقيمه في الوجود والحياة ونظرته للاشياء وعلاقاته مع الخلق والناس فانه لا ينظر لشيء او امر بمعزل عن الوجود الإلهي العظيم ويسلم بان الامر كله له فهو سبحانه المحيي وهو المميت وهو الرزاق الكريم..فقد قررت عقيدة الإسلام ان الرزق بيد الله وانه تعالى هو سببه..فيهبه لمن يشاء ويمسكه عمن يشاء..وبين القران الكريم ان الله بث في الأرض ارزاق الخلائق الكافية لهم ما عاشوا عليها..وحرمت احكام الإسلام كل ما من شانه ان يمنع الخلق من الوصول الى ارزاقهم فحرم الاحتكار وحرم اكل أموال الناس بالباطل بكل صوره وحرم استغلال الناس واقتناص فرص عوزهم وحاجتهم لابتزازهم فانت تطعم الفقير والمسكين والاسير الكافر ابتغاء وجه الله ولا تريد منه جراء ذلك لا حمدا ولا شكورا حتى لو اساء لك فلا ينبغي ان تقطع عنه الطعام والشراب ولا تبتزه بموقف حتى للايمان والدخول في دينك مستعلا بذلك عوزه وفقره ..وحرم الغش والرشوة التي بها تعطى امتيازات الاحتكار ومنع الاسراف والتبذير والربا الذي من شانه تدمير اقتصاديات الناس واستعبادهم بطريق ملتوي ويجعلهم رهن تسديد فوائده.. فالله تعالى وعد الناس الجنة والشيطان وعد الناس الفقر.
ان مفاهيم الايمان واحكام الإسلام المنبثقة منه من شانها فعلا إيجاد الرخاء الاقتصادي ليس للمسلمين فقط بل للبشرية جمعاء وهذا منسجم تماما مع ان الله تعالى ارسل خاتم الأنبياء رحمة عامة للناس اجمعين..نعم ان المؤمن ليعلم علم اليقين ان الله بث ارزاق الخلائق في الأرض ويسعى بحكم ايمانه الى ان يصل الخلائق الى ما بث لهم ربهم في ارضهم من رزق ومعايش كثيرة..وهذا من مهمات الرسالة التي يحملها المسلمون للبشرية..
لقد وهب الله هذه الامة - امة الإسلام - مصادر متنوعة ومتعددة تجعلها من اقوى الأمم اقتصادا في العالم..فمن المعادن والبترول والثمار والغلال المختلفة الوانها وانواعها الى البحار والشواطيء وما فيها من منافع وثروات واختلاف مناخات وطقس يوفر لها كل ما تحتاج من اقوات ونبات..فلذلك هم موضع حسد الحاسدين ومحط انظار الطامعين وموضع مكر الماكرين الراسماليين الشيطانيين.. فلا يحتاجون أبناء امتنا فعلا الا الايمان والانطلاق منه للحياة والتقوى لربهم الذي حملهم امانة المسؤولية عن العالمين وقيادتهم وامامتهم لما فيه السعادة والرخاء..وبهذا يجد المؤمنون المتقون حقا أثَرَ الإيمانِ والتقوى في تعدد مصادرِ اقتصادياتهم، ومن المقرر في علم الاقتصاد: أنَّ أقوى الأمم اقتصادًا الأمم ذات المصادر المتعددة لاقتصادِها؛ لأنَّ المصدر الاقتصادي الواحدَ عرضةٌ للهزَّاتِ الاقتصادية، وهبوط الأسواق؛ فصاحبُه في قلقٍ دائم مِن خوفِ نفادِه، أو الاستغناءِ عنه في الأسواق، أو قِلَّةِ رواجه لضعف الطلب، أو كثرتِه في الأسواق كثرةً تَضُرُّ برواجه.
ان الله عز وجل حين يخبِر عن نفسِه بأنه الرزاق، وأنه المعطى والمانع، يكون واجبَ المؤمنِ الإيمانُ بذلك عقيدةً مترجمةً في سلوك عمليٍّ، ويكون شُغله الشاغل هو البحث عن أسباب نَيْلِ ما عند الله مِن رزق..ومن اهم هذه الأسباب الايمان الباني للتقوى التي تُلزم المؤمن بالاتباع والعمل وفق التشريع في السر والعلن: وتتسبب له في البركة في رزقه وحياته- قال الله تعالى:- ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال وجهه لي احد الاخوة الاكارم يريد له جوابا فنستعين بالله تعالى ونقول:-
حينما قسمت الحضارة الغربية الاستعمارية العفنة العالم الى اول وثاني وثالث وجعلت الجنس الأوروبي الأبيض هو سيد العالم وصفوته ونخبته واعتبرت العالم الثاني شريكا للعالم الأول وحليفا والعالم الثالث وهو اغلبية سكان الأرض بشر متخلف ونصبوا انفسهم اوصياء عليه وتبنو سياسات لاتجعله تقوم له قائمة وتحول بينه وبين النهوض واوهموه ان النهوض لا يكون الا باتباعهم والسير على خطاهم التي يرسمونها له..
وتبنى الغرب الفكرة الراسمالية العفنة النفعية وجعلها الدين المقدس له ولاتباعه التي تتحكم في طريقة التفكير وتبنى على أساسها الأفكار والمعاملات والعلاقات...ومن طبيعة الراسمالية استغلال كل شيء حتى لو كانت دماء البشر طالما انها تحقق الكسب والمنافع للجنس السيد...فلذلك راينا كيف انهم لا يتوانون في نهب خيرات العالم وثرواته ويستنزفون طاقاته ويُسخرون قدراته بلا هوادة .. ومن شان هذه العقيدة ان الثروة وتكدسها في ايدي الفئة القائمة على حكم العالم والمتحكمة بالتالي في مصيره والمستغلة لطاقاته وثرواته فانهكوا العالمين واهلكوا الحرث والنسل وطغوا في البلاد واكثروا فيها الفساد.
ان العقيدة التي نسميها نحن الايمان هي التي تحدد وجهة نظر الانسان في الحياة..وهي المنظار الذي من خلاله يرى الانسان الناس والكون والحياة.. ومن خلال تصوره المبني على عقيدته ينطلق في هذه الحياة ممارسا لنشاطاته واعماله وافعاله من خلال تصوره الذي صنعته له عقيدته التي يؤمن بها ويعتنقها فتحدد له المفاهيم والقيم وبالتالي تشكل له المبدأ الذي منه ينطلق..فتكيف سلوكه وفق تصورها ووفق ما ينبثق عنها من احكام وتشريعات تحدد علاقاته وتصرفاته وسائر اعماله..
وبناءً عليه فان الايمان او المعتقد هو نقطة الارتكاز الانطلاق لسلوك الانسان ومذهبه في الوجود.
بعد هذه المقدمة ناتي للإجابة على السؤال أعلاه وهو ما علاقة التقوى والايمان في الوضع الاقتصادي للبشر؟
ان المسلم المؤمن بعقيدة الإسلام التي تقوم على فكرة لا اله الا الله محمد رسول الله وتصوغ هذه الفكرة او العقيدة وجهة نظره في الحياة ويتخذها منطلقا لتفكيره وسلوكه وبناء مفاهيمه وقيمه في الوجود والحياة ونظرته للاشياء وعلاقاته مع الخلق والناس فانه لا ينظر لشيء او امر بمعزل عن الوجود الإلهي العظيم ويسلم بان الامر كله له فهو سبحانه المحيي وهو المميت وهو الرزاق الكريم..فقد قررت عقيدة الإسلام ان الرزق بيد الله وانه تعالى هو سببه..فيهبه لمن يشاء ويمسكه عمن يشاء..وبين القران الكريم ان الله بث في الأرض ارزاق الخلائق الكافية لهم ما عاشوا عليها..وحرمت احكام الإسلام كل ما من شانه ان يمنع الخلق من الوصول الى ارزاقهم فحرم الاحتكار وحرم اكل أموال الناس بالباطل بكل صوره وحرم استغلال الناس واقتناص فرص عوزهم وحاجتهم لابتزازهم فانت تطعم الفقير والمسكين والاسير الكافر ابتغاء وجه الله ولا تريد منه جراء ذلك لا حمدا ولا شكورا حتى لو اساء لك فلا ينبغي ان تقطع عنه الطعام والشراب ولا تبتزه بموقف حتى للايمان والدخول في دينك مستعلا بذلك عوزه وفقره ..وحرم الغش والرشوة التي بها تعطى امتيازات الاحتكار ومنع الاسراف والتبذير والربا الذي من شانه تدمير اقتصاديات الناس واستعبادهم بطريق ملتوي ويجعلهم رهن تسديد فوائده.. فالله تعالى وعد الناس الجنة والشيطان وعد الناس الفقر.
ان مفاهيم الايمان واحكام الإسلام المنبثقة منه من شانها فعلا إيجاد الرخاء الاقتصادي ليس للمسلمين فقط بل للبشرية جمعاء وهذا منسجم تماما مع ان الله تعالى ارسل خاتم الأنبياء رحمة عامة للناس اجمعين..نعم ان المؤمن ليعلم علم اليقين ان الله بث ارزاق الخلائق في الأرض ويسعى بحكم ايمانه الى ان يصل الخلائق الى ما بث لهم ربهم في ارضهم من رزق ومعايش كثيرة..وهذا من مهمات الرسالة التي يحملها المسلمون للبشرية..
لقد وهب الله هذه الامة - امة الإسلام - مصادر متنوعة ومتعددة تجعلها من اقوى الأمم اقتصادا في العالم..فمن المعادن والبترول والثمار والغلال المختلفة الوانها وانواعها الى البحار والشواطيء وما فيها من منافع وثروات واختلاف مناخات وطقس يوفر لها كل ما تحتاج من اقوات ونبات..فلذلك هم موضع حسد الحاسدين ومحط انظار الطامعين وموضع مكر الماكرين الراسماليين الشيطانيين.. فلا يحتاجون أبناء امتنا فعلا الا الايمان والانطلاق منه للحياة والتقوى لربهم الذي حملهم امانة المسؤولية عن العالمين وقيادتهم وامامتهم لما فيه السعادة والرخاء..وبهذا يجد المؤمنون المتقون حقا أثَرَ الإيمانِ والتقوى في تعدد مصادرِ اقتصادياتهم، ومن المقرر في علم الاقتصاد: أنَّ أقوى الأمم اقتصادًا الأمم ذات المصادر المتعددة لاقتصادِها؛ لأنَّ المصدر الاقتصادي الواحدَ عرضةٌ للهزَّاتِ الاقتصادية، وهبوط الأسواق؛ فصاحبُه في قلقٍ دائم مِن خوفِ نفادِه، أو الاستغناءِ عنه في الأسواق، أو قِلَّةِ رواجه لضعف الطلب، أو كثرتِه في الأسواق كثرةً تَضُرُّ برواجه.
ان الله عز وجل حين يخبِر عن نفسِه بأنه الرزاق، وأنه المعطى والمانع، يكون واجبَ المؤمنِ الإيمانُ بذلك عقيدةً مترجمةً في سلوك عمليٍّ، ويكون شُغله الشاغل هو البحث عن أسباب نَيْلِ ما عند الله مِن رزق..ومن اهم هذه الأسباب الايمان الباني للتقوى التي تُلزم المؤمن بالاتباع والعمل وفق التشريع في السر والعلن: وتتسبب له في البركة في رزقه وحياته- قال الله تعالى:- ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشاركة