حديث العقل في العقل
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث في علاقة العقل بالوحي
العقل ما يميو الانسان عن غيره من اجناس الاحياء التي تشاركه العيش في الارض، والعقل البشري بحاجة الى بناء وتاسيس ، و العقل الذي لم يبنى على اساس الوحي، ولم يكن الوحي قاعدته الفكرية، هو عقل ناقص هابط .
فالعقل الذي يبنى على المصلحة والمنفعة، وتتحكم فيه الشهوات والرغبات يقود الانسان الى السلوك البهيمي الحيواني، ويهبط بانسانيته وتنتكس بشريته...
والعقل الذي يبنى على المشاعر والاحاسيس وردود الافعال والانفعالات، لا ينهض بصاحبه ولا يرتقي به، ويبقيه دوما في دائرة التفاعل مع المثيرات وما تولده من انفعالات، ومثل هذا التفكير يبقي الانسان دوما متاثرا لا مؤثرا، ويسحب من صاحبه زمام المبادرة وبالتالي يبقى صاحبه في موضع الاستدراج والانقياد للمؤثرات وصناعها...
اما العقل الذي استند في وجوده وبنائه الى قاعدة الوحي والايمان، فهو العقل المبدئي، الذي يقود ولا ينقاد، ويؤثر ولا يتاثر ،ويمتاز بالثبات والصلابة، وقدرته على التاثير، ويصنع من صاحبه قيادة وقدوة لغيره .... فالوحي بشقيه العقائدي والتشريعي، امان للانسان و العقل من الزيغ و الضلال والانحراف الفكري والسلوكي. وبمقدار ادراكه يسمو العقل والانسان نحو الكمال والجمال، والوحي عظم العقل حيث جعله مناط التكليف، فلذلك من الملفت للنظر ان القران في حديثه عن الاقناع والحجة والبرهان والبيان، وهي مرحلة بناء العقل كان يقول :- يا ايها الناس، وفي حديثه عن الشرائع والتكاليف كان يقول يا ايها الذين امنوا ...
كقوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57 يونس) ،فهنا يلفت نظرهم لما جاءهم من الحق واثاره التي سوف تتحقق في حياتهم ان هم امنوا به ...
وفي التشريع يخاطبهم في سورة المائدة فيقول جل جلاله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2).
وذلك لان التكاليف والشرائع متعلقة بضبط السلوك، وهذا يتطلب قاعدة ايمانية وعقيدة عقلية ولدت نفسية مستعدة للانضباط، ولا يتحصل هذا الا بعقلية بناها الايمان واسستها تعاليم الوحي وبراهينه، ونفسية ارتقت بمفاهيم الايمان واستعدت للاستجابة لنداءاته ... نسال الله تعالى ان يرزقنا تقواه حق تقاته وحسن طاعته وعبادته كما يحب ويرضى وان يفقهنا غي دينه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث في علاقة العقل بالوحي
العقل ما يميو الانسان عن غيره من اجناس الاحياء التي تشاركه العيش في الارض، والعقل البشري بحاجة الى بناء وتاسيس ، و العقل الذي لم يبنى على اساس الوحي، ولم يكن الوحي قاعدته الفكرية، هو عقل ناقص هابط .
فالعقل الذي يبنى على المصلحة والمنفعة، وتتحكم فيه الشهوات والرغبات يقود الانسان الى السلوك البهيمي الحيواني، ويهبط بانسانيته وتنتكس بشريته...
والعقل الذي يبنى على المشاعر والاحاسيس وردود الافعال والانفعالات، لا ينهض بصاحبه ولا يرتقي به، ويبقيه دوما في دائرة التفاعل مع المثيرات وما تولده من انفعالات، ومثل هذا التفكير يبقي الانسان دوما متاثرا لا مؤثرا، ويسحب من صاحبه زمام المبادرة وبالتالي يبقى صاحبه في موضع الاستدراج والانقياد للمؤثرات وصناعها...
اما العقل الذي استند في وجوده وبنائه الى قاعدة الوحي والايمان، فهو العقل المبدئي، الذي يقود ولا ينقاد، ويؤثر ولا يتاثر ،ويمتاز بالثبات والصلابة، وقدرته على التاثير، ويصنع من صاحبه قيادة وقدوة لغيره .... فالوحي بشقيه العقائدي والتشريعي، امان للانسان و العقل من الزيغ و الضلال والانحراف الفكري والسلوكي. وبمقدار ادراكه يسمو العقل والانسان نحو الكمال والجمال، والوحي عظم العقل حيث جعله مناط التكليف، فلذلك من الملفت للنظر ان القران في حديثه عن الاقناع والحجة والبرهان والبيان، وهي مرحلة بناء العقل كان يقول :- يا ايها الناس، وفي حديثه عن الشرائع والتكاليف كان يقول يا ايها الذين امنوا ...
كقوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57 يونس) ،فهنا يلفت نظرهم لما جاءهم من الحق واثاره التي سوف تتحقق في حياتهم ان هم امنوا به ...
وفي التشريع يخاطبهم في سورة المائدة فيقول جل جلاله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2).
وذلك لان التكاليف والشرائع متعلقة بضبط السلوك، وهذا يتطلب قاعدة ايمانية وعقيدة عقلية ولدت نفسية مستعدة للانضباط، ولا يتحصل هذا الا بعقلية بناها الايمان واسستها تعاليم الوحي وبراهينه، ونفسية ارتقت بمفاهيم الايمان واستعدت للاستجابة لنداءاته ... نسال الله تعالى ان يرزقنا تقواه حق تقاته وحسن طاعته وعبادته كما يحب ويرضى وان يفقهنا غي دينه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أعجبني
تعليق
مشاركة