حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاص البشرية فقط في التزام المنهج الرباني
قال الله تعالى..((افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لفوم يوقنون))
ان مشكلة الانسانية وعقدتها التاريخية في حياتها المجتمعية منذ بدات المجتمعات، هي مشكلة ضبط المجتمع بنظام وشرائع تضبط سيره وسلوكه، ونظام يحدد له وجهته في الحياة وطريقة سيره فيها، ورسالته التي يعيش بها ولاجلها، وتحدد له وجهة نظره في الحياة ومفاهيمه وقيمه عنها. وبالتالى الدور الوجودي للانسان في هذه الحياة.
ولقد كانت وما زالت مشكلة كل من التشريع او القانون والنظام هي الانسان نفسه، حيث نصب من نفسه الاها لنفسه وجنسه، واتخذ من هواه نظاما ومن ارادته ونزواته شريعة وقانونا، يوم توهم استغناءه عن الوحي وقطع صلته برب الخلق.
وقد عانت البشرية قرون الازمان غابرا وحاضرا وهي تسير في تيه الشهوات واسر الملذات، لتحقق اهواء ذوي القدرة النافذة ، وتخدم شهوات ذوي السلطة المتغلبة، في نظم استعباد مهين همجي، لا يعرف اصحابها انسانية لانسان الا وحاربوها او حرفوها عن مسارها، لتبقى البشرية خادمة المتع تحت مسمى اهل الفكر والقيادة للتحرر، وما هو الا الاستعباد بالشهوة، واطلاق العنان لاهلها، لتبقى ثلة المتسلطين والمتنفذين مستمرون، و باستعباد البشرية يستمتعون، وفي كل عصر لهم لباس وعنوان جديد فيوما اقطاعيون نبلاء واخر يسمون ليبراليون واخر علمانيون ........
وفي دوامة هذا الاضطراب في دولاب الضياع والتيه الدائر، يبقى الخاسر هو الانسان الذي اصبح حائرا، و ضاقت به السبل، وترنح من شدة ما استغل واستنزف في انسانيته وكرامته، حتى وجد المهرب من الحياة وضنكها، هو الهروب منها الى بوابة الجحيم والانتحار.
لقد افنى كثير من البشر اعمارهم في بحث عابث عن تجارب عابثة، علها تحل مشكلة وجوده وتحقق له السعادة، فافنوا اعمارهم في تجارب ما ان يحققوها فاذ بها السراب الموهوم، فيعاودوا الكرة للبحث عن تجربة جديدة فقضوا اعمارهم تجارب تدفع ثمنها وتكتوي بنارها بشريتنا المعذبة. وعمر الاجيال البشرية قصير لا يحتمل مزيدا من التجارب.... ((والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب))..
نعم ايها المنبهرون بسراب الارض وما عند اهلها، ان العمر قصير ولا يحتمل مزيدا من التجارب، ففروا الى الله الخالق المدبر الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، فشرع لكم ما ينهضكم وينقذكم من وهدات السقوط والانزلاق في مستنقعات العبودية للعباد، ويصلح دنياكم واخراكم ويرفعكم عن عبودية الدون من البشر، لتسموا بعبودية رب البشر ..فاستمعوا لداعي الله وهو يدعوكم لما يحييكم ولا تتبعوا السبل فتضلكم عن سبيله. انكم ان استجبتم والتزمتم شرع ربكم هديتم وافلحتم وسعدتم....
وان اصررتم على الركض وراء السراب انتم في الشقاء باقون وعليه ميتون ويوم القيامة معذبون واسمعو ما يحذركم منه ربكم :- ((ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى.قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا.قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى))..وكم من امة ممن سبقكم عمروا الارض واثاروها اكثر مما عمرتموها، فلما كذبوا بايات الله تعالى ونأوا عن ذكره وهديه ورفضوا منهجه، اهلكهم الله واخذهم بعذابه اخذا وبيلا وترك لكم اثارهم عبرة وعظة للمتقين..((قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة اللذين من قبل كان اكثرهم مشركين)).((قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين)).
فيا شباب الاسلام والمستقبل لكم واعد بعون الله لاتلتفتوا للمنافقين العلمانيين المبهورين والمفتونين بدين الديمقراطية الوثنية الكاذبة والراسمالية العفنة المنتنة التي تتخذها وسيلة لاستعماركم، وتحت شعارها وبدعواها يذبحون ابنائكم وينتهكون حرماتكم ويستعبدونكم وينهبون ثرواتكم...ولتتضافر جهودكم لاقامة حكم الله في ارضه - على منهج نبيكم- الذي ارسل رحمة للناس كافة بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا - لتحكموا بشرع ربكم الذي يخرجكم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة ،وتحملوا للبشرية نظام الاسلام وقرانه رحمة ربكم للعالمين وخلاص البشرية من عناءها وكدها ومعاناتها ، فانتم ورثته صلى الله عليه وسلم في حمل رسالته وهذا شرف عظيم لكم فلا تفوتوه ((يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون)).اللهم اجعلنا ممن سمع فاستجاب وتاب الى ربه فاناب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.