الاخلاق في الاسلام لا تبحث بمعزل عن الفكر
ان الاخلاق في الاسلام لا تنفصل عن فكره وقيمه ومفاهيمه واحكامه ،بل هي جزء اساس منه، وثمرة طبيعية لافكاره واحكامه، لا تنفصل ولا تنعزل عنها،بل هي من مطاليب احكامه وتشريعاته، و نحن احوج ما نكون في هذا العصر الهابط للاقتداء باخلاق النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم، ونحييها في حياتنا فكرا وسلوكا ومعاملات ، لتزكوا نفوسنا، كحاجتنا تماما لنور هداه لتستنير به افكارنا وعقولنا. سواءً كنا افرادأ ام جماعات ام هيئات ومؤسسات او تنظيمات، وسواءً كنا دعاةً ام معلمين ام مربين اباء ً وامهات...
كان رسول الهدى ونبي الرحمة وحامل رسالة الله إلى الإنسانية كافّة صلوات الله وسلامه عليه كما وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم4]، وكان خير معلّم عرفته البشرية، وكان على هذا الخلق العظيم، ومن خلقه ذلك ما خاطبه به ربّه بقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [ال عمران159 ]، وما أخبرنا به تعالى عنه بقوله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة128]، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة2]، ثمّ أرشدنا تعالى إلى التأسّي به بقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً﴾ [الاحزاب 21].
فهو بخلقه العظيم أُسوة عامّة للمسلمين أجمعين،افرادا وجماعات، وهو بتعليمه وتربيته في إطار هذا الخلق العظيم أسوة للدعاة والمعلِّمين والمربِّين بشكل خاص، ومعنى ذلك أنّ المعلِّم والداعي المسلم مطلوب منه أن يمارس مهمته مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم باذلاً جهده في أن يقتبس من خلقه وسيرته لتصفو سريرته وتزكو نفسه و يطيب سلوكه وخلقه.و ليحقق نهضة ارتقائية شمولية متكاملة شاملة في كل جوانب حياته ، فيكون انموذجا يحتذى ويضرب مثالا حيا للاقتداء والتأسي بنبيه صلى الله عليه واله وسلم، والذي وصفته زوجه عائشة رضي الله عنها وارضاها حينما سُئلت عن خُلُقه، فقالت: «كان خُلق نبيِّ الله القرآن»[ابن عساكر]، أي: إنّه كان متخلقاً بكلّ الأخلاق والآداب الحسنة الطيبة الكريمة التي دعا إليها القرآن، والتي بعث صلى الله عليه وسلم ليتممها، وكان عاملاً بكلّ أوامر الله الواردة في القرآن منتهياً عن نواهيه، متباعداً عن كلِّ ما حذّر الله منه في كتابه، فكان يتحرّك عليه الصلاة والسلام حركة فعلية بأخلاق القرآن، وهو المعلِّم الداعي الفذّ الذي أدّى الأمانة، وبلّغ الرسالة، ونصح للأُمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده، وأقام أركان المجتمع المسلم، وأنشأ الدولة الإسلامية، وأرسى قواعد الأخلاق، ورسّخ بنيان التعليم والدعوة على تلك القواعد، فهو في ذلك أُسوة للعالِـم والمتعلِّم، بل هو أُسوة للناس كافّة، فاستحقصلوات ربي عليه واله وصحبه ان يوجهنا الله تعالى للاقتداء والتأسي به في قوله سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً﴾الاحزاب21.
ان التعامل مع الاخلاق في الاسلام ،يجب ان يكون بعيدا كل البعد عن نظرة ونهج مناهج اهل الارض الوضيعة الوضعية الهالكة المتهالكة،والهابطة المتهافتة، والتي تنظر للاخلاق من منظار المصالح والمنافع والمكاسب فحسب، فالاخلاق في ديننا وعقيدتنا عبادات لها ثواب وعلى تركها عقاب، فهي لا تنفصل بتاتا عن احكامنا ومفاهيمنا وافكارنا وقيمنا وشريعتنا وعقيدتنا وختاما نعرج على تعريف الاخلاق في اللغة والاصطلاح لتعم الفائدة ان شاء الله..
في اللغة: «الدين والطبع والسجية»[ابن منظور، لسان العرب: ج10، ص85.]. وفي الاصطلاح: «عبارة عن هيئة راسخة في النفس، تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية»[الغزالي أبو حامد، إحياء علوم الدين: ج8 ص96.]. والهيئة هنا هي المفاهيم والقيم المترسخة في الذهن والنفس ، جملنا الله واياكم بحسن الخلق وبتقواه وملازمة طاعته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ان الاخلاق في الاسلام لا تنفصل عن فكره وقيمه ومفاهيمه واحكامه ،بل هي جزء اساس منه، وثمرة طبيعية لافكاره واحكامه، لا تنفصل ولا تنعزل عنها،بل هي من مطاليب احكامه وتشريعاته، و نحن احوج ما نكون في هذا العصر الهابط للاقتداء باخلاق النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم، ونحييها في حياتنا فكرا وسلوكا ومعاملات ، لتزكوا نفوسنا، كحاجتنا تماما لنور هداه لتستنير به افكارنا وعقولنا. سواءً كنا افرادأ ام جماعات ام هيئات ومؤسسات او تنظيمات، وسواءً كنا دعاةً ام معلمين ام مربين اباء ً وامهات...
كان رسول الهدى ونبي الرحمة وحامل رسالة الله إلى الإنسانية كافّة صلوات الله وسلامه عليه كما وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم4]، وكان خير معلّم عرفته البشرية، وكان على هذا الخلق العظيم، ومن خلقه ذلك ما خاطبه به ربّه بقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [ال عمران159 ]، وما أخبرنا به تعالى عنه بقوله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة128]، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة2]، ثمّ أرشدنا تعالى إلى التأسّي به بقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً﴾ [الاحزاب 21].
فهو بخلقه العظيم أُسوة عامّة للمسلمين أجمعين،افرادا وجماعات، وهو بتعليمه وتربيته في إطار هذا الخلق العظيم أسوة للدعاة والمعلِّمين والمربِّين بشكل خاص، ومعنى ذلك أنّ المعلِّم والداعي المسلم مطلوب منه أن يمارس مهمته مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم باذلاً جهده في أن يقتبس من خلقه وسيرته لتصفو سريرته وتزكو نفسه و يطيب سلوكه وخلقه.و ليحقق نهضة ارتقائية شمولية متكاملة شاملة في كل جوانب حياته ، فيكون انموذجا يحتذى ويضرب مثالا حيا للاقتداء والتأسي بنبيه صلى الله عليه واله وسلم، والذي وصفته زوجه عائشة رضي الله عنها وارضاها حينما سُئلت عن خُلُقه، فقالت: «كان خُلق نبيِّ الله القرآن»[ابن عساكر]، أي: إنّه كان متخلقاً بكلّ الأخلاق والآداب الحسنة الطيبة الكريمة التي دعا إليها القرآن، والتي بعث صلى الله عليه وسلم ليتممها، وكان عاملاً بكلّ أوامر الله الواردة في القرآن منتهياً عن نواهيه، متباعداً عن كلِّ ما حذّر الله منه في كتابه، فكان يتحرّك عليه الصلاة والسلام حركة فعلية بأخلاق القرآن، وهو المعلِّم الداعي الفذّ الذي أدّى الأمانة، وبلّغ الرسالة، ونصح للأُمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده، وأقام أركان المجتمع المسلم، وأنشأ الدولة الإسلامية، وأرسى قواعد الأخلاق، ورسّخ بنيان التعليم والدعوة على تلك القواعد، فهو في ذلك أُسوة للعالِـم والمتعلِّم، بل هو أُسوة للناس كافّة، فاستحقصلوات ربي عليه واله وصحبه ان يوجهنا الله تعالى للاقتداء والتأسي به في قوله سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً﴾الاحزاب21.
ان التعامل مع الاخلاق في الاسلام ،يجب ان يكون بعيدا كل البعد عن نظرة ونهج مناهج اهل الارض الوضيعة الوضعية الهالكة المتهالكة،والهابطة المتهافتة، والتي تنظر للاخلاق من منظار المصالح والمنافع والمكاسب فحسب، فالاخلاق في ديننا وعقيدتنا عبادات لها ثواب وعلى تركها عقاب، فهي لا تنفصل بتاتا عن احكامنا ومفاهيمنا وافكارنا وقيمنا وشريعتنا وعقيدتنا وختاما نعرج على تعريف الاخلاق في اللغة والاصطلاح لتعم الفائدة ان شاء الله..
في اللغة: «الدين والطبع والسجية»[ابن منظور، لسان العرب: ج10، ص85.]. وفي الاصطلاح: «عبارة عن هيئة راسخة في النفس، تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية»[الغزالي أبو حامد، إحياء علوم الدين: ج8 ص96.]. والهيئة هنا هي المفاهيم والقيم المترسخة في الذهن والنفس ، جملنا الله واياكم بحسن الخلق وبتقواه وملازمة طاعته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.