من مقتضيات السياسة الشرعية الرعوية الاستفدة من العبادات المالية
السياسة الرعوية للامة تقتضي توجيه العبادات المالية والمادية حسب منفعة الرعية وحسب ما يلزم لمعالجة الاحوال الطارئة على الامة، ويستفاد ذلك من حديث الدافة وادخار لحوم الاضاحي ، حيث روى كل من ائمة الحديث : الامام مسلم والامام مالك والامام البيهقي رحمهم الله تعالى عن عبد الله بن أبى بكر عن عبد الله بن واقد أنه قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثة قال عبد الله بن أبى بكر فذكرت ذلك لعمره بنت عبد الرحمن؛ فقالت صدق سمعت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول دفَّ( 1)
أهل أبيات من أهل البادية حضره الأضحى زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادخروا ثلاثًا ثم تصدقوا بما بقي" فلما كان بعد ذلك قيل يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الودك (2) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما ذلك؟ قالوا نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث؛ فقال: " إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم فكلوا وادخروا وتصدقوا"...
فديننا دين التواد والتحاب والتكاتف والتكافل والتراحم ومسؤلية الجميع عن الجميع ودين تقع فيه مسئولية الجائعين على جيرانهم الأغنياء، فلا يدخل الجنة مع السابقين من بات شبعان، وجاره الى جنبه جائع، ودين الرحمة بالعالمين حيث فرض للفقراء حقاً معلوما ومقدرا في اموال الأغنياء، حيث يقول جل شأنه : { والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم } المعارج24} ومما اوجبه على صاحب الاضحية وهدي الحاج ان يطعم البائس الذي لا حيلة له والفقير المفتقر المحتاج للعون والمساعدة فقال تعالى: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }الحج28 } .
وجاء في الحديث النبوي الشريف: "أيما أهل عرصة (3) بات فيهم امرؤ جائع وهم يعلمون فقد برئت منهم ذمة الله" رواه الإمام أحمد. وحتى نكون في ذمة الله وعهده ومحبته ورضاه، لابد من إنقاذ الأمة من العوز والحاجة والفقر، الذي يحول بينها وبين تامين حاجات بيوتهم الاساسية في ظروف هذا الابتلاء العالمي نسال الله ان ينقذ البشرية جمعاء من شر هذا الوباء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دفَّ ، الدافة فالدف هو السير البطيء مع تقارب الخطو والدافة هم كل من ينتقل من بلاده ويلجأ الى بلد اخر طلبا للعيش والنجاة من مجاعة وغيرها، وهم في الحديث قوم مساكين قدموا المدينة أقدمتهم المجاعة التي حلت بالاعراب في بادية المدينة زمن النبوة فدفوا الى المدينة طلبا للعون والمعيشة وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة.
(2) يجملون الودك أي يذيبون الشحم .
(3) العرصة الحي او الحارة او المكان ذا التجمع السكني .
السياسة الرعوية للامة تقتضي توجيه العبادات المالية والمادية حسب منفعة الرعية وحسب ما يلزم لمعالجة الاحوال الطارئة على الامة، ويستفاد ذلك من حديث الدافة وادخار لحوم الاضاحي ، حيث روى كل من ائمة الحديث : الامام مسلم والامام مالك والامام البيهقي رحمهم الله تعالى عن عبد الله بن أبى بكر عن عبد الله بن واقد أنه قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثة قال عبد الله بن أبى بكر فذكرت ذلك لعمره بنت عبد الرحمن؛ فقالت صدق سمعت عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول دفَّ( 1)
أهل أبيات من أهل البادية حضره الأضحى زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادخروا ثلاثًا ثم تصدقوا بما بقي" فلما كان بعد ذلك قيل يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الودك (2) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما ذلك؟ قالوا نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث؛ فقال: " إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم فكلوا وادخروا وتصدقوا"...
فديننا دين التواد والتحاب والتكاتف والتكافل والتراحم ومسؤلية الجميع عن الجميع ودين تقع فيه مسئولية الجائعين على جيرانهم الأغنياء، فلا يدخل الجنة مع السابقين من بات شبعان، وجاره الى جنبه جائع، ودين الرحمة بالعالمين حيث فرض للفقراء حقاً معلوما ومقدرا في اموال الأغنياء، حيث يقول جل شأنه : { والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم } المعارج24} ومما اوجبه على صاحب الاضحية وهدي الحاج ان يطعم البائس الذي لا حيلة له والفقير المفتقر المحتاج للعون والمساعدة فقال تعالى: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }الحج28 } .
وجاء في الحديث النبوي الشريف: "أيما أهل عرصة (3) بات فيهم امرؤ جائع وهم يعلمون فقد برئت منهم ذمة الله" رواه الإمام أحمد. وحتى نكون في ذمة الله وعهده ومحبته ورضاه، لابد من إنقاذ الأمة من العوز والحاجة والفقر، الذي يحول بينها وبين تامين حاجات بيوتهم الاساسية في ظروف هذا الابتلاء العالمي نسال الله ان ينقذ البشرية جمعاء من شر هذا الوباء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دفَّ ، الدافة فالدف هو السير البطيء مع تقارب الخطو والدافة هم كل من ينتقل من بلاده ويلجأ الى بلد اخر طلبا للعيش والنجاة من مجاعة وغيرها، وهم في الحديث قوم مساكين قدموا المدينة أقدمتهم المجاعة التي حلت بالاعراب في بادية المدينة زمن النبوة فدفوا الى المدينة طلبا للعون والمعيشة وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة.
(2) يجملون الودك أي يذيبون الشحم .
(3) العرصة الحي او الحارة او المكان ذا التجمع السكني .