خطاب المسلم في مواجهة الطوفان
زهير سالم*
يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
يخبرنا ربنا ان صلاح الأعمال مبني على صلاح الأقوال . فلا يستهينن إنسان بقول لا يملك خطامه .
ويقول : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) . ونضّر الله امرأ ، أعد لكل قول يقوله كفاء من بيان أو عذر . والحسيب عليم خبير .
ويقول ربنا (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .. سبحان ربنا العزيز الحكيم
ويقول ربنا عز وجل ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
وهذه آية كريمة جامعة لكل مفاصل خطابنا القاصد الهادف ، أمر بصدقة ..أمر بمعروف وما أجمل صنائع المعروف ، ثم إصلاح بين الناس ، وليس التأليب والتحريش والتحريض على العداوة والبغضاء . والنجوى هي هذه الأحاديث التي نتداولها ونحن متكئون على آرائكنا ، ونقذف بها على الصفحات في وجوه بَعضُنَا .
ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم - أي كفيل - ببيت في ربض الجنة - أقربها وأدناها - لمن ترك المراء وإن كان محقا " أخرجه أبو داود عن سيدنا أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
واعتبر الإمام الغزالي رحمه الله من المراء الجلوس على أفواه الناس ، كلما تكلم متكلم تعقبه المماري بالتخطئة وإظهار العيب في كلامه . ومن التمس حقيقة المراء في ربع المهلكات من أحياء علوم الدين أدرك أن المراء غير الجدل وكلا الخلتين مهلك وذميم .
وترك المراء أن تدير ظهرك برفق ولطف لمن يماريك ليس لانقطاع حجة ولا لضعف بيان ؛ وإنما تأسيسا على ما جاء في الكتاب العزيز من أمر بنشر السلام . ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )
فإن لم يجد الإنسان منا ما يقوله من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الجنة قيعان -ارض خصبة رطبة- وأن غراسها سبحان الله والحمد لله .
كلمة نغرس بها غرسة في الجنة أجمل من الانشغال بالقيل والقال . وقد كره لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " هل تقدرون أن إضاعة الوقت من إضاعة المال ؟! أنا أقدر ذلك فالوقت هو الحياة ، وهو عنصر أساس في القيام بحق الاستخلاف وأداء رسالة " واستعمركم فاستغفروه ثم توبوا إليه "
نداء إلى الأحياء ...
اجعلوا من مات خلف ظهوركم فقد أفضى إلى عدل عليم حكيم لا تخفى عليه خافية ، يحاسب على الذرة من خير ومن شر . ومن شك في هذا فقد أعظم على الله الفرية .
واشتغلوا على من ابتلاكم الله بعداوته ، ووكل إليكم أمر جهاده ..
( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
( وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا .)
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )
لندن : ١٠ شعبان / ١٤٤١
٣ / ٤ / ٢٠٢٠
___________
*مدير مركز الشرق العربي
زهير سالم*
يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
يخبرنا ربنا ان صلاح الأعمال مبني على صلاح الأقوال . فلا يستهينن إنسان بقول لا يملك خطامه .
ويقول : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) . ونضّر الله امرأ ، أعد لكل قول يقوله كفاء من بيان أو عذر . والحسيب عليم خبير .
ويقول ربنا (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .. سبحان ربنا العزيز الحكيم
ويقول ربنا عز وجل ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
وهذه آية كريمة جامعة لكل مفاصل خطابنا القاصد الهادف ، أمر بصدقة ..أمر بمعروف وما أجمل صنائع المعروف ، ثم إصلاح بين الناس ، وليس التأليب والتحريش والتحريض على العداوة والبغضاء . والنجوى هي هذه الأحاديث التي نتداولها ونحن متكئون على آرائكنا ، ونقذف بها على الصفحات في وجوه بَعضُنَا .
ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم - أي كفيل - ببيت في ربض الجنة - أقربها وأدناها - لمن ترك المراء وإن كان محقا " أخرجه أبو داود عن سيدنا أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
واعتبر الإمام الغزالي رحمه الله من المراء الجلوس على أفواه الناس ، كلما تكلم متكلم تعقبه المماري بالتخطئة وإظهار العيب في كلامه . ومن التمس حقيقة المراء في ربع المهلكات من أحياء علوم الدين أدرك أن المراء غير الجدل وكلا الخلتين مهلك وذميم .
وترك المراء أن تدير ظهرك برفق ولطف لمن يماريك ليس لانقطاع حجة ولا لضعف بيان ؛ وإنما تأسيسا على ما جاء في الكتاب العزيز من أمر بنشر السلام . ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )
فإن لم يجد الإنسان منا ما يقوله من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الجنة قيعان -ارض خصبة رطبة- وأن غراسها سبحان الله والحمد لله .
كلمة نغرس بها غرسة في الجنة أجمل من الانشغال بالقيل والقال . وقد كره لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " هل تقدرون أن إضاعة الوقت من إضاعة المال ؟! أنا أقدر ذلك فالوقت هو الحياة ، وهو عنصر أساس في القيام بحق الاستخلاف وأداء رسالة " واستعمركم فاستغفروه ثم توبوا إليه "
نداء إلى الأحياء ...
اجعلوا من مات خلف ظهوركم فقد أفضى إلى عدل عليم حكيم لا تخفى عليه خافية ، يحاسب على الذرة من خير ومن شر . ومن شك في هذا فقد أعظم على الله الفرية .
واشتغلوا على من ابتلاكم الله بعداوته ، ووكل إليكم أمر جهاده ..
( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
( وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا .)
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )
لندن : ١٠ شعبان / ١٤٤١
٣ / ٤ / ٢٠٢٠
___________
*مدير مركز الشرق العربي