الحديث موصول عن رفض علمانيي وطني قبولها الديانة اليهودية (ديانة قومية، جنسية)! ظناً منهم أن اليهود يتعاملون مع دينهم مثلما يتعاملون هم مع الإسلام، إذاعات وتلفاز يبدأ وينهِ بثه بآيات من القرآن الكريم، يتذكرون القرآن الكريم للقراءة على الموتي وعند النكبات والمصائب. برامج وأنشطة ثقافية وتربوية هدامة، وسياسات وممارسات وتشريعات مخالفة وضد الإسلام، وإسلام لا علاقة له في إعداد النشء والأجيال، وأقزام العلم والثقافة يستهزءون به، وعندما يحتاجونه في أمر ما، أو يريدوا تمرير تشريع أو اتفاق أو أي شأن من شئون حياتنا ضد إسلامنا ويخشوا من معارضة المواطنين له، تجد برامجهم تحولت للتدين والتقوى، يصبح الدين مكون أساسي من مكونات الثقافة والفن والإعلام، وفي السلم والحرب، والسياسة والاقتصاد والاجتماع و...، ويستدعون مشائخ وعلماء السلطان وغيرهم، ويخرج علينا الرؤوساء والوزراء وقادة الفكر والمسئولين العلمانيين الذي يمارسون ليل نهار حربهم على الدين، وسياسة فصل الدين عن شئون حياتنا اليومية، ويتحولوا إلى وعاظ وعلماء دين، وما أن تنتهِ الحالة يتم استبعاد كل ما استدعته الضرورة على كراهة!
لذلك هم تعاملوا مع مؤسسي الحركة الصهيونية وكيان العدو الصهيوني وتمسكهم والتزامهم بتعاليم وأهداف دينهم كما يتعاملون هم مع إسلامهم، على أنه استغلال منهم للدين وأنهم في الحقيقة علمانيين ملحدين، واليهودية دين وليست (ديانة قومية، جنسية)، وأن قومية اليهودي وجنسيته يتبع عرقه والبلد المقيم فيه! فأنتجوا لنا فهم مشوه وخاطئ لحقيقة عدونا، لذلك هو نجح ونحن فشلنا، هو انتصر ونحن هُزمنا، هو شارف أن يبلغ إفساده الذي أخبرنا به الله تعالى في سورة الإسراء نهايته، وعلمانيي وطني مازلوا يجترون قراءات وتحليلاتهم كما هي؟! لذلك نحن نتمسك أشد من السابق (منذ عام 1978) بقرائتنا وفهمنا لليهودية أنها (ديانة قومية، جنسية)، وأن الحركة الصهيونية حركة يهودية خالصة وليست حركة سياسية عميلة لـ(الاستعمار)!
مفهوم الخلاص العصري (الخلاص القومي)
قرأ علمانيي وطني أنه في الوقت الذي طورت فيه حركة القبالاه اليهودية (مفهوم الخلاص) صوفياً، كان هناك جهد يهودي موازٍ ولكن بمفهوم عصري يتوافق مع ما ستحدثه ثورة مارتن لوثر الدينية التخريبية في الغرب من تصدع في جسد (الأمة المسيحية) التي كانت تحكمها الكنيسة، وبداية نشأة "الأمم القومية العرقية"، وكان ذلك الجهد منصباً على تأكيد أن اليهودية "ديانة قومية" تحتاج إلى "دولة قومية".
حيث دعا الرباني (ليفيا بن بلايل 1550 - 1609)، إلى إعادة تفسير المستقبل اليهودي بمصطلحات غربية معاصرة، فقال: "إن (اليهودية) لم تعد تُعرف على أنها (دين) بل على أنها (شعب) وأن أوروبا منذ اللحظة لم تعد تتصور شكلاً آخر لـ(لتنظيم الاجتماعي) سوى شكل (الأمة القومية) و(الدولة)، ورأى (أن المهمة الأولى لليهود هي أن يتكونوا في (قومية) وأن ينشئوا (دولة) بأراضيها الخاصة". وقد كان الحاخام (ليفيا بن بلايل) من أوائل وأبرز الحاخاميين اليهود التقليديين "الأرثوذكس" الذين عمدوا إلى تطوير نواح من الفكر القومي اليهودي ضمن إطار ديني، "وهو أول يهودي أرثوذكسي في تاريخ الشتات يقترح إعادة توطين اليهود بفلسطين كشرط جوهري لتحقيقهم الكامل كـ(شعب). وفي الأجيال اللاحقة حاول غيره من الحاخاميين الأرثوذكس أن يجمعوا بين عناصر التقليد والعقائد الصاعدة للقومية الحديثة".
لم تكن دعوة بن بلايل نابعة من تأثره بالفكر القومي الغربي، فالقومية الغربية الحديثة لم تكن قد تبلورت بعد وأخذت شكلها الحالي، ولم تكن دعوته مشروع غربي لاستغلال اليهود ضد وطننا، ولكنها كانت محاولة يهودية جادة لبلورة فكرة (القومية اليهودية) بمفاهيم عصرية. ومع ذلك زعموا أن اليهود لم يفكروا يوماً في العودة لفلسطين، وأنهم يؤمنون بالعودة سلمياً آخر الزمان مع مسيحهم الدجال!!!
كما أنهم قرأـوا أنه سبق الحركة الصهيونية في الدعوة إلى اغتصاب فلسطين الحركات الصوفية اليهودية مثل "القبالاة" و"الحسيدية" وغيرهما، التي ربطت الإيمان والخلاص باستعمار الأرض في فلسطين، ومارست ذلك عملياً منذ القرن السادس والثامن عشر. كما أن الحاخام (يهودا القالي) في بدايات القرن التاسع عشر طور فكرة الخلاص هو والحاخام (هيرش كاليشر)، وربطوها أكثر من سابقيهم باستعمار فلسطين، واعتبروا ذلك بداية قدوم المسيح المنتظر. كما دعا إلى تجميع اليهود على أساس اللغة العبرية، هذه الفكرة اعتمدها من جاء بعده من القادة الصهاينة أمثال هرتزل ونورد وينسكر مؤسس جمعية "أحباء صهيون" و"قديمة" وغيرهم، متأثرين بالقومية الألمانية وأعطوها شكلاً عصرياً حتى تبدو مقبولة. وإن كان الأوروبيون أنشأوا دولهم القومية على أساس "اللغة" و"الجنس" وغيرها من عناصر ومقومات القومية التي لا تتوفر لليهود، فكان على اليهود أن يدعوا إلى إحياء اللغة العبرية والعودة إلى دين اليهود، لحل مشكلة اللغة والجنس والأرض والتاريخ المشترك... الخ وصياغته في إطار عصري. وقالوا لنا أن الحركة الصهيونية حركة سياسية علمانية استغلت الدين لتحول اليهود عملاء للمشروع (للاستعماري الغربي)
وكما لم يفهم علمانيي وطني كل الجهود اليهودية قبل الحركة الصهيونية واعتبروها كانها لم تكن، أيضا لم يفهموا ما كتبه هرتزل في السطور الأولى في كتابه "دولة اليهود": "إن الفكرة التي عالجتها وبسطتها في هذا الكراس هي فكرة قديمة جداً. إعادة بناء الدولة اليهودية"! "فكرة قديمة جداً" ليست جديدة! وأوضح أن عمله لن يزيد عن "تنظيم الجهود اليهودية في عمل منظم ودولي". فهموا ما أرادوه فقط، وكل همهم تجريد الحركة الصهيونية من بُعدها الديني عداء منهم للإسلام!
الصهيونية وليدة عقدة التفوق العنصري اليهودي
علمانيي وطني قرأوا سير حياة قادة الحركة الصهيونية ومؤسسيها وترجموها واكتشفوا أن كثيراً منهم قد انتسب إلى حركة الإصلاح الديني اليهودية (الهسكلاه) التي كانت تدعو إلى إندماج اليهود في المجتمعات القومية التي يعيشون فيها، لأنهم جزء من تلك القوميات دماً وعرقاً، إلا أنهم سرعان ما اكتشفوا أن تلك الأفكار الإصلاحية لا تستطيع حل أزمة اليهود، لا على الصعيد الفردي كما هو في أوروبا الغربية، ولا على صعيد أمة اليهود، كما هو الحال في أوروبا الشرقية. وعرف علمانيي وطني أن ذلك راجع لأسباب ذاتية تتعلق باليهودي نفسه ورثها عن دينه، وهو أن حياة (الجيتو) عمقت لديه الشعور بالتميز والتفوق العرقي عقدة الاستعلاء على الآخرين. ولم تستطع مجتمعات الاندماج أن تعطيهم تلك الامتيازات التي يعتقدون أنها حق لهم، وهم لم يستطيعوا التنازل عنها، فكان لا بد من الارتداد إلى الدين للاحتماء به والعودة إلى العزلة! ويظهر جوهر الصهيونية الديني بوضوح في تمسكهم بالخرافات الأسطورية الدينية، فكرة (شعب الله المختار)، و(التفوق العرقي والنوعي لليهودي)، وهما عاملان مرتبطان يكمل أحدهما الآخر. "لقد ولدت الصهيونية بدون شك في تربة التفوق العرقي".
دعونا نطرح بعض الأسئلة على علمانيي وطني حول الموضوع: مَنْ الذي أعطى الصهيونية هذان العاملان؟ مَنْ الذي جعلهما جوهر الدين اليهودي والصهيونية؟ هل هي الأناجيل النصرانية؟! أم أجهزة مخابرات الدول (الاستعمارية)؟! أم الفكر القومي الغربي والفلسفات الحديثة؟! أو ....؟! بالتأكيد ليس أي أحد سوى الكتبة (الفريسيين) أثناء السبي البابلي هم الذين أعطوا الصهيونية بعدها الديني، الذي يعتبر نقطة الانطلاق للشعور بالنقاء العرقي والتفوق النوعي للجنس اليهودي، "وقد تبلور هذا الاتجاه على لسان عزرا (أحد أنبياء اليهود بعد العودة من السبي البابلي) الذي حارب الزواج المختلط وطالب بتطليق الأغيار. وشدد على نقاء العنصر بدءاً من عالم النبات والحيوان إلى عالم الإنسان، وفي القرون الوسطى ومجتمعات الجيتو (الأحياء اليهودية) توسع الحاخاميون بالتعاليم التلمودية. ودعوا لممارسة ضروب مختلفة من التمييز بين اليهودي وغير اليهودي، ولا شك أن كثير من ذلك ينطلق من الفكرة الأساسية اليهودية لمفهوم (شعب الله المختار) الذي يزعم أن الرب فضل اليهود على بقية الشعوب. وأسهب في التأكيد على هذه الفكرة الشاعر اليهودي الأندلسي (يهودا بن هاليفي من القرن الثاني عشر الميلادي) الذي كتب قصائد عاطفية عبرت عن حنين اليهودي إلى فلسطين وتمسكه بها واحتلت مثل هذه الأشعار مكانة خاصة في أدب الصهيونية الحديث. وألف هذا الشاعر (بن هاليفي) كتاب (الخزري) وفيه تحدث عن اليهود من الناحية الجسمية، وأكد امتيازهم في هذه الناحية عن غيرهم ممن هم في منزلة دون منزلتهم. ومضى يؤكد أن خلط الدم بالزواج عصيان لله تحل عقوبته في الأولاد والأحفاد (حسب نقاء سلالتهم)، وهاجم الشتات وألح على ضرورة عودة صياغة الروح الصهيونية".
ذاك الإيمان اليهودي تجده في أفكار وكتابات كثير من الصهاينة الجدد، فقد كتب القاضي (برانديس) يقول: "إن الدم اليهودي الذي يجري في عروق (بني إسرائيل) يحمل تفوقاً معنوياً وفكرياً وعبقرياً وموهبة باليهود. تبقي فيهم حتى لو تخلوا عن الديانة اليهودية كما هو الحال بالنسبة إلى ماركس ودزرائيلي وسبينوزا"! ويرى موسى هس أنه: "خلف مشاكل القومية والحرية تقبع مسألة العرق العميقة، والمؤسسات الاجتماعية في نظره كالنظرة الروحية هي وليدة العرق المقام فإن التاريخ الماضي بأسره يدور حول صراع العروق والطبقات، بينما يحتل صراع العروق المقام الأول ويأتي صراع الطبقات في المقام الثاني فالعداء العرقي أو العنصري متى بطل يؤدي إلى إبطال الصراع الطبقي". تلك العنصرية والتفوق العرقي يؤكده (ماكس نوردو) يقول: "وعلى امتداد ألفي سنة كان التفوق العرقي والصهيونية مفهومين متشابهين. إذ ليس بالأمر السهل أن نفصل بين الصلوات على ظهور (أرض الميعاد)، والرغبة في العودة إلى الوطن التاريخي".
لقد صاغت اليهودية عقلية اتباعها صياغة شوفينية جعلتهم يشعرون برقيهم أيضاً على غيرهم من بني البشر، مستوحيين ذلك من الإيمان بفكرة (شعب الله المختار)، فقد توصل هس: "انطلاقاً من المنحى العنصري الذي يربط الصفات الطبيعية للجسم والوجه بالصفات الذهنية والخلقية لصاحبها". إلى أن "الوجه اليهودي يعكس مشاعر روحية جميلة وقال إن اليهود فقط يتمتعون بالحكمة العلية التي تجعلهم يرجحون الحب العائلي على الحب الجنسي بل مضى في ادعاءاته إلى حد القول بأن حب العائلة المطلق والتمسك بأعلى القيم الروحية شيء قاصر على اليهود فقط".
وهرتزل يعلن للعالم في خطابه الافتتاحي لمؤتمر "بال" عام 1997م: أن "الصهيونية هي العودة إلى حظيرة اليهودية قبل أن تصبح الرجوع إلى أرض اليهود". وحاييم وايزمان يقول: "إن الشعور الديني هو مصدر الصهيونية والحافز لقيامها. هذا الشعور الناجم عن التقاليد والمعتقدات اليهودية، والمبني على أقدم الذكريات للبلاد التي نشات فيها الحياة اليهودية والتي مارس فيها اليهود حريتهم". والحاخام اليهودي (سولومون شيختر) يؤكد على ي"ودية الصهاينة وفعالية دورهم: "حيثما يكون الصهيونيون عاملين نشطين، تكون اليهودية حية فعالة". وقال مثله عن الصهيانية كثير من حاخامتهم!
الصهيونية وحدت الطوائف اليهودية
ويبرز هرتزل دور الصهيونية في توحيد طوائف اليهود خلفها: "قدمت الصهيونية شيئاً عظيماً يكاد يكون مستحيلاً حتى الآن: هو الاتحاد الوطيد بين العناصر اليهودية الحديثة المتطرفة والعناصر اليهودية المحافظة وقد حصل هذا الشيء بموافقة الطرفين دونما تنازل من الجانبين ودون أي تضحية فكرية مما يؤكد على وحدة اليهود إذا كان هذا الشيء يحتاج إلى برهان ولا يمكن إقامة مثل هذه الوحدة إلا على أساس قومي"! ويقول وايزمان: "كانت الصهيونية ومازالت حتى اليوم، ظاهرة معقدة، والحق يقال أن إحدى مزايا قوتها الكبرى هي في كونها تعني أشياء مختلفة لمختلف الناس. فقد اشتمل تياراها الرئيسان على الصهيونيين (الثقافيين) والصهيونيين (السياسيين) ولم يجر دوماً رسم الخط الفاصل بين الاثنين على نحو واضح"!
ومثال آخر يعتبر في نظر الكتاب غير اليهود دليلاً على الاختلاف بين اليهود ودليلاً على علمانية الحركة الصهيونية وقادتها، (المؤتمر اليهودي العالمي) الذي كان عمله ظاهرياً معاداة الصهيونية، هذا المؤتمر هو منظمة يهودية عالمية تأسست في جنيف عام 1939م لتخلف ("لجنة الوفود اليهودية" التي قامت في باريس "آذار 1919م" بقصد توجيه التمثيل اليهودي وعرض المطالب القومية اليهودية على عصبة الأمم فيما بعد، وقد ترأس اللجنة الصهيوني موترزكين حتى وفاته، أما المؤتمر العالمي الذي حل محل هذه اللجنة فهو يتألف في الدرجة الأولى من الاتحادات اليهودية إلى جانب المنظمات الإقليمية والمركزية. ويتمثل فيه جميع اليهود المنتشرين في العالم، كما ترتبط به حالياً جميع الأحزاب الإسرائيلية باستثناء حركة أغودات إسرائيل والحزب الشيوعي الإسرائيلي).
وقد كانت مهمة المؤتمر اليهودي "أن يقوم بممارسة كافة النشاطات مع المنظات اليهودية التي لم تكن تشاطر الصهاينة آرائهم. وقد كان ممثلوا المؤتمر اليهودي العالمي يتحدثون تحت قناع (غير صهيوني) حتى أنهم كانوا يسمحون لأنفسهم توجيه (النقد) للحركة الصهيونية بيد أن هذا الأسلوب لم يمنع (ناحوم جولدمان) رئيس المؤتمر اليهودي العالمي. من أن يقود في الوقت نفسه، لمدة طويلة من الزمن، المنظمة الصهيونية العالمية والمؤتمر اليهودي العالمي معاً".
ومثال ثالث وعاشر، الحاخام ستيفن وايز الذي ترأس المؤتمر اليهودي قبل ناحوم جولد مان منذ تأسيسه وحتى وفاته عام 1949م، هذا الحاخام لعب دوراً مع الحاخام (سيلفر) والقاضي اليهودي الأمريكي برانديس لجعل (ولسون) يوافق على الوطن القومي اليهودي، ويدخل في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا الحلفاء من أجل حصول اليهود على (وعد بلفور)، علماً ان وايز وسيلفر كانا من اليهود الإصلاحيين، والمتابع لدورهما في أمريكا وعملهم الدؤوب والجاد للحصول على تأييد أمريكا لليهود يتأكد أن اليهودي هو اليهودي مهما كان فكره! ذلك وغيره قرأه علمانيي وطني وكتبوه وها أنا أنقل ما أكتبه من كتبهم، ومازالوا يقولون لنا أنه هناك طوائف يهودية ضد الصهيونية!
ونختم هذه الحلقة بقول الدكتور (جورجي كنعان): "لقد زحف علينا الصهاينة بفكرة عقائدية عمرها ثلاثة آلاف عام وما فتئوا يزرعونها في أفكار الشعوب طوال هذه الأجيال وهنا تكمن قوتهم رغم قلة عددهم، فالصهيونية دعوة سياسية من أشد العقائد السياسية ضراوة وفتكاً في إطار من عقيدة دينية، تعتبر من أبشع العقائد التي عرفها تاريخ الإنسانية من حيث تعصبها الذميم وعزمها على الفتك بجميع الأمم... خطأنا الأكبر كان يوم فسرنا تحركات الصهيونية من خلال ما نعتقده نحن. وعمينا. أعمانا الجهل والتخلف وضحالة الوعي ... إني أرثي وأرثي بمحبة فائقة، لحال الذين يقبلون اليهودية كدين ويرفضون الصهيونية كقومية، ويحاربون الكيان السياسي الذي تجسدت فيه (دولة إسرائيل)، لأن بذور الصهيونية مطمورة في كتاب العهد القديم. وما شق أرض التاريخ عن هذه البذور غير العهد القديم. وما جمع الصهاينة وأعادهم إلى فلسطين إلا كتاب العهد القديم. وما القلب الذي يدفق دم الحياة في جسد الصهيونية المحلية في فلسطين والعالمية، غير كتاب العهد القديم".
التاريخ: 7/7/2019