ملتقى القدس يوجه نداءً للأوقاف الأردنية بشأن المسجد الأقصى
الرقـــــم: ق/5/2564
التاريخ: 12/5/2020
معالي الدكتور محمد الخلايلة حفظه الله
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أكتب لكم اليوم في شأن يعز علينا جميعاً، شأن المسجد الأقصى المبارك الذي يحدق به خطر نزع صلاحيات الحصرية الإسلامية من الأوقاف الإسلامية، ويهدد الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد بشكل مباشر.
لقد حافظت شرطة الاحتلال على كثافة وجودها في المسجد الأقصى رغم خلوه من المصلين منذ 23 من مارس/آذار، وتصدت للداعين لفتح المسجد الأقصى؛ فحررت مخالفات للمصلين على أبوابه، واقتحمت بيت الشيخ عكرمة صبري. ويتزامن ذلك كله مع تطلع الاحتلال إلى إنجاز اقتحام للمسجد الأقصى في 22/5 الموافق للتاسع والعشرين من رمضان في ذكرى "استكمال توحيد القدس" بالمصطلح الصهيوني؛ سعياً لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.
معالي الوزير حفظه الله،
إن مصدر القلق الهائل منذ بداية إغلاق المسجد الأقصى هو محاولة سلطات الاحتلال استغلال مرض كورونا، والتحكم في إدارة المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل بُعد المصلين والمرابطين الغطاء الأهم في حماية المسجد الأقصى.
وتعمل جماعات الهيكل بقوة لإقصاء دائرة الأوقاف عن إدارة المسجد، لإلغاء الدور الأردني، أو تحويله إلى دور تابع للاحتلال، ما يدعونا في الأردن لنكون على أعلى درجات اليقظة والاستعداد؛ خصوصاً أننا نحمل أمانة المسجد الأقصى إعمارًا وسدانةً ورعايةً وحماية، ما يجعلنا الأولى بالحفاظ على الحصرية الإسلامية الخالصة للمسجد، حدَّ جعلها على رأس أهدافنا الوطنية الجامعة، مسخِّرين لذلك كل الجهود والمقدرات.
إننا نتوجه إلى معاليكم لتتخذوا مواقف حاسمة تسهم في عدم منح الصهاينة الحق في فتح وإغلاق المسجد الأقصى المبارك بأية صورة كانت -كما كان العهد بكم دوماً-، ومنع تكريس هيمنة شرطة الاحتلال على قرار فتح وإغلاق أولى القبلتين ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتفويت
الفرصة على جماعات الهيكل بأن يكونوا أول من يدخله بعد إغلاقه؛ بأن تعطوا توجيهاتكم بإعادة فتح المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان أمام المصلين، مع اتخاذ كافة إجراءات السلامة
المطلوبة، علماً أن تحقيق ذلك ليس مستعصياً، بالنظر إلى أمثلة كالحرم المكي والمدني ومساجد أخرى في العالم الإسلامي.
وبالرغم من تفهّمنا كشعوب لإجراءات وزارة الأوقاف بمنع الصلاة في المسجد الأقصى حفاظًا على سلامة المصلين، إلا أن الاستمرار في إغلاقه ينطوي على مخاطر عديدة، لا تقل ضررًا عن خطر انتشار العدوى، فتمكين الاحتلال من المسجد الأقصى، وفرض وضع قائم جديد، لهو أشدّ فتكًا بالأمة.
معالي وزير الأوقاف حفظه الله،
إننا نأمل أن تضع وزارة الأوقاف الحفاظ على الحصرية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك على رأس أولوياتها، وأن تقدم الحماية والدعم السياسي لموظفي الأوقاف في إدارة وحراسة المسجد في مواجهة شرطة الاحتلال، ونؤكد أن ممارسات سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى وإجراءاتها باطلة ومخالفة لقرارات دولية ملزمة، عدا أنه لا حق لهم أصلًا.
إن الأمة ترقب تقديراتكم وقراراتكم، وإنكم إذ تتفاعلون مع حركة المجتمع التي تنبهت إلى تحركات الاحتلال، فتبنيكم خطوات حاسمة لحماية المسجد الأقصى تجعلنا جميعاً أردنيين ومقدسيين نصطف خلفكم، كما حدث في قيادتكم الحكيمة لفتح باب الرحمة. راجين ألا تتركوا فراغات في الساحة، تسبقكم لملئها ردات الفعل على الأرض.
إنّ خدمة المسجد الأقصى شرف عظيم، وإن تحمل المسؤولية أمام الأمة الإسلامية التي تقدس هذه البقعة المطهرة أمانة ثقيلة لا مفر من أن ننبري لها، اضطلعنا في ملتقى القدس -كمؤسسة ثقافية- بالتثقيف حول ما يجب أن يكون، لكن حملكم أكبر وأعظم إذ مهمتكم أن يكون ما يجب، وإننا لنسأل الله أن يعينكم على حملها، وأن يسدد رأيكم وخطاكم لما فيه خير المسجد الأقصى المبارك.
رئيس ملتقى القدس الثقافي
د. محمد حسن البزور
12/5/ 2020
الرقـــــم: ق/5/2564
التاريخ: 12/5/2020
معالي الدكتور محمد الخلايلة حفظه الله
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أكتب لكم اليوم في شأن يعز علينا جميعاً، شأن المسجد الأقصى المبارك الذي يحدق به خطر نزع صلاحيات الحصرية الإسلامية من الأوقاف الإسلامية، ويهدد الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد بشكل مباشر.
لقد حافظت شرطة الاحتلال على كثافة وجودها في المسجد الأقصى رغم خلوه من المصلين منذ 23 من مارس/آذار، وتصدت للداعين لفتح المسجد الأقصى؛ فحررت مخالفات للمصلين على أبوابه، واقتحمت بيت الشيخ عكرمة صبري. ويتزامن ذلك كله مع تطلع الاحتلال إلى إنجاز اقتحام للمسجد الأقصى في 22/5 الموافق للتاسع والعشرين من رمضان في ذكرى "استكمال توحيد القدس" بالمصطلح الصهيوني؛ سعياً لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.
معالي الوزير حفظه الله،
إن مصدر القلق الهائل منذ بداية إغلاق المسجد الأقصى هو محاولة سلطات الاحتلال استغلال مرض كورونا، والتحكم في إدارة المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل بُعد المصلين والمرابطين الغطاء الأهم في حماية المسجد الأقصى.
وتعمل جماعات الهيكل بقوة لإقصاء دائرة الأوقاف عن إدارة المسجد، لإلغاء الدور الأردني، أو تحويله إلى دور تابع للاحتلال، ما يدعونا في الأردن لنكون على أعلى درجات اليقظة والاستعداد؛ خصوصاً أننا نحمل أمانة المسجد الأقصى إعمارًا وسدانةً ورعايةً وحماية، ما يجعلنا الأولى بالحفاظ على الحصرية الإسلامية الخالصة للمسجد، حدَّ جعلها على رأس أهدافنا الوطنية الجامعة، مسخِّرين لذلك كل الجهود والمقدرات.
إننا نتوجه إلى معاليكم لتتخذوا مواقف حاسمة تسهم في عدم منح الصهاينة الحق في فتح وإغلاق المسجد الأقصى المبارك بأية صورة كانت -كما كان العهد بكم دوماً-، ومنع تكريس هيمنة شرطة الاحتلال على قرار فتح وإغلاق أولى القبلتين ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتفويت
الفرصة على جماعات الهيكل بأن يكونوا أول من يدخله بعد إغلاقه؛ بأن تعطوا توجيهاتكم بإعادة فتح المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان أمام المصلين، مع اتخاذ كافة إجراءات السلامة
المطلوبة، علماً أن تحقيق ذلك ليس مستعصياً، بالنظر إلى أمثلة كالحرم المكي والمدني ومساجد أخرى في العالم الإسلامي.
وبالرغم من تفهّمنا كشعوب لإجراءات وزارة الأوقاف بمنع الصلاة في المسجد الأقصى حفاظًا على سلامة المصلين، إلا أن الاستمرار في إغلاقه ينطوي على مخاطر عديدة، لا تقل ضررًا عن خطر انتشار العدوى، فتمكين الاحتلال من المسجد الأقصى، وفرض وضع قائم جديد، لهو أشدّ فتكًا بالأمة.
معالي وزير الأوقاف حفظه الله،
إننا نأمل أن تضع وزارة الأوقاف الحفاظ على الحصرية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك على رأس أولوياتها، وأن تقدم الحماية والدعم السياسي لموظفي الأوقاف في إدارة وحراسة المسجد في مواجهة شرطة الاحتلال، ونؤكد أن ممارسات سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى وإجراءاتها باطلة ومخالفة لقرارات دولية ملزمة، عدا أنه لا حق لهم أصلًا.
إن الأمة ترقب تقديراتكم وقراراتكم، وإنكم إذ تتفاعلون مع حركة المجتمع التي تنبهت إلى تحركات الاحتلال، فتبنيكم خطوات حاسمة لحماية المسجد الأقصى تجعلنا جميعاً أردنيين ومقدسيين نصطف خلفكم، كما حدث في قيادتكم الحكيمة لفتح باب الرحمة. راجين ألا تتركوا فراغات في الساحة، تسبقكم لملئها ردات الفعل على الأرض.
إنّ خدمة المسجد الأقصى شرف عظيم، وإن تحمل المسؤولية أمام الأمة الإسلامية التي تقدس هذه البقعة المطهرة أمانة ثقيلة لا مفر من أن ننبري لها، اضطلعنا في ملتقى القدس -كمؤسسة ثقافية- بالتثقيف حول ما يجب أن يكون، لكن حملكم أكبر وأعظم إذ مهمتكم أن يكون ما يجب، وإننا لنسأل الله أن يعينكم على حملها، وأن يسدد رأيكم وخطاكم لما فيه خير المسجد الأقصى المبارك.
رئيس ملتقى القدس الثقافي
د. محمد حسن البزور
12/5/ 2020