الخلافة وحدها هي القادرة على توفير الرعاية الصحية بكفاءة عالية للتعامل مع الأمراض المعدية
الخبر:
أصدر رئيس قضاة باكستان جولزار أحمد في 18 من أيار/مايو 2020 توجيهات لإعادة فتح مراكز التسوق في جميع أنحاء البلاد. وخلال جلسة استماع في قضية (سوموتو) بشأن التدابير المتخذة في التعامل مع أزمة الفيروس التاجي، والتي كانت مشكّلة من خمسة أعضاء، شكك القاضي أحمد في "المنطق" وراء إبقاء مراكز التسوق مغلقة. وخلال جلسة الاستماع اليوم، قال رئيس القضاة إن "الفيروس التاجي لا يذهب إلى أي مكان يومي السبت والأحد" فما سبب إغلاق الأسواق يومي السبت والأحد فقط؟
التعليق:
تبنّى الغرب طريقة الإغلاق من أجل السيطرة على هذا الوباء، وحذت باكستان حذوه. ومع ذلك، بينما يخفف الغرب من الإغلاق، متجاوزاً الضرر الاقتصادي للحظر على الضرر الناجم عن انتشار المرض، حذا حكام باكستان حذوه، حيث يحاكي حكام باكستان أسيادهم الغربيين فقط، على الرغم من أنه من الواضح أن الرأسمالية فشلت في معالجة جائحة الفيروس التاجي بشكل فعّال من جميع النواحي، مع انتشار استياء واسع النطاق في الغرب. وفي البداية، قدّم الغرب إجراء الإغلاق باعتباره الحل الوحيد لاحتواء انتشار الوباء، وقد تم تقديم سياسة الإغلاق كما لو كانت الأنظمة الغربية تهتم بحياة شعوبها! ومع ذلك، فإنّه سرعان ما تم الكشف عن أن الإجراء الفعّال هو إجراء حماية القطاع الصحي في الغرب، والذي كان غير مهيئ لمواجهة الأزمة ويواجه خطر الإرهاق.
لقد كان فشل الرعاية الصحية بسبب الرأسمالية نفسها، فمنذ عقود عديدة، وخاصة بعد سقوط الشيوعية، سلّمت الدول الرأسمالية الغربية بشكل متزايد الرعاية الصحية للقطاع الخاص، وتتمثل الأولوية الأولى للقطاع الخاص في زيادة الأرباح إلى الحد الأقصى، ويتم التخطيط المالي وفقاً لأعباء المرض في الظروف العادية، دون التخطيط لأي زيادة كبيرة وساحقة في مواجهة الجائحات الصحية. لذلك ومن أجل تغطية فشل الرأسمالية، اضطروا إلى اعتماد سياسة الإغلاق لمنع انهيار الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإنّه مع استمرار الإغلاق، أصبح الناس مضطرين للتعامل مع المصاعب المالية إلى جانب الحبس المنزلي، وعلاوة على ذلك، فقد ساء الانهيار الاقتصادي حتى قبل حدوث الجائحة.
وعلى الرغم من أن حكام باكستان يتحدّثون عن دولة المدينة المنورة، إلا أنهم لم يلتفتوا إلى الإسلام وتمسكوا بالمبدأ الرأسمالي الفاشل! ولو التزموا بالإسلام، لتمت السيطرة على الوباء منذ بدايته، ودون الحاجة إلى اللجوء إلى خطوة الإغلاق الصارم، حيث يضع الإسلام المسؤولية على الدولة فيما يتعلق بقطاع الرعاية الصحية، وتُعِدّ الدولة اقتصادها ونظام تعليمها ونظام النقل فيها وصناعتها ورعايتها الصحية لمواجهة المواقف الصعبة، حيث إن الخلافة دائما في حالة جهاد. وبالتالي فإن دولة الخلافة تضمن رعاية صحية ذات كفاءة عالية، والتي تعمل بشكل جيد في الظروف العادية وكذلك خلال الأزمات الصحية، مثل الحروب والأوبئة. وهكذا، تستمر الحياة في الدولة الإسلامية حتى أثناء الأوبئة، بعد اتخاذ إجراءات وقائية معينة، مثل حماية الضعفاء والمسنين، والحجر الصارم لمناطق تفشي الوباء من بداية المرض وفصلها عن باقي المناطق. ومرة أخرى، نذكّر المسلمين بالحاجة الملحة للوفاء بالتزامهم للحكم بالإسلام، من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان