تأبى المروءة ان تفارق اهلها
إن المروءة في الرجال خصال
المروءة في معانيها اللغوية هي ترفع النفس عما يُشينها ويقدح في علو منزلتها فيدنيها من خسيس الطباع و سيء الخصال وما يشين من الفعال. وهي مطلب محمود للرجال والنساء فلا انسانية بغير طبع المروءة.
فلذلك عرفها ابن عرفة فقال: (المروءَة هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا... وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...)
اما تعريفها اصطلاحا فقال الماوردي في كتابه النفيس -ادب الدنيا والدين- :
(المروءَة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتَّى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجَّه إليها ذمٌّ باستحقاق).
ويقول ابن القيم عن حقيقة المروءَة في مدارج السالكين، فيقول: حقيقتها: (اتصاف النفس بصفات الإنسان، التي فارق بها الحيوان البهيم والشيطان الرجيم، فإنَّ في النفس ثلاثة دواع متجاذبة:
1- داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان، من الكبر، والحسد، والعلو، والبغي، والشرِّ، والأذى، والفساد، والغشِّ.
2- وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشهوة.
3- وداع يدعوها إلى أخلاق الملك: من الإحسان، والنصح، والبرِّ، والعلم، والطاعة، فحقيقة المروءَة: بغض ذينك الداعيين، وإجابة الداعي الثالث، وقلة المروءَة وعدمها: هو الاسترسال مع ذينك الداعيين، والتوجه لدعوتهما أين كانت، فالإنسانية والمروءَة والفتوة: كلها في عصيان الداعيَيْن، وإجابة الداعي الثالث).
قيل لسفيان بن عيينة: (قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءَة فيه؟ فقال: نعم، في قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، يقول: ففيه المروءَة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: خُذِ الْعَفْوَ صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، وذلك في قوله: خُذِ الْعَفْوَ، ودخل في قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار، ودخل في قوله: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ الحض على التخلق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة)
وقيل لسفيان بن عيينة: (قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءَة فيه؟ فقال: نعم، في قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، يقول: ففيه المروءَة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: خُذِ الْعَفْوَ صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، وذلك في قوله: خُذِ الْعَفْوَ، ودخل في قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار، ودخل في قوله: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ الحض على التخلق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة).
وجاء في السنة الشريفة حديث البخاري ومسلم رحمهما الله :- ((قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)) (متفق عليه) .
قال النووي في شرحه على مسلم: (معناه أنَّ أصحاب المروءات، ومكارم الأخلاق في الجاهلية، إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس) .
وقال عبد الجبار بن حمديس:
أدِمِ المروءَة والوفاءَ ولا يكنْ حبلُ الديانة منك غيرَ متينِ
والعزُّ أبقَى ما تراه لمكرمٍ إكرامه لمروءةٍ أو دينِ
ويقول السيد عبد المهدي بن راضي الهاشمي:
مررت على المروءة وهي تبكي... فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وقومي ... جميعاً دون خلق الله ماتوا
اللهم كما احسنت خَلقنا فحسن خُلقنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن المروءة في الرجال خصال
المروءة في معانيها اللغوية هي ترفع النفس عما يُشينها ويقدح في علو منزلتها فيدنيها من خسيس الطباع و سيء الخصال وما يشين من الفعال. وهي مطلب محمود للرجال والنساء فلا انسانية بغير طبع المروءة.
فلذلك عرفها ابن عرفة فقال: (المروءَة هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا... وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...)
اما تعريفها اصطلاحا فقال الماوردي في كتابه النفيس -ادب الدنيا والدين- :
(المروءَة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتَّى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجَّه إليها ذمٌّ باستحقاق).
ويقول ابن القيم عن حقيقة المروءَة في مدارج السالكين، فيقول: حقيقتها: (اتصاف النفس بصفات الإنسان، التي فارق بها الحيوان البهيم والشيطان الرجيم، فإنَّ في النفس ثلاثة دواع متجاذبة:
1- داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان، من الكبر، والحسد، والعلو، والبغي، والشرِّ، والأذى، والفساد، والغشِّ.
2- وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشهوة.
3- وداع يدعوها إلى أخلاق الملك: من الإحسان، والنصح، والبرِّ، والعلم، والطاعة، فحقيقة المروءَة: بغض ذينك الداعيين، وإجابة الداعي الثالث، وقلة المروءَة وعدمها: هو الاسترسال مع ذينك الداعيين، والتوجه لدعوتهما أين كانت، فالإنسانية والمروءَة والفتوة: كلها في عصيان الداعيَيْن، وإجابة الداعي الثالث).
قيل لسفيان بن عيينة: (قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءَة فيه؟ فقال: نعم، في قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، يقول: ففيه المروءَة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: خُذِ الْعَفْوَ صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، وذلك في قوله: خُذِ الْعَفْوَ، ودخل في قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار، ودخل في قوله: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ الحض على التخلق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة)
وقيل لسفيان بن عيينة: (قد استنبطت من القرآن كل شيء، فهل وجدت المروءَة فيه؟ فقال: نعم، في قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، يقول: ففيه المروءَة وحسن الأدب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: خُذِ الْعَفْوَ صلة القاطعين والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، وذلك في قوله: خُذِ الْعَفْوَ، ودخل في قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار، ودخل في قوله: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ الحض على التخلق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة).
وجاء في السنة الشريفة حديث البخاري ومسلم رحمهما الله :- ((قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)) (متفق عليه) .
قال النووي في شرحه على مسلم: (معناه أنَّ أصحاب المروءات، ومكارم الأخلاق في الجاهلية، إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس) .
وقال عبد الجبار بن حمديس:
أدِمِ المروءَة والوفاءَ ولا يكنْ حبلُ الديانة منك غيرَ متينِ
والعزُّ أبقَى ما تراه لمكرمٍ إكرامه لمروءةٍ أو دينِ
ويقول السيد عبد المهدي بن راضي الهاشمي:
مررت على المروءة وهي تبكي... فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وقومي ... جميعاً دون خلق الله ماتوا
اللهم كما احسنت خَلقنا فحسن خُلقنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.