ما المقصود من قولنا ان الاسلام فكرة وطريقة؟؟
تطلق كلمة فكرة بشكل عام على نتاج العقل وعملية التفكير وعلى ما يقبله ويتبناه من فكر
لان القناعة بالفكرة وتبنيها لا بد وان يحصل بناءا على اجراء عملية عقلية وكأن العقل ذاته اعاد انتاجها. فالقناعة بالفكرة وتبنيها هو بحد ذاته تفكير وعقل.
قال صاحب الصحاح في اللغة :- التَفَكُّرُ: التأملُ. والاسم الفِكْرُ والفِكْرَةُ. ومعنى فكر في لسان العرب الفَكْرُ والفِكْرُ إِعمال الخاطر في الشيء قال سيبويه ولا يجمع الفِكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ قال وقد حكى ابن دريد في جمعه أَفكاراً والفِكْرة كالفِكْر.
والفكرة او الفكر قد يكون عملا بشريا اي انتجه واهتدى اليه العقل البشري بما ظهر له من حقائق كقولنا 1+1=2 او هدى اوحاه الله تعالى بالوحي للرسل والانبياء صلوات ربي وسلامه عليهم ليهتدي به البشر ويستقيموا عليه فكرا وسلوكا.كقوله تعالى للبشر -انما الهكم اله واحد-
ومعلوم ان التفكير لدى الانسان لا يحصل الا بقاعدة فكرية ونقطة انطلاق ينطلق منها العقل ليستوعب وفقها الوقائع ويحكم من خلال منظورها على الاحداث .
وهذه القاعدة هي العقيدة التي واقعها هو اعطاء فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها. فتصبح هذه العقيدة مبدءا للانسان يصلح سيره وفقه ان انبثق عنها نظام ينظم شؤون حياته وفق مقتضى هذه الفكرة الكلية ونظرتها للوجود والحياة.
فحين نقول ان الاسلام فكرة فانما قصدنا هنا انه عقيدة ذات نظرة كلية للانسان والكون والحياة وانها مخلوقة لخالق اوجد لها نظاما ونواميس وقوانين تسير في وجودها واستمراره وفقا لها كونه سبحانه هو الخالق المدبر الذي اوجد من العدم ودبر امر المخلوق الموجود بما يستقيم به وجوده واستمرارية وجوده.فالفكرة في الاسلام تقوم على حصول الايمان بالخالق الموجد من العدم وكذلك الايمان بتدبير الخالق لشان وامر المخلوق بما يضمن سلامة وجوده واستمرار وجوده وفق حكمته ومشيئته وارادته او غايته من الخلق سبحانه.
ومن هنا كان ضرورة معرفة الطريقة التي ينبغي لزاما ان تكون من جنس الفكرة بل ومنبثقة عنها.. ذلك ان الايمان في الاسلام يقتضي التسليم..اي تسليم الامر فيما هو من تدبير الامر للخالق الحكيم..فكان هذا الاقتضاء ملزما لان نسلم تدبير امورنا لخالقنا العزيز الحكيم وهذا ملزم لان تكون الطريقة من نفس فكرة العقيدة ومرتبطة بها ارتباط الاغصان و الفروع بالسيقان والجذور ولعل هذا ما اطلق القران عليه اسم الملة لان واقع الملة هي طريقة تنفيذ مقتضى العقيدة في الحياة.
وعليه فان الفكرة هي العقيدة والشريعة هي الطريقة التي مؤداها ومنتهاها استقامة الحياة وفق مراد الله تعالى. هذا بشكل عام ، وبشكل خاص فان كل حكم شرعي انما هو فكرة موحى بها من الله تعالى لهداية البشر لما يصلح شانهم ويرضي عنهم ربهم، ولكل حكم شرعي طريقة تنفيذ والية عمل نصت عليها الشريعة واعتبرتها من ضمن الاحكام الشرعية المتوجب ان تكون مرعية سواءا من قبل الافراد او الجماعات او الدولة فحسب الجهة المناط بها التكليف بالحكم .فنصب امام واحد للمسلمين فرض..هذه فكرة.. وهي حكم شرعي.. وطريقته في قوله تعالى - وامرهم شورى بينهم-.واسلوب حصول ذلك متروك لما يحققه. وقطع يد السارق ..حكم شرعي .. وهو فكرة.. وطريقته القطع من مفصل الرسغ.. واسلوبه ان يتم القطع بما يقطع من الحواد واسلوبه متروك لكم. فلا نخلط بين الاساليب وهي الاليات التي تتم بها الطريقة لتنفيذ الفكرة وبين الطريقة..فالناس تخلط بين الاساليب والطريقة.
وبناءا على ما سبق فاننا نستطيع القول بان الاسلام فكرة من حيث هو عقيدة موحى بها من الله تعالى وارسل بها الرسل والرسالات لبناء عقول البشر واستقامة منهج فكرهم باتخاذها اساسا للتفكير وقاعدة له تنطلق منها العقول التي تبنيها وتجري على اساسها وبموجبها العمليات الفكرية وبها تقاس الافكار..وان شريعة الله تعالى في عمومها هي االنظام الذي ارتضاه لحياة البشروبموجبها تقاس اعمالهم وسلوكياتهم، وان هذه الشريعة حوت طريقة تنفيذ انظمتها الكلية واحكامها التفصيلية فكانت جزءا منها ومن جنسها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تطلق كلمة فكرة بشكل عام على نتاج العقل وعملية التفكير وعلى ما يقبله ويتبناه من فكر
لان القناعة بالفكرة وتبنيها لا بد وان يحصل بناءا على اجراء عملية عقلية وكأن العقل ذاته اعاد انتاجها. فالقناعة بالفكرة وتبنيها هو بحد ذاته تفكير وعقل.
قال صاحب الصحاح في اللغة :- التَفَكُّرُ: التأملُ. والاسم الفِكْرُ والفِكْرَةُ. ومعنى فكر في لسان العرب الفَكْرُ والفِكْرُ إِعمال الخاطر في الشيء قال سيبويه ولا يجمع الفِكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ قال وقد حكى ابن دريد في جمعه أَفكاراً والفِكْرة كالفِكْر.
والفكرة او الفكر قد يكون عملا بشريا اي انتجه واهتدى اليه العقل البشري بما ظهر له من حقائق كقولنا 1+1=2 او هدى اوحاه الله تعالى بالوحي للرسل والانبياء صلوات ربي وسلامه عليهم ليهتدي به البشر ويستقيموا عليه فكرا وسلوكا.كقوله تعالى للبشر -انما الهكم اله واحد-
ومعلوم ان التفكير لدى الانسان لا يحصل الا بقاعدة فكرية ونقطة انطلاق ينطلق منها العقل ليستوعب وفقها الوقائع ويحكم من خلال منظورها على الاحداث .
وهذه القاعدة هي العقيدة التي واقعها هو اعطاء فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها. فتصبح هذه العقيدة مبدءا للانسان يصلح سيره وفقه ان انبثق عنها نظام ينظم شؤون حياته وفق مقتضى هذه الفكرة الكلية ونظرتها للوجود والحياة.
فحين نقول ان الاسلام فكرة فانما قصدنا هنا انه عقيدة ذات نظرة كلية للانسان والكون والحياة وانها مخلوقة لخالق اوجد لها نظاما ونواميس وقوانين تسير في وجودها واستمراره وفقا لها كونه سبحانه هو الخالق المدبر الذي اوجد من العدم ودبر امر المخلوق الموجود بما يستقيم به وجوده واستمرارية وجوده.فالفكرة في الاسلام تقوم على حصول الايمان بالخالق الموجد من العدم وكذلك الايمان بتدبير الخالق لشان وامر المخلوق بما يضمن سلامة وجوده واستمرار وجوده وفق حكمته ومشيئته وارادته او غايته من الخلق سبحانه.
ومن هنا كان ضرورة معرفة الطريقة التي ينبغي لزاما ان تكون من جنس الفكرة بل ومنبثقة عنها.. ذلك ان الايمان في الاسلام يقتضي التسليم..اي تسليم الامر فيما هو من تدبير الامر للخالق الحكيم..فكان هذا الاقتضاء ملزما لان نسلم تدبير امورنا لخالقنا العزيز الحكيم وهذا ملزم لان تكون الطريقة من نفس فكرة العقيدة ومرتبطة بها ارتباط الاغصان و الفروع بالسيقان والجذور ولعل هذا ما اطلق القران عليه اسم الملة لان واقع الملة هي طريقة تنفيذ مقتضى العقيدة في الحياة.
وعليه فان الفكرة هي العقيدة والشريعة هي الطريقة التي مؤداها ومنتهاها استقامة الحياة وفق مراد الله تعالى. هذا بشكل عام ، وبشكل خاص فان كل حكم شرعي انما هو فكرة موحى بها من الله تعالى لهداية البشر لما يصلح شانهم ويرضي عنهم ربهم، ولكل حكم شرعي طريقة تنفيذ والية عمل نصت عليها الشريعة واعتبرتها من ضمن الاحكام الشرعية المتوجب ان تكون مرعية سواءا من قبل الافراد او الجماعات او الدولة فحسب الجهة المناط بها التكليف بالحكم .فنصب امام واحد للمسلمين فرض..هذه فكرة.. وهي حكم شرعي.. وطريقته في قوله تعالى - وامرهم شورى بينهم-.واسلوب حصول ذلك متروك لما يحققه. وقطع يد السارق ..حكم شرعي .. وهو فكرة.. وطريقته القطع من مفصل الرسغ.. واسلوبه ان يتم القطع بما يقطع من الحواد واسلوبه متروك لكم. فلا نخلط بين الاساليب وهي الاليات التي تتم بها الطريقة لتنفيذ الفكرة وبين الطريقة..فالناس تخلط بين الاساليب والطريقة.
وبناءا على ما سبق فاننا نستطيع القول بان الاسلام فكرة من حيث هو عقيدة موحى بها من الله تعالى وارسل بها الرسل والرسالات لبناء عقول البشر واستقامة منهج فكرهم باتخاذها اساسا للتفكير وقاعدة له تنطلق منها العقول التي تبنيها وتجري على اساسها وبموجبها العمليات الفكرية وبها تقاس الافكار..وان شريعة الله تعالى في عمومها هي االنظام الذي ارتضاه لحياة البشروبموجبها تقاس اعمالهم وسلوكياتهم، وان هذه الشريعة حوت طريقة تنفيذ انظمتها الكلية واحكامها التفصيلية فكانت جزءا منها ومن جنسها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.