بسم الله الرحمن الرحيم
مقاتل النظام الراسمالي
يقوم النظام الراسمالي على فكرة الديمقراطية التي يبهر بريق لمعانها متبعي السراب، والتي هي في حقيقتها فكرة خيالية مستحيلة التطبيق والتنفيذ، حيث انها حكم الشعب للشعب ولما وجدوا استحالة ذلك الامر رقعوا عوار هذه الفكرة بان يختار الشعب نوابه لينوبوا عنه في التشريع وفي الحكم وادارة الدولة. والواقع انه لا يصل الى قبة البرلمان او مجالس الشعب الا مالكي رؤوس الاموال الذين عندهم المقدرة على شراء الاصوات والتاثير على الذمم والنفوس . فلذلك وجدنا ان السياسات التي ترسم داخليا وخارجيا ما هي في الحقيقة الا رغبات ارباب وبارونات المال، و بما يحقق للشركات الراسمالية مصالحها ويؤمن منافعها، فسخروا العالم والعالمين لخدمة استغلال هذه الشركات للبشرية واستعبادها ، مما جعل الشركات العملاقة تتعملق وتتغول في العالم بجشع وطمع وهلع منقطع النظير، وتوجه مصير شعوبه التي استحوذوا عليهم و ارتهنوا بلادهم وثرواتهم، وحالوا بين الامم و بين الانتفاع بخيراتهم وثروات بلدانهم . ...
ولقد اتخذ النظام الراسمالي النفعي من استعمار البلدان والهيمنة على ثرواتها واستعباد شعوبها وسيلة لنشر نظامه.. ونهضة صناعته وقوام زراعته ونشر تجارته وبناء عمرانه.... مزودا حملاته الاستعبادية والاستعمارية بحملات اعلام كاذب يزين ويزخرف وجهه القبيح ... وما ان حل اهله ببلاد الا جعلوا اهلها شيعا واحزابا كل حزب بما لديهم فرحون، واعملوا معاول الهدم في البلدان ينهبون خيراتها فتقل بركاتها ويتعس حال اهلها ..
ولما كان المال وتنميته اهم وابرز ما في النظام الراسمالي قام النظام كله على المنفعة والفائدة فاصبح الربا اساس التعامل الاقتصادي لنظمه الاقتصادية والتجارية والتي نشرها وفرضها على العالم والتعاملات الدولية .
مما جعل المال والثروات في ايدي فئة معدودة محدودة وكدس الاثمان في جيوبهم ، على حساب خواء بطون المستعبدين من البشرية التي اضحت ضحية هذا النظام الجشع الهلع الذي لايشبع له بطن ولا تقنع له نفس ولا يمتليء له جيب ،ودوما يطلب المزيد وكانه جهنم تصطلي البشؤية بنار سعيره.
فلذلك كرهته الناس الذين افقدهم انسيانيتهم وحولهم الى وحوش مسعورة ياكل قويها ضعيفها بلا رحمة ولا هوادة . وفي اعماق البشرية حب الخلاص منه و الانتهاء من جبروته الذي شوه فطرة الانسان وجعل منه كائنا متحولا الى اضل من الانعام سبيلا ... ان البشرية بحاجة الى انامل رحيمة لتحك لها جراح انسانيتها التي خدش بشرتها وادماها وانتهك بشريتها مصاصي الدماء ،
لتحيي فيها قيم الانسانية التي غارت تحت تلك الجراح المتعفنة فحولته الى كائن بهيمي التفكير والسلوك والاداء، ويعود الانسان يشعر بانسانيته ليؤهل من جديد، لتلقي خطاب الله تعالى، حيث انه بجنسه ونوعه موضوع الرسالات وهدف الانبياء والرسل، الذين بعثهم الله تعالى لاستقامته واداء دوره المنوط به في الارض.
ولقد بين لنا القرآن الكريم أن الانسان هوأكرم الخلائق نظرا لتفرده بـين الخلائق المحسوسة ( الاستعداد ) للتكليف، هذا الاستعداد ( الذي تفتقر اليه باقي المخلوقات ) جعل الانسان يتذبذب بين نقيضين هما : الكمال والنقص، والخير والشر، يقول العقاد في كتابه في كتابه النفيس : ( الإنسان في القرآن الكريم ):-
( ان الجمع بين النقيضين في الانسان ينصرف الى وصف واحد، وهووصف الاستعداد الذي يجعله أهلا للترقي الى أحسن تقويم وأهلا للتدهور الى أسفل سافلين ) .
ان الانسان بوصفه انسان بحاجة الى ان يعي على طبيعة وحقيقة النظام الراسمالي وقذارته، ويعي ان مقاتله تكون اولا باحياء الناحية الانسانية وقيمها في نفوس البشر والتي هدرها الراسماليون الاشرار ، وثانيا برفض كل اشكال التبعية والاستعمار وعلى راسها تحريم الامتيازات الاحتكارية للشركات والمؤسسات الاجنبية والاستعاضة عنها بالمجهودات والخبرات الذاتية والمحلية، وتحريم الربا ومعاملاته بكافة اشكاله، ومحاربة ومقاطعة صندوق النقد الدولي وقروضه، الذي اصبح اداة الاستعمار البديلة للحروب، و كذلك كل هيئة او منظمة او مؤسسة تحمل صفة دولية، في حين انها دائرة من دوائر التجسس والاستعمار، و اداة لبث سمومه وثقافته، وتخدم وتؤمن مصالحه وتحقق اهدافه، و من ثمالرجوع فورا الى نظام النقدين - الذهب والفضة - والمقايضةفي المعاملات التجارية والاقتصادية، وانهاء التعامل بالعملات الورقية . ثم التفاف امة الاسلام حول كتاب ربها وسنة نبيها واستئناف ايصال خطاب الله تعالى للبشرية المحتاجة اليوم اليه لخلاصها من ويلات العناء والشقاء الذي استعبدتها به النظم الراسمالية الجائرة الفظة.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وقال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54].
وصدق الله العظيم إذ يقول مخاطبًا نبيه الكريم : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقاتل النظام الراسمالي
يقوم النظام الراسمالي على فكرة الديمقراطية التي يبهر بريق لمعانها متبعي السراب، والتي هي في حقيقتها فكرة خيالية مستحيلة التطبيق والتنفيذ، حيث انها حكم الشعب للشعب ولما وجدوا استحالة ذلك الامر رقعوا عوار هذه الفكرة بان يختار الشعب نوابه لينوبوا عنه في التشريع وفي الحكم وادارة الدولة. والواقع انه لا يصل الى قبة البرلمان او مجالس الشعب الا مالكي رؤوس الاموال الذين عندهم المقدرة على شراء الاصوات والتاثير على الذمم والنفوس . فلذلك وجدنا ان السياسات التي ترسم داخليا وخارجيا ما هي في الحقيقة الا رغبات ارباب وبارونات المال، و بما يحقق للشركات الراسمالية مصالحها ويؤمن منافعها، فسخروا العالم والعالمين لخدمة استغلال هذه الشركات للبشرية واستعبادها ، مما جعل الشركات العملاقة تتعملق وتتغول في العالم بجشع وطمع وهلع منقطع النظير، وتوجه مصير شعوبه التي استحوذوا عليهم و ارتهنوا بلادهم وثرواتهم، وحالوا بين الامم و بين الانتفاع بخيراتهم وثروات بلدانهم . ...
ولقد اتخذ النظام الراسمالي النفعي من استعمار البلدان والهيمنة على ثرواتها واستعباد شعوبها وسيلة لنشر نظامه.. ونهضة صناعته وقوام زراعته ونشر تجارته وبناء عمرانه.... مزودا حملاته الاستعبادية والاستعمارية بحملات اعلام كاذب يزين ويزخرف وجهه القبيح ... وما ان حل اهله ببلاد الا جعلوا اهلها شيعا واحزابا كل حزب بما لديهم فرحون، واعملوا معاول الهدم في البلدان ينهبون خيراتها فتقل بركاتها ويتعس حال اهلها ..
ولما كان المال وتنميته اهم وابرز ما في النظام الراسمالي قام النظام كله على المنفعة والفائدة فاصبح الربا اساس التعامل الاقتصادي لنظمه الاقتصادية والتجارية والتي نشرها وفرضها على العالم والتعاملات الدولية .
مما جعل المال والثروات في ايدي فئة معدودة محدودة وكدس الاثمان في جيوبهم ، على حساب خواء بطون المستعبدين من البشرية التي اضحت ضحية هذا النظام الجشع الهلع الذي لايشبع له بطن ولا تقنع له نفس ولا يمتليء له جيب ،ودوما يطلب المزيد وكانه جهنم تصطلي البشؤية بنار سعيره.
فلذلك كرهته الناس الذين افقدهم انسيانيتهم وحولهم الى وحوش مسعورة ياكل قويها ضعيفها بلا رحمة ولا هوادة . وفي اعماق البشرية حب الخلاص منه و الانتهاء من جبروته الذي شوه فطرة الانسان وجعل منه كائنا متحولا الى اضل من الانعام سبيلا ... ان البشرية بحاجة الى انامل رحيمة لتحك لها جراح انسانيتها التي خدش بشرتها وادماها وانتهك بشريتها مصاصي الدماء ،
لتحيي فيها قيم الانسانية التي غارت تحت تلك الجراح المتعفنة فحولته الى كائن بهيمي التفكير والسلوك والاداء، ويعود الانسان يشعر بانسانيته ليؤهل من جديد، لتلقي خطاب الله تعالى، حيث انه بجنسه ونوعه موضوع الرسالات وهدف الانبياء والرسل، الذين بعثهم الله تعالى لاستقامته واداء دوره المنوط به في الارض.
ولقد بين لنا القرآن الكريم أن الانسان هوأكرم الخلائق نظرا لتفرده بـين الخلائق المحسوسة ( الاستعداد ) للتكليف، هذا الاستعداد ( الذي تفتقر اليه باقي المخلوقات ) جعل الانسان يتذبذب بين نقيضين هما : الكمال والنقص، والخير والشر، يقول العقاد في كتابه في كتابه النفيس : ( الإنسان في القرآن الكريم ):-
( ان الجمع بين النقيضين في الانسان ينصرف الى وصف واحد، وهووصف الاستعداد الذي يجعله أهلا للترقي الى أحسن تقويم وأهلا للتدهور الى أسفل سافلين ) .
ان الانسان بوصفه انسان بحاجة الى ان يعي على طبيعة وحقيقة النظام الراسمالي وقذارته، ويعي ان مقاتله تكون اولا باحياء الناحية الانسانية وقيمها في نفوس البشر والتي هدرها الراسماليون الاشرار ، وثانيا برفض كل اشكال التبعية والاستعمار وعلى راسها تحريم الامتيازات الاحتكارية للشركات والمؤسسات الاجنبية والاستعاضة عنها بالمجهودات والخبرات الذاتية والمحلية، وتحريم الربا ومعاملاته بكافة اشكاله، ومحاربة ومقاطعة صندوق النقد الدولي وقروضه، الذي اصبح اداة الاستعمار البديلة للحروب، و كذلك كل هيئة او منظمة او مؤسسة تحمل صفة دولية، في حين انها دائرة من دوائر التجسس والاستعمار، و اداة لبث سمومه وثقافته، وتخدم وتؤمن مصالحه وتحقق اهدافه، و من ثمالرجوع فورا الى نظام النقدين - الذهب والفضة - والمقايضةفي المعاملات التجارية والاقتصادية، وانهاء التعامل بالعملات الورقية . ثم التفاف امة الاسلام حول كتاب ربها وسنة نبيها واستئناف ايصال خطاب الله تعالى للبشرية المحتاجة اليوم اليه لخلاصها من ويلات العناء والشقاء الذي استعبدتها به النظم الراسمالية الجائرة الفظة.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وقال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54].
وصدق الله العظيم إذ يقول مخاطبًا نبيه الكريم : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته