بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم المقياس ماهو لغة واصطلاحا
المقياس لغة :- وهو ما يقاس به وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة. والمقياس يكون في الاطوال كالمتر والذراع والباع والميزان يكون في ما يوزن بالكيلوات والارطال والاواق والمكيال يكون في المكيل كالليترات والصاع والمد . وواما الفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار.
وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة ، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه او الفروق بين امرين او شيئين.ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر. كقولهم
العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والصنائع :- فهو عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين
وفي اصطلاح الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما.
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار وبالتالي على على السلوكيات والتصرفات البشرية..اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان.حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس، الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح ،الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد وتاثيرها على الدماغ، ثم الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها ، وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع ووفق مفاهيم وقناعات الشخص ،فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ بتحديد نوعية الاشباع ونوعيته ووسيلته وطريقته..فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة، التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر..ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني.
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟وبالتالي هل هو صاحب الحكم والتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟!واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه وبه؟؟
العقل هو القوة المدركة في الانسان، القادرة على فهم الوقائع والاحداث، بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل، على ذلك الواقع. وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع ، وقدرة الحواس على الادراك والاحاطة بالواقع ونقله الى الدماغ، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم او بالتجربة والممارسة والخبرة. ثم على قدرة الدماغ على الربط والتفسير، وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك ومتفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته ليحكم بصحتها ومطابقتها للواقع او مخالفتها وبطلانها.
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية، لذلك جاء النهي ان يقضي القاضي وهو غضبان . لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام، لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف . ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا.فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له، وان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث، ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال في نفسه وذاته الصمد الذي لا يعتريه التغيير ولا التبديل، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله تعالى لعمارة الارض من اللجوء اليه:_ اولا لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض .
وثانيا الحكم على سلوكه وتصرفاته لضبط افعاله بصفته جنس مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه . فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص . والدين يعني امرين العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها فينبثق عنها النظام المنظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى: ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال سبحانه .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه والمتعلق بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق. فلا يهتدى بغيرها ولايحتكم في سلوك العبد لغير حكم مولاه . هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا هدى لا ضلال معه وبعده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفهوم المقياس ماهو لغة واصطلاحا
المقياس لغة :- وهو ما يقاس به وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة. والمقياس يكون في الاطوال كالمتر والذراع والباع والميزان يكون في ما يوزن بالكيلوات والارطال والاواق والمكيال يكون في المكيل كالليترات والصاع والمد . وواما الفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار.
وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة ، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه او الفروق بين امرين او شيئين.ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر. كقولهم
العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والصنائع :- فهو عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين
وفي اصطلاح الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما.
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار وبالتالي على على السلوكيات والتصرفات البشرية..اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان.حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس، الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح ،الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد وتاثيرها على الدماغ، ثم الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها ، وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع ووفق مفاهيم وقناعات الشخص ،فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ بتحديد نوعية الاشباع ونوعيته ووسيلته وطريقته..فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة، التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر..ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني.
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟وبالتالي هل هو صاحب الحكم والتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟!واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه وبه؟؟
العقل هو القوة المدركة في الانسان، القادرة على فهم الوقائع والاحداث، بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل، على ذلك الواقع. وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع ، وقدرة الحواس على الادراك والاحاطة بالواقع ونقله الى الدماغ، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم او بالتجربة والممارسة والخبرة. ثم على قدرة الدماغ على الربط والتفسير، وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك ومتفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته ليحكم بصحتها ومطابقتها للواقع او مخالفتها وبطلانها.
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية، لذلك جاء النهي ان يقضي القاضي وهو غضبان . لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام، لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف . ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا.فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له، وان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث، ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال في نفسه وذاته الصمد الذي لا يعتريه التغيير ولا التبديل، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله تعالى لعمارة الارض من اللجوء اليه:_ اولا لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض .
وثانيا الحكم على سلوكه وتصرفاته لضبط افعاله بصفته جنس مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه . فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص . والدين يعني امرين العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها فينبثق عنها النظام المنظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى: ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال سبحانه .... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه والمتعلق بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق. فلا يهتدى بغيرها ولايحتكم في سلوك العبد لغير حكم مولاه . هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا هدى لا ضلال معه وبعده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.