صالون نون الأدبي ولقاء للحقيقة وجه آخر
عند الثالثة والنصف من بعد عصر الثلاثاء الأول من مارس، وفي قاعة بيت الصحافة العامر، كان لقاء صالون نون الأدبي بعنوان للحقيقة وجه آخر تكشفه الدكتورة حكمت المصريافتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور فقالت:
الحضور الكرام،،، مثقفينا والأدباء الأفاضل ... سلام الله عليكم، سلام من صالون نون الأدبي يسري إليكم، وبفضاءات من الثقافة والإبداع يعرج منكم، أهلا بكم في يوم تنتعش به نفوسنا بذكرى الإسراء والمعراج، فكل عام ونحن وإياكم على تقوى وإيمان
في البدء،،، اسمحوا لي بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن رواد صالون نون الكرام أن نبث خالص التعازي، وصادق المواساة للأخت الدكتورة مي نايف، بوفاة والدتها المرحومة بإذن الله (أم محمد نايف - نوال الزعنون) كما نطير تعازينا لأبنائها وأشقائها وشقيقاتها، وعموم آل نايف وآل الزعنون الكرام، ونقول لهم أعظم الله أجركم وأجرنا جميعا في فقيدتنا الغالية
أما بعد،، لما كانت النفوس العلية تطمح لمزيد من النجاح والتألق، ولما كان النجاح لا يأتي إلا بالجهد والعرق، وقد صدقنا المتنبي القول:
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
وكما قال حوط بن رئاب الأسدي:لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فضيفتنا لهذا اليوم، آمنت بأن العزيمة والجهاد هي السبيل الوحيد بعد مشيئة الله وتوفيقه، لتحقيق طموحاتها والآمال، فواجهت وتصدت حتى بلغت المنال، ووصلت للدرجات العُلى،،، إنها الدكتورة حكمت عايش المصري، الحاصلة على بكالوريوس أحياء وجيولوجيا من جامعة الأقصى، ودبلوم عالي في التربية من الجامعة الإسلامية، وحصلت على ماجستير تربية من جامعة عين شمس، بجمهورية مصر العربية، ثم حصلت على دكتوراه الفلسفة في التربية من جامعة العريش
لم تكتف ضيفتنا بهذا الزاد من الدرجات الجامعية، فعمدت إلى تطوير ذاتها بمتابعة دراستها، فحصلت على:
دبلوم علاقات عامة وإعلام من جامعة الأزهر، كما حصلت على دبلوم دراسات فلسطينية، ودبلوم الكوارث وإدارة الأزمات من أكاديمية دراسات اللاجئين
حصلت على العديد من الدورات التدريبية المحلية والعربية في مجالات متعددة
وهي عضو فاعل في العديد من المؤسسات والهيئات ومنها:
عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين - عضو نقابة الصحفيين العرب
عضو رابطة التربويين العرب - عضو مجلس نقابة المدربين الفلسطينيين
عضو مجلس إدارة مركز ينابيع الأدب الثقافي
عضو لجنة استشارية لمنصة أريد للباحثين الناطقين باللغة العربية للعام ٢٠١٨/ ٢٠١٩م
عضو في العديد من الجمعيات والمراكز والمؤسسات التربوية والثقافية والإغاثية
عملت في مجالات عديدة منها:
مشرف غير متفرغ بالعديد من الجامعات الفلسطينية
منسقة مشاريع بجمعية أرض الإنسان الخيرية
عملت مذيعه في إذاعة صوت الحرية
حصلت على جائزة الوسام العلمي لأفضل بحث مناصفة في مؤتمر المرأة (بهن نستقيم) الذي أقيم بالعراق عام ٢٠٢٠م
مصنفة كخبيرة تربوية في المجال التربوي وضمن خبيرات فلسطين الصادر من جامعة بير زيت لأفضل مائة امرأة على مستوى فلسطين
وهي ضيف مستمر على العديد من الفضائيات والإذاعات المحلية في البرامج التربوية والأسرية (مستشارة تربوية وأسرية)
شاركت بالعديد من الأبحاث التربوية والمؤتمرات العلمية المختلفة في الوطن والخارج
شاركت كمدرب بالعديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مؤسسات المجتمع المدني
كاتبة للعديد من المقالات الأكاديمية والأسرية والسياسية والاجتماعية في الصحف المحلية والعربية
كاتبة في مجلة السعادة الشهرية في زاوية بيوت من منورة .
هذه السيرة المعبقة بالنجاح، حتما كانت محفوفة بالمتاعب والصعاب، لذا سنستمع لها لنفيد ونستفيد من تجاربها، وتحدياتها، فنتوجه لها ونسألها عن هذه السيرة، وعن التحديات التي واجهتها
بدأت الدكتورة حكمت تتحدث عن تجربتها ومعاناتها، ومن ثم الإجابة عن الأسئلة التي وجهت لها، وكانت كالتالي:
* سيرة ذاتية مليئة بالأنشطة والانجازات على مدار أعوام، إضافة إلى اهتمام واضح في مجالات متعددة تعليمية، ثقافية، اجتماعية، سياسية، نقابية، حدثينا عنك أكثر دكتورة حكمت، كيف وصلتي إلى ذلك؟
المرأة الفلسطينية لم تصل الى مراحل متقدمة في مجالات متعددة من فراغ، بل من خلال مسانده الأسرة أولا ومن ثم تشجيع من تتعامل معهم المرأة في محيط حياتها
ثم إنه من المؤكد أن النجاح لا يأتي بمحض الصدفة وإنما بسهر ليالي كثيره، وبمواجهه تحديات كبيرة، والتنشئة الاجتماعية للإنسان مهمه جدا في رسم بصمة، وقد كان ذلك، فرسمت حياتي المستقبلية، أنا امرأة فلسطينية لم أصل إلى ما وصلت إليه بالصدفة بل بكثير من التعب والتحدي من أجل الإنجاز سأتحدث بداية عن الجانب التعليمي:
لقد عشت الانتفاضة الأولى، إذ كنت حينها في المرحلة الابتدائية، وكما نعلم فإن وسائل التنشئة الاجتماعية لها دور في تحديد شخصيه الفرد ورغم أننا كنا نعاني من ممارسات عديده يقوم بها الاحتلال من إغلاق للمدارس ومنع المدرسين من الوصول للمدارس إلا أننا استطعنا أن نواصل مسيرتنا التعليمية، فحصلت على الثانوية العامة ومن ثم انطلقت إلى جامعه الاقصى لدراسة تخصص الأحياء والجيولوجيا، كان هذا بعد ثلاثة أعوام من مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث تغيرت الحياة في غزة وأصبحنا كنساء نلتحق بالجامعات بشكل لم يكن موجود مسبقا بل وبدا الانخراط في العمل التنظيمي داخل الجامعات من خلال الانتخابات التي كانت تجري لمجلس الطلبة، وقد كنت ضمن الطالبات اللواتي نجحن في انتخابات مجلس الطلبة، بل كنت أول عضو بمجلس الطلبة في جامعات غزة، من مدينه بيت لاهيا آنذاك.
وهنا بدأت الحياة العملية بشكل أكبر؛ هذا الأمر وضعني تحت دائرة المسؤولية تجاه نفسي أولا ومن ثم اتجاه طلبة الجامعة فالمعروف أن عضو مجلس الطلبة بالجامعة يقوم بحل بعض الإشكاليات التي يتعرض لها الطلبة، بالإضافة إلى المطالبة بالحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطالب داخل الحرم الجامعي، كل هذه الأمور أكسبتني خبرة لا بأس بها، رغم أنني خرجت من بيئة مغلقة نوعا ما
حصلت على درجه البكالوريوس في الأحياء ومن ثم التحقت ببرنامج الماجستير الذي كان بالتعاون مع جامعه عين شمس وكانت المرة الأولى التي أخرج فيها الي جمهوريه مصر العربية لوحدي؛ لهذا السبب كانت التجربة غريبه وغنية، كما كانت مليئة بالمغامرات والتحديات، خصوصا أنني سافرت في الفترة التي تعتبر من أصعب الفترات التي مر بها الشعب الفلسطيني وهي مرحلة الانقسام
حصلت على درجه الماجستير في التربية عام 2008م، وقد قمت بإعداد دراسة آنذاك تتعلق بالوعي لطلبه الجامعات في موضوع الصحة الإنجابية لقد كانت هذه الدراسة الأولى من نوعها، ثم عملت بالعام 2009م منسقة مشروع في جمعية أرض الإنسان الفلسطينية الخيرية؛ مشروع يقدم الخدمات للأطفال الأقل من خمس سنوات في مناطق مثل الشجاعية والتفاح والزيتون، بعدها وبإصرار من زوجي قررت تقديم استقالتي والتسجيل لدرجة الدكتوراة في جمهورية مصر العربية، وقد حصلت على الدكتوراه في التربية عام 2016م
* هل هناك تحديات واجهتك أثناء الدراسة؟
الحياة كما قلت مليئة بالتحديات ولكن من يعرف حكمت عن قرب يجد أنها كانت مثالاً حياً لكل امرأة عانت كثيرا في الحياة، ربما هذه أول مره أقوم بالحديث فيها عن موضوع يُعتبر خاص، ولكن حديثي عنه يأتي من منطلق أنه رسالة لكل امرأة أو فتاة تعاني من صعوبات في الحياة وتعتقد أنها وصلت إلى طريق مسدود. ..
بداية منذ أن كنت في مرحلة الإعدادية وأنا أعاني من آلام شديدة، كانت هذه الآلام تلازمني لفترة من الزمن ولا أستطيع التخلص منها إلا بأخذ المزيد من المسكنات، استمر الوضع على هذا الحال لعدم معرفه الأطباء للسبب، حتى أنني وصلت لمرحلة لم تنفع معها المسكنات، فأصبحت الآلام تلازمني طول الوقت، ورغم هذا الأمر إلا أنني أكملت مرحلة الثانوية العامة بنجاح وتوجهت للجامعة، لكنني في السنه الثانية ذهبت وعائلتي الى جمهورية مصر العربية للبحث عن علاج لهذا الأمر، وصلنا إلي طبيب متخصص وبعد الفحوصات عرفت بأن لدي مشكله كبيرة يلزمها جراحة عاجلة،
عُدت إلى غزة وأنا أحمل مجموعة كبيرة من التحاليل والروشتات وبعدها دخلت المستشفى وخضعت لعمليه معقدة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، خرجت من المستشفى بعد أكثر من عشرة أيام، وعدت للجامعة لممارسة حياتي بشكل طبيعي، لكنني علمت فيما بعد من خلال المتابعة مع الطبيب بأنني سأبقى أعاني من العقم في حال تزوجت، بالطبع لم يكن الأمر سهلاً بل نزل الخبر عليّ كالصاعقة ورغم ذلك واصلت حياتي بشكل طبيعي داخل الجامعة وخارجها، وكان لدي إصرار كبير لمواصلة حياتي بدون عوائق تزوجت بعد التخرج من الجامعة وانتهيت من مرحله الماجستير ودرست أيضا ماده الإعلام في جامعه الأزهر وحصلت على دبلوم علاقات عامة وإعلام عملت في تلك الفترة مقدمة برامج في إذاعة صوت الحرية لمده أربع سنوات
رقم خضوعي لأكثر من خمس أو ست عمليات جراحية إلا أنني كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي، هذه العمليات معظمها كان في جمهورية مصر العربية، والبعض الآخر في مستشفى الشفاء بغزة الشاهد من هذا الأمر أن الإنسان يستطيع أن يمارس حياته ويحقق طموحه رغم كل المعيقات التي من الممكن أن تواجهه
في مرحله الدكتوراة وبعد أن قمت بإعداد الخطة والموافقة عليها من قبل إدارة الجامعة، أصر زوجي أن أقوم بعمل زراعه طفل أنابيب للمرة السادسة؛ حيث خضعت الي خمس عمليات سابقة كلها باءت بالفشل، ولكن إرادة الله شاءت أن تكون هذه المرة ناجحة عدت الى غزه لوحدي وأنا حامل بالشهر الخامس وبالشهر السابع وضعت جنين أسميته عبد الرازق.
هذه التفاصيل التي أتحدث عنها لم تكن سهلة بالمطلق بل صاحبتني لمده اثنا عشر عاما، كانت مليئة بالتعب والمشقة والألم والنجاح والإنجاز، حتى قمت بتحقيق طموحي ورسم خطه لحياتي. كان وجود البعض في هذه المراحل الصعبة بلسم للجراح ودفعه للسير قدماً نحو النجاح؛ أهلي؛ أبي وأمي، زوجي وإخواني وأخواتي، صديقاتي وزملائي كلهم كان لهم الدور الأكبر والفضل بعد الله لما وصلت إليه فالحمد لله رب العالمين
* متي بدأت بالكتابة وما هي الاهتمامات أو المواضيع التي تكتبين عنها؟
الكتابة بدأت معي منذ زمن طويل، ولكن بسبب ما تحدثت عنه سابقا، كنت أقوم بإخفاء العديد من الكتابات حتى بدأ عصر التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي؛ وتحديداً الفيس بوك بدأت أنشر بعض الموضوعات الاجتماعية عبر صفحتي الخاصة بالفيس بوك، ومن ثم بدأت بكتابة المقالات التي كنت أنشرها عبر بعض الصفحات الإخبارية، ثم تطور الأمر إلى عقد مجموعة من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي تهتم بالأسرة والتربية وبعض المشاكل الاجتماعية عبر الفضائيات، حتى أصبحت أمتلك أكثر من مائة لقاء تلفزيوني موجود جميعها علي صفحه اليوتيوب بالإضافة الى الفيس بوك، كما لدي العديد من الأبحاث التي تتعلق بتخصص التربية معظمها طبع ونشر على المستوى العربي والمحلي، وقد شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والعربية إضافة إلى أنني أشارك بمقال شهري في مجلة السعادة، هذا المقال يحمل اسم (بيوت منورة)؛ وهو يهتم بكيفية الحفاظ على حياة زوجية دون مشاكل داخل البيوت الفلسطينية من خلال تقديم مجموعة من النصائح للأزواج، وطرح موضوعات لها علاقه بالأسرة والتربية.
* دكتورة حكمت لك نشاطات متنوعة في مجال التدريب، هل من الممكن الحديث عن ذلك؟
أنا عضو في مجلس إدارة نقابة المدربين الفلسطينيين؛ بعد الفوز بالانتخابات التي أجريت العام الماضي وقد كنت عضوا في النقابة قبل أن أصبح عضو مجلس إدارة، قمت بالتدريب في المجالات المختلفة التي تتعلق بالتنمية البشرية والمهارات الحياتية، وقمت بالتدريب في العديد من المؤسسات والجامعات.
* ماذا عن دورك الثقافي دكتورة حكمت؟
كل إنسان وكل سيدة فلسطينية لها دور هام جدا في تعزيز الجانب الثقافي الذي يحاول الاحتلال السيطرة عليه وسرقته من خلال ممارسات عديدة كان آخرها محاولة الاستيلاء على الزي الفلسطيني هذا الأمر يبين مدى أهمية دور المرأة في الحفاظ على التراث
وكما تعلمون أنا اشغل منصب رئيس مجلس إدارة مركز ينابيع الأدب الثقافي؛ وهو مركز يهتم بتعزيز المشهد الثقافي في المجتمع الفلسطيني؛ من خلال تسليط الضوء على الشعراء والمبدعين وعقد ورشات تتعلق بالكتاب والأدباء والمثقفين، إضافة إلى عمل دورات للشباب والشابات من أجل صقل مهاراتهم في موضوعات عده منها الكتابة الإبداعية وكتابة القصة القصيرة وغيرها من المواضيع، وفي سياق آخر أنا أقوم حاليًا بتدقيق بعض النصوص الأدبية والقصص القصيرة التي قمت بكتابتها خلال المرحلة السابقة من أجل وضعها في كتاب خاص سيرى النور قريبا إن شاء الله
* هل تؤثر العادات والتقاليد بالمجتمع على تدنى مشاركة المرأة بالحياة السياسية؟
بالتأكيد كان للعادات والتقاليد دور كبير في تدنى مشاركة المرأة الفلسطينية في كثير من الأحيان؛ خصوصا في الانتفاضة الأولى وذلك خوفا على المرأة من التعرض للاعتقال الإسرائيلي، ورغم ذلك فقد شاركت المرأة في العديد من المحطات السياسية والنضالية على مر التاريخ الفلسطيني حيث بدأ العمل السياسي للمرأة الفلسطينية يزدهر وينمو ويتجدد منذ بداية الاحتلال البريطاني للأراضي الفلسطينية والذي لم يكن إلا تمهيدا لإقامة الكيان الصهيوني على أراضينا الفلسطينية، ما جعل المرأة تدرك ذلك جيدا منذ البداية لتحول نشاطها الاجتماعي الذي كانت تقوم به من خلال الجمعيات والمؤسسات إلى عمل سياسي، وأكثر ما دل على ذلك مشاركة المرأة في ثورة ١٩٢٩م ومشاركتها أيضا في إيصال رسالة رفض للقنصل البريطاني بالقدس ردا على قرار وعد بلفور ومشاركتها في المظاهرات والاحتجاجات ودورها الاجتماعي من خلال الجمعيات والمؤسسات النسوية وعلى رأسها جمعية زهرة الاقحوان
أيضا مشاركتها بالثورة الكبرى ١٩٣٦م وما تلى ذلك من مشاركات نضالية امتدت عبر المراحل التاريخية المختلفة التي عصفت بالقضية الفلسطينية منذ نكبة العام ١٩٤٨م، مرورا بالنكسة والانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى.
بجانب مشاركتها النضالية البطولية في جميع التنظيمات والأحزاب فكانت بداية انطلاقتها النضالية الحقيقية بعد انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح من خلال العملية الفدائية التي قادتها رئيسة الجمهورية الشهيدة دلال المغربي، مرورا بمعاناة المرأة في الأسر والاعتقال، ورغم مشاركة المرأة بكل المراحل النضالية إلا أنها لم تحظى بالحد الأدنى من المشاركة في صناعة القرار الفلسطيني بل اكتفى وجودها في الأحزاب والتنظيمات السياسية كعضو فقط .
أما بخصوص متى سنرى المرأة وهي تلعب دورا رياديا في إحياء قضايا المجتمع؟
فهناك العديد من الأخوات اللواتي انضممن للأحزاب والفصائل على اختلاف مسمياتها من النخب والقامات المجتمعية والأكاديمية واللواتي سطرن ورفعن اسم الحركة عاليا في كافة مناحي المجتمع، واستطعن المشاركة في القضايا المجتمعية المحورية سواء من خلال المناقشة داخل وسائل الإعلام المختلفة أو التأثير والضغط والمناصرة من خلال المشاركة في القضايا المجتمعية التي تطرح من قبل مؤسسات المجتمع المدني الخاصة بالمرأة، وأخيرا من خلال المشاركة في المؤتمرات وورشات العمل داخل الجامعات الفلسطينية والعربية بالإضافة الى التأثير من خلال كتاباتهن في المجالات المتعددة الاجتماعية والتربوية والسياسية والاقتصادية لكن هناك غياب وقصور واضح في تغطية مثل هذه النشاطات على مواقع الإعلام الخاصة بمعظم هذه الأحزاب
فعلا مازالت المرأة تعيش تحت عباءة الرجل خصوصا في التمثيل السياسي للأحزاب، فلا يوجد حزب سياسي تقوده امرأة ولم تحظ المرأة بمناصب قيادية في الصف الأول للأحزاب أو التنظيمات،
بل أصبح التنظيم أو الحزب له الدور الأساسي في إيصال المرأة الي صناعة القرار.
ومن إحدى الاهتمامات التي تشغل بال المرأة الفلسطينية التي أعطت وضحت وقدمت هو إنقاذ الوحدة الوطنية وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، والذهاب للمصالحة والشراكة الحقيقية ببرنامج وميثاق مواطنة تحرري توافقي، فهذا أولى من البقاء في مربع التشتت والانقسام والخراب والمحاصصة الشكلية.
ورغم ذلك ترجع ظاهرة تراجع المشاركة السياسية للمرأة على مستوى العمل التنظيمي والحزبي الي الهيمنة السلطوية للرجل ورفضة لوجود المرأة في دائرة صنع القرار التنظيمي أو الحزبي رغم ازدياد نسبة الوعي السياسي والتنظيمي للمرأة وقدرتها على تحمل المسئولية واتخاد القرار، أضافة الى التباين الفكري والثقافي بين الناشطات النسويات، والموروث الثقافي لهن.
* ونحن على أعتاب الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة نقول: كل عام والمرأة في كل مكان، وفي فلسطين على وجه الخصوص بخير وألق وإبداع، نريد أن نختتم التجربة الثرة برسالة توجهينها للمرأة بهذه المناسبة
للمرأة الفلسطينية دور مهم وفاعل في كافة المواقع الفلسطينية من خلال ما تمارسه من نضال في مجالات متعددة اجتماعية، تعليمية، صحية، اقتصادية، ثقافية، سياسية وتربوية حيث تقدر نسبة تعليم المرأة الفلسطينية بنسبة لا تقل عن 97%، ما أدى إلى امتلاكها للكم الكبير من العلم والثقافة
بعد أن أنهت الدكتورة حكمت حديثها عن مسيرتها، وما صادفها من صعاب وتحديات، شكرتها الأستاذة فتحية، ومن ثم فتحت الباب للمداخلين، وكان الدكتور جهاد الباز أول المتحدثين، فقال: تحية للدكتورة حكمت على عزيمتها وإصرارها على تحقيق أهدافها، وتحية لقطبي صالون نون الأدبي – الأستاذة فتحية والدكتورة مي – هذا الصالون الذي لازال في جهاد من أكثر من عشرين عاما لإرساء دعائم الثقافة، والشكر موصول للحضور
ثم قال: نرى الناس يتكالبون على المطاعم والمقاهي وأماكن اللهو، لكنهم يعرضون عن المنابر العلمية والثقافية، وهذا ديدن البشر على مدار العصور، لذا فإنني أوجه التحية لمن حضر هذا المشهد الأدبي
وأضاف: حكمت مرت بمصاعب كثيرة، لكن الله كان معها، فرغم ما عانته ظلت شامخة
وعودة على المنتديات الأدبية وردا على من اقترح تجميع المنتديات، قال: يستحيل تجميعهم في منتدى واحد، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر مختلفون، فلكل منتدى لونه واهتماماته، ثم إن تعدد المنتديات أمر طبيعي ويؤدي للتنافس، لكن اللوم على الذين لا يحضرون خاصة المثقفين واتحاد الكتاب
الأستاذ محمد تيم سأل الدكتورة حكمت عما إذا كانت توافق على كتابة سيرتها في رواية أم لا؟
ثم سأل: ما الهدف الذي تتمنين تحقيقه ولم بتم تحقيقه بعد؟
الأستاذ يوسف السيد المتخصص في الشأن الاجتماعي قال: أنواع التفكير ثلاثة:
التفكر الأفقي: وهو لعامة الناس
التفكر الرأسي: وهو للمثقفين
التفكر اللولبي: وهو للنخبة والمبدعين، وأرى أن الدكتورة حكمت من هذا النوع، فهي تستحق أن توسم بالمرأة الفولاذية.
الأستاذ نبيل عابد كان قد اقترح ضم المنتديات، ثم قال: إن المرأة تدخل في مبادرات جزئية، وتنفق فيها سنوات من عمرها، ثم إن المرأة التي تناضل لأجل التغيير عليها ألا تطالب بحقوق سطحية
السيد محمد حجاج قال: أحيي روح التحدي والإصرار التي تتمتع بها الدكتورة حكمت
وكانت الدكتورة مي نايف المداخلة الأخيرة، فبعد أن شكرت الدكتورة حكمت وشكرت الحضور، قالت ردا على المرأة والعمل السياسي؛ إن اجتماع المجلس المركزي الأخير أقر للمرأة الكوتة بنسبة 30%، وتم بالفعل تعيين خمسة وعشرين امرأة
بعدها قامت الدكتورة حكمت بإجمال ردودها فقالت: شكرا لما استمعت إليه من كلمات، فالإنسان يحب كلما وصل لنجاح أن يسمع كلمة شكرا ويعطيك العافية، فأدوات التشجيع هي المحفز لأي نجاح وتقدم
المحطات التي تكلمت عنها هي محطات كبيرة، وكان بها تضحيات، والله أعلم قد أصادف في المستقبل تحديات وصعوبات أكبر، لكن خبرة الإنسان تجعله يتعامل معها بحنكة، فيستطيع الوصول للطريق الصحيح، دوما أضع نصب عيني القول: لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع، لذا دوما أكون راضية عما أحققه، وإن كان لدي خطط وأهداف أسعى لتحقيقها
أكثر ما كنت أتمناه هو أن أشبع غريزة الأمومة التي بداخلي وبحمد الله تحقق ذلك ورزقت ابني عبد الرازق في المرة السادسة من محاولات الزراعة
وعن ترشحها للانتخابات التي تم إلغاءها قالت: كان اسمي رقم ثلاثة، فهو في موقع متقدم، ومع ذلك حمدت الله أن تم الغاءها كي لا نصحو على كارثة
وردا عن لقب المرأة الفولاذية قالت: كثير من النساء نجحن وتخطين العقبات، وصنعن العديد من قصص البطولة، ومنهن من لم تجد من يأخذ بيدها ويدعمها لتصل لبر الأمان، كما هو الحال معي من دعم أسري وعائلي
ثم قالت: القوانين التي نخضع لها هي قوانين مصرية، وفي الضفة قوانين أردنية، القوانين التي نخضع لها في غزة
تم الغاءها في موطنها الأصلي، ونحن لا زلنا نخضع لها
مشكلتنا ليست في القوانين، بل تكمن في تطبيق القانون، وإقرار قوانين جديدة تتناسب مع الواقع الذي نعيشه، على سبيل المثال في عهد الإدارة المصرية لم يكن لدينا ابتزاز الكتروني، وحتى الآن لا يوجد أي قانون فلسطيني يجرم ابتزاز المرأة،
لا يوجد قوانين رسمية صادرة عن المجلس التشريعي الذي من أهم مهامه إصدار القوانين والتشريعات.
إلى هنا ورفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بلقاء الخامس عشر من مارس بإذن الله>