بسم الله الرحمن الرحيم
صناعة القيادات الطبيعية والقيادات الصنيعة
القيادة هي الاخذ بزمام الامور ورئاسة الناس وتوجيهم لما فيه مصالحهم وخيرهم وتدبير شؤونهم ورعاية امورهم...
والقيادة الطبيعية هي القيادة التي تبرز في اوساط الناس بشكل طبيعي، لما لصاحبها من اهلية موهوبة واستعداد فطري يتوفر معه جو الخبرة والممارسة والمناخ الفكري، الذي يغذي هذه القيادة، فتبرز في اوساط المجتمع بالقول السديد والفعل الرشيد ، فينقاد الناس لصاحبها ويتخذونه قدوة واماما ياتمون به في افعاله واقواله .
ورغم ان هذه القيادة نادرة في المجتمعات ندرة وجود الذهب في المعادن ، لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة))، ورواه أيضًا الترمذي وابن ماجه والإمام أحمد والطبراني في الاوسط وغيرهم . الا اننا نجد ايضا ان اصحاب بيوت القيادة التي الاصل فيها ان تخلف قيادات ترث القيادة من بعدها ،نجدها للاسف الشديد تقتل الروح القيادية في ابنائها، خشية منازعتها الامر . فتجد الاباء في الاُسر يريدون ابناءهم ان يكونوا تبعا لهم في كل شيء ونسخة كربونية عنهم، وقس على ذلك التكتلات و التجمعات والاحزاب وما شابه، فيعتبرون اي بروز لشخصية قيادية عندهم انما هو ضرب من العقوق يجب ان يتخلصوا منه سريعا، متناسين او جاهلين بقول سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه : - ربوا اولادكم لزمان غير زمانكم .
فينتج خلف لا قيادات فيه مؤهلة لقيادة الناس فيصدق عليهم المثل الشعبي القائل :- النار تُخلف سكنا - . لان الاباء لم يشجعوا الابناء على ان تكون لهم الشخصية القيادية ، ولم يعطوهم الفرصة ليمارسوا المهام القيادية في بيئتهم ومحيطهم .ومن هنا يُحرم المجتمع من وجود القيادات الطبيعية المؤهلة والتي الاصل فيها ان تكون قد تاهلت في بيوت اجواء القيادة ، وتُعطى الفرصة للقيادات الصنيعة التي تُفرض على المجتمع فرضا بالغلبة والتغلب، لتحل محل القيادات الطبيعية. فتنفذ بالتالي اجندة من فرضها واوجدها ... فلا يكون لنا حينئذ الا البكاء والعويل على اجيال نحن في الحقيقة من اضعناها ونحن من حرمناها القيادات الطبيعية، التي الاصل فيها ان ربيناها على ثقافتنا و شجعناها على تحقيق اهدافنا وقيمنا ومثلنا العليا ...
لقد صنع لنا امامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم من اصحابه قيادات بحيث اصبح كل واحد منهم قدوة نقتدي به، وننقاد له ، فصدق في حقهم وصح فيهم معنى حديث - اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم - فكانوا ائمة هدى ونور يستضاء به في دجى ظلمات الجهل ...
ان من صفات المؤمنين ان يطلبوا من ربهم تعالى ان يكونوا وخلفهم للمتقين اماما ينقاد الناس لهم ويأتمون بهم ويقتدون وينقادون: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (74الفرقان).
فايها الناس لا تحسدوا ابناءكم ان يكونوا خلفا لكم في القيادة والسؤدد ، فما افلح قوم يحسدون ابنائهم المكانة العلية، وختاما ادعوالله تعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى من سداد القول وفعل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
صناعة القيادات الطبيعية والقيادات الصنيعة
القيادة هي الاخذ بزمام الامور ورئاسة الناس وتوجيهم لما فيه مصالحهم وخيرهم وتدبير شؤونهم ورعاية امورهم...
والقيادة الطبيعية هي القيادة التي تبرز في اوساط الناس بشكل طبيعي، لما لصاحبها من اهلية موهوبة واستعداد فطري يتوفر معه جو الخبرة والممارسة والمناخ الفكري، الذي يغذي هذه القيادة، فتبرز في اوساط المجتمع بالقول السديد والفعل الرشيد ، فينقاد الناس لصاحبها ويتخذونه قدوة واماما ياتمون به في افعاله واقواله .
ورغم ان هذه القيادة نادرة في المجتمعات ندرة وجود الذهب في المعادن ، لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة))، ورواه أيضًا الترمذي وابن ماجه والإمام أحمد والطبراني في الاوسط وغيرهم . الا اننا نجد ايضا ان اصحاب بيوت القيادة التي الاصل فيها ان تخلف قيادات ترث القيادة من بعدها ،نجدها للاسف الشديد تقتل الروح القيادية في ابنائها، خشية منازعتها الامر . فتجد الاباء في الاُسر يريدون ابناءهم ان يكونوا تبعا لهم في كل شيء ونسخة كربونية عنهم، وقس على ذلك التكتلات و التجمعات والاحزاب وما شابه، فيعتبرون اي بروز لشخصية قيادية عندهم انما هو ضرب من العقوق يجب ان يتخلصوا منه سريعا، متناسين او جاهلين بقول سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه : - ربوا اولادكم لزمان غير زمانكم .
فينتج خلف لا قيادات فيه مؤهلة لقيادة الناس فيصدق عليهم المثل الشعبي القائل :- النار تُخلف سكنا - . لان الاباء لم يشجعوا الابناء على ان تكون لهم الشخصية القيادية ، ولم يعطوهم الفرصة ليمارسوا المهام القيادية في بيئتهم ومحيطهم .ومن هنا يُحرم المجتمع من وجود القيادات الطبيعية المؤهلة والتي الاصل فيها ان تكون قد تاهلت في بيوت اجواء القيادة ، وتُعطى الفرصة للقيادات الصنيعة التي تُفرض على المجتمع فرضا بالغلبة والتغلب، لتحل محل القيادات الطبيعية. فتنفذ بالتالي اجندة من فرضها واوجدها ... فلا يكون لنا حينئذ الا البكاء والعويل على اجيال نحن في الحقيقة من اضعناها ونحن من حرمناها القيادات الطبيعية، التي الاصل فيها ان ربيناها على ثقافتنا و شجعناها على تحقيق اهدافنا وقيمنا ومثلنا العليا ...
لقد صنع لنا امامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم من اصحابه قيادات بحيث اصبح كل واحد منهم قدوة نقتدي به، وننقاد له ، فصدق في حقهم وصح فيهم معنى حديث - اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم - فكانوا ائمة هدى ونور يستضاء به في دجى ظلمات الجهل ...
ان من صفات المؤمنين ان يطلبوا من ربهم تعالى ان يكونوا وخلفهم للمتقين اماما ينقاد الناس لهم ويأتمون بهم ويقتدون وينقادون: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (74الفرقان).
فايها الناس لا تحسدوا ابناءكم ان يكونوا خلفا لكم في القيادة والسؤدد ، فما افلح قوم يحسدون ابنائهم المكانة العلية، وختاما ادعوالله تعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى من سداد القول وفعل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....