منسية هذه المدينة ( صنعاء)
يحكون أنها تطارد الوجوه
والرغيف
تعبث بالهزائم
نتنها يغطي جيوب العابرين
العَرق في ذاكرة أخرى
تتسرب صنعاء من بين أنوفهم
كرائحة ثقاب ينتعل زهوراً
تتلاشى أغنية ( مانزلتك بير العزب)
خلف ظهور المتسوقين المتشققة
رؤوسهم نائمة على صفيح الشوارع
حناجرهم كربونية
يقايضون الليل بالقات
والهزيمة بالهزيمة
الضياع منسكب في عروقهم المتهدلة
لا أحد يدري ما الذي يتسرب
من سيقانهم ..؟
لكن الغربان تنعق فوقها
&&&
منسية هذه المدينة ( صنعاء)
يحكون أن الناس فيها
بلا أكمام
بلا أظافر
بلا وسائد
يأتون من آخر التأريخ ذات ليل
ليقتلعون شجر الموز
ويزرعون بها الخرافة
ووحل النعاس
يحكون أن ذبابها الرملي
يطوق أبوابها السبعة
ويمتص منها دبيب الحياة
وبالسيف ....
وقاذورة قد نساها الذباب
يمتد ذيل الجريمة
وتحت نزيف السكوت
رعاش السكوت
تدفن رائحتها في الأزقة
وتموت
تموت
&&&
منسية هذه المدينة( صنعاء)
كملامح العابرات اللواتي يمتطين النقاب
يغطين سوءة بعض الجوانح
ليدرن في وجه المدينة
غائرات بلا أسماء
بلا صفات
بلا مدى
يبحثن عن ضياع
عن طعنة تناسب الضياع
عن صفعة تناسب الضياع
يبحثن
عن خلاخل
عن سلاسل
عن مشاتل
عن مشاكل
عن معاقل
عن انامل
عن ظفائر
يبحثن
عن أيام
عن أحلام
عن أوجاع
عن خرقة أخرى تغطي سوءة الملامح
حمراء أو صفراء أو خضراء لا يهم
المهم أن يدُرن
المهم أن يلهثن
أن يتبعن مدرجات دخانهن الملتهب
المهم أن يقعن في حفرة لطيفة
يجتمعن فيها
يسألن عن أسماء بعضهن
تجيب احداهن
ــ حفصة
ما لون ضياعك المناسب ..؟
قاتم كأحمر الشفاه
بحجم سيجارة
وسماء
&&&
مسكينة هذه المدينة ( صنعاء)
أسعار السجون تتجاوز الحدود
أسعار الجوع باهضة
أسعار الجثث الخامده تبحث عن بورصة
مناسبة
على الجهة الأخرى من الموت
تترائ جثث من نوع آخر تتسرى في شقوق
الهلع
وتجتمع على رصيف شقاء منحرف
ــ فقط ثمن قطرة من خمر ..!
ينادي أحدهم بينما يغطي جبينه
فيتولى الجميع
&&&
منسية هذه المدينة ( صنعاء)
كوجه(أرملة عجوز)
لم يحدث أن تزوجت للآن
فكل من أحبها
وجدوه مخزوق الجسد
في سلة القمامة
يقولون إن الجن
خبأته بين صحونها
&&&