بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
النصر كالرزق وعد رباني واستعداد واعداد بشري :
عقيدة المسلم في النصر والتمكين انه وعد من الله عز وجل لأنبياءه و رسله عليهم الصلاة و السلام وللمؤمنين اتباعهم ما داموا على هديهم وسنتهم ماضون . ولا يملك النصر والتمكين إلا الله عزوجل فلا يملكه المؤمن من تلقاء نفسه، بل هو مرتبط بمشيئة الله عز وجل:- ( .... وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ( 10 )التوبة ) ،وشروط النصر ودواعيه مكلف بتحقيقها المؤمنون، وذلك من تخطيط وقوة رادعة والات وادوات القتال اللازمة وتمويل وانفاق في سبيله ، قال تعالى :- (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)التوبة60) ،واما النصر والتمكين ليس بتكليف، بل نتائج يهيء الله تعالى للمؤمنين حسب واقعهم ابابها، فإن أخذوا بها واتقنوا التعامل معها تم النصر لهم بعون الله ومنه، وان تجاهلوها فلا نصر ولا تمكين .
ومثل النصر والتمكين كمثل الرزق :- ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].
وقال سبحانه:- ( وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبّ السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّهُ لَحَقّ مّثْلَ مَآ أَنّكُمْ تَنطِقُونَ ) [الذاريات:22-23].
فالرزق لا يتحصل الا اذا سعى اليه الانسان، فلذلك اوجب الشرع الحنيف اعتقاد ان الرزق من الرزاق الكريم، وان السعي الى تحصيله واجب، فالأصل أن الرزق وغيره كالنصر : قائم على الأسباب، فلا ينال الرزق إلا بالسعي، كما قال تعالى:- (هوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك/15).
فلاحظ انه طلب منا المشي و هو هنا للبحث، وطلب منا الاكل ، والاكل لا يكون الا بزراعة وحرث وحصاد وطحن او طبخ وخبز، او تجارة وبيع وصناعة ومهنة ، و قد روى أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه عنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ) صححه الألباني ، وشعيب الأرنؤوط.
وفي الحديث بيان : أن الطير (تغدو) ؛ أي : تذهب في أول النهار بحثا عن الطعام، وهذا من مباشرة الأسباب، مع أن الحديث في بيان تقرير التوكل ، وتصحيح مقامه ؛ فدل على أن الأخذ بالأسباب لاينافي التوكل ، بل هو من تمامه .
فكما ان الرزق وعد مكتوب كذلك النصر وعد مكتوب ولكل منهما شروط تحصيله واسبابه التي يوفق الله تعالى لها فيكتب ما يشاء لعباده انعاما ومنة او ابتلاءً واختبار (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴿155﴾البقرة) .
فتوكلوا على الله بالاخذ بالاسباب ولا تتواكلوا ، فمن توكل اعد العدة الممكنة واخذ بالاسباب التي يغلب الظن انها مؤدية للنتيجة ، وأما المتواكل فمثله كمثل من يفتح فاه ويقول رب الق في فمي طيرا، وكمثل من يقول رب قاتل عني واكتب لي النصر وانا قاعد انتظر !!!!
اللهم نسالك رزقا طيبا مباركا ونصرا مؤزرا واستخدمنا رب في طاعتك ...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
النصر كالرزق وعد رباني واستعداد واعداد بشري :
عقيدة المسلم في النصر والتمكين انه وعد من الله عز وجل لأنبياءه و رسله عليهم الصلاة و السلام وللمؤمنين اتباعهم ما داموا على هديهم وسنتهم ماضون . ولا يملك النصر والتمكين إلا الله عزوجل فلا يملكه المؤمن من تلقاء نفسه، بل هو مرتبط بمشيئة الله عز وجل:- ( .... وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ( 10 )التوبة ) ،وشروط النصر ودواعيه مكلف بتحقيقها المؤمنون، وذلك من تخطيط وقوة رادعة والات وادوات القتال اللازمة وتمويل وانفاق في سبيله ، قال تعالى :- (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)التوبة60) ،واما النصر والتمكين ليس بتكليف، بل نتائج يهيء الله تعالى للمؤمنين حسب واقعهم ابابها، فإن أخذوا بها واتقنوا التعامل معها تم النصر لهم بعون الله ومنه، وان تجاهلوها فلا نصر ولا تمكين .
ومثل النصر والتمكين كمثل الرزق :- ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].
وقال سبحانه:- ( وَفِي السّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبّ السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّهُ لَحَقّ مّثْلَ مَآ أَنّكُمْ تَنطِقُونَ ) [الذاريات:22-23].
فالرزق لا يتحصل الا اذا سعى اليه الانسان، فلذلك اوجب الشرع الحنيف اعتقاد ان الرزق من الرزاق الكريم، وان السعي الى تحصيله واجب، فالأصل أن الرزق وغيره كالنصر : قائم على الأسباب، فلا ينال الرزق إلا بالسعي، كما قال تعالى:- (هوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك/15).
فلاحظ انه طلب منا المشي و هو هنا للبحث، وطلب منا الاكل ، والاكل لا يكون الا بزراعة وحرث وحصاد وطحن او طبخ وخبز، او تجارة وبيع وصناعة ومهنة ، و قد روى أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه عنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ) صححه الألباني ، وشعيب الأرنؤوط.
وفي الحديث بيان : أن الطير (تغدو) ؛ أي : تذهب في أول النهار بحثا عن الطعام، وهذا من مباشرة الأسباب، مع أن الحديث في بيان تقرير التوكل ، وتصحيح مقامه ؛ فدل على أن الأخذ بالأسباب لاينافي التوكل ، بل هو من تمامه .
فكما ان الرزق وعد مكتوب كذلك النصر وعد مكتوب ولكل منهما شروط تحصيله واسبابه التي يوفق الله تعالى لها فيكتب ما يشاء لعباده انعاما ومنة او ابتلاءً واختبار (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴿155﴾البقرة) .
فتوكلوا على الله بالاخذ بالاسباب ولا تتواكلوا ، فمن توكل اعد العدة الممكنة واخذ بالاسباب التي يغلب الظن انها مؤدية للنتيجة ، وأما المتواكل فمثله كمثل من يفتح فاه ويقول رب الق في فمي طيرا، وكمثل من يقول رب قاتل عني واكتب لي النصر وانا قاعد انتظر !!!!
اللهم نسالك رزقا طيبا مباركا ونصرا مؤزرا واستخدمنا رب في طاعتك ...