بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالعز والنصر والتمكين
هل سمعتم عن غلام زرافة ؟؟؟!
هذا الرجل الذي اصبح من عبد مملوك الى امير البحار!!
كان غلام زرافة فتًى مملوكًا واسمه ليو، وُلِد في في بلدة تُدعى "أنطالية" في جنوب شرق الأناضول، وكان قد سُبِيَ في معركةٍ مع المسلمين، فاستقرَّ في طرابلس عند أميرها -زرافة -الذي اتَّخذه لنفسه، وبهذا صار : "غلام زرافة"، واعتنق الإسلام (بين عامي 249-252هـ=863-866م).
وقد أبدى غلام زرافة من المواهب والإمكانيَّات والاستعداد، ما صار به أميرًا على طرابلس بعد سيده، وقائدًا للجهاد المنطلق منها، وظهرت كنيته "أبو الحرب"! كما تدرَّج "ليون الطرابلسي" أو "رشيق الورادني" في سُلَّم قيادة الأساطيل حتى صار من كبار قادة البحر، ثم انتقل إلى مدينة "طرسوس" وكانت تُعتبر مركزًا متقدِّمًا في محاربة الدولة البيزنطيَّة، بل تُعتبر رأس الحربة الإسلامية في هذا المضمار، أصبحت "طرسوس" محطَّ رحاله ومرفأ سفنه، وجمع "ليون" تحت لوائه أمهر وأشجع البحارة المسلمين المجاهدين، وأضحى في عصبته القوية المغامرة خلاصة أبطال الجهاد البحري، وأصبح قوَّةً بحريَّةً عظيمةً تُروِّع الدولة البيزنطيَّة وتُدخل الرعب في قلوب أعداء الله. واصبح واحدا من أهم الرجال الذين كان لهم الذكر والفضل في مواجهة الدولة البيزنطية في القرن الثالث الهجري، وهو القرن الذي يمثل الفترة الحرجة من تاريخ الدولة العباسية، التي كان انشغالها بالمشكلات الداخلية حائلًا دون أن تشارك بجيوشها الرسمية في القتال والجهاد . استمر "ليون الطرابلسي" أو "غلام زرافة" او "رشيق الورداني" في غزواته البحرية الجريئة على ثغور الدولة البيزنطية، وأصبح كابوسًا مفزعًا يُقلق مضاجع تلك الثغور، ولكنَّ أعظم غزوات "ليون" والتي خلَّدت ذكره في التاريخ: "معركة تسالونيك،
حيث تُعتبر تلك المدينة من أعظم الثغور البيزنطية وأمنعها وأغناها بعد "القسطنطينية"، وتقع على هضاب "أولمبوس" وتشرف على رأس خليج ضيق تستطيع أن تمتنع به السفن، وكان يفصلها عنه سورٌ ضخمٌ يمتدُّ نحو ميلٍ على طول الشاطئ، وتحميها بعد ذلك قلاع حصينة شُيِّدت على آكام مرتفعة.
في سنة 291 هـ خرج ليون الطرابلسي من طرسوس في أربع وخمسين سفينة في كل منها نحو مائتي مقاتل عدا جماعة مختارة من الرؤساء والضباط، وانضم إليه في سيره أشجع أبطال البحر المسلمين في مياه المشرق.
ولم يجرؤ الأسطول البيزنطي الذي بعثه الإمبراطور ليون السادس لحماية ثغور الدولة على لقاء سفن المسلمين، فارتد إلى ضفاف الدردنيل تاركا مياه بحر إيجة مفتوحة لسفن المسلمين تتجه بمنتهى السرعة إلى ثغر تسالونيكا.
كان قائد الحامية البيزنطي بالمدينة رجلا ذكيا صلبا اسمه بتروناس، حاول أن يرد سفن المسلمين بعدة وسائل، منها إلقاء كميات كبيرة من الصخور الضخمة وقطع الرخام التي كانت تزدان بها القبور اليونانية ليعطل سير السفن المسلمة ،ويجعلها في مرمى نبال ونيران اليونانيين، حيث كانوا يستخدمون ما يعرف بالنار الاغريقية، -وهي خليط مكون من الكحول والنفط والكبريت يوضع في انبوب نحاسي ويوجه نحو المعادي ويشعلون به النار فتنطلق منه النار بقوة شبيهة بقذائف المدافع اليوم لتحرق من وما امامها- ،واجتهد بتروناس في تحصين المدينة، ولما مات بتروناس فجأة، كان خليفته واسمه نيكيتاس صلبا هو الآخر كسابقه.
أما أهل المدينة فقد وضعوا آمالهم في أحد قديسيهم ويدعى ديمتريوس ، وقد كان مدفونا في كنيسة خاصة به، فهرعوا إليه في هذه الكنيسة وانهمكوا في الصلاة ليلا ونهارا داعين وليهم ديمتريوس هذا أن يكشف عنهم الضر.!!
أما ليون الطرابلسي ومن معه فقد قرر الهجوم على المدينة من ناحية الخليج الحصين وهو يضمر في نفسه خطة ذكية لفتح المدينة الحصينة.
بدأ الهجوم على المدينة من ناحية المدخل الأمامي ليختبر دفاعات البلد ومدى استعداد أهلها للدفاع عنها. وفي اليوم التالي هاجم المسلمون المدينة من ناحية الشرق وحاول استخدام عدة وسائل للاقتحام بالسلالم وإطلاق المجانيق وإضرام النار تحت أبواب المدينة وشغل أهل المدينة بالقتال عامة اليوم، وكان ليون يرجو بكل هذه المقدمات إلى تحويل عناية المدافعين عن غايته الحقيقية.
فقد رأى من خلال استطلاعه لأسوار المدينة عدة مواضع معينة يمكن اقتحام المدينة من خلالها، فبدأ بتنفيذ خطته النهائية بمنتهى السرعة والبراعة، فربط عدة سفن كل اثنين معا ربطا وثيقا محكما، وأقيم فوق كل اثنتين برج خشبي مرتفع، وفي فجر صباح اليوم التالي دفعت هذه الأبراج نحو المواضع المنخفضة في السور، وفي كل منهما نخبة من المقاتلين المسلمين تستطيع أن تقضي على المدافعين عن الأسوار، ونشبت معركة هائلة بين الفريقين، وكان بحارة سفن الإسكندرية أول من اقتحم الأبراج، وانقضوا على المدافعين كالصواعق المرسلة وأجبروهم للفرار تحت ضغط الهجوم الكاسح.
نزل المقاتلون المسلمون وفتحوا أبواب المدينة لينقض المسلمون عليها من كل ناحية واستولوا عليها بأكملها في سويعات وتم أسر اثنين وعشرين ألفا من أهلها حملوا جميعا إلى مدينة 'طرسوس' قاعدة الانطلاق ليتم مبادلتهم بالأسرى المسلمين لدى البيزنطيين، حيث كان من الأهداف الرئيسية لحملات 'ليون الطرابلسي' أخذ أكبر عدد من الأسرى البيزنطيين لاسترجاع أسرى المسلمين عندهم. وعاد الاسد ظافرا بنصرين، احدهما الجموع الكبيرة من الاسرى لمبادلتهم باسرى المسلمين ،وكميات كبيرة من الاموال التي وقفها على حشد القوى والاعداد للجهاد والاستعداد، والثاني انه اكتشف سر النار الاغريقية التي اصبح فيما بعد بارعا في صناعتها واستخدامها....
واستمر ليون الطرابلسي أمير البحار في حملاته وغزواته البحرية الجريئة بمنطقة بحر إيجه حيث لم يقوم له أحد ولم ترده أساطيل الدولة البيزنطية الضخمة، وهو في ذلك كله تابع وموالي للخليفة العباسي يأتمر بأمره ولا يرد له طلبا، ويقوم بأعظم الخدمات للدولة المسلمة من إضعاف للقوة البيزنطية، وفك أسرى المسلمين، وجمع الغنائم والثروات لصالح الدولة المسلمة، حتى استحق وعن جدارة لقب أمير البحار بل وأعظم قائد بحار مسلم عرفه التاريخ. !! فهكذا كان غلمان اجدادكم ومماليك آبائكم ايها المسلمون !!! فانظروا مسيرة التاريخ كيف اعز الله بهم الاسلام من سلمان الفارسي الذي تحول من مملوك لما خرج من بلاد فارس الى امير مدائن كسرى !! ومن غلام زرافة مملوك زرافة العباسي قاهر البيزنطيين!! الى قطز مملوك الايوبيين قاهر التتار !!! وكأني باسترقاقهم واستضعافهم ما كان الا ابتلاء لهم ليصبحوا من عظام قادة التاريخ !!! وكأني بسيرتهم انها حجة على كل من يقول انا عبد مأمور !!!
وتلك هي سنة الله في خلقه يعز من يشاء ويذل من يشاء... فيا مبتغي العزة اقبل على اسبابها ويا مبتغي الذلة اقم على دواعيها !!
اللهم نسالك عزا لامتنا بك لا ذل معه الا تعبدا اليك، ونسالك نصرا وسؤددا لا يخالطه خنوع ولا استسلام ولا تبعية الا لامرك وشرعك، اللهم انصر المرابطين والمجاهدين في غزة وبيت المقدس انك على نصرهم لقدير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوبالاجابة لجدير ..
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالعز والنصر والتمكين
هل سمعتم عن غلام زرافة ؟؟؟!
هذا الرجل الذي اصبح من عبد مملوك الى امير البحار!!
كان غلام زرافة فتًى مملوكًا واسمه ليو، وُلِد في في بلدة تُدعى "أنطالية" في جنوب شرق الأناضول، وكان قد سُبِيَ في معركةٍ مع المسلمين، فاستقرَّ في طرابلس عند أميرها -زرافة -الذي اتَّخذه لنفسه، وبهذا صار : "غلام زرافة"، واعتنق الإسلام (بين عامي 249-252هـ=863-866م).
وقد أبدى غلام زرافة من المواهب والإمكانيَّات والاستعداد، ما صار به أميرًا على طرابلس بعد سيده، وقائدًا للجهاد المنطلق منها، وظهرت كنيته "أبو الحرب"! كما تدرَّج "ليون الطرابلسي" أو "رشيق الورادني" في سُلَّم قيادة الأساطيل حتى صار من كبار قادة البحر، ثم انتقل إلى مدينة "طرسوس" وكانت تُعتبر مركزًا متقدِّمًا في محاربة الدولة البيزنطيَّة، بل تُعتبر رأس الحربة الإسلامية في هذا المضمار، أصبحت "طرسوس" محطَّ رحاله ومرفأ سفنه، وجمع "ليون" تحت لوائه أمهر وأشجع البحارة المسلمين المجاهدين، وأضحى في عصبته القوية المغامرة خلاصة أبطال الجهاد البحري، وأصبح قوَّةً بحريَّةً عظيمةً تُروِّع الدولة البيزنطيَّة وتُدخل الرعب في قلوب أعداء الله. واصبح واحدا من أهم الرجال الذين كان لهم الذكر والفضل في مواجهة الدولة البيزنطية في القرن الثالث الهجري، وهو القرن الذي يمثل الفترة الحرجة من تاريخ الدولة العباسية، التي كان انشغالها بالمشكلات الداخلية حائلًا دون أن تشارك بجيوشها الرسمية في القتال والجهاد . استمر "ليون الطرابلسي" أو "غلام زرافة" او "رشيق الورداني" في غزواته البحرية الجريئة على ثغور الدولة البيزنطية، وأصبح كابوسًا مفزعًا يُقلق مضاجع تلك الثغور، ولكنَّ أعظم غزوات "ليون" والتي خلَّدت ذكره في التاريخ: "معركة تسالونيك،
حيث تُعتبر تلك المدينة من أعظم الثغور البيزنطية وأمنعها وأغناها بعد "القسطنطينية"، وتقع على هضاب "أولمبوس" وتشرف على رأس خليج ضيق تستطيع أن تمتنع به السفن، وكان يفصلها عنه سورٌ ضخمٌ يمتدُّ نحو ميلٍ على طول الشاطئ، وتحميها بعد ذلك قلاع حصينة شُيِّدت على آكام مرتفعة.
في سنة 291 هـ خرج ليون الطرابلسي من طرسوس في أربع وخمسين سفينة في كل منها نحو مائتي مقاتل عدا جماعة مختارة من الرؤساء والضباط، وانضم إليه في سيره أشجع أبطال البحر المسلمين في مياه المشرق.
ولم يجرؤ الأسطول البيزنطي الذي بعثه الإمبراطور ليون السادس لحماية ثغور الدولة على لقاء سفن المسلمين، فارتد إلى ضفاف الدردنيل تاركا مياه بحر إيجة مفتوحة لسفن المسلمين تتجه بمنتهى السرعة إلى ثغر تسالونيكا.
كان قائد الحامية البيزنطي بالمدينة رجلا ذكيا صلبا اسمه بتروناس، حاول أن يرد سفن المسلمين بعدة وسائل، منها إلقاء كميات كبيرة من الصخور الضخمة وقطع الرخام التي كانت تزدان بها القبور اليونانية ليعطل سير السفن المسلمة ،ويجعلها في مرمى نبال ونيران اليونانيين، حيث كانوا يستخدمون ما يعرف بالنار الاغريقية، -وهي خليط مكون من الكحول والنفط والكبريت يوضع في انبوب نحاسي ويوجه نحو المعادي ويشعلون به النار فتنطلق منه النار بقوة شبيهة بقذائف المدافع اليوم لتحرق من وما امامها- ،واجتهد بتروناس في تحصين المدينة، ولما مات بتروناس فجأة، كان خليفته واسمه نيكيتاس صلبا هو الآخر كسابقه.
أما أهل المدينة فقد وضعوا آمالهم في أحد قديسيهم ويدعى ديمتريوس ، وقد كان مدفونا في كنيسة خاصة به، فهرعوا إليه في هذه الكنيسة وانهمكوا في الصلاة ليلا ونهارا داعين وليهم ديمتريوس هذا أن يكشف عنهم الضر.!!
أما ليون الطرابلسي ومن معه فقد قرر الهجوم على المدينة من ناحية الخليج الحصين وهو يضمر في نفسه خطة ذكية لفتح المدينة الحصينة.
بدأ الهجوم على المدينة من ناحية المدخل الأمامي ليختبر دفاعات البلد ومدى استعداد أهلها للدفاع عنها. وفي اليوم التالي هاجم المسلمون المدينة من ناحية الشرق وحاول استخدام عدة وسائل للاقتحام بالسلالم وإطلاق المجانيق وإضرام النار تحت أبواب المدينة وشغل أهل المدينة بالقتال عامة اليوم، وكان ليون يرجو بكل هذه المقدمات إلى تحويل عناية المدافعين عن غايته الحقيقية.
فقد رأى من خلال استطلاعه لأسوار المدينة عدة مواضع معينة يمكن اقتحام المدينة من خلالها، فبدأ بتنفيذ خطته النهائية بمنتهى السرعة والبراعة، فربط عدة سفن كل اثنين معا ربطا وثيقا محكما، وأقيم فوق كل اثنتين برج خشبي مرتفع، وفي فجر صباح اليوم التالي دفعت هذه الأبراج نحو المواضع المنخفضة في السور، وفي كل منهما نخبة من المقاتلين المسلمين تستطيع أن تقضي على المدافعين عن الأسوار، ونشبت معركة هائلة بين الفريقين، وكان بحارة سفن الإسكندرية أول من اقتحم الأبراج، وانقضوا على المدافعين كالصواعق المرسلة وأجبروهم للفرار تحت ضغط الهجوم الكاسح.
نزل المقاتلون المسلمون وفتحوا أبواب المدينة لينقض المسلمون عليها من كل ناحية واستولوا عليها بأكملها في سويعات وتم أسر اثنين وعشرين ألفا من أهلها حملوا جميعا إلى مدينة 'طرسوس' قاعدة الانطلاق ليتم مبادلتهم بالأسرى المسلمين لدى البيزنطيين، حيث كان من الأهداف الرئيسية لحملات 'ليون الطرابلسي' أخذ أكبر عدد من الأسرى البيزنطيين لاسترجاع أسرى المسلمين عندهم. وعاد الاسد ظافرا بنصرين، احدهما الجموع الكبيرة من الاسرى لمبادلتهم باسرى المسلمين ،وكميات كبيرة من الاموال التي وقفها على حشد القوى والاعداد للجهاد والاستعداد، والثاني انه اكتشف سر النار الاغريقية التي اصبح فيما بعد بارعا في صناعتها واستخدامها....
واستمر ليون الطرابلسي أمير البحار في حملاته وغزواته البحرية الجريئة بمنطقة بحر إيجه حيث لم يقوم له أحد ولم ترده أساطيل الدولة البيزنطية الضخمة، وهو في ذلك كله تابع وموالي للخليفة العباسي يأتمر بأمره ولا يرد له طلبا، ويقوم بأعظم الخدمات للدولة المسلمة من إضعاف للقوة البيزنطية، وفك أسرى المسلمين، وجمع الغنائم والثروات لصالح الدولة المسلمة، حتى استحق وعن جدارة لقب أمير البحار بل وأعظم قائد بحار مسلم عرفه التاريخ. !! فهكذا كان غلمان اجدادكم ومماليك آبائكم ايها المسلمون !!! فانظروا مسيرة التاريخ كيف اعز الله بهم الاسلام من سلمان الفارسي الذي تحول من مملوك لما خرج من بلاد فارس الى امير مدائن كسرى !! ومن غلام زرافة مملوك زرافة العباسي قاهر البيزنطيين!! الى قطز مملوك الايوبيين قاهر التتار !!! وكأني باسترقاقهم واستضعافهم ما كان الا ابتلاء لهم ليصبحوا من عظام قادة التاريخ !!! وكأني بسيرتهم انها حجة على كل من يقول انا عبد مأمور !!!
وتلك هي سنة الله في خلقه يعز من يشاء ويذل من يشاء... فيا مبتغي العزة اقبل على اسبابها ويا مبتغي الذلة اقم على دواعيها !!
اللهم نسالك عزا لامتنا بك لا ذل معه الا تعبدا اليك، ونسالك نصرا وسؤددا لا يخالطه خنوع ولا استسلام ولا تبعية الا لامرك وشرعك، اللهم انصر المرابطين والمجاهدين في غزة وبيت المقدس انك على نصرهم لقدير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوبالاجابة لجدير ..