بسم الله الرحمن الرحيم
35- من دروس القران التوعوية :-
التثبت والتبين والتمحيص والتحقق!! فهذا سبيل الحق والوصول اليه !!!
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وبالعز والعزة والنصر والنصرة والتمكين :-
قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]، وقال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وهذه قراءة صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لنافع وابن كثير وأبي عمر وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب الحضرمي. وقراءة {فَتَثَبَّتوا}، صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، لحمزة والكسائي وخلف العاشر.
قال شيخ المفسرين الامام أبو جعفر الطبري رحمه الله في تفسيره "جامع البيان" عند آية سورة النساء: "فقرأ ذلك عامة قراء المكيين والمدنيين وبعض الكوفيين والبصريين: {فَتَبَيَّنُوا}، بالباء والنون من التبيُّن، بمعنى: التأني والنظر والكشف عنه حتى يتضح، وقرأ ذلك عظم قراء الكوفيين {فَتَثَبَّتوا}، بمعنى التثبت الذي هو خلاف العجلة، والقول عندنا في ذلك أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قراءة المسلمين بمعنى واحد، وإن اختلفت بهما الألفاظ؛ لأن المتثبت متبين، والمتبين متثبت، فبأي القراءتين قرأ القارئ، فمصيب صواب القراءة في ذلك". اهـ... وقال أيضًا عند آية سورة الحجرات :- "{فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة {فَتَثَبَّتوا}، بالثاء، وذكر أنها في مصحف عبد الله منقوطة بالثاء، وقرأ ذلك بعض القراء {فتبينوا} بالباء، بمعنى: أمهلوا حتى تعرفوا صحته، لا تعجلوا بقبوله، وكذلك معنى {فَتَثَبَّتوا}، والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب". اهـ.
وقال الله تعالى:- {فقد كذبوا بالحق لما جاءهم} (الأنعام:5).
و قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّم : "لَيْسَ البَيَانُ كَثْرَةَ الكَلامِ وَلَكِنَّ الَبَيَانَ إِصَابَةُ الحَقِّ" - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
والحق ميزانه القران في كل امر يُراد معرفته حقا هو ام باطلا .. حتى في القصص التاريخي للامم والشعوب والنبوات ..
﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾ [ يوسف: 3]..
وقال تعالى:- (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (الاسراء:9)..
واذا تأملت وتدبرت هذه الايات الكريمة رأيت منهج الله تعالى الذي ارادك ان تتعلمه في التمحيص المنهجي والتدبر العقلي و القياس الفكري الصحيح؛ فاقرأ وتدبر: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)ال عمران}..
قال كُميل بن زياد النخعي: اخذ علي بن ابي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني ناحية الجبَّانَةِ فلما اصحَرَ جعل يتفس , ثم قال::
((يا كُميل بن زياد القلوب اوعية فخيرها اوعاها للخير إحفظ عني ما اقول الناس ثلاثة:
عالمٌ ربانيَّ
و متعلمٌ على سبيل نجاة.
و همجٌ رعاعٌ اتباعُ كل ناعقٍ يميلونَ مع كل ريح لم يستضيئو بنور العلم و لم يلجأو الى ركن وثيق.
العلم خير من المال , العلم يحرسك و انت تحرس المال , العلم يزكو على الإنفاق - وفي رواية: على العمل- و المال تَنْقُصُهُُ النفقة.
العلم حاكم و المال محكوم عليه. و محبةُ العلمِ دينٌ يُدانُ بها.
العلم يُكسِب العالِم الطاعَةَ في حياتِه و جميلَ الاحدوثَةِ بعدَ و فاته و صنيعةُ المالِ تزولُ بزواله.
ماتَ خُزَّانُ الاموالِ و هم احياء , والعلماء باقون ما بقي الدهر: اعاينهم مفقودة و امثالهم في القلوب موجودة.
هاه هاه ان هاهنا علماً - و اشار بيده إلى صدره- لو اصْبَتُ له حملَةً. بل اصبتُهُ لَقِنَاً غير مأمونٍ عليه يستعمل آلة الدين للدنيا , يستظهر بحجج الله على كتابه و بنعمته على عباده , او منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له في احنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة , لا ذا و لا ذاك او منهوما للذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرىً بجمع الأموال والإدخار، ليس من دعاة الدِّين أقرب شىء شَبَهَاً بهم الأنعام السائمه، لذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته وبيناته، أولئك الأقلون عدداً،الأعظمون عند الله قيلاً،بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما أستوعر منه المُتْرَفُونَ، وأَنِسو بما أستوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحها معلقة بالملإ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه ودعاته إلى دينه هاها شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر االله لي ولك , إذا شئت فقم)). ذكره أبو نعيم في ((الحليه )) وغيره ..
وهذة هي الوصية التي شرحها ابن القيم و قد نقل في اول الشرح قول البغدادي رحمه الله في تصحيح الوصية ...... قال ابن القيم في شرحه لهذا الاثر في كتابه(مفتاح دار السعادة) :- ((قال ابو بكر الخطيب: هذا حديث حسن من احسن الاحاديث معنىً و اشرفها لفظاً ... )) ..
واليكم هذه القصة للعبرة والاعتبار رواها الخطيب البغدادي في كتابه:-(الجامع لاحكام الراوي وآداب السامع) مانصه :- ""أحمد بن خالد قال : وحدثني علان الوراق قال : " "رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام ، فقلت له : ويحك ، أما تستحي ؟ فقال لي : أرأيت لو كنا في دار فيها بقر ، أكنت تحتشم أن تأكل وهي تراك ؟ فقلت : لا ، قال : فاصبر حتى أعلمك أنهم بقر ، ثم قام فوعظ ، وقص ، ودعا حتى كثر الزحام عليه ، ثم قال لهم : روي لنا من غير وجه أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار ، قال : فما بقي منهم أحد إلا أخرج لسانه يومئ به نحو أرنبته ، ويقدره هل يبلغها ؟ فلما تفرقوا قال لي العتابي : " ألم أخبرك أنهم بقر " ".
نسال الله عز وجل ان يجعل القران الكريم نورنا الذي نهتدي به في الدنيا وننتفع بنوره في الاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
35- من دروس القران التوعوية :-
التثبت والتبين والتمحيص والتحقق!! فهذا سبيل الحق والوصول اليه !!!
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وبالعز والعزة والنصر والنصرة والتمكين :-
قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]، وقال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وهذه قراءة صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لنافع وابن كثير وأبي عمر وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب الحضرمي. وقراءة {فَتَثَبَّتوا}، صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، لحمزة والكسائي وخلف العاشر.
قال شيخ المفسرين الامام أبو جعفر الطبري رحمه الله في تفسيره "جامع البيان" عند آية سورة النساء: "فقرأ ذلك عامة قراء المكيين والمدنيين وبعض الكوفيين والبصريين: {فَتَبَيَّنُوا}، بالباء والنون من التبيُّن، بمعنى: التأني والنظر والكشف عنه حتى يتضح، وقرأ ذلك عظم قراء الكوفيين {فَتَثَبَّتوا}، بمعنى التثبت الذي هو خلاف العجلة، والقول عندنا في ذلك أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قراءة المسلمين بمعنى واحد، وإن اختلفت بهما الألفاظ؛ لأن المتثبت متبين، والمتبين متثبت، فبأي القراءتين قرأ القارئ، فمصيب صواب القراءة في ذلك". اهـ... وقال أيضًا عند آية سورة الحجرات :- "{فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة {فَتَثَبَّتوا}، بالثاء، وذكر أنها في مصحف عبد الله منقوطة بالثاء، وقرأ ذلك بعض القراء {فتبينوا} بالباء، بمعنى: أمهلوا حتى تعرفوا صحته، لا تعجلوا بقبوله، وكذلك معنى {فَتَثَبَّتوا}، والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب". اهـ.
وقال الله تعالى:- {فقد كذبوا بالحق لما جاءهم} (الأنعام:5).
و قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّم : "لَيْسَ البَيَانُ كَثْرَةَ الكَلامِ وَلَكِنَّ الَبَيَانَ إِصَابَةُ الحَقِّ" - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
والحق ميزانه القران في كل امر يُراد معرفته حقا هو ام باطلا .. حتى في القصص التاريخي للامم والشعوب والنبوات ..
﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾ [ يوسف: 3]..
وقال تعالى:- (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (الاسراء:9)..
واذا تأملت وتدبرت هذه الايات الكريمة رأيت منهج الله تعالى الذي ارادك ان تتعلمه في التمحيص المنهجي والتدبر العقلي و القياس الفكري الصحيح؛ فاقرأ وتدبر: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)ال عمران}..
قال كُميل بن زياد النخعي: اخذ علي بن ابي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني ناحية الجبَّانَةِ فلما اصحَرَ جعل يتفس , ثم قال::
((يا كُميل بن زياد القلوب اوعية فخيرها اوعاها للخير إحفظ عني ما اقول الناس ثلاثة:
عالمٌ ربانيَّ
و متعلمٌ على سبيل نجاة.
و همجٌ رعاعٌ اتباعُ كل ناعقٍ يميلونَ مع كل ريح لم يستضيئو بنور العلم و لم يلجأو الى ركن وثيق.
العلم خير من المال , العلم يحرسك و انت تحرس المال , العلم يزكو على الإنفاق - وفي رواية: على العمل- و المال تَنْقُصُهُُ النفقة.
العلم حاكم و المال محكوم عليه. و محبةُ العلمِ دينٌ يُدانُ بها.
العلم يُكسِب العالِم الطاعَةَ في حياتِه و جميلَ الاحدوثَةِ بعدَ و فاته و صنيعةُ المالِ تزولُ بزواله.
ماتَ خُزَّانُ الاموالِ و هم احياء , والعلماء باقون ما بقي الدهر: اعاينهم مفقودة و امثالهم في القلوب موجودة.
هاه هاه ان هاهنا علماً - و اشار بيده إلى صدره- لو اصْبَتُ له حملَةً. بل اصبتُهُ لَقِنَاً غير مأمونٍ عليه يستعمل آلة الدين للدنيا , يستظهر بحجج الله على كتابه و بنعمته على عباده , او منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له في احنائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة , لا ذا و لا ذاك او منهوما للذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرىً بجمع الأموال والإدخار، ليس من دعاة الدِّين أقرب شىء شَبَهَاً بهم الأنعام السائمه، لذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته وبيناته، أولئك الأقلون عدداً،الأعظمون عند الله قيلاً،بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما أستوعر منه المُتْرَفُونَ، وأَنِسو بما أستوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحها معلقة بالملإ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه ودعاته إلى دينه هاها شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر االله لي ولك , إذا شئت فقم)). ذكره أبو نعيم في ((الحليه )) وغيره ..
وهذة هي الوصية التي شرحها ابن القيم و قد نقل في اول الشرح قول البغدادي رحمه الله في تصحيح الوصية ...... قال ابن القيم في شرحه لهذا الاثر في كتابه(مفتاح دار السعادة) :- ((قال ابو بكر الخطيب: هذا حديث حسن من احسن الاحاديث معنىً و اشرفها لفظاً ... )) ..
واليكم هذه القصة للعبرة والاعتبار رواها الخطيب البغدادي في كتابه:-(الجامع لاحكام الراوي وآداب السامع) مانصه :- ""أحمد بن خالد قال : وحدثني علان الوراق قال : " "رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام ، فقلت له : ويحك ، أما تستحي ؟ فقال لي : أرأيت لو كنا في دار فيها بقر ، أكنت تحتشم أن تأكل وهي تراك ؟ فقلت : لا ، قال : فاصبر حتى أعلمك أنهم بقر ، ثم قام فوعظ ، وقص ، ودعا حتى كثر الزحام عليه ، ثم قال لهم : روي لنا من غير وجه أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار ، قال : فما بقي منهم أحد إلا أخرج لسانه يومئ به نحو أرنبته ، ويقدره هل يبلغها ؟ فلما تفرقوا قال لي العتابي : " ألم أخبرك أنهم بقر " ".
نسال الله عز وجل ان يجعل القران الكريم نورنا الذي نهتدي به في الدنيا وننتفع بنوره في الاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...