الوقفة الثانية:
من يحول بينك وبين التوبة
يا رب هل من توبةٍ * * * تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عني * * * والكآبة والشحوب
ووقفتنا الثانية .. مع آية لما سمعها إبليس بكى وتحسر ..
آية تؤنس المذنبين التائبين .. وهي دعوة للمفرطين والمقصرين ..
تعال معي نقرأ هذه الآية ..
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)"
أخي ،،،
من منا لم يذنب .. ومن منا لا يخطيء في حق ربه ..
وهل تظن أن أخطاءنا أمر تفردنا به لم نسبق إليه ؟!..
كلا .. فما كنا يوماً ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..
ولكن نحن بشر معرضون للأخطاء .. وكل من ترى من عباد الله الصالحين لهم ذنوب وخطايا ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه وقد تبعوه:
لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة ..
وقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"
إن هذه الخطايا ما سلمنا منها ولن نسلم ..
فتعال معي ندحر الشيطان باستغفار من القلب على ذنوب مضت ..
تعال معي نجدد التوبة إلى الله عز وجل .. ولتكن توبة صادقة من القلب ..
وليكن دأبنا قول الباري عز وجل:
"قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
يا من ألوذ به في ما أأمله * * * ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره * * * ولا يهيضون عظماً أنت جابره
واعلم يا رعاك الله .. أن المعصوم عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة ..
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
"كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقول
رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور"
أما أنتم .. يا من أسرفتم على أنفسكم بالمعاصي والذنوب حتى ظن بعضكم أن الله لا يقبل توبته إذا تاب ..
فإني أقول لكم مهلاً مهلاً .. فالباب لا يزال مفتوح .....
طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا * * * وكنت أدعو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبةٍ * * * يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك ذنوباً أنت تعلمها * * * ما لي على حملها صبر ولا جلد
وإني أقول لكم جميعاً من قلبٍ محبٍ للخير لكم ولأمثالكم ..
استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلا:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"
لَلّه أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب من أحدكم كان على راحلته في أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ..
فأيس منها .. فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ..
فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح:
اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح ..
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:
"أرأيت من عمل الذنوب كلها .. ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها ..
فهل لذلك من توبة ؟؟..
قال: فهل أسلمت ..
قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ..
قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
قال: وغدراتي وفجراتي ؟!!!..
قال: نعم ..
قال: الله أكبر .. فما زال يكبر حتى توارى"
يا معشر العاصين جود واسع * * * عند الإله لمن يتوب ويندما
فيا أيها الفقير إلى ربك وإن كنت غنياً في دنياك .. ماذا تريد بعد هذه البشارات ..
عد إلى ربك .. عد .. فالعود أحمد لك في الدنيا والآخرة ..
ففي الدنيا ...
اطمئنان في القلب .. وانشراح في الصدر .. وسعة في الرزق
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"
فهو إن لم يرزقك مالاً .. رزقك زيادة في الإيمان ..
وفي الآخرة ...
"جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51)
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54) "
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم"
يا أيها العبد المسيء إلى متى * * * تفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره * * * قد ضاع في عصيانه وتصرما
واساله توفيقاً وعفواً ثم قل * * * يا رب بصرني وزل عني العمى
أخي في الله ،،،
تأمل -تاب الله عليّ وعليك- تأمل هذه القصة .. وخذ منها العظة والعبرة واقرنها بقول الله عز وجل:
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ "
وقد حدثني بها أحد الدعاة الصالحين الصادقين -حسبته كذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله-
يقول الشيخ: كان يسكن بجوارنا عائلة صغيرة وكان من أفرادها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره ..
وكان مولعاً بالأغاني ولعاً شديدا .. إلى درجة أنه كان يحب إحدى المغنيات .. لا يحب صوتها فحسب بل كان يحب المرأة بذاتها ..
وكنت أتعمده بالنصح كلما سنحت لي الفرصة .. فأحياناً أرغبه في الجنة .. وأحيناً أخوفه من النار ..
وكنت إذا نصحته اغرورقت عيناه بالدموع وأحياناً يبكي .. وكان بعد كل نصيحة يعاهدني ألا يعود إلى الأغاني ..
ولكنه لا يلبث أن ينكث العهد ويخلف الوعد ..
وذات ليلة ذكّرته بالجنة والنار .. فأخذ يبكي بكاءً شديداً حتى رحمته ..
بكت عيني وحُق لها بكاها * * * على نفسي التي عصت الإله
ومن أولى بطول الحزن منها * * * وبالآثام قد قطعت مداها
فلا تقوى تصد عن المعاصي * * * ولا تخشى الإله ولا تناها
وتتوب من الإساءة في صباح * * * وتنقض قبل أن يأتي مساها
وتنقض عهدها حيناً فحينا * * * كأن الله فيها لا يراها
ولكنني أحسست في هذه المرة أنه سيكون للنصيحة تأثير .. فقلت له أعطني يدك فأعطاني يده ..
فقلت له عاهد الله ثم عاهدني ألا تعود .. فقال أعاهد الله ثم أعاهدك ألا أعود ..
ثم جاءني في الصباح ومعه أشرطة الأغاني .. ثم قال لي خذ هذه الأشرطة كسرها احرقها افعل بها ما تشاء المهم أن تخلصني منها ..
خلصني من مرض قلبي الذي طالما أغفلني عن الصلوات وعن رب الأرض والسماوات ..
فقلت سبحان مقلب القلوب ما الذي حدث ؟!!!..
فقال بعد أن تركتك البارحة لجأت إلى بيتنا ثم نمت ورأيت في المنام أنني كنت أسير على شاطيء البحر
فإذا بأحد أصحابي قد أقبل نحوي وعندما اقترب مني بادرني بالسؤال فقال:
أتحب المرأة الفلانية ؟ .. قلت له بشوق: نعم ..
فقال إنها هناك تغني .. فانطلقت أركض وأركض وأركض .. أريد أن أراها فقد أحببتها حباً شديدا ..
فلما اشتد بي التعب إذا بي أراها وهي تغني .. فوقفت أنظر إليها وأستمع إلى صوتها إعجاباً به وبها ..
يقول هذا الأخ التائب: فبينما أنا كذلك ..
إذ بيد تلامس كتفي فالتفت فإذا وجه منير كالقمر في منتصف الشهر تزينه لحية جميلة عليه آثار الصلاح وتلا عليّ قوله تعالى:
" أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
وأخذ يرددها بصوت شجي عذب .. وأخذ يبكي حتى تأثرت أنا فأخذت أبكي معه ونحن بالآية ..
فاستيقظت من نومي فجأة وأنا أرددها وأبكي .. ثم دخلت عليّ أمي فلما رأتني على هذه الحال تأثرت وأخذت تبكي معي ..
يقول الشيخ وبعد ذلك أصبح الشاب يكره الأغاني كرهاً شديدا .. وأصبح يتلذذ بالقرآن تلذذاً عجيبا ..
أراه في الدموع التي تنزل من عينيه حين يقرأ ..
فأنت !! أنت يا هذا !! ...
أكتب قصة الرجوع .. بقلم النزوع .. بمداد الدموع ..
واعلم -رحمني الله وإياك- أن العبد قد يعمل الذنب فيدخل به الجنة أتدري كيف ذلك ؟!!!..
ذلك أنه يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه مشفقاً منه .. وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه تعالى ..
ناكس الرأس بين يديه .. منكسر القلب له .. فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وصلاحه ..
بل حتى يكون أنفع من طاعات كثيرة وهو معجب بها بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وصلاحه ..
حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة ..
فيا محب الجنة .. يا من يخاف النار ..
هذه قوافل التائبين تسير .. فهل نرى آثار أقدامك مع أقدامهم ..
وهذه دموع المنيبين تقبل .. فهل يا ترى يقبل قلبك معهم ..
وهذه دموع المستغفرين تهراق على وجناتهم .. فهلا أسلت من عينيك دموعاً تلحقك بركبهم.
أخي الحبيب ،،،
هذه دعوة صادقة من الله عز وجل حيث يقول:
"... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وإن كان لي شيء أذكرك به ..
فإني أذكرك بأنك أكبر من أن تدور همومك حول شريط غنائي ..
أو فريق كروي يفوز أو يخسر ..
أو سفرة إلى الخارج ..
أو متعة بالحرام ..
لا يا أخي .. لا ..
هذا الشأن ليس شأنك .. هذا شأن من قال الله فيهم:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ "
أنت يا أخي أكبر من ذلك كله .. إنك قد خلقت لأمرٍ عظيم .. وهيئت لخطبٍ جسيم ..
قد هيئوك لأمر لو فطنت له * * * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أخي الغالي ،،،
إن الأمل فيك أن يكون همك هو رضى الواحد القهار .. فانظر في أعمالك هل ترضيه أم لا ..
إن الأمل فيك أن يكون همك جنات تجري من تحتها الأنهار .. فماذا قدمت لتدخلها ؟!..
قف مع نفسك وقفة صدق ..
واعلم أنك قد تنام ولا تستيقظ ..
وقد تخرج من بيتك ولا تعود ..
وقد تلبس ثيابك ولا تخلعها أنت !! بل يخلعها غاسلك ..
وقد تركب سيارتك ولا تنزل منها !! بل تُخرج منها جثة هامدة ..
فعلى أي حال تحب أن تموت ؟!
وعلى أي حال تحب أن تفارق دنياك ؟!
أخي ،،،
وفي ختام هذه الوقفة أقول لك ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار .. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"
ما أحسن العفو من القادر * * * والصفح عن مندمة الغادر
بالله يا من تاب ثم انثنى * * * لا تفسد الأول بالآخر
أختم هذه الرسائل ..
وقفات لمن أراد النجـــاة
الوقفة الثالثة والأخيـــرة
هي نصيحة لكل مسلم ومسلمة يريدان الجنة ..
وهذه النصيحة ليست مني .. ولكنها من رب العالمين حيث يقول عز وجل:
"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)"
فإن كنت تريد الجنة فاحرص على مصاحبة من إذا رأيتهم ذكرت الله .. وإذا حدثوك حدثوك بكل خير ..
وكن على حذرٍ من أصحاب السوء .. وتذكر دائماً هذه الآية:
"وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29)"
وفلان في هذه الآية هو هو صاحب السوء ..
الذي يدعوك إلى شريط الأغاني والفيلم الخليع والمجلة الساقطة وإلى كل ما ألهاك عن طاعة الله وذكره ..
قال تعالى:
"الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)"
فكل حبيب سيعادي حبيبه .. إلا المتحابون في الله ..
وكل صديق سيتبرأ من صديقه .. إلا من كانت صداقتهم على طاعة الله ..
فإن كنت ممن ابتلوا بصحبة من لا تقربك إلى الله صحبتهم فتبرأ منهم الآن قبل أن يتبرءوا هم منك !!!..
ولكن متى وأين ؟!
أما الزمان فمعلوم ..
وأما المكان ففي النار ..
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)"
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم * * * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ختاماً ..
أسأل ربي عز وجل أن يوفقكم لكل خير ويجنبكم كل شر ..
وأساله تعالى أن يطهر قلوبكم وينير عقولكم ودروبكم وقبوركم ..
وأن يرضى عنكم .. ويغفر لكم .. ويرحمكم برحمته .. ويشملكم بعفوه ..
ويزيدكم حباً له وقرباً منه ..
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من يحول بينك وبين التوبة
يا رب هل من توبةٍ * * * تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عني * * * والكآبة والشحوب
ووقفتنا الثانية .. مع آية لما سمعها إبليس بكى وتحسر ..
آية تؤنس المذنبين التائبين .. وهي دعوة للمفرطين والمقصرين ..
تعال معي نقرأ هذه الآية ..
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)"
أخي ،،،
من منا لم يذنب .. ومن منا لا يخطيء في حق ربه ..
وهل تظن أن أخطاءنا أمر تفردنا به لم نسبق إليه ؟!..
كلا .. فما كنا يوماً ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..
ولكن نحن بشر معرضون للأخطاء .. وكل من ترى من عباد الله الصالحين لهم ذنوب وخطايا ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه وقد تبعوه:
لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة ..
وقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"
إن هذه الخطايا ما سلمنا منها ولن نسلم ..
فتعال معي ندحر الشيطان باستغفار من القلب على ذنوب مضت ..
تعال معي نجدد التوبة إلى الله عز وجل .. ولتكن توبة صادقة من القلب ..
وليكن دأبنا قول الباري عز وجل:
"قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
يا من ألوذ به في ما أأمله * * * ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره * * * ولا يهيضون عظماً أنت جابره
واعلم يا رعاك الله .. أن المعصوم عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة ..
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
"كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقول
رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور"
أما أنتم .. يا من أسرفتم على أنفسكم بالمعاصي والذنوب حتى ظن بعضكم أن الله لا يقبل توبته إذا تاب ..
فإني أقول لكم مهلاً مهلاً .. فالباب لا يزال مفتوح .....
طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا * * * وكنت أدعو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبةٍ * * * يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك ذنوباً أنت تعلمها * * * ما لي على حملها صبر ولا جلد
وإني أقول لكم جميعاً من قلبٍ محبٍ للخير لكم ولأمثالكم ..
استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلا:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"
لَلّه أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب من أحدكم كان على راحلته في أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ..
فأيس منها .. فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ..
فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح:
اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح ..
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:
"أرأيت من عمل الذنوب كلها .. ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها ..
فهل لذلك من توبة ؟؟..
قال: فهل أسلمت ..
قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ..
قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
قال: وغدراتي وفجراتي ؟!!!..
قال: نعم ..
قال: الله أكبر .. فما زال يكبر حتى توارى"
يا معشر العاصين جود واسع * * * عند الإله لمن يتوب ويندما
فيا أيها الفقير إلى ربك وإن كنت غنياً في دنياك .. ماذا تريد بعد هذه البشارات ..
عد إلى ربك .. عد .. فالعود أحمد لك في الدنيا والآخرة ..
ففي الدنيا ...
اطمئنان في القلب .. وانشراح في الصدر .. وسعة في الرزق
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"
فهو إن لم يرزقك مالاً .. رزقك زيادة في الإيمان ..
وفي الآخرة ...
"جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51)
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54) "
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته .. فاستهدوني أهدكم"
يا أيها العبد المسيء إلى متى * * * تفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره * * * قد ضاع في عصيانه وتصرما
واساله توفيقاً وعفواً ثم قل * * * يا رب بصرني وزل عني العمى
أخي في الله ،،،
تأمل -تاب الله عليّ وعليك- تأمل هذه القصة .. وخذ منها العظة والعبرة واقرنها بقول الله عز وجل:
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ "
وقد حدثني بها أحد الدعاة الصالحين الصادقين -حسبته كذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله-
يقول الشيخ: كان يسكن بجوارنا عائلة صغيرة وكان من أفرادها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره ..
وكان مولعاً بالأغاني ولعاً شديدا .. إلى درجة أنه كان يحب إحدى المغنيات .. لا يحب صوتها فحسب بل كان يحب المرأة بذاتها ..
وكنت أتعمده بالنصح كلما سنحت لي الفرصة .. فأحياناً أرغبه في الجنة .. وأحيناً أخوفه من النار ..
وكنت إذا نصحته اغرورقت عيناه بالدموع وأحياناً يبكي .. وكان بعد كل نصيحة يعاهدني ألا يعود إلى الأغاني ..
ولكنه لا يلبث أن ينكث العهد ويخلف الوعد ..
وذات ليلة ذكّرته بالجنة والنار .. فأخذ يبكي بكاءً شديداً حتى رحمته ..
بكت عيني وحُق لها بكاها * * * على نفسي التي عصت الإله
ومن أولى بطول الحزن منها * * * وبالآثام قد قطعت مداها
فلا تقوى تصد عن المعاصي * * * ولا تخشى الإله ولا تناها
وتتوب من الإساءة في صباح * * * وتنقض قبل أن يأتي مساها
وتنقض عهدها حيناً فحينا * * * كأن الله فيها لا يراها
ولكنني أحسست في هذه المرة أنه سيكون للنصيحة تأثير .. فقلت له أعطني يدك فأعطاني يده ..
فقلت له عاهد الله ثم عاهدني ألا تعود .. فقال أعاهد الله ثم أعاهدك ألا أعود ..
ثم جاءني في الصباح ومعه أشرطة الأغاني .. ثم قال لي خذ هذه الأشرطة كسرها احرقها افعل بها ما تشاء المهم أن تخلصني منها ..
خلصني من مرض قلبي الذي طالما أغفلني عن الصلوات وعن رب الأرض والسماوات ..
فقلت سبحان مقلب القلوب ما الذي حدث ؟!!!..
فقال بعد أن تركتك البارحة لجأت إلى بيتنا ثم نمت ورأيت في المنام أنني كنت أسير على شاطيء البحر
فإذا بأحد أصحابي قد أقبل نحوي وعندما اقترب مني بادرني بالسؤال فقال:
أتحب المرأة الفلانية ؟ .. قلت له بشوق: نعم ..
فقال إنها هناك تغني .. فانطلقت أركض وأركض وأركض .. أريد أن أراها فقد أحببتها حباً شديدا ..
فلما اشتد بي التعب إذا بي أراها وهي تغني .. فوقفت أنظر إليها وأستمع إلى صوتها إعجاباً به وبها ..
يقول هذا الأخ التائب: فبينما أنا كذلك ..
إذ بيد تلامس كتفي فالتفت فإذا وجه منير كالقمر في منتصف الشهر تزينه لحية جميلة عليه آثار الصلاح وتلا عليّ قوله تعالى:
" أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
وأخذ يرددها بصوت شجي عذب .. وأخذ يبكي حتى تأثرت أنا فأخذت أبكي معه ونحن بالآية ..
فاستيقظت من نومي فجأة وأنا أرددها وأبكي .. ثم دخلت عليّ أمي فلما رأتني على هذه الحال تأثرت وأخذت تبكي معي ..
يقول الشيخ وبعد ذلك أصبح الشاب يكره الأغاني كرهاً شديدا .. وأصبح يتلذذ بالقرآن تلذذاً عجيبا ..
أراه في الدموع التي تنزل من عينيه حين يقرأ ..
فأنت !! أنت يا هذا !! ...
أكتب قصة الرجوع .. بقلم النزوع .. بمداد الدموع ..
واعلم -رحمني الله وإياك- أن العبد قد يعمل الذنب فيدخل به الجنة أتدري كيف ذلك ؟!!!..
ذلك أنه يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه مشفقاً منه .. وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه تعالى ..
ناكس الرأس بين يديه .. منكسر القلب له .. فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وصلاحه ..
بل حتى يكون أنفع من طاعات كثيرة وهو معجب بها بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وصلاحه ..
حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة ..
فيا محب الجنة .. يا من يخاف النار ..
هذه قوافل التائبين تسير .. فهل نرى آثار أقدامك مع أقدامهم ..
وهذه دموع المنيبين تقبل .. فهل يا ترى يقبل قلبك معهم ..
وهذه دموع المستغفرين تهراق على وجناتهم .. فهلا أسلت من عينيك دموعاً تلحقك بركبهم.
أخي الحبيب ،،،
هذه دعوة صادقة من الله عز وجل حيث يقول:
"... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وإن كان لي شيء أذكرك به ..
فإني أذكرك بأنك أكبر من أن تدور همومك حول شريط غنائي ..
أو فريق كروي يفوز أو يخسر ..
أو سفرة إلى الخارج ..
أو متعة بالحرام ..
لا يا أخي .. لا ..
هذا الشأن ليس شأنك .. هذا شأن من قال الله فيهم:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ "
أنت يا أخي أكبر من ذلك كله .. إنك قد خلقت لأمرٍ عظيم .. وهيئت لخطبٍ جسيم ..
قد هيئوك لأمر لو فطنت له * * * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أخي الغالي ،،،
إن الأمل فيك أن يكون همك هو رضى الواحد القهار .. فانظر في أعمالك هل ترضيه أم لا ..
إن الأمل فيك أن يكون همك جنات تجري من تحتها الأنهار .. فماذا قدمت لتدخلها ؟!..
قف مع نفسك وقفة صدق ..
واعلم أنك قد تنام ولا تستيقظ ..
وقد تخرج من بيتك ولا تعود ..
وقد تلبس ثيابك ولا تخلعها أنت !! بل يخلعها غاسلك ..
وقد تركب سيارتك ولا تنزل منها !! بل تُخرج منها جثة هامدة ..
فعلى أي حال تحب أن تموت ؟!
وعلى أي حال تحب أن تفارق دنياك ؟!
أخي ،،،
وفي ختام هذه الوقفة أقول لك ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار .. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"
ما أحسن العفو من القادر * * * والصفح عن مندمة الغادر
بالله يا من تاب ثم انثنى * * * لا تفسد الأول بالآخر
أختم هذه الرسائل ..
وقفات لمن أراد النجـــاة
الوقفة الثالثة والأخيـــرة
هي نصيحة لكل مسلم ومسلمة يريدان الجنة ..
وهذه النصيحة ليست مني .. ولكنها من رب العالمين حيث يقول عز وجل:
"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)"
فإن كنت تريد الجنة فاحرص على مصاحبة من إذا رأيتهم ذكرت الله .. وإذا حدثوك حدثوك بكل خير ..
وكن على حذرٍ من أصحاب السوء .. وتذكر دائماً هذه الآية:
"وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29)"
وفلان في هذه الآية هو هو صاحب السوء ..
الذي يدعوك إلى شريط الأغاني والفيلم الخليع والمجلة الساقطة وإلى كل ما ألهاك عن طاعة الله وذكره ..
قال تعالى:
"الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)"
فكل حبيب سيعادي حبيبه .. إلا المتحابون في الله ..
وكل صديق سيتبرأ من صديقه .. إلا من كانت صداقتهم على طاعة الله ..
فإن كنت ممن ابتلوا بصحبة من لا تقربك إلى الله صحبتهم فتبرأ منهم الآن قبل أن يتبرءوا هم منك !!!..
ولكن متى وأين ؟!
أما الزمان فمعلوم ..
وأما المكان ففي النار ..
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)"
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم * * * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ختاماً ..
أسأل ربي عز وجل أن يوفقكم لكل خير ويجنبكم كل شر ..
وأساله تعالى أن يطهر قلوبكم وينير عقولكم ودروبكم وقبوركم ..
وأن يرضى عنكم .. ويغفر لكم .. ويرحمكم برحمته .. ويشملكم بعفوه ..
ويزيدكم حباً له وقرباً منه ..
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين