تطلع فتاة فلسطينية فقدت أسرتها في جريمة إسرائيلية قبل ستة أعوام، إلى أن تصبح محامية تدافع عن حقوقها شعبها، وتعمل على محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وفي مقدمهم قتلة أفراد أسرتها.
وتقول الفتاة هدى غالية (18 عاماً)، التي أنهت دراستها الثانوية "التوجيهي" بنجاح، إنها ستدرس "الشريعة والقانون"، من أجل الدفاع عن حقوق المظلومين في العالم، وخاصة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
واشتهرت هدى غالية بصرخاتها المدوية وهي تدور حول نفسها وتنتقل بين جثث ذويها على شاطئ بحر بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، عندما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية المصطافين في العام 2006.
ولا يزال الملايين يتذكرون تلك الفتاة التي أظهرها تسجيل مصور وهي تهيم على وجهها على شاطئ البحر تصرخ وتحاول تفقد جثث والدها وعدد من أشقائها.
وقالت هدى إن فرحتها بالنجاح في الثانوية العامة يشوبها حزن على والدها وأشقائها الذين لم يغيبوا عن ذاكرتها طوال السنين الماضية.
ولم يكن طريق هدى للنجاح سهلاً، فكما لاحقتها ذكريات الجريمة البشعة التي تعرضت إليها وأفراد أسرتها، اصطدمت خلال الدراسة كما باقي زملائها الطلبة بأزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وقالت هدى: "مثلت الكهرباء المشكلة الرئيسية والأساسية التي عانيت منها خلال فترة الدراسة، خاصة عندما تقطع في الفترة المسائية".
وذكرت هدى أنها كانت تنظم وقت الدرسة حسب جدول انقطاع التيار الكهربائي، ورغم ذلك كانت تواجه صعوبة في انقطاع التيار لساعات طويلة والانقطاع المتكرر والمفاجئ.
ورأت هدى في نجاحها، رغم الصعاب والعقبات والذكريات الأليمية التي أثرت على تحصيلها الدراسي، "انتصاراً لإرادة المظلوم على جلاديه، وانتصاراً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي".
وقدم رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة جمال الخضري منحة دراسية كاملة لهدى طوال فترة دراستها في الجامعة.