كرمالكم الإخبارية
كبرة على خازوق
محمود قطيشات
الدولة أي دولة تعيش على الشحدة والتسول والمساعدات .. لن تعّمر طويلا .. والدولة التي لا تعتمد على مواردها الذاتية في تسيير امور حياتها والحفاظ على كرامة مواطنيها لا تستحق ان تكون دولة .. والدولة التي لا يضيرها ان تستجدي الاراذل اصحاب القامات القميئة والدشاديش الصفراء النتنة التي تفوح منها رائحة السولار والكاز هي دولة بلا مقومات ...
وليعذرني الاردنيون الذين قد لا يعجبهم قولي فنحن يا سادة نعيش على فتات اهل الخليج ونفقد ماء وجهنا كل سنة الف مرة ونحن نقف على عتبات قصورهم ليمنحونا بعضا من فضلتهم .. نشرح لهم معاناتنا وقلة حيلتنا وضعف إمكانياتنا .. نسفك لهم دموع كرامتنا لعلهم يتحسنون علينا بما تجود به نفوس اللئام للفقراء والمحتاجين ..
فأي دولة هذه التي لا تفرق معها ان تمسح كرامة الأردنيين بالأرض .. وتجعلنا نضع رؤوسنا في الوحل ..
الأردن لو انتهج النظام فيه العدل والعدالة واسترشد بهدي الأردنيين الذين لم ولن يبيعوا كرامتهم بأموال الدنيا ..فلن نكون بحاجة الى قطر او السعودية او أي دولة في العالم .. ففي كل يوم يتلقى الاردنيون صفعة من دول الخليج ولطمة من الدول المانحة ..
فما ذنب الشعب الاردني الذي رضع الكرامة والمرؤة ان يعيش على فضلات الغير .. وما ذنب الاردنيين الذين يشهد لهم بعزة النفس ان تلوكهم السنة الخليجيين الذين ( يبعزقون ) ثرواتهم على المجون والعربدة والسياحة القذرة في الخارج ..
نشعر بالاسف على دولتنا التي جعلتنا نشعر بالضعف امام العالم ..فكل دول الخليج بثرواتها ومنشآتها وخدمها وحشمها وطائراتها واسلحتها لا تساوي اظفر أردني او أردنية ..
كان بإمكان دولتنا الأردنية التي استكانت للهوان منذ نشأتها واستطابت اسلوب التسول والانحناء للأقزام من اجل الحصول على حفنة دولارات ان تبرمج حياة مواطنيها وتعلمهم كيف يكونوا منتجين لا مستهلكين .. ان اليد العليا دائما خير من السفلى .. وان المستجدي يفقد كرامته امام من يعطيه ..
ما دفعني لكتابة ما تقرؤون هو ما تمارسه علينا دول الخليج من سادية واضطهاد وامتهان كلما طرقنا ابوابهم مستجدين .. وطالبين للعون والمساعدة ..
بامكان الاردنيين ان يعيشوا فوق أرضهم بكل كبرياء وعفة نفس وهذا ليس مستحيلا ولا صعبا... وبامكان الدولة الاردنية ان تستغني عن استجداء أناس من طبيعتهم اللؤم .. اناس لا يردعهم رادع لأن ينفقوا الملايين على الخيول والكلاب والحمير وعالم الليل ولكنهم يكونون في منتهى الشح عندما يتعلق الامر بمساعدة اشقاء لهم عرب ومسلمين ...
يتملكني شعور بالاشمئزاز كلما خرج علينا مسؤول أردني بتصريح يشيد فيه بعمق العلاقة مع دول الخليج ورغبة هذه الدول في مساعدة الاردن ليتمكن من تجاوز المرحلة ..
يا أيها المسئول الا تحترم هذا الشعب الذي سئم من مراوغات السعودية ودول الخليج .. أيها المسئول أما يكفينا ما نحن فيه من ذل واهانة ...
اليس من المعيب ان تعتمد الدولة في موازنتها على بند المساعدات الخارجية ونحن نعلم ما يعني هذا البند .. ألا يكفينا أننا مرهونون للبنك الدولي ولصناديق الاقتراض الدولية .. ألا يكفينا هيمنة امريكا وبريطانيا على قراراتنا لنصبح مرتهنين أيضا لحماة البعران والنوق ..
على الدولة الأردنية اذا ارتادت ان تعيش حرة كريمة مهابة الجانب أن تعيد الكرامة للأردنيين والأمر جد يسير ..
على الدولة الأردنية ان تعمد على مصادرة أموال كل اللصوص الذين يعرف كل واحد منا أسماءهم وصفاتهم ممن دخلوا الوظيفة بالبنطلون والقميص وغادروها مترعين بالمال والعقار والشركات ..
على الدولة الأردنية ان ترغم اصحاب الملايين المكدسة أموالهم في البنوك الأجنبية والمحلية بتمويل مشاريع اقتصادية من شانها تشغيل العمالة الراكدة وتوفير فرص عمل للأردنيين ... فهي أموالنا المنهوبة ..
مطلوب من الدولة الأردنية ان تبادر فورا الى استغلال ثرواتها المدفونة في باطن الأرض وهي بكميات كبيرة جدا باعتراف الخبراء الأردنيين الشرفاء..
مطلوب من الأردنيين التوقف عن كل مظاهر الإسراف غير المبرر في المناسبات الاجتماعية..
أليس من العيب والعار أن يستدين الأردنيون ويرهنون بيوتهم وحواكيرهم لإقامة ولائم بعشرات بل ومئات المناسف ثم يلقى بمعظمها في الحاويات .. أعطوني شعبا واحدا يمارس هذا الجنون الذي نفاخر نحن به الدنيا ؟؟ أعطوني شعبا غير الشعب الأردني يقيم الأفراح والليالي الملاح من أجل عيون (عيّل ) نجح في التوجيهي .. اعطوني شعبا غير الشعب الأردني يقيم الصواوين والمهرجانات ويفرش الارض بالسجاد وينفق الاف الدنانير لاستقبال جاهة تضم المئات من كبار المسئولين والوجهاء لطلب يد المصونة شرشوحة لكامل الأوصاف شرشوح ..
اعطوني عائلة اردنية واحدة لم تثقل كاهلها الديون عندما يموت لها ( ميّت ) .. أعطوني عريسا واحدا لم يمت وراتبه محجوز للبنوك ..
نحن شعب نحب الكبرة ولو على خازوق...نحن شعب نموت في المظاهر والشكليات .. وكلما وقعنا في ضيق نمد يدنا للمرابين او للئام القوم او للبنوك ..
مطلوب من الدولة الأردنية ان تدرك تمام الإدراك اننا نعيش مرحلة ( حلاوة الروح ) فالديك حين يذبح يظل ( يفرفط ) بعض الوقت الى ان تخرج منه اخر نقطة دم ..
اقترح على النظام في الأردن وهو الذي يعرف تماما سياسات دول الخليج ورغبتهم الدفينة لإذلال الأردنيين ومرمططتهم ان يتوقف عن طلب المساعدة منهم .. وان يبادر الى التبرع بجزء من أموال الهاشميين لخزينة الدولة وسيكونون بذلك القدوة الحسنة لغيرهم .. واجزم ان تبرعات اثرياء الاردن ستنهال لتسد حاجة الوطن وتزيد ..
اننا في الاردن لسنا ( حيط واطي ) حتى يتمرجل علينا رعاة الابل .. ولسنا هامشيين حتى تغلق في وجوهنا ابواب اللئام .. نحن شعب عريق بكرامته ... وبشعبه الشهم النبيل وبأرضه المباركة مهد الانبياء ..
نحن شعب فقدنا البوصلة بفعل السياسات الغبية للدولة الاردنية منذ نشأتها .. سياسات حولتنا إلى تنابلة للسلطان ..
نأكل مما لا نزرع ونلبس مما لا نصنع.. إنها سياسة الاستعمار في إراقة كرامة الشعوب على يد حكامهم ..
وتحويلهم الى مهرجين ومصفقين ومتسولين على عتبات الحكام الذين يعطون ويمنعون متى وكيف يشاءون ..
لقد انتقل السحر على الساحر وصارت الدولة الاردنية بكاملها تصفق وتغني وتنافق لدول بحجم قبضة الكف طمعا في العطاء وكسب الود ..
يتطلع الأردنيون الى قرارات جادة من النظام لإعادة الكبرياء والكرامة لنا .. والأردنيون كافة على استعداد للقبض على جمر اللظى شريطة ان يكونوا جميعهم متساوون في ذلك , وبعد ان يتم استرداد اموالهم واستغلال مواردهم ومحاسبة الفاسدين وان يكون رأس النظام أول المبادرين للتصحيح والتصويب ..
عندها سنفرك بصلة في عيون أصحاب الدشاديش الذين لم يتوانوا عن الإساءة لنا المرة تلو الاخرى ..
ايها الاردنيون الشرفاء .. يكفيكم ما انتم فيه من فقر وجوع ... أرجوكم عودوا الى رشدكم وفوتوا الفرصة على أشخاص هم في موقع المسؤولية لا يهمهم الا مصالحهم ومكتسباتهم .. أما انتم فاجزم انهم لا يعرفون عنكم شيئا سوى انكم على البركة أكثر من اللازم ..