مهازل الشخصيات الفلسطينية في المجتمع الفلسطيني
بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل- 27 – 12 – 2012م
كثر لقب الشخصية في مجتمعنا الفلسطيني حتى فرغ هذا اللقب من مضمونه أمام مؤشرات الواقع بقراءته التحليلية ، وذلك من خلال منح هذا اللقب إلى كل من هب ودب - كما يقول المثل - ، فالمفرغ من أي محتوى صار شخصية ، والوصولي صار شخصية ، والمتشدق المتفيهق صار شخصية : والمفسد صار شخصية ، والمرتشي صار شخصية ... ومن الطبيعي أنني لا أعمم هنا فمنهم الشرفاء بدون شك .
شخصيات كثيرة من هؤلاء المزيفين ، هم من هواة الكاميرات ورواد الصالونات ، وهم من أصحاب ثقافة المقعد الأول ، والنفخات الكاذبة ،أولئك المرضى المتقمصين بهتانا اسم شخصيات ، يتلاعبون بمؤسسات المجتمع المدني ويلهون بها لهو الأطفال ، تحت ستار خدمة الوطن ، وجل اهتماماتهم تتمحور في اللهث وراء الإعلام ، وحب الظهور ، والنفاق السياسي ، وهم في كل واد يهيمون ، وفي كل ملعب يلعبون ، وفي كل مناسبة يرقصون ويطبلون ، ولا يقدمون أدنى خدمة حقيقة ذات وزن لشعبهم ، فلم نسمع لهم صوت في مشاكل طلاب الجامعات ومعاناتهم أمام الرسوم الجامعية وما يواجهه الطلاب من مشكلات صعبة ، ولم نلمس لهم أثرا في موضوع مشكلة الكهرباء وآثارها التي أدت إلى قتل وإصابة العشرات من أهلنا في غزة ، ولا في مشكلة شح غاز الطهي ، ولا في مشاكل المواطن مع بلديات قطاع غزة ، ولم يفعلوا شيئا لمشاكل الشباب ، وأين هم من مشاكل المواطنين في مجال الصحة والتعليم والمواصلات والأمور الحياتية وهي مشاكل أكثر من أن تُحصى هنا ... نعلم أنهم ليسوا أصحاب قرار ولكن يمكنهم التحرك في هذه المجالات إن صدقوا ، والتخفيف من معاناة المواطن الفلسطيني ولو بشكل نسبي ضئيل ، وذلك خير مما هم عليه الآن من أعمال الهيَّات والبراويز المزخرفة ، واللمعان الكاذب والمبتور عن واقع الفعل المجتمعي ، وهم ينجحون بامتياز مع مرتبة الشرف في استقبال( س) أو( ص) وفي الخطابة أمام وسائل الإعلام ، وفي تصَدُّر المناسبات الوطنية والمقعد الأول ، وفي التشدق بالوطنية والمصالحة ، ولم نر لهؤلاء وجودا إلا في أماكن الشهرة وحب الظهور ، يتفذلكون في كلامهم أمام الحضور ، ويتصنعون ترتيب الجمل والعبارات ، وفي الخفاء يقهقون ضحكا وسخرية من كل شيء ، أشفق عليهم عندما أراهم يلعبون لعب الكوتشينة ( الشدة ) أو الشطرنج أو الدومينو ، يجمع بينهم القانون الذي صاغوه عمليا وألفوه جيدا والتقوا حوله بإحكام ، ألا وهو ما يملكه أحدهم من أموال ، قِيمهم فقط ما تتعلق في التجارة والبز نس والسفر والتفاخر بممتلكاتهم ووظائفهم وبأنسابهم وقبائلهم ؛ ثم يتشدقون بمعاناة شعبنا ، وبالانقسام ، وبالاحتلال ، وبالوحدة ، وبالمصالحة ، أتحداهم بكل ثقة أن يقدموا شيئا ملموسا لشعبهم ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلا تعنيهم في شيء معاناة أهلنا ، ولو كانت تعنيهم في شيء لظهر ذلك جليا للجميع ، فهم يريدون عملا وطنيا من خلال الخمسة نجوم ، ووفق ما يحلو ويروق لأمزجتهم وأهوائهم ، لا وفق ما تفرضه معاناة الناس ، هؤلاء ومن خلال التشخيص الدقيق لهم ، ومن خلال تأمل نفسياتهم وأفكارهم ، شعرت وكأنهم مرضى نفسانيين ، فمنهم من قال لي وبالحرف الواحد : يا راجل بلا وطن بلا بطيخ بدنا نعيش ... ومنهم من قال لي أيضا : يكفيني أن أتعرف على شخصيات جديدة تزورني وهي تقود عربات الجيبات الحديثة مرتدية الحلل وربطات العنق ، ومنهم من قال لي : لا بد من مركز فخم فاخر نجتمع فيه لكي نعبر من خلاله على رقينا ووعينا ، والأمثلة على نمط تفكيرهم كثيرة ...
هؤلاء يفتقرون إلى التاريخ النضالي كفقرهم إلى المحتوى الفكري ، وهم منتفخون كالبالونات الجوفاء ، أو كشجر الجميز ، وهم أشبه ما يكونوا كالشجر الأخضر الذي يتسلق الجدران وطعمه مر ، ولا يصلح إلا أن يكون مخبئا للعقارب والسحالي والجرذان ...
ومن العجيب أن هؤلاء يتقلدون المناصب الراقية في السلطة الفلسطينية ، فإذا كان هؤلاء هم رأس الأمر وقادة الرأي ، فقد عقمت أرحام نسائنا ، وعلى فلسطين السلام والرحمة ، وقد أُسند الأمر إلى غير أهله ، وأؤتمن الخائن ، وخوِّن الأمين ، وعلينا أن ننتظر الساعة !!! . أليس كذلك ؟ أنصحهم بترك تلك المؤسسات المدنية التي تغذي أمراضهم النفسية ، وان يتعلموا مهنة الحلاقة ، ومن ثم العمل بصالوناتها ، أو العمل بسمكرة السيارات وتزيينها للأفراح ، فهم سينجحون حينئذ بامتياز ...
نسأل الله ألا يحرمنا من أولئك الرجال القابضين على الزناد ، والساهرين على حمايتنا وكرامتنا رغم انف الكارهين والحاقدين والمتنطعين ، أولئك الذين نعتبر أقدامهم أشرف من رؤوس حملة لقب شخصيات مزيفة كذبا وتزويرا ، أولئك المجاهدون الذين يحمون العرض والأرض بينما أصحاب ألقاب الشخصيات نيام في بيوتهم بين أحضان نسائهم ، يتلذذون بما لذ وطاب من المأكل والملبس والمقاتلون يروون الأرض بدمائهم ، وتصعد أرواحهم إلى بارئها وهم في الخندق المتقدم ... ففرق كبير بين الخائن والأمين ...
وسلام على كل شخصية مجتمعية مغمورة لا ترتجي هذا اللقب من أحد مطلقا ولا تلهث وراءه ، سلاحها قلمها ولسانها ونور عينيها ، وقلبها الممتلئ بالآلام ، ومصداقيتها بين الناس ، فهل يستوي الغث مع السمين ، والثرى مع الثُّريَّ ، والتراب مع الأتراب ! ؟ .
أليست تلك مهازل بعض الشخصيات الفلسطينية في المجتمع الفلسطيني !!! ؟ .
بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل- 27 – 12 – 2012م
كثر لقب الشخصية في مجتمعنا الفلسطيني حتى فرغ هذا اللقب من مضمونه أمام مؤشرات الواقع بقراءته التحليلية ، وذلك من خلال منح هذا اللقب إلى كل من هب ودب - كما يقول المثل - ، فالمفرغ من أي محتوى صار شخصية ، والوصولي صار شخصية ، والمتشدق المتفيهق صار شخصية : والمفسد صار شخصية ، والمرتشي صار شخصية ... ومن الطبيعي أنني لا أعمم هنا فمنهم الشرفاء بدون شك .
شخصيات كثيرة من هؤلاء المزيفين ، هم من هواة الكاميرات ورواد الصالونات ، وهم من أصحاب ثقافة المقعد الأول ، والنفخات الكاذبة ،أولئك المرضى المتقمصين بهتانا اسم شخصيات ، يتلاعبون بمؤسسات المجتمع المدني ويلهون بها لهو الأطفال ، تحت ستار خدمة الوطن ، وجل اهتماماتهم تتمحور في اللهث وراء الإعلام ، وحب الظهور ، والنفاق السياسي ، وهم في كل واد يهيمون ، وفي كل ملعب يلعبون ، وفي كل مناسبة يرقصون ويطبلون ، ولا يقدمون أدنى خدمة حقيقة ذات وزن لشعبهم ، فلم نسمع لهم صوت في مشاكل طلاب الجامعات ومعاناتهم أمام الرسوم الجامعية وما يواجهه الطلاب من مشكلات صعبة ، ولم نلمس لهم أثرا في موضوع مشكلة الكهرباء وآثارها التي أدت إلى قتل وإصابة العشرات من أهلنا في غزة ، ولا في مشكلة شح غاز الطهي ، ولا في مشاكل المواطن مع بلديات قطاع غزة ، ولم يفعلوا شيئا لمشاكل الشباب ، وأين هم من مشاكل المواطنين في مجال الصحة والتعليم والمواصلات والأمور الحياتية وهي مشاكل أكثر من أن تُحصى هنا ... نعلم أنهم ليسوا أصحاب قرار ولكن يمكنهم التحرك في هذه المجالات إن صدقوا ، والتخفيف من معاناة المواطن الفلسطيني ولو بشكل نسبي ضئيل ، وذلك خير مما هم عليه الآن من أعمال الهيَّات والبراويز المزخرفة ، واللمعان الكاذب والمبتور عن واقع الفعل المجتمعي ، وهم ينجحون بامتياز مع مرتبة الشرف في استقبال( س) أو( ص) وفي الخطابة أمام وسائل الإعلام ، وفي تصَدُّر المناسبات الوطنية والمقعد الأول ، وفي التشدق بالوطنية والمصالحة ، ولم نر لهؤلاء وجودا إلا في أماكن الشهرة وحب الظهور ، يتفذلكون في كلامهم أمام الحضور ، ويتصنعون ترتيب الجمل والعبارات ، وفي الخفاء يقهقون ضحكا وسخرية من كل شيء ، أشفق عليهم عندما أراهم يلعبون لعب الكوتشينة ( الشدة ) أو الشطرنج أو الدومينو ، يجمع بينهم القانون الذي صاغوه عمليا وألفوه جيدا والتقوا حوله بإحكام ، ألا وهو ما يملكه أحدهم من أموال ، قِيمهم فقط ما تتعلق في التجارة والبز نس والسفر والتفاخر بممتلكاتهم ووظائفهم وبأنسابهم وقبائلهم ؛ ثم يتشدقون بمعاناة شعبنا ، وبالانقسام ، وبالاحتلال ، وبالوحدة ، وبالمصالحة ، أتحداهم بكل ثقة أن يقدموا شيئا ملموسا لشعبهم ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلا تعنيهم في شيء معاناة أهلنا ، ولو كانت تعنيهم في شيء لظهر ذلك جليا للجميع ، فهم يريدون عملا وطنيا من خلال الخمسة نجوم ، ووفق ما يحلو ويروق لأمزجتهم وأهوائهم ، لا وفق ما تفرضه معاناة الناس ، هؤلاء ومن خلال التشخيص الدقيق لهم ، ومن خلال تأمل نفسياتهم وأفكارهم ، شعرت وكأنهم مرضى نفسانيين ، فمنهم من قال لي وبالحرف الواحد : يا راجل بلا وطن بلا بطيخ بدنا نعيش ... ومنهم من قال لي أيضا : يكفيني أن أتعرف على شخصيات جديدة تزورني وهي تقود عربات الجيبات الحديثة مرتدية الحلل وربطات العنق ، ومنهم من قال لي : لا بد من مركز فخم فاخر نجتمع فيه لكي نعبر من خلاله على رقينا ووعينا ، والأمثلة على نمط تفكيرهم كثيرة ...
هؤلاء يفتقرون إلى التاريخ النضالي كفقرهم إلى المحتوى الفكري ، وهم منتفخون كالبالونات الجوفاء ، أو كشجر الجميز ، وهم أشبه ما يكونوا كالشجر الأخضر الذي يتسلق الجدران وطعمه مر ، ولا يصلح إلا أن يكون مخبئا للعقارب والسحالي والجرذان ...
ومن العجيب أن هؤلاء يتقلدون المناصب الراقية في السلطة الفلسطينية ، فإذا كان هؤلاء هم رأس الأمر وقادة الرأي ، فقد عقمت أرحام نسائنا ، وعلى فلسطين السلام والرحمة ، وقد أُسند الأمر إلى غير أهله ، وأؤتمن الخائن ، وخوِّن الأمين ، وعلينا أن ننتظر الساعة !!! . أليس كذلك ؟ أنصحهم بترك تلك المؤسسات المدنية التي تغذي أمراضهم النفسية ، وان يتعلموا مهنة الحلاقة ، ومن ثم العمل بصالوناتها ، أو العمل بسمكرة السيارات وتزيينها للأفراح ، فهم سينجحون حينئذ بامتياز ...
نسأل الله ألا يحرمنا من أولئك الرجال القابضين على الزناد ، والساهرين على حمايتنا وكرامتنا رغم انف الكارهين والحاقدين والمتنطعين ، أولئك الذين نعتبر أقدامهم أشرف من رؤوس حملة لقب شخصيات مزيفة كذبا وتزويرا ، أولئك المجاهدون الذين يحمون العرض والأرض بينما أصحاب ألقاب الشخصيات نيام في بيوتهم بين أحضان نسائهم ، يتلذذون بما لذ وطاب من المأكل والملبس والمقاتلون يروون الأرض بدمائهم ، وتصعد أرواحهم إلى بارئها وهم في الخندق المتقدم ... ففرق كبير بين الخائن والأمين ...
وسلام على كل شخصية مجتمعية مغمورة لا ترتجي هذا اللقب من أحد مطلقا ولا تلهث وراءه ، سلاحها قلمها ولسانها ونور عينيها ، وقلبها الممتلئ بالآلام ، ومصداقيتها بين الناس ، فهل يستوي الغث مع السمين ، والثرى مع الثُّريَّ ، والتراب مع الأتراب ! ؟ .
أليست تلك مهازل بعض الشخصيات الفلسطينية في المجتمع الفلسطيني !!! ؟ .