الجمعة: 07 شعبان 1435هجري، الموافق لـ 06 جوان 2014
البذل عن طريق الأبناء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
تزوجت منذ 14 سنة، ومن يومها وهي تسعى ، كغيرها من النساء لدى الأطباء، لترزق بولد، يملأ وحشتها، ويؤنس وحدتها، خاصة وأنّها الوحيدة في العائلة المنجبة الولودة، التي لم ترزق الولد.
تمنت كما تتمنى كل امرأة حرمت الولد، أن تتكفّل بابن، وقالت لزوجها، "عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا".
ومرّت الأيام والسنون دون ولد، تنتظر كل ثانية من الثواني العصيبة التي تمر بها من يطرق بابها، ويفرحها بما يفرح كل أم، تنتظر الولد.
وتشاء حكمة ربك، أن عمّتها الصغرى، ذات السبعة أولاد، تفاجئ سمعها الذي ظلّ ينتظر مثل هذا الخبر، فهمست إليها قائلة .. مارأيك، لو أنجب الولد لأجلك؟. فتلعثم اللّسان والجَنَانُ، وقالت في حيرة من أمرها .. أألد، عفوا، أأرزق الولد بعد 14 سنة !.
وراحت تحسب الأيام والشهور .. إنه الشهر الأول، والثاني، والثالث.. والتاسع. ثم راحت تحسب الأيام المتبقية .. إنه اليوم 30، واليوم 29، واليوم 28 .. وجاء اليوم الموعود، التي كانت تحسب له وتعد له بشغف كبير.
ألو .. نادتها عمّتها، أنا في مستشفى الشرفة، تعالي لتأخذي ابنتك التي وعدتك إياها. ودون شعور منها، وفي لحظات معدودات، وقفت على المولودة التي انتظرتها، منذ 14 سنة، وسبقتها الدموع، قبل أن تمتد إليها اليد، لتحتضنها وتضمّها لصدرها.
إن من علامات الرضا، أن يشهد المرء بنفسه، تبرع أخت له بفلذة كبدها ، لابنت أخيه الأكبر، فينقل عبر سيارته الأم المستقبلة إلى بيتها، لتكمل فرحتها مع ابنتها، ويعود لينقل الأخت إلى بيتها، لتحمد الله أن مكّنها من الوفاء بوعدها، فليس من السهولة أن يتنازل المرء عن قطعة من لحمه الغالي.
إن البذل درجات، والعطاء منازل، وأعظمها منزلة من استطاع بفضل ربك، أن يمنح ولده، لمن حرم الولد.
وإن من أعظم درجات السعادة، أن تسعد امرأة حرمت الولد، بإعطاءها الولد، لمن يقدر على ذلك، ويوفي به.
إن القلب حين يكون غنيا، يسعد من حوله بما يملك، وبما لايقدر عليه صاحب الحضوة والمكانة والمال.
إن السرور يبدأ من داخل العائلة، وإنها لعائلة تدخل السرور على أفراد بعضها، ويكفي السرور مكانة وعلوا، أن يتبادله أفراد العائلة، ليمسي مثالا بين أفراد المجتمع.
البذل عن طريق الأبناء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
تزوجت منذ 14 سنة، ومن يومها وهي تسعى ، كغيرها من النساء لدى الأطباء، لترزق بولد، يملأ وحشتها، ويؤنس وحدتها، خاصة وأنّها الوحيدة في العائلة المنجبة الولودة، التي لم ترزق الولد.
تمنت كما تتمنى كل امرأة حرمت الولد، أن تتكفّل بابن، وقالت لزوجها، "عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا".
ومرّت الأيام والسنون دون ولد، تنتظر كل ثانية من الثواني العصيبة التي تمر بها من يطرق بابها، ويفرحها بما يفرح كل أم، تنتظر الولد.
وتشاء حكمة ربك، أن عمّتها الصغرى، ذات السبعة أولاد، تفاجئ سمعها الذي ظلّ ينتظر مثل هذا الخبر، فهمست إليها قائلة .. مارأيك، لو أنجب الولد لأجلك؟. فتلعثم اللّسان والجَنَانُ، وقالت في حيرة من أمرها .. أألد، عفوا، أأرزق الولد بعد 14 سنة !.
وراحت تحسب الأيام والشهور .. إنه الشهر الأول، والثاني، والثالث.. والتاسع. ثم راحت تحسب الأيام المتبقية .. إنه اليوم 30، واليوم 29، واليوم 28 .. وجاء اليوم الموعود، التي كانت تحسب له وتعد له بشغف كبير.
ألو .. نادتها عمّتها، أنا في مستشفى الشرفة، تعالي لتأخذي ابنتك التي وعدتك إياها. ودون شعور منها، وفي لحظات معدودات، وقفت على المولودة التي انتظرتها، منذ 14 سنة، وسبقتها الدموع، قبل أن تمتد إليها اليد، لتحتضنها وتضمّها لصدرها.
إن من علامات الرضا، أن يشهد المرء بنفسه، تبرع أخت له بفلذة كبدها ، لابنت أخيه الأكبر، فينقل عبر سيارته الأم المستقبلة إلى بيتها، لتكمل فرحتها مع ابنتها، ويعود لينقل الأخت إلى بيتها، لتحمد الله أن مكّنها من الوفاء بوعدها، فليس من السهولة أن يتنازل المرء عن قطعة من لحمه الغالي.
إن البذل درجات، والعطاء منازل، وأعظمها منزلة من استطاع بفضل ربك، أن يمنح ولده، لمن حرم الولد.
وإن من أعظم درجات السعادة، أن تسعد امرأة حرمت الولد، بإعطاءها الولد، لمن يقدر على ذلك، ويوفي به.
إن القلب حين يكون غنيا، يسعد من حوله بما يملك، وبما لايقدر عليه صاحب الحضوة والمكانة والمال.
إن السرور يبدأ من داخل العائلة، وإنها لعائلة تدخل السرور على أفراد بعضها، ويكفي السرور مكانة وعلوا، أن يتبادله أفراد العائلة، ليمسي مثالا بين أفراد المجتمع.