احضن شكاتي
مــاذا يُـضـيرُكَ لـو جـمعتُ شـتاتي
أو رتَّـقَـتْ شـمـسُ الأصـيلِ رُفـاتي
غـابـاتُ حـزني فـي ربـاكَ تـرعرعتْ
وتـصَـحَّـرَتْ فـــي راحـتـيكَ حـيـاتي
وتـنـاسلَ الـوجعُ الـمقيتُ بـداخلي
وتـبـعـثرتْ مــنـذُ الـطـفـولةِ ذاتـــي
بــالأمـسِ أبـصـرتُ الـحـياةَ خـمـيلةً
وظـنـنـتُها بُــشـرى و طــوقَ نـجـاةِ
فـسـعيتُ أحـتـضنُ الـنـهارَ بـفـرحةٍ
فـوجـدتُـه قــد شــاه فــي مِـرآتـي
و الـيـومَ قـد هَـرِمَ الـصباحُ بـناظري
و الـلـيلُ أمـسـى غـائـرَ الـقسماتِ
مــنـذُ اغـتـربـتَ وخـافـقي مـتـرنحاً
يـحـسو كـؤوسَ الـمُرِّ مـن دمـعاتي
يــا كــم رجـوتُـكَ أنْ تـعـودَ لـعُـشِّنا
كــي تَـعْـذُبَ الألـحـانُ فــي نـاياتي
فـتـركـتني بــيـنَ الــدمـوعِ وحـيـدةً
سـيـانِ عِـندي عِـيشَتي و مـماتِي
تـتـنـاسلُ الأطـيـافُ فــوقَ أرائـكـي
و تُـخـيـمُ الــذكـرى عـلـى جـنَّـاتي
و لـقـد غَـرَقـتُ فــلا مـنـارَ يـقودُني
إلاكَ يـــا غــرَقـي و يـــا مَـرْسـاتي
يـا مـن قـطعتَ وريـدَ وصلِكَ داخلي
و غرستَ نصلَ الصدِ في ضحكاتي
( إنِّـي أُحـبُّكَ ) قُـلتُها : فـي غـفوةٍ
مـنِّـى ، فـتـاهتْ بـعـدَها خُـطواتي
و طـفقتُ أبحثُ في ليالي وحدَتي
عــن نــورِ بــدرٍ لاحَ فــي الـظـلماتِ
أو روضـــةٍ تــزهـو بـلـثـمِ غـصـونِـها
و تـريـقُ مــاءَ الـحـبِ فـي الـورداتِ
فـوجدْتُ أيـامي سـراباً ، و الأسـى
يـقتاتُ مـن عـمري ومـن سـنَوَاتي
افـتـحْ كـتـابَ الـعـمرِ واقــرأ مــا بـه
واســمـع أنــيـنَ الـنـبضِ والـعـبراتِ
و انــظـرْ لـصـورَتِـنا الــتـي عـلـقتَها
فـوقَ الـجدارِ ، تـجبْكَ عن مأساتي
سـلْهَا ، فـقد ضـمَّ الإطـارُ حـكايتي
و أرَاهُ مــثْــلِـي حـــائــرَ الــنـظـراتِ
و كــأنَّــه يــبـكـي عــلــيَّ بــأدمـعٍ
لـمَّـا زرعـتَ الـشوكَ فـي روضـاتي
و شـكوتُ لـلمرآةِ هـمِّي ، فـاكتوتْ
مــن جـمرِ مـا تـمتمتُ مـن كـلماتِ
فـتَّـشْتُ فـيـها عــن نـضـارةِ زهــرةٍ
أذويــتَــهــا ، فـتـعـجَّـبـتْ مِـــرآتــي
قـالتْ : حياتُكِ في يمينكِ ، فاتركي
عـنكِ الأسـى و الـحزنَ يـا مـولاتي
فــــي الــبـيـتِ أزهـــارٌ إذا روّيـتِـهـا
مـن فـيضِ حُـبُّكِ عِـشْتِ في جنَّاتِ