سَكْرَةُ الشُّوق
فوزية شاهين
نامتْ على صَدْرِ الحدِيـثِ النَّـادِي
وتَرَنَمَـتْ مـع عنْدليـبٍ شــادِ
غنَّى لها لحْـنَ الخلـودِ ونبضُـه
مُسْتلْهـمٌ مـن حُسْنِهـا الـوقّـادِ
كانتْ له حِضْنَ الأمـانِ . وقلبُهـا
مِنْ بعد حِرْمـانٍ ، عليـه يُنـادي
عاشـتْ تُمنِّـي نفسَهَـا بلقـائِـه
و الـرُّوحُ تَرْقُـبُ لـذَّةَ المِيـعـادِ
ماذا جَرَى ؟ فالدَّمعُ أدْمـى جفنَهـا
والحُـزْنُ ضمَـخَ فرْحَهـا بسـوادِ
فالعندَليـبُ تَرَنَّـحـتْ نبضـاتُـه
بفـراشـةٍ مسلـوبـةِ الإنـشـادِ
أغـرَاه لـونُ جناحِهـا ورفيفُـه
لمّـا تبختـرَ وانتـشـى بـأيـادِ
وارتَدَّ طرْفٌ كـانَ يرْجُـو همسَـةً
مِـنْ لحـنِ أغنيـةٍ وثغـرٍ نــادِ
زَرَعَ الظنُـونَ بفيِّهـا وإهابِـهـا.
ماذا جنى ؟ والشَّـكُ شـرُّ حصـادِ
ويقولُ : حمقـاءٌ تعيـثُ بشَكِّهـا
حتى تناءتْ عن هـدىً و رشـادِ .
تتساءلُ الأصداءُ : هل غابَ النُّهى
والعندليـبُ مُكَـحَّـلٌ بـرمـادِ ؟
هل يستحيلُ الحلمُ في رَوضِ المُنَى
شهداً مُصفَّى مِـنْ دروبِ قَتَـادِ ؟
هل تَعْذُبُ الألحانُ في ثغـرِ المَهـا
لو سارَ موكِبُها بغيـرِ الحـادِي ؟
فالإنتظـارُ مُـؤرَّقٌ فـي جفنِهـا
والكبـريـاءُ مُخـضَّـبٌ بعـنـادِ
نادتْ على الحُلمِ المسافرُ . يا أَنَـا
قد ضاقَ صدرِي من سنيـنَ بعـادِ
لبِّ النِّـداءَ أمـا كفَتْـكَ مواجعـي
فالنـارُ تـرْوي زهـرةً بـرُقـادي
أنتَ الأميرُ أيـا سميـرَ جوانحـي
وأنـا الأسيـرةُ أصطلـي بِسُهـادِ
يا حلمَ يارِ الحُبِ يا نبضَ الضُّحـى
يا لحـنَ أغنيـةٍ تَعِـي إنشـادِي
أنا نبضُ زادِ الشِّعرِ ، فيْضُ شجونِه
فَلَـكُ الثُّرَيَّـا قِبْلَتِـي ومُــرادِي
ما رُمتُ يوماً غيـرَ يـومِ لقائِنـا
لينَامَ في حِضْنِ المَشُـوقِ فـؤادي
وأُعَانقُ الزَّمنَ الجميـلَ بمُهْجَتِـي
وأصُبُّ فـي ثغـرِ المُـروجِ ودادي
أبحرْتُ في لُججِ الوصـالِ لعلَّنِـي
أهدِيـكَ عمـري لحظـةَ الميـلادِ