في هذا العالم الذي تداخلت فيه الأمور وتشابكت معه الاهتمامات وتعقدت بصورة مذهلة وبدأت فيه ملامح صراع كبير وعنيد بين الحضارات على حد زعم البعض وتداخلت فيه الثقافات على حد قول الآخرين فقد بدا واضحا مدى التأثير القوي للتكتلات الاقتصادية والإقليمية والدولية متمثلة بالشركات متعددة الجنسيات العابرة لكل الحدود والقارات من جهة والإعلام بقوته التي منحته إياها تطورات التكنولوجية والاتصالات في ثورة المعلوماتية من جهة ثانية يسهم هذان الاتجاهان الكبيران بقوة في تشكيل المواقف وصنع السياسات وتوجيه صناع القرار وتكوين الرأي العام. وقد كان للثورة الهائلة في وسائل الاتصال في عصر سمي بعصر التكنولوجية الراقية والمعلومات والتفجير الموفي دوراً هاماً في تنوير المفاهيم التي كانت سائدة في الماضي والتي لا ترى في الإعلام إلا مجرد أداة نقل وتفسير للثورات والسياسات العامة. ولا يخفى على أحد مدى أهمية الدعاية السياسية بالنسبة لنا/نحن العرب/ في وقت وصلت فيه الحرب النفسية التي تشنها الحركات الصهيونية العالمية وإسرائيل لطمس الحقائق وتزوير الوقائع واغتصاب الحقوق حداً لم يعد معه من المعقول الاستمرار في تخبط طال أمده على صعيد الدعاية السياسية العربية. ويستخدم الإعلام في حملات البغض والكراهية التي تنصب من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .بتأثير من الصهيونية على العرب والمسلمين فالمسلمون محكوم عليهم بجريمة الإرهاب ،والعرب هم من يغذي ثقافة الإرهاب وينميها ويدعمها ويتبناها على حد زعمهم، والسود الأفارقة لازالوا في مرحلة بدائية من مراحل التطور البشري ويتصفون بالتخلف الفكري والبلاهة . ولئن وظيفة وسائل الإعلام الفعالة في الغرب أداء مهام تنافي العدل والأخلاق والإنسانية وتنقص من أقدار الشعوب .فإن أول الواجبات التي ينبغي أن تتولى القيام بها وسائل إعلامنا العربية والإسلامية وفي البلدان النامية هي تبصير المواطنين بما لديهم من حقوق والدفاع عنها في المحافل الدولية وإشاعة روح التعاون والعدل في العلاقات بين الأمم. وكان جديراً برجالات السياسة على اختلافها أن تنتفع بثمار هذا العلم وتسخره لأهدافها وغاياتها، فإذا كانت أهدافها وطنية إنمائية استطاع الإعلام القيام بدور فاعل في بلوغ تلك الأهداف والغايات. وخاصة في مجال التنمية الاجتماعية" من هنا ترى أن الإعلام بوسائله المتعددة من صحافة وإذاعة وتلفزيون يؤثر تأثيراً كبيراً في تكوين وتوجيه الرأي العام فهو الذي يخلق الوعي لدى المجتمع بالأفكار التقدمية ويروج لأفكار المساواة والعدالة والوحدة والحرية والاشتراكية . ويعتبر الإعلام أحد المجالات المحيطة بالفرد عبر مراحل ارتقائه. فالإعلام مثله مثل الأسرة أو جماعة الأصدقاء والأقران، يؤثر في الفرد ويكسبه ضروب سلوك معينة
وباعتبار الإعلام ضرباً من السلوك يصدره الفرد. فإرسال المعلومات نشاط يقوم به فرد أو مصدر أو مجموعة أفراد واستقبال المعلومات نشاط آخر يقوم به ملتقى أو مجموعة من الأفراد وفي الحالتين تؤثر خصال شخصية هذا الفرد أو ذاك وقدراته واهتماماته وتفضيلاته وطموحاته في كيفية أدائه لهذا النشاط / الاستقبال و الإرسال/
وتختلف وسائل الإعلام في درجة فاعليتها من مجتمع إلى آخر،ففي بعض المجتمعات نجد الجمهور يثق في الجريدة أكثر من الراديو وفي مجتمعات أخرى العكس هو الصحيح ,ويرجع هذا لحد ما إلى الإيمان بأن وسيلة أو أخرى تعبر عن وجهات نظر معينه أو تسيطر عليها مصالح خاصة أو أنها مستعدة ببساطة أن تبيع نفسها وفي الدول النامية الراديو والتعليم هما الوسيلتان عند كثير من الناس،لأنهما متوفرتان على نطاق أوسع من المطبوع وتستخدم هاتان الوسيلتان أكثر لأنهما أقرب بالاتصال بالمواجهة الذي اعتادت عليه المجتمعات الانتقالية .
لهذا تزيد أهمية هاتين الوسيلتين إذا قورنتا بالمطبوع, بينما نجد أن مكانة المطبوع أكثر ثباتاً واستقراراً في المجتمعات الحديثة التي اعتادت على المطبوع سنوات طويلة فبل ظهور السمعية والبصرية, وعندما تتحدث عن وسائل الإعلام فإننا نقصد الراديو والتلفزيون والصحافة ويمكن إضافة بعض المخترعات الإلكترونية الحديثة وأهمها وأحدثها في جميع أنحاء العالم الانترنيت. بما تحمله أحياناً من خطورة إعلامية وغزو ثقافي وعقلي للمجتمعات
ونتيجة مما تقدم نجد للإعلام علاقة هامة بجوانب الحياة المختلفة ومن أهم هذه الجوانب
1-الناحية الثقافية :
الثقافة هي مجموع الظواهر المميزة والرموز التي يختص بها المجتمع وتشتمل أنماط وطرق الإنتاج ومختلف القيم والعقائد والآراء فالثقافة تجاوز أبعاد الفنون الجميلة والآداب المستظرفة لتكون محور حيوية هذا المجتمع وأداة دوامة ومتجددة والإعلام هو المحرك والمعبر عن مقومات النشاط الاجتماعي وهو الذي يعلو الإنسان عن غريزته إلى المطامح الحضارية وهو المنبع الذي ينهل منه الإنسان الآراء والأفكار وهو الرباط بين الأفراد الموحي إليهم بشعور الانتساب إلى مجتمع واحد وكلاهما / الإعلام والثقافة/ يرمي إلى المعرفة و الإبداع . ويسعى إلى إرضاء طموح الإنسان ويتخذ كل منهما الاتصال والتخاطب طريقة أساسية لبلوغ هذه الأهداف مما سبق نلاحظ أنه لا يمكن تصور الثقافة بدون تعبير وإبلاغ كما أنه لا سبيل أمام أجهزة الإعلام للنجاح بدون زاد ثقافي يشد اهتمام الجمهور إليها ويسمح لها بإبلاغ رسالتها في مختلف المجالات ويوكل إلى أجهزة الإعلام مهمة مساعدة الثقافات على التلاقح وتزويدها بالهواء النقي, لقد أصبحت تيارات تدفق الإعلام من الشمال إلى الجنوب كالسيل العارم يطيح بكل ما يتعرضه فيحطم كل توازن طبيعي لا يتماشى مع أهوائه ولا يستجيب إلى أغراضه وإن كل اختلاف يتصل بتدفق الإعلام له انعكاساته على نضرة الفرد إلى مقومات المجتمع الثقافية التي يستمد منها أصوله ويثبت لها انتسابه إلى هذا المجتمع وهذا ما يؤكد على وجود العلاقة المتينة من جهة والإعلام والثقافة من جهة ثانية وهذه العلاقة بين السياسة والثقافة تتجلى بأوضح مظهر لها عندما تشتد الأزمات وتحدق المخاطر وتصبح الثقافة نفسها مهددة في الكيان وإذا كان من المسلم به أن على أجهزة الثقافة أن تخدم الإنتاج الفكري فليس هناك من يتنازع في أن وظيفة الإعلام لا يمكن أن تقتصر على تدعيم العمل الثقافي دون غيره أو ينكر عليها خدمة بقية الأغراض وهذا التفاعل ليس مقصوراً على مجتمع واحد بل يظهر أثره في كافة المجتمعات وقد تتجلى مصداقيته بوضوح أكثر بين المجتمعات التي تشترك في اللغة والدين والحضارة والتاريخ وإن وسائل الإعلام هي أداة ثقافة تساعد على دعم المواقف والتأثير فيها على توحيد مناهج السلوك وتحقيق التكامل بينها لها دوراً كبيراً في إشاعة المعرفة وتنظيم الذاكرة الجماعية للمجتمع وخاصة جمع المعلومات ومعالجتها واستخدامها .
وبفضل ثورة الإعلام الحديثة قصر العالم الحديث المسافات ووصلت بعض الدول المتقدمة إلى غزو الفضاء وتمكنت من الاتصال برجال وسفن الفضاء وتحاول الاتصال بالكواكب الأخرى غير أن إنتاج ونقل المعلومات واستخدام أجهزة الإعلام يظل بصفة عامة مقيداً ببعض القيود وخاضعاً لاعتبارات القوى
السياسية والغايات الجماهيرية التي نرسمها أو لتحقيق النزع المالي فالكثير من المعلومات تظل في تدفقها
واتجاهاتها خاضعة للرقابة الظاهرة أو المستترة في صورة من صور الشرح أو التعليق وخادمة بالتالي
لمصالح وأهداف مراكز القوى السياسية ويستطيع الإعلام أن يشكل عاملا فعالا وموثوقا في العملية التنمية وقضايا التطور والتقدم التي تطمح إلى تحقيقها كافة البلدان المتخلفة وفي مقدمتها شعبنا العربي وفي
جميع الحالات تطرح هذه القضية الوطنية والمصيرية على أجهزة الإعلام في وطننا العربي مهمة دقيقة وهامة وهي العمل بتفان وجدية للتخلص من التبعية الآلية للإعلام الدولي إنتاجا وتسويقا وثقافة باتجاه وضع نهج لتدبير وتبادل المعلومات يبدأ من المواطن العربي ذاته وينتهي إليه عبر معارف وثقافات ونواحي تقدم تجارب فشل الشعوب الأخرى وفي أطار أفق قومي وإنساني .
أما الإعلام و المرأة ..
فقد أدت البحوث التي تمت في هذا المجال وخاصة التي أعدتها إدارة الإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى استنتاج أن أجهزة الأعلام العربية تقدم المرآة في صور ألف ليلة وليلة ،أي المرآة الغارقة في العطور الآلئ والحلل ترقص للرجل وتتمسح به وتجثو عند قدميه ثم تشبع الصورة بخطة حول المساواة بين الرجل وضرورة مشاركتها في التنمية . وتستغل شركات العطور ومستحضرات التجميل ودور الأزياء وشركات صنع المفروشات وغيرها هذا الوضع تتفنن في صوغ الإعلانات الدعائية التي تتسابق عليها مؤسسات التلفزيون والسينما والصحف والمجلات متأثرة في ذلك بالإنتاج الأجنبي على أظهار المرآة في ثوب عصري على أفخر طراز تدخن وتحتسي المشروبات الروحية وتغلب الرجال في الكاراتيه . وذلك لإقناع المستهلك باختيار جهاز فيديو أو بركوب سيارة فاخرة ومثل هذا النموذج لاوجود له في الواقع العربي .
إلا أننا نرى بعض المحاولات الناجحة من أجل تغيير صورة المرآة في العديد من الدول النامية فقد بدأ دور المرآة في العمل الاقتصادي والاجتماعي يتبلور يوما بعد يوم وأصبحت أجهزة الإعلام تقدم الكثير من المعلومات عن مختلف أنشطتها . وفي هذا الصرد ينبغي على وسائل الإعلام والإعلان أن يكون وثيقي الارتباط بالثقافة وبأهداف التنمية . وأن المصالح التجارية ليس لها أن تسيطر على وسائل الإعلام . ومنها يتجلى لنا قيمة البعد الثقافي للنظام الإعلامي الذي يتمثل في تمكين الثقافات الوطنية من التكامل ومن الإثراء بالاحتكاك بغيرها ـ وخلق الفرص أمام الشعوب لتعريف الرأي العام بقيمتها الثقافية والاجتماعية وجلب الاحترام والتقدير قناتها الاجتماعية . إضافة إلى صون الذاتية الثقافية من الغزو الفكري الأجنبي ووقايتها من مخاطر التيارات الثقافية الأجنبية،ولابد من إبراز دور المرآة في الحياة الثقافية و الاقتصادية و التعريف بأنشطة الحركات النسائية وإصلاح الصورة التي شوهتها الإعلانات الأجنبية والبرامج التلفزيونية المستوردة والكثير من المنشورات في مختلف المجتمعات . كما إنه بامكان وسائل الإعلام أن تضطلع بدور أساسي في تغيير العقليات وتهيئتها لتقبل فكرة العدالة بين الجنسين نظريا وفي الواقع الملموس
أما عن الإعلام وقضايا الشباب ..
ـ فأن الإعلام العربي بشكل عام والصحافة خاصة تعمل على تشجيع طموحات الشباب وتوجيهها على المستويين الشخصي والقومي . إذ أن الشباب العربي يفكر بصيغتي الماضي و الحاضر أكثر مما يفكر بصيغة المستقبل . ومن هنا يجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل و السعي وراء تحقيق مستوى حياة أفضل ، وتتميز فترة الشباب بأنها فترة تكوين وتشكيل ونضج ووعي بحد ذاتها مع ما يرافق هذه المرحلة من عدم الثبات وعدم الاستقرار في نفسية الشباب وفي اهتمامهم ورغباتهم وآرائهم ومواقفهم وفقاً لظروف الحياة الاجتماعية والعمل وإن فعالية الرسالة الموجهة إلى الشباب هي الهدف وراء إصدار والوسائل الإعلامية الأخرى وبالتالي فإن الهدف من مخاطبة الشباب غبر وسائل الإعلام هو جعلهم فعالين في المجتمع وتتحقق فعالية الصحافة الموجهة إلى الشباب بتحقيق عدة شروط منها
- تقديم المادة الإعلامية المناسبة للجمهور عبر الوسيلة الإعلامية المناسبة
- مراعاة رغبات ومصالح وحاجات المتلقي
- التنوع والإبداع والبعد عن الجمود والتكتلات الثابتة
وباعتبار الإعلام ضرباً من السلوك يصدره الفرد. فإرسال المعلومات نشاط يقوم به فرد أو مصدر أو مجموعة أفراد واستقبال المعلومات نشاط آخر يقوم به ملتقى أو مجموعة من الأفراد وفي الحالتين تؤثر خصال شخصية هذا الفرد أو ذاك وقدراته واهتماماته وتفضيلاته وطموحاته في كيفية أدائه لهذا النشاط / الاستقبال و الإرسال/
وتختلف وسائل الإعلام في درجة فاعليتها من مجتمع إلى آخر،ففي بعض المجتمعات نجد الجمهور يثق في الجريدة أكثر من الراديو وفي مجتمعات أخرى العكس هو الصحيح ,ويرجع هذا لحد ما إلى الإيمان بأن وسيلة أو أخرى تعبر عن وجهات نظر معينه أو تسيطر عليها مصالح خاصة أو أنها مستعدة ببساطة أن تبيع نفسها وفي الدول النامية الراديو والتعليم هما الوسيلتان عند كثير من الناس،لأنهما متوفرتان على نطاق أوسع من المطبوع وتستخدم هاتان الوسيلتان أكثر لأنهما أقرب بالاتصال بالمواجهة الذي اعتادت عليه المجتمعات الانتقالية .
لهذا تزيد أهمية هاتين الوسيلتين إذا قورنتا بالمطبوع, بينما نجد أن مكانة المطبوع أكثر ثباتاً واستقراراً في المجتمعات الحديثة التي اعتادت على المطبوع سنوات طويلة فبل ظهور السمعية والبصرية, وعندما تتحدث عن وسائل الإعلام فإننا نقصد الراديو والتلفزيون والصحافة ويمكن إضافة بعض المخترعات الإلكترونية الحديثة وأهمها وأحدثها في جميع أنحاء العالم الانترنيت. بما تحمله أحياناً من خطورة إعلامية وغزو ثقافي وعقلي للمجتمعات
ونتيجة مما تقدم نجد للإعلام علاقة هامة بجوانب الحياة المختلفة ومن أهم هذه الجوانب
1-الناحية الثقافية :
الثقافة هي مجموع الظواهر المميزة والرموز التي يختص بها المجتمع وتشتمل أنماط وطرق الإنتاج ومختلف القيم والعقائد والآراء فالثقافة تجاوز أبعاد الفنون الجميلة والآداب المستظرفة لتكون محور حيوية هذا المجتمع وأداة دوامة ومتجددة والإعلام هو المحرك والمعبر عن مقومات النشاط الاجتماعي وهو الذي يعلو الإنسان عن غريزته إلى المطامح الحضارية وهو المنبع الذي ينهل منه الإنسان الآراء والأفكار وهو الرباط بين الأفراد الموحي إليهم بشعور الانتساب إلى مجتمع واحد وكلاهما / الإعلام والثقافة/ يرمي إلى المعرفة و الإبداع . ويسعى إلى إرضاء طموح الإنسان ويتخذ كل منهما الاتصال والتخاطب طريقة أساسية لبلوغ هذه الأهداف مما سبق نلاحظ أنه لا يمكن تصور الثقافة بدون تعبير وإبلاغ كما أنه لا سبيل أمام أجهزة الإعلام للنجاح بدون زاد ثقافي يشد اهتمام الجمهور إليها ويسمح لها بإبلاغ رسالتها في مختلف المجالات ويوكل إلى أجهزة الإعلام مهمة مساعدة الثقافات على التلاقح وتزويدها بالهواء النقي, لقد أصبحت تيارات تدفق الإعلام من الشمال إلى الجنوب كالسيل العارم يطيح بكل ما يتعرضه فيحطم كل توازن طبيعي لا يتماشى مع أهوائه ولا يستجيب إلى أغراضه وإن كل اختلاف يتصل بتدفق الإعلام له انعكاساته على نضرة الفرد إلى مقومات المجتمع الثقافية التي يستمد منها أصوله ويثبت لها انتسابه إلى هذا المجتمع وهذا ما يؤكد على وجود العلاقة المتينة من جهة والإعلام والثقافة من جهة ثانية وهذه العلاقة بين السياسة والثقافة تتجلى بأوضح مظهر لها عندما تشتد الأزمات وتحدق المخاطر وتصبح الثقافة نفسها مهددة في الكيان وإذا كان من المسلم به أن على أجهزة الثقافة أن تخدم الإنتاج الفكري فليس هناك من يتنازع في أن وظيفة الإعلام لا يمكن أن تقتصر على تدعيم العمل الثقافي دون غيره أو ينكر عليها خدمة بقية الأغراض وهذا التفاعل ليس مقصوراً على مجتمع واحد بل يظهر أثره في كافة المجتمعات وقد تتجلى مصداقيته بوضوح أكثر بين المجتمعات التي تشترك في اللغة والدين والحضارة والتاريخ وإن وسائل الإعلام هي أداة ثقافة تساعد على دعم المواقف والتأثير فيها على توحيد مناهج السلوك وتحقيق التكامل بينها لها دوراً كبيراً في إشاعة المعرفة وتنظيم الذاكرة الجماعية للمجتمع وخاصة جمع المعلومات ومعالجتها واستخدامها .
وبفضل ثورة الإعلام الحديثة قصر العالم الحديث المسافات ووصلت بعض الدول المتقدمة إلى غزو الفضاء وتمكنت من الاتصال برجال وسفن الفضاء وتحاول الاتصال بالكواكب الأخرى غير أن إنتاج ونقل المعلومات واستخدام أجهزة الإعلام يظل بصفة عامة مقيداً ببعض القيود وخاضعاً لاعتبارات القوى
السياسية والغايات الجماهيرية التي نرسمها أو لتحقيق النزع المالي فالكثير من المعلومات تظل في تدفقها
واتجاهاتها خاضعة للرقابة الظاهرة أو المستترة في صورة من صور الشرح أو التعليق وخادمة بالتالي
لمصالح وأهداف مراكز القوى السياسية ويستطيع الإعلام أن يشكل عاملا فعالا وموثوقا في العملية التنمية وقضايا التطور والتقدم التي تطمح إلى تحقيقها كافة البلدان المتخلفة وفي مقدمتها شعبنا العربي وفي
جميع الحالات تطرح هذه القضية الوطنية والمصيرية على أجهزة الإعلام في وطننا العربي مهمة دقيقة وهامة وهي العمل بتفان وجدية للتخلص من التبعية الآلية للإعلام الدولي إنتاجا وتسويقا وثقافة باتجاه وضع نهج لتدبير وتبادل المعلومات يبدأ من المواطن العربي ذاته وينتهي إليه عبر معارف وثقافات ونواحي تقدم تجارب فشل الشعوب الأخرى وفي أطار أفق قومي وإنساني .
أما الإعلام و المرأة ..
فقد أدت البحوث التي تمت في هذا المجال وخاصة التي أعدتها إدارة الإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى استنتاج أن أجهزة الأعلام العربية تقدم المرآة في صور ألف ليلة وليلة ،أي المرآة الغارقة في العطور الآلئ والحلل ترقص للرجل وتتمسح به وتجثو عند قدميه ثم تشبع الصورة بخطة حول المساواة بين الرجل وضرورة مشاركتها في التنمية . وتستغل شركات العطور ومستحضرات التجميل ودور الأزياء وشركات صنع المفروشات وغيرها هذا الوضع تتفنن في صوغ الإعلانات الدعائية التي تتسابق عليها مؤسسات التلفزيون والسينما والصحف والمجلات متأثرة في ذلك بالإنتاج الأجنبي على أظهار المرآة في ثوب عصري على أفخر طراز تدخن وتحتسي المشروبات الروحية وتغلب الرجال في الكاراتيه . وذلك لإقناع المستهلك باختيار جهاز فيديو أو بركوب سيارة فاخرة ومثل هذا النموذج لاوجود له في الواقع العربي .
إلا أننا نرى بعض المحاولات الناجحة من أجل تغيير صورة المرآة في العديد من الدول النامية فقد بدأ دور المرآة في العمل الاقتصادي والاجتماعي يتبلور يوما بعد يوم وأصبحت أجهزة الإعلام تقدم الكثير من المعلومات عن مختلف أنشطتها . وفي هذا الصرد ينبغي على وسائل الإعلام والإعلان أن يكون وثيقي الارتباط بالثقافة وبأهداف التنمية . وأن المصالح التجارية ليس لها أن تسيطر على وسائل الإعلام . ومنها يتجلى لنا قيمة البعد الثقافي للنظام الإعلامي الذي يتمثل في تمكين الثقافات الوطنية من التكامل ومن الإثراء بالاحتكاك بغيرها ـ وخلق الفرص أمام الشعوب لتعريف الرأي العام بقيمتها الثقافية والاجتماعية وجلب الاحترام والتقدير قناتها الاجتماعية . إضافة إلى صون الذاتية الثقافية من الغزو الفكري الأجنبي ووقايتها من مخاطر التيارات الثقافية الأجنبية،ولابد من إبراز دور المرآة في الحياة الثقافية و الاقتصادية و التعريف بأنشطة الحركات النسائية وإصلاح الصورة التي شوهتها الإعلانات الأجنبية والبرامج التلفزيونية المستوردة والكثير من المنشورات في مختلف المجتمعات . كما إنه بامكان وسائل الإعلام أن تضطلع بدور أساسي في تغيير العقليات وتهيئتها لتقبل فكرة العدالة بين الجنسين نظريا وفي الواقع الملموس
أما عن الإعلام وقضايا الشباب ..
ـ فأن الإعلام العربي بشكل عام والصحافة خاصة تعمل على تشجيع طموحات الشباب وتوجيهها على المستويين الشخصي والقومي . إذ أن الشباب العربي يفكر بصيغتي الماضي و الحاضر أكثر مما يفكر بصيغة المستقبل . ومن هنا يجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل و السعي وراء تحقيق مستوى حياة أفضل ، وتتميز فترة الشباب بأنها فترة تكوين وتشكيل ونضج ووعي بحد ذاتها مع ما يرافق هذه المرحلة من عدم الثبات وعدم الاستقرار في نفسية الشباب وفي اهتمامهم ورغباتهم وآرائهم ومواقفهم وفقاً لظروف الحياة الاجتماعية والعمل وإن فعالية الرسالة الموجهة إلى الشباب هي الهدف وراء إصدار والوسائل الإعلامية الأخرى وبالتالي فإن الهدف من مخاطبة الشباب غبر وسائل الإعلام هو جعلهم فعالين في المجتمع وتتحقق فعالية الصحافة الموجهة إلى الشباب بتحقيق عدة شروط منها
- تقديم المادة الإعلامية المناسبة للجمهور عبر الوسيلة الإعلامية المناسبة
- مراعاة رغبات ومصالح وحاجات المتلقي
- التنوع والإبداع والبعد عن الجمود والتكتلات الثابتة