التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» اتى فصل الشتاء 0 نبيل القدس
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeاليوم في 11:39 am من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 366 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 366 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38801
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
العرين - 1193
التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالتغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66289 مساهمة في هذا المنتدى في 20243 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التغيير اللازم للتغيير - محمد بن يوسف الزيادي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
التغير المطلوب للتغيير
التغيير في الحياة سنة جارية ، اجراها الله تعالى لانه جعل امور الحياة متجددة، ومع كل تجديد لابد من تغيير، اما من الاحسن الى الاسوأ، او من السيء الى الأحسن، ومن اسباب التغيير الى الاحسن والحسن في حياة الناس، وجود الانبياء والرسل والدعاة والهداة وورثتهم من الدعاة، فلذلك ما خلا زمن من نذير. 

ولما كانت نبوة رسولنا خاتمة النبوات فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، جعل العلماء ورثة الانبياء ، يرثون مهامهم في حمل الدعوة والتجديد على اساسها ، كلما طال بالناس الامد وانحرفوا بفعل المؤثرات عن منهج الله ، واتبعوا هبوطا منهج ابليس الذي يربط الانسان  بالشهوات والنزوات والهوى فيصنع الواقع المناسب الذي تتحقق فيه شهواته ونزواته واهواءه، ويجعله يهبط ويسفل فكرا وسلوكا وقيما، فيتخذ من الواقع السيء مصدرا لتفكيره .. فمن نهج ابليس وغايته من الغواية هو ان يجعل الحق جل وعلا حسب وهمه، يقف امام امر واقع، وهو ان القوى التي خلقها سبحانه لعبادته وطاعته لم تحقق الغاية وغوت عن الهداية التي ارادها الله. فيجعل الله -تعالى عن اوهامه سبحانه واوهام اتباعه- يجعله يصبح امام امر واقع مما يجعله يغير ويبديء فيما قضى من قبل. فابليس اول من قال بالبداء وتبعه اليهود والروافض. والواقع الذي اراد ابليس واتباعه ان يجعلوه مصدرا للاحكام ومنطلقا يستند اليه الفكر انما هو في اصل وجوده بحاجة الى فكرة وقرار ينفذها، اي ارادة ومشيئة ارتبطت بالايجاد، فكيف يصح ان يكون مصدر فكر وتفكير!!
 ان الواقع يوجده الفكر، ولا يصح ان يوجد هو الفكر، فلا يستسلم المسلم للواقع، ولا يستكين له، لان المسلم المستسلم لله لا ينقاد الا له تعالى، ووفق هدي احكامه وهداه، ولا يهبط ابدا ليتخذ من الواقع الها ملهما ومصدرا للفكر والاحكام و الاحتكام، فالامر الواقع ينظره المسلم، فان كان امر الله واحكامه ووفق هداه قبله، وحافظ عليه، وان كان مناقضا لاحكام دينه وهدي نبيه رفضه المسلم، وعمل على تغييره، لان المسلم غايته فقط العيش لارضاء الله تعالى بما شرع، وفقط بما شرع ..ان الله تعالى هو خالق الوقائع وهو مجري التغيير فيها بحسب سننه المودعة في هذا الوجود، والابداء والاعادة انما هي وفق ما اراده للخلق من سير وفق نظم واسرار ونواميس، فمن اراد اصلاحا هيأ له اسبابه، ومن اراد افسادا خلق له اسبابه ، ليقضي وطره وتقوم الحجة والبينة على الناس، ليحيى من حيي منهم عن بينة ، ويهلك من هلك منهم عن بينة ، وتكون العبرة والدرس للاجيال المتجددة مع مرور الزمن وجعل له عاقبة وعقبى ، فهو سبحانه  يرفع ويخفض وينهي ويبدي ويظهر ويخفي وينهي خلقا ويعيد غيره ويبلي ويجدد. لذلك جعل لهذه الامة التي لا نبي يجدد لها بعد نبيها سنة بان يجعل المجددين فيها متجددي الوجود، فلا يمر قرن الا وبعث لها على راسه او خلاله من يجدد الامر لها بدينها الذي تنحرف عنه بعوامل التقليد والغزو والتبعية وبعد الشقة وطول الامد. وقد اخبر نبينا عن ذلك فقد روى أبو داود في سننه عن سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".وهذا متفق ومنسجم مع قوله تعالى وتاكيد له  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. هذه الضمانة الكبرى لاستمرار هذا المنهج الحق وبقائه في الوجود.مستمر يتجدد عبر الاجيال ومرور السنون، ولو ان الامم تمر في فترات ضعف وانحدار، واحيانا سفول يوم تتنكب طريق الهداية وسنن الفطرة والبراءة الاولى للخلق التي اراد لنا الخالق ان نزكوا بها ،وجعلها من فضله علينا ..(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ولكن الله يزكي من يشاء..21النور)..(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)2الجمعة
والزكاة للامم او للافراد والاشخاص المقصد منها تحقق امور في الزاكي اولها النظافة والطهارة، وهذا بنفض غبار السنين وتنظيف اطيان الانجرافات عبر السنين عن العقلية والمفاهيم  التي انحرف وانجرف بها طول الامد وبعد الشقة، وثانيا النماء على الحسن واحسن صور البهاء وهو اعادة نمو النفس البشرية الى فطرتها السليمة الاولى، وتعود صافية طاهرة نقية من كل الملوثات الارضية والابليسية الهابطة المهبطة للانسان، حتى انها لتضل به سفولا عن درك الحيوان. وبالتالي فان عملية التزكية هي عملية نمو ونماء مستمر ومتجدد للامم وللافراد وللشعوب، فهي عملية تغييرية مستمرة.. فالتغيير المطلوب للتغيير يقتضي وجود العقيدة الصحيحة لبناء الفكر الحق الصحيح الذي ينتج التغيير للوقائع اذا انصب عليها ونزل عليها.. والتغيير المطلوب هو التغيير الهادف الذي له غاية ثابتة ابدية لانه يستند الى فكرة منبثقة من عقيدة ثابتة ابدية، مصدرها الحق تعالى، وليس الواقع المفعول به وفيه ، وليس اوهامه وخيالات الحالميين من الابليسين ، بل الحق الذي لا يخبر الا بالحقيقة .. ذلك ان التغيير لما في النفس انما هو تغيير للافكار والمفاهيم، وما سفل منها وابدالها بعقيدة سامية وافكار سامية تسمو بالانسان  و مفاهيمه، وترتقي به ، حيث ان الانسان انما يحدث مسيرة سلوكه وتصرفاته في الحياة بناء على ما يحمل من افكار ومفاهيم تشكل وجهة نظره في الحياة عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بخالقها جل وعلا، وبالتالي يكون الباعث على السلوك والموجه له والمحدد لشكله انما هو العقيدة ، فلذلك نجد ان القران ربط كلمة الايمان الدالة على المعتقد بالعمل في كل اياته او معظمها التي تحدثت عن الايمان، لانه لا ثمرة لايمان لا يدفع الى عمل، ولا قيمة لايمان لا يصبغ سلوكا ويميزه عن غيره، فتتميز به شخصية وطريقة عيش من يحمله، ويبرز له هويته الخاصة ليتميز به بين اتباع الملل والنحل والاديان والعقائد والمناهج .

لابد لكل صاحب مشروع تغييري من بناء نفسه بالعقيدة الصحيحة، واجراء التغيير على اساسها وبها منهجا وفكرة وطريقة، لان ما ينغرس في النفوس ويصبغها هو فكر وقيم العقيدة، فان كانت ثابتة اتصفت بالثبات، وان كانت افكارها مهزوزة او اوهام اتصفت بالغرور والخواء والفراغ وميوعة الشخصية، وبالتالي ميوعة  المواقف وعدم الثبات.. ولا ننس ان الذي يحدث التغيير ويجريه ويحققه هو ارادة الله تعالى..فلا يغير حالهم من النعمة الى النقمة الا اذا استحقوا ذلك، وكانوا اهلا للنقمة، واعمالهم تستدعي ذلك، قال تعالى في سورة الانفال ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
وكذلك لن يغير الله ما بهم من ضلال وفساد ومهانة وسفول حتى يستعدوا هم للتغيير بتغيير ما انغرس في انفسهم من افكار ضلال وباطل وزور ومفاهيم ضلالة وقيم ومقاييس جاهلية ، وينغرس في نفوسهم مفاهيم الايمان وقيمه ومقيايسه ، قال الله تعال ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)11الرعد) واذا اراد الله تعالى ان ينصر ورثة رسله الذين يحملون الكتاب ومشعل الهداية والنور بلا شك قيض لهم المجدد ليقودهم بالهدى والنور، وهذا المجدد قد يكون شخص بعينه او كتلة او حزب تكتل الدعاة على افكاره، فنهضوا بها دعاة في العالمين للتغيير والتجديد.
فقبل ان تفكر بتجديد الواقع ، جدد نفسك ومفاهيم وقيم ايمانك ، وقبل ان تفكر بتغيير الواقع غير ما بنفسك من فكر ومفاهيم وقيم انغرست فيها بتأثير الواقع ، ليحقق الله تعالى لك التغيير المنشود ويوفقك اليه ... 
قال ﷺ: (جددوا إيمانكم فإن الإيمان يَبلى كما يَبلى الثوب. فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله).اخرجه الامام احمد  والحاكم وغيرهما .

 جعلنا الله واياكم ممن ينال شرف الاستجابة والنصرة لله ولرسوله ولدعوة الحق والايمان ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-02-27, 6:48 am عدل 2 مرات

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

وهذا المجدد قد يكون شخص بعينه او كتلة او حزب تكتل الدعاة على افكاره فنهضوا بها دعاة في العالمين للتغيير والتجديد واني لاراهم اولئك الفتية الذين نشات كتلتهم في بيت المقدس منتصف القرن المنصرم وعاصروا اكبر عملاقين من عمالقة الطاغوت الذين مروا على الارض عبر مسيرة التاريخ فكانوا اعتى من الفراعنة الحادا وكفرا وارهقوا البشرية بكفرهم والحادهم انهما طاغوت الشيوعية البائدة وطاغوت الراسمالية المترنحة حاليا والايلة للسقوط الوشيك ان شاء الله تعالى وقد ابلوا البلاء الحسن جزاهم الله خيرا في كشف زيف افكارهم وبطلانها وكشف اكاذيبهم وزعمهم بالباطل وردهم لافكارهم واوهامهم وكشف زيف سحرهم لاعين الخلق ومؤامراتهم ومخططاتهم ومكرهم السوء بالبشرية وبالمسلمين فكانوا ولا زالوا الرائد الذي لا يكذب اهله انهم فتية حزب التحرير جزاهم الله خيرا ولا حرمنا الله وجود هذا الحزب ولا حرم الامة بركة وخير وجوده فاذا اردتم التغيير ايها الناس فسلموا قيادكم اليه وسيروا معه وقد وجه لكم اميره قبل ايام نداءه قبل الاخير جعلنا الله واياكم ممن ينال شرف الاستجابة والنصرة لله ولرسوله ولدعوى المؤمنين

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
التغير المطلوب للتغيير
التغيير في الحياة سنة جارية ، اجراها الله تعالى لانه جعل امور الحياة متجددة، ومع كل تجديد لابد من تغيير، اما من الاحسن الى الاسوأ، او من السيء الى الأحسن، ومن اسباب التغيير الى الاحسن والحسن في حياة الناس، وجود الانبياء والرسل والدعاة والهداة وورثتهم من الدعاة، فلذلك ما خلا زمن من نذير. 

ولما كانت نبوة رسولنا خاتمة النبوات فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، جعل العلماء ورثة الانبياء ، يرثون مهامهم في حمل الدعوة والتجديد على اساسها ، كلما طال بالناس الامد وانحرفوا بفعل المؤثرات عن منهج الله ، واتبعوا هبوطا منهج ابليس الذي يربط الانسان  بالشهوات والنزوات والهوى فيصنع الواقع المناسب الذي تتحقق فيه شهواته ونزواته واهواءه، ويجعله يهبط ويسفل فكرا وسلوكا وقيما، فيتخذ من الواقع السيء مصدرا لتفكيره .. فمن نهج ابليس وغايته من الغواية هو ان يجعل الحق جل وعلا حسب وهمه، يقف امام امر واقع، وهو ان القوى التي خلقها سبحانه لعبادته وطاعته لم تحقق الغاية وغوت عن الهداية التي ارادها الله. فيجعل الله -تعالى عن اوهامه سبحانه واوهام اتباعه- يجعله يصبح امام امر واقع مما يجعله يغير ويبديء فيما قضى من قبل. فابليس اول من قال بالبداء وتبعه اليهود والروافض. والواقع الذي اراد ابليس واتباعه ان يجعلوه مصدرا للاحكام ومنطلقا يستند اليه الفكر انما هو في اصل وجوده بحاجة الى فكرة وقرار ينفذها، اي ارادة ومشيئة ارتبطت بالايجاد، فكيف يصح ان يكون مصدر فكر وتفكير!!
 ان الواقع يوجده الفكر، ولا يصح ان يوجد هو الفكر، فلا يستسلم المسلم للواقع، ولا يستكين له، لان المسلم المستسلم لله لا ينقاد الا له تعالى، ووفق هدي احكامه وهداه، ولا يهبط ابدا ليتخذ من الواقع الها ملهما ومصدرا للفكر والاحكام و الاحتكام، فالامر الواقع ينظره المسلم، فان كان امر الله واحكامه ووفق هداه قبله، وحافظ عليه، وان كان مناقضا لاحكام دينه وهدي نبيه رفضه المسلم، وعمل على تغييره، لان المسلم غايته فقط العيش لارضاء الله تعالى بما شرع، وفقط بما شرع ..ان الله تعالى هو خالق الوقائع وهو مجري التغيير فيها بحسب سننه المودعة في هذا الوجود، والابداء والاعادة انما هي وفق ما اراده للخلق من سير وفق نظم واسرار ونواميس، فمن اراد اصلاحا هيأ له اسبابه، ومن اراد افسادا خلق له اسبابه ، ليقضي وطره وتقوم الحجة والبينة على الناس، ليحيى من حيي منهم عن بينة ، ويهلك من هلك منهم عن بينة ، وتكون العبرة والدرس للاجيال المتجددة مع مرور الزمن وجعل له عاقبة وعقبى ، فهو سبحانه  يرفع ويخفض وينهي ويبدي ويظهر ويخفي وينهي خلقا ويعيد غيره ويبلي ويجدد. لذلك جعل لهذه الامة التي لا نبي يجدد لها بعد نبيها سنة بان يجعل المجددين فيها متجددي الوجود، فلا يمر قرن الا وبعث لها على راسه او خلاله من يجدد الامر لها بدينها الذي تنحرف عنه بعوامل التقليد والغزو والتبعية وبعد الشقة وطول الامد. وقد اخبر نبينا عن ذلك فقد روى أبو داود في سننه عن سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".وهذا متفق ومنسجم مع قوله تعالى وتاكيد له  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. هذه الضمانة الكبرى لاستمرار هذا المنهج الحق وبقائه في الوجود.مستمر يتجدد عبر الاجيال ومرور السنون، ولو ان الامم تمر في فترات ضعف وانحدار، واحيانا سفول يوم تتنكب طريق الهداية وسنن الفطرة والبراءة الاولى للخلق التي اراد لنا الخالق ان نزكوا بها ،وجعلها من فضله علينا ..(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ولكن الله يزكي من يشاء..21النور)..(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)2الجمعة
والزكاة للامم او للافراد والاشخاص المقصد منها تحقق امور في الزاكي اولها النظافة والطهارة، وهذا بنفض غبار السنين وتنظيف اطيان الانجرافات عبر السنين عن العقلية والمفاهيم  التي انحرف وانجرف بها طول الامد وبعد الشقة، وثانيا النماء على الحسن واحسن صور البهاء وهو اعادة نمو النفس البشرية الى فطرتها السليمة الاولى، وتعود صافية طاهرة نقية من كل الملوثات الارضية والابليسية الهابطة المهبطة للانسان، حتى انها لتضل به سفولا عن درك الحيوان. وبالتالي فان عملية التزكية هي عملية نمو ونماء مستمر ومتجدد للامم وللافراد وللشعوب، فهي عملية تغييرية مستمرة.. فالتغيير المطلوب للتغيير يقتضي وجود العقيدة الصحيحة لبناء الفكر الحق الصحيح الذي ينتج التغيير للوقائع اذا انصب عليها ونزل عليها.. والتغيير المطلوب هو التغيير الهادف الذي له غاية ثابتة ابدية لانه يستند الى فكرة منبثقة من عقيدة ثابتة ابدية، مصدرها الحق تعالى، وليس الواقع المفعول به وفيه ، وليس اوهامه وخيالات الحالميين من الابليسين ، بل الحق الذي لا يخبر الا بالحقيقة .. ذلك ان التغيير لما في النفس انما هو تغيير للافكار والمفاهيم، وما سفل منها وابدالها بعقيدة سامية وافكار سامية تسمو بالانسان  و مفاهيمه، وترتقي به ، حيث ان الانسان انما يحدث مسيرة سلوكه وتصرفاته في الحياة بناء على ما يحمل من افكار ومفاهيم تشكل وجهة نظره في الحياة عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بخالقها جل وعلا، وبالتالي يكون الباعث على السلوك والموجه له والمحدد لشكله انما هو العقيدة ، فلذلك نجد ان القران ربط كلمة الايمان الدالة على المعتقد بالعمل في كل اياته او معظمها التي تحدثت عن الايمان، لانه لا ثمرة لايمان لا يدفع الى عمل، ولا قيمة لايمان لا يصبغ سلوكا ويميزه عن غيره، فتتميز به شخصية وطريقة عيش من يحمله، ويبرز له هويته الخاصة ليتميز به بين اتباع الملل والنحل والاديان والعقائد والمناهج .

لابد لكل صاحب مشروع تغييري من بناء نفسه بالعقيدة الصحيحة، واجراء التغيير على اساسها وبها منهجا وفكرة وطريقة، لان ما ينغرس في النفوس ويصبغها هو فكر وقيم العقيدة، فان كانت ثابتة اتصفت بالثبات، وان كانت افكارها مهزوزة او اوهام اتصفت بالغرور والخواء والفراغ وميوعة الشخصية، وبالتالي ميوعة  المواقف وعدم الثبات.. ولا ننس ان الذي يحدث التغيير ويجريه ويحققه هو ارادة الله تعالى..فلا يغير حالهم من النعمة الى النقمة الا اذا استحقوا ذلك، وكانوا اهلا للنقمة، واعمالهم تستدعي ذلك، قال تعالى في سورة الانفال ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
وكذلك لن يغير الله ما بهم من ضلال وفساد ومهانة وسفول حتى يستعدوا هم للتغيير بتغيير ما انغرس في انفسهم من افكار ضلال وباطل وزور ومفاهيم ضلالة وقيم ومقاييس جاهلية ، وينغرس في نفوسهم مفاهيم الايمان وقيمه ومقيايسه ، قال الله تعال ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)11الرعد) واذا اراد الله تعالى ان ينصر ورثة رسله الذين يحملون الكتاب ومشعل الهداية والنور بلا شك قيض لهم المجدد ليقودهم بالهدى والنور، وهذا المجدد قد يكون شخص بعينه او كتلة او حزب تكتل الدعاة على افكاره، فنهضوا بها دعاة في العالمين للتغيير والتجديد.
فقبل ان تفكر بتجديد الواقع ، جدد نفسك ومفاهيم وقيم ايمانك ، وقبل ان تفكر بتغيير الواقع غير ما بنفسك من فكر ومفاهيم وقيم انغرست فيها بتأثير الواقع ، ليحقق الله تعالى لك التغيير المنشود ويوفقك اليه ... 
قال ﷺ: (جددوا إيمانكم فإن الإيمان يَبلى كما يَبلى الثوب. فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله).اخرجه الامام احمد  والحاكم وغيرهما .

 جعلنا الله واياكم ممن ينال شرف الاستجابة والنصرة لله ولرسوله ولدعوة الحق والايمان ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
التغير المطلوب للتغيير
التغيير في الحياة سنة جارية ، اجراها الله تعالى لانه جعل امور الحياة متجددة، ومع كل تجديد لابد من تغيير، اما من الاحسن الى الاسوأ، او من السيء الى الأحسن، ومن اسباب التغيير الى الاحسن والحسن في حياة الناس، وجود الانبياء والرسل والدعاة والهداة وورثتهم من الدعاة، فلذلك ما خلا زمن من نذير. 

ولما كانت نبوة رسولنا خاتمة النبوات فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، جعل العلماء ورثة الانبياء ، يرثون مهامهم في حمل الدعوة والتجديد على اساسها ، كلما طال بالناس الامد وانحرفوا بفعل المؤثرات عن منهج الله ، واتبعوا هبوطا منهج ابليس الذي يربط الانسان  بالشهوات والنزوات والهوى فيصنع الواقع المناسب الذي تتحقق فيه شهواته ونزواته واهواءه، ويجعله يهبط ويسفل فكرا وسلوكا وقيما، فيتخذ من الواقع السيء مصدرا لتفكيره .. فمن نهج ابليس وغايته من الغواية هو ان يجعل الحق جل وعلا حسب وهمه، يقف امام امر واقع، وهو ان القوى التي خلقها سبحانه لعبادته وطاعته لم تحقق الغاية وغوت عن الهداية التي ارادها الله. فيجعل الله -تعالى عن اوهامه سبحانه واوهام اتباعه- يجعله يصبح امام امر واقع مما يجعله يغير ويبديء فيما قضى من قبل. فابليس اول من قال بالبداء وتبعه اليهود والروافض. والواقع الذي اراد ابليس واتباعه ان يجعلوه مصدرا للاحكام ومنطلقا يستند اليه الفكر انما هو في اصل وجوده بحاجة الى فكرة وقرار ينفذها، اي ارادة ومشيئة ارتبطت بالايجاد، فكيف يصح ان يكون مصدر فكر وتفكير!!
 ان الواقع يوجده الفكر، ولا يصح ان يوجد هو الفكر، فلا يستسلم المسلم للواقع، ولا يستكين له، لان المسلم المستسلم لله لا ينقاد الا له تعالى، ووفق هدي احكامه وهداه، ولا يهبط ابدا ليتخذ من الواقع الها ملهما ومصدرا للفكر والاحكام و الاحتكام، فالامر الواقع ينظره المسلم، فان كان امر الله واحكامه ووفق هداه قبله، وحافظ عليه، وان كان مناقضا لاحكام دينه وهدي نبيه رفضه المسلم، وعمل على تغييره، لان المسلم غايته فقط العيش لارضاء الله تعالى بما شرع، وفقط بما شرع ..ان الله تعالى هو خالق الوقائع وهو مجري التغيير فيها بحسب سننه المودعة في هذا الوجود، والابداء والاعادة انما هي وفق ما اراده للخلق من سير وفق نظم واسرار ونواميس، فمن اراد اصلاحا هيأ له اسبابه، ومن اراد افسادا خلق له اسبابه ، ليقضي وطره وتقوم الحجة والبينة على الناس، ليحيى من حيي منهم عن بينة ، ويهلك من هلك منهم عن بينة ، وتكون العبرة والدرس للاجيال المتجددة مع مرور الزمن وجعل له عاقبة وعقبى ، فهو سبحانه  يرفع ويخفض وينهي ويبدي ويظهر ويخفي وينهي خلقا ويعيد غيره ويبلي ويجدد. لذلك جعل لهذه الامة التي لا نبي يجدد لها بعد نبيها سنة بان يجعل المجددين فيها متجددي الوجود، فلا يمر قرن الا وبعث لها على راسه او خلاله من يجدد الامر لها بدينها الذي تنحرف عنه بعوامل التقليد والغزو والتبعية وبعد الشقة وطول الامد. وقد اخبر نبينا عن ذلك فقد روى أبو داود في سننه عن سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".وهذا متفق ومنسجم مع قوله تعالى وتاكيد له  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. هذه الضمانة الكبرى لاستمرار هذا المنهج الحق وبقائه في الوجود.مستمر يتجدد عبر الاجيال ومرور السنون، ولو ان الامم تمر في فترات ضعف وانحدار، واحيانا سفول يوم تتنكب طريق الهداية وسنن الفطرة والبراءة الاولى للخلق التي اراد لنا الخالق ان نزكوا بها ،وجعلها من فضله علينا ..(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ولكن الله يزكي من يشاء..21النور)..(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)2الجمعة
والزكاة للامم او للافراد والاشخاص المقصد منها تحقق امور في الزاكي اولها النظافة والطهارة، وهذا بنفض غبار السنين وتنظيف اطيان الانجرافات عبر السنين عن العقلية والمفاهيم  التي انحرف وانجرف بها طول الامد وبعد الشقة، وثانيا النماء على الحسن واحسن صور البهاء وهو اعادة نمو النفس البشرية الى فطرتها السليمة الاولى، وتعود صافية طاهرة نقية من كل الملوثات الارضية والابليسية الهابطة المهبطة للانسان، حتى انها لتضل به سفولا عن درك الحيوان. وبالتالي فان عملية التزكية هي عملية نمو ونماء مستمر ومتجدد للامم وللافراد وللشعوب، فهي عملية تغييرية مستمرة.. فالتغيير المطلوب للتغيير يقتضي وجود العقيدة الصحيحة لبناء الفكر الحق الصحيح الذي ينتج التغيير للوقائع اذا انصب عليها ونزل عليها.. والتغيير المطلوب هو التغيير الهادف الذي له غاية ثابتة ابدية لانه يستند الى فكرة منبثقة من عقيدة ثابتة ابدية، مصدرها الحق تعالى، وليس الواقع المفعول به وفيه ، وليس اوهامه وخيالات الحالميين من الابليسين ، بل الحق الذي لا يخبر الا بالحقيقة .. ذلك ان التغيير لما في النفس انما هو تغيير للافكار والمفاهيم، وما سفل منها وابدالها بعقيدة سامية وافكار سامية تسمو بالانسان  و مفاهيمه، وترتقي به ، حيث ان الانسان انما يحدث مسيرة سلوكه وتصرفاته في الحياة بناء على ما يحمل من افكار ومفاهيم تشكل وجهة نظره في الحياة عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بخالقها جل وعلا، وبالتالي يكون الباعث على السلوك والموجه له والمحدد لشكله انما هو العقيدة ، فلذلك نجد ان القران ربط كلمة الايمان الدالة على المعتقد بالعمل في كل اياته او معظمها التي تحدثت عن الايمان، لانه لا ثمرة لايمان لا يدفع الى عمل، ولا قيمة لايمان لا يصبغ سلوكا ويميزه عن غيره، فتتميز به شخصية وطريقة عيش من يحمله، ويبرز له هويته الخاصة ليتميز به بين اتباع الملل والنحل والاديان والعقائد والمناهج .

لابد لكل صاحب مشروع تغييري من بناء نفسه بالعقيدة الصحيحة، واجراء التغيير على اساسها وبها منهجا وفكرة وطريقة، لان ما ينغرس في النفوس ويصبغها هو فكر وقيم العقيدة، فان كانت ثابتة اتصفت بالثبات، وان كانت افكارها مهزوزة او اوهام اتصفت بالغرور والخواء والفراغ وميوعة الشخصية، وبالتالي ميوعة  المواقف وعدم الثبات.. ولا ننس ان الذي يحدث التغيير ويجريه ويحققه هو ارادة الله تعالى..فلا يغير حالهم من النعمة الى النقمة الا اذا استحقوا ذلك، وكانوا اهلا للنقمة، واعمالهم تستدعي ذلك، قال تعالى في سورة الانفال ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
وكذلك لن يغير الله ما بهم من ضلال وفساد ومهانة وسفول حتى يستعدوا هم للتغيير بتغيير ما انغرس في انفسهم من افكار ضلال وباطل وزور ومفاهيم ضلالة وقيم ومقاييس جاهلية ، وينغرس في نفوسهم مفاهيم الايمان وقيمه ومقيايسه ، قال الله تعال ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)11الرعد) واذا اراد الله تعالى ان ينصر ورثة رسله الذين يحملون الكتاب ومشعل الهداية والنور بلا شك قيض لهم المجدد ليقودهم بالهدى والنور، وهذا المجدد قد يكون شخص بعينه او كتلة او حزب تكتل الدعاة على افكاره، فنهضوا بها دعاة في العالمين للتغيير والتجديد.
فقبل ان تفكر بتجديد الواقع ، جدد نفسك ومفاهيم وقيم ايمانك ، وقبل ان تفكر بتغيير الواقع غير ما بنفسك من فكر ومفاهيم وقيم انغرست فيها بتأثير الواقع ، ليحقق الله تعالى لك التغيير المنشود ويوفقك اليه ... 
قال ﷺ: (جددوا إيمانكم فإن الإيمان يَبلى كما يَبلى الثوب. فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله).اخرجه الامام احمد  والحاكم وغيرهما .

 جعلنا الله واياكم ممن ينال شرف الاستجابة والنصرة لله ولرسوله ولدعوة الحق والايمان ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى