تموت المشاعر لدى الانسان بتبلد الاحساس...
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12البقرة)
- ان اتباع مناهج الضلال الارضية ينحرف بالانسانية عن فطرتها ومسارها السليم، فيحرف غرائزها وفطرتها.. ويشوه حتى المشاعر والاحاسيس. ويمسخ الانسان وانسانيته وينحط به ليرده اسفل سافلين.
فكم من شخص يحزن لموت بهيم او مرض كلب او قطة في العالم ؟؟!
ولا ينزعج في نفس الوقت والحين لفناء وقتل وتدمير الالاف من البشر اليوم او حرقهم او اغراقهم ؟؟
ثم تجد من يمتدحه على تلك المشاعر الانسانية الجميلة النبيلة التي وسعت الحيوان وضاقت عن بني الانسان.. بني جنسة..!!
الم تشوه المفاهيم الالحادية والراسمالية العفنة والعلمانية القذرة قيم الانسان ومفاهيمه وبالتالي احاسيسه ومشاعره..فمسخته ؟؟!!
وذلك بما فيها من ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض، اعمته واضلته واغوته حتى تركته مسخا بين الكائنات يعادي نفسه ومصالح ذاته وجنسه فيعمل على تدميره وفناءه..في سبيل الكسب الموهوم والمنفعة الانانية الهابطة المهبطة.. نعم ، ان الانسان بلا مشاعر وبلا احاسيس يصبح مسخا مشوها.. فانسانية الانسان يكتسبها من قيمه ومفاهيمه المولدة لاحاسيسه ومشاعره وبالتالي لسلوكه وتصرفاته...
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) البقرة.
نعم انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون..لان المادة ومفاهيمها المشوهة منذ الولادة قتلت انسانيتهم وبلدت احاسيسهم وكما المادة صماء فجعلت مفاهيمها مشاعرهم صماء
قال الطبري رحمه الله حدثني أحمد بن عثمان بن حَكيم, قال: حدثنا عبد الرحمن بن شَرِيك, قال: حدثني أبي, قال: حدثني الأعمش, عن زيد بن وَهب وغيره, عن سَلْمان، أنه قال في هذه الآية: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ، قال: ما جاء هؤلاء بعدُ.
وقال حدثني به موسى بن هارون, قال: حدثنا عمرو بن حمّاد, قال: حدثنا أسْباط , عن السُّدّيّ في خبر ذكره, عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس - وعن مُرّة الهَمْداني, عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )، هم المنافقون. أما " لا تفسدوا في الأرض "، فإن الفساد، هو الكفر والعملُ بالمعصية.
ان القلوب التي تخلوا من المشاعر والاحاسيس لهي قلوب قاسية:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74].
(فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].
فالقلب الحي هو قلب المؤمن المليء بالاحاسيس والمشاعر التي تدفع صاحبه للخوف من الله تعالى وخشيته (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وفي الختام ندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. اللهم و نسالك العفو والعافية ونعوذ بك من الكفر والضلال والمعاصي والمسخ وقسوة القلب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-01-01, 1:53 am عدل 2 مرات