همم حملت هم تحرير الاقصى فحررته
لقد كان محمود نور الدين ذا غيرة صادقة على دين الله، ومحارم المسلمين، فلقد تفتحت عيناه على أحوال المسلمين المتردية، وعلى هزائمهم المتلاحقة، وكان ذلك يؤلمه أشد الألم، ومما يذكر في هذا الصدد أن نور الدين كان قليل الابتسام والضحك، فلما وعظه إمامه بأن الابتسام من وصايا النبوة قال له نور الدين: "لا تؤاخذني أيها الشيخ، كيف أبتسم وآلاف المسلمات سبايا عند كفار لا يتقون، ولا يرحمون؟ وكيف أبتسم والمسجد الأقصى يدنسه العدو؟!"..لقد كانت أمنيته وهاجسه وشغله الشاغل فتح بيت المقدس، وتطهيره من رجس جند الصليب، ومما يدل على علو همته، وكبر نفسه أنه عندما كان في حلب، وقت تسلط الصليبيين وسيطرتهم قام بعمل منبر عظيم، وبالغ في تحسينه وزخرفته وإتقانه، وقال: "هذا عملناه؛ لينصب ببيت المقدس".
وكان الناس آنذاك يسخرون منه، ويستبعدون تحقيق أمنيته؛ الأّ أنه لم يلتفت الى ذلك، واستمر في إصلاح ذلك المنبر، وحاله تلك كحال نبي الله نوح عليه السلام عندما كان يصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، ولقد أراد نور الدين من هذا الصنيع أن يبث الروح، وأن يبعث الهمم, وأن يبدد اليأس الذي خيم على كثير من القلوب ويرفع معنوية الامة ويحيي فيها الروح الجهادية، ولقد حقق الله له أمنيته، ففتحت بيت المقدس، ونصب فيها المنبر على يد تلميذه صلاح الدين، وذلك بعد وفاة نور الدين.. يقول أبن الأثير بعد أن تحدث عن استعادة فتح بيت المقدس: "ولما كان الجمعة الأخرى رابع شعبان صلى المسلمون فيه الجمعة، ومعهم صلاح الدين، وصلى في قبة الصخرة، وكان الخطيب والأمام محيي الدين بن الزكي قاضي دمشق، ثم رتب صلاح الدين خطيباً وإماماً برسم الصلوات الخمس، وأمر أن يعمل له منبر، فقيل له: إن نور الدين محموداً كان قد عمل بحلب منبراَ أمر الصناع بالمبالغة في تحسينه واتقانه، وقال: هذا عملناه لينصب بالبيت المقدس، فعمله النجارون عدة سنين لم يعمل في الإسلام مثله فأمر بإحضاره، فحمل من حلب ونصب بالقدس، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنه، وكان هذا من كرامات نور الدين وحسن مقاصده" لطيب نيته وثمرة لتقواه.
لقد كان محمود نور الدين ذا غيرة صادقة على دين الله، ومحارم المسلمين، فلقد تفتحت عيناه على أحوال المسلمين المتردية، وعلى هزائمهم المتلاحقة، وكان ذلك يؤلمه أشد الألم، ومما يذكر في هذا الصدد أن نور الدين كان قليل الابتسام والضحك، فلما وعظه إمامه بأن الابتسام من وصايا النبوة قال له نور الدين: "لا تؤاخذني أيها الشيخ، كيف أبتسم وآلاف المسلمات سبايا عند كفار لا يتقون، ولا يرحمون؟ وكيف أبتسم والمسجد الأقصى يدنسه العدو؟!"..لقد كانت أمنيته وهاجسه وشغله الشاغل فتح بيت المقدس، وتطهيره من رجس جند الصليب، ومما يدل على علو همته، وكبر نفسه أنه عندما كان في حلب، وقت تسلط الصليبيين وسيطرتهم قام بعمل منبر عظيم، وبالغ في تحسينه وزخرفته وإتقانه، وقال: "هذا عملناه؛ لينصب ببيت المقدس".
وكان الناس آنذاك يسخرون منه، ويستبعدون تحقيق أمنيته؛ الأّ أنه لم يلتفت الى ذلك، واستمر في إصلاح ذلك المنبر، وحاله تلك كحال نبي الله نوح عليه السلام عندما كان يصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، ولقد أراد نور الدين من هذا الصنيع أن يبث الروح، وأن يبعث الهمم, وأن يبدد اليأس الذي خيم على كثير من القلوب ويرفع معنوية الامة ويحيي فيها الروح الجهادية، ولقد حقق الله له أمنيته، ففتحت بيت المقدس، ونصب فيها المنبر على يد تلميذه صلاح الدين، وذلك بعد وفاة نور الدين.. يقول أبن الأثير بعد أن تحدث عن استعادة فتح بيت المقدس: "ولما كان الجمعة الأخرى رابع شعبان صلى المسلمون فيه الجمعة، ومعهم صلاح الدين، وصلى في قبة الصخرة، وكان الخطيب والأمام محيي الدين بن الزكي قاضي دمشق، ثم رتب صلاح الدين خطيباً وإماماً برسم الصلوات الخمس، وأمر أن يعمل له منبر، فقيل له: إن نور الدين محموداً كان قد عمل بحلب منبراَ أمر الصناع بالمبالغة في تحسينه واتقانه، وقال: هذا عملناه لينصب بالبيت المقدس، فعمله النجارون عدة سنين لم يعمل في الإسلام مثله فأمر بإحضاره، فحمل من حلب ونصب بالقدس، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنه، وكان هذا من كرامات نور الدين وحسن مقاصده" لطيب نيته وثمرة لتقواه.