علوم اضعناها مع ان شرعنا احترمها (1)
من العلوم التي اضعناها وتعمد غيرنا دمارها ونسيانها علم الانساب الذي من مقاصد شرعنا الحفاظ عليها وقد شرعت مجموعة من الاحكام لحفظ الانساب ومبنية على اساسها واضرب لكم امثلة على ذلك من اولها حقوق الوالدين وحقوق البنوة في النسب واثباته للولد ذكرا كان ام انثى وكذلك النفقات الواجبة شرعا وكذلك احكام العقل في الديات والجراحات وايضا احكام المواريث او علم الفرائض واحكام المصاهرة والتزواج والمحرمات من النساء والجمع بين النساء والتعدد واحكام صلات الرحم والممنوعين من اكل الزكاة من ال البيت وغير ذلك من الاحكام الشرعية المتعلقة بافعال العباد والتي سببها النسب والمصاهرة بين الانساب وقد جعل الله تعالى هذا الامر من عظيم اياته ودلائل قدرته فقال سبحانه:-(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)54الفرقان وذلك لما ينشأ عن هذا الامر من علاقات اجتماعية تنتظم بها الحياة وتتشعب بها العلاقات والاواصر يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)13والمدقق بعين البصيرة يجد ان النظام الاجتماعي بكامل احكامه وتشريعاته يقوم على سبب علوم الانساب والمصاهرة بين الخلق فحقيق بامة القران وامة ميزان الحلال والحرام ان تعرف انسابها وتتعلم منها ما تصل بها ارحامها وما يحل وما يحرم من الازواج ومن تجب عليك نفقته ومن يلزم معك بدفع الديات والمغارم ومن له عليك حق اقتسام المغانم....ولا شك ان علم الانساب ومعرفتها في الاسلام من اسباب تقارب الناس وتقوية الصلاة والروابط الاجتماعية برابطة فطرية تزداد قوة ومتانة باخوة الاسلام والايمان يوجهها الدين وجهتها الصحيحة فيزداد المؤمنين قوة ترابط وتقارب واخاء فرابطة الدم والنسب وروابط المصاهرة تجتمع الى رابطة الاخوة والعقيدة والمبدأ فتكون امة واحدة لتصبح خير امة اخرجت للناس ينصر بعضهم بعضا ولا يخذل احدهم اخاه فينصره ظالما او مظلوما ..فان كان ظالما اخذ على يد اخيه ورده عن ظلمه وان كان مظلوما وقف الى جانبه حتى يرفع الظلم عنه ويمكنه من اخذ حقه. ومما يؤسف له حقا ان الثقافات والافكار الدخيلة على امتنا وما تبع وجودها من انظمة وتشريعات تحكمت في حركة المجتمع والفرد باعدت بين الناس وعملت على تقطيع الارحام والصلات ووشائج القربى ووضعت بين ابناء الامة الحدود والسدود والقيود التي فرقت بين الاخ واخيه ابن امه وابيه وابن دينه ومعتقده حتى عمت الفرقة وطغى التباعد بين ذوي القربى فتناكر الاخوان وغدت القرابة عداوة مذمومة وقل وفاء الخلان وغدت الروابط منافع مادية فتحاسد الناس وتحاقدوا فيما بينهم وتنافرت القلوب فهانت الامة وسهل على الاعداء تمزيق جسدها الواحد اربا ولم يعد المؤمنون كما اراد لهم ربهم بتوجيه نبيهم سلام الله عليه لهم حيث قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى. ولنا لقاء ان شاء الله في حلقة ثانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من العلوم التي اضعناها وتعمد غيرنا دمارها ونسيانها علم الانساب الذي من مقاصد شرعنا الحفاظ عليها وقد شرعت مجموعة من الاحكام لحفظ الانساب ومبنية على اساسها واضرب لكم امثلة على ذلك من اولها حقوق الوالدين وحقوق البنوة في النسب واثباته للولد ذكرا كان ام انثى وكذلك النفقات الواجبة شرعا وكذلك احكام العقل في الديات والجراحات وايضا احكام المواريث او علم الفرائض واحكام المصاهرة والتزواج والمحرمات من النساء والجمع بين النساء والتعدد واحكام صلات الرحم والممنوعين من اكل الزكاة من ال البيت وغير ذلك من الاحكام الشرعية المتعلقة بافعال العباد والتي سببها النسب والمصاهرة بين الانساب وقد جعل الله تعالى هذا الامر من عظيم اياته ودلائل قدرته فقال سبحانه:-(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)54الفرقان وذلك لما ينشأ عن هذا الامر من علاقات اجتماعية تنتظم بها الحياة وتتشعب بها العلاقات والاواصر يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)13والمدقق بعين البصيرة يجد ان النظام الاجتماعي بكامل احكامه وتشريعاته يقوم على سبب علوم الانساب والمصاهرة بين الخلق فحقيق بامة القران وامة ميزان الحلال والحرام ان تعرف انسابها وتتعلم منها ما تصل بها ارحامها وما يحل وما يحرم من الازواج ومن تجب عليك نفقته ومن يلزم معك بدفع الديات والمغارم ومن له عليك حق اقتسام المغانم....ولا شك ان علم الانساب ومعرفتها في الاسلام من اسباب تقارب الناس وتقوية الصلاة والروابط الاجتماعية برابطة فطرية تزداد قوة ومتانة باخوة الاسلام والايمان يوجهها الدين وجهتها الصحيحة فيزداد المؤمنين قوة ترابط وتقارب واخاء فرابطة الدم والنسب وروابط المصاهرة تجتمع الى رابطة الاخوة والعقيدة والمبدأ فتكون امة واحدة لتصبح خير امة اخرجت للناس ينصر بعضهم بعضا ولا يخذل احدهم اخاه فينصره ظالما او مظلوما ..فان كان ظالما اخذ على يد اخيه ورده عن ظلمه وان كان مظلوما وقف الى جانبه حتى يرفع الظلم عنه ويمكنه من اخذ حقه. ومما يؤسف له حقا ان الثقافات والافكار الدخيلة على امتنا وما تبع وجودها من انظمة وتشريعات تحكمت في حركة المجتمع والفرد باعدت بين الناس وعملت على تقطيع الارحام والصلات ووشائج القربى ووضعت بين ابناء الامة الحدود والسدود والقيود التي فرقت بين الاخ واخيه ابن امه وابيه وابن دينه ومعتقده حتى عمت الفرقة وطغى التباعد بين ذوي القربى فتناكر الاخوان وغدت القرابة عداوة مذمومة وقل وفاء الخلان وغدت الروابط منافع مادية فتحاسد الناس وتحاقدوا فيما بينهم وتنافرت القلوب فهانت الامة وسهل على الاعداء تمزيق جسدها الواحد اربا ولم يعد المؤمنون كما اراد لهم ربهم بتوجيه نبيهم سلام الله عليه لهم حيث قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى. ولنا لقاء ان شاء الله في حلقة ثانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته