علوم اضعناها (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
من العلوم التي اضعناها ووقفنا عن متابعة الاستمرار فيها (علم فقه اللغة ) هذا العلم الذي يحتاجه صاحب اللسان العربي في كل مبحث من مباحث اللغة وعلومها ونقصد به العلم الذي يتعلق باصل الوضع اللغوي للكلمات ويتابع تطور الكلمة واستخدامها وموت معاني اللفظ او حياتها عبر فترات الزمن .
ورغم ندرة المراجع المتخصصة والتي لاتتحاوز عدد اصابع اليد الواحدة الباحثة في هذا العلم الا اننا نستطيع ان نقول وبجدارة ان اجدادنا رحمهم الله هم اول من لفت الانظار واسس لهذا العلم وان كنت ارى ان من بعدهم لم يكمل مشوارهم في هذا المضمار فوقف البحث والتأليف عند الثعالب رحمه الله كباحث متخصص في هذا المجال والشذرات التي تضمنتها تآليف البعض مثل ابن مندة وابن جنى وبعض كتب التفسير كالزمخشري وابن عطية والرازي وكتب مباحث اصول الفقه بشكل عام .
نعم لقد توقفت مسيرة هذا العلم الشريف ولم يبرزه الباحثون كعلم مستقل له قواعده واصوله حيث لم يقعد له احد من السابقين فوقف عند عصور العباسيين واغلق التاريخ ابوابه عليه عندهم ووقفت مسيرة البحث على جهودهم فحسب .وجميع الدراسات التي اتت بعدهم في عصرنا الحديث ما هي الا دراسات توصيفية تاريخية لما فعله العمالقة الاوائل .
اما الغرب فقد تأثروا بابحاث هؤلاء العمالقة فنقلوا هذا العلم واخضعوا لغاتهم خاصة الفرنسيون والالمان لمنهج تلك الدراسات واستمروا في هذا العلم وطوروه بما يناسب لغاتهم فتولدت عندهم منه علوم ومن ابرزها ما يعرف بعلم الصوتيات الذي سبق وان بحثه اهل علم القراءات المسلمين .
وللامانة ونسبة الفضل الى اهله فان ابحاث الدكتور نايف خورما رحمه الله والتي نشرت في نهاية السبعينات من خلال سلسلة عالم المعرفة الكويتية بعنوان (دراسات في فقه اللغة )تعتبر مع انها دراسة مقارنة من ارقى ما كتبه المعاصرون في هذا المجال اضف الى ذلك ابحاث الدكتور فاضل السامرائي اللغوية الذي اتمنى عليه واتمنى ان تصله رسالتي ممن يستطيع ايصالها ان يكتب في هذا المجال كتابات متخصصة عسى ان يكون له فضل احياء هذا العلم الذي مات في الامة فان عقليته اللغوية اهل لذلك .
وانني ادرك ان احياء مثل هذا العلم الجليل يحتاج الى مجهودعظيم وعقليات فذة وتفرغ وهنا استذكر قول الامام الشافعي رحمه الله لو كلفت بصلة ما فقهت مسألة ). فلذلك كان العلماء تنفق عليهم وتتكفل بهم وبحاجاتهم دولة الاسلام العظيمة كي يتفرغوا للعلم نهلا واعطاءا وكانت الامة تدرك قيمة العلم والعلماء لانهم قادة النهضة في الامة فكان اثرياء الامة واصحاب الاملاك يقفون جزءا من اموالهم وممتلكاتهم ويجرونهاعلى العلم والعلماء وطلابه ذلك يوم كنا امة عظيمة تقودنا افكار عظيمة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
من العلوم التي اضعناها ووقفنا عن متابعة الاستمرار فيها (علم فقه اللغة ) هذا العلم الذي يحتاجه صاحب اللسان العربي في كل مبحث من مباحث اللغة وعلومها ونقصد به العلم الذي يتعلق باصل الوضع اللغوي للكلمات ويتابع تطور الكلمة واستخدامها وموت معاني اللفظ او حياتها عبر فترات الزمن .
ورغم ندرة المراجع المتخصصة والتي لاتتحاوز عدد اصابع اليد الواحدة الباحثة في هذا العلم الا اننا نستطيع ان نقول وبجدارة ان اجدادنا رحمهم الله هم اول من لفت الانظار واسس لهذا العلم وان كنت ارى ان من بعدهم لم يكمل مشوارهم في هذا المضمار فوقف البحث والتأليف عند الثعالب رحمه الله كباحث متخصص في هذا المجال والشذرات التي تضمنتها تآليف البعض مثل ابن مندة وابن جنى وبعض كتب التفسير كالزمخشري وابن عطية والرازي وكتب مباحث اصول الفقه بشكل عام .
نعم لقد توقفت مسيرة هذا العلم الشريف ولم يبرزه الباحثون كعلم مستقل له قواعده واصوله حيث لم يقعد له احد من السابقين فوقف عند عصور العباسيين واغلق التاريخ ابوابه عليه عندهم ووقفت مسيرة البحث على جهودهم فحسب .وجميع الدراسات التي اتت بعدهم في عصرنا الحديث ما هي الا دراسات توصيفية تاريخية لما فعله العمالقة الاوائل .
اما الغرب فقد تأثروا بابحاث هؤلاء العمالقة فنقلوا هذا العلم واخضعوا لغاتهم خاصة الفرنسيون والالمان لمنهج تلك الدراسات واستمروا في هذا العلم وطوروه بما يناسب لغاتهم فتولدت عندهم منه علوم ومن ابرزها ما يعرف بعلم الصوتيات الذي سبق وان بحثه اهل علم القراءات المسلمين .
وللامانة ونسبة الفضل الى اهله فان ابحاث الدكتور نايف خورما رحمه الله والتي نشرت في نهاية السبعينات من خلال سلسلة عالم المعرفة الكويتية بعنوان (دراسات في فقه اللغة )تعتبر مع انها دراسة مقارنة من ارقى ما كتبه المعاصرون في هذا المجال اضف الى ذلك ابحاث الدكتور فاضل السامرائي اللغوية الذي اتمنى عليه واتمنى ان تصله رسالتي ممن يستطيع ايصالها ان يكتب في هذا المجال كتابات متخصصة عسى ان يكون له فضل احياء هذا العلم الذي مات في الامة فان عقليته اللغوية اهل لذلك .
وانني ادرك ان احياء مثل هذا العلم الجليل يحتاج الى مجهودعظيم وعقليات فذة وتفرغ وهنا استذكر قول الامام الشافعي رحمه الله لو كلفت بصلة ما فقهت مسألة ). فلذلك كان العلماء تنفق عليهم وتتكفل بهم وبحاجاتهم دولة الاسلام العظيمة كي يتفرغوا للعلم نهلا واعطاءا وكانت الامة تدرك قيمة العلم والعلماء لانهم قادة النهضة في الامة فكان اثرياء الامة واصحاب الاملاك يقفون جزءا من اموالهم وممتلكاتهم ويجرونهاعلى العلم والعلماء وطلابه ذلك يوم كنا امة عظيمة تقودنا افكار عظيمة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.