سهرة رمضانية مع اية قرانية
قال الله تعالى:-
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾]آل عمران/104[.
الآية الكريمة احتوت هذه الأفكار:
1ـ تقرر الآية ضرورة قيام جماعة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفي امة الاسلام.
2ـ ولهذه الجماعة حق سماع رايها بدليل أنّها تأمر وتنهى، ولا يمكن أن يكون هناك أمرٌ ونهيٌ من دون وجود السمع وتلبيته.
3ـ إنّ هذه الجماعة تنبثق من القاعدة العريضة العقائدية للأُمّة، واستناداً لهذه الآية، فقد أجاز العلماء والمفكرون تكوين الجمعيات والأحزاب لمراقبة الدولة ومحاسبتها ان اساءت ومساندتها ان اصابت.
ومهمّة هذه الجماعات المنبثقة من الأمّة وعقيدتهاهي تقديم النُصح للدولة ومواجهة الانحرافات التي ترتكبها السلطات بأساليب تؤدّي إلى التقليل منها أو إزالتها.
هذا في حالة وجود حُكمٍ جائر، وعندما يكون الحاكم عادلاً فإن مسؤولية هذه الجماعة هي النُصح، فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: ((إنما الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم))([رواه النسائي]).
والنُصح هنا بمعنى إخلاص العمل، وإخلاص الطاعة للحاكم الإسلامي المشروع، وتأصيلاً لأهداف الحكم الإسلامي في بناء المجتمع على استخدام الإرادة، وليرفع من مستوى الوعي السياسيّ للمجتمع الإسلامي، هذا الوعي الذي لا يتحقّق إلاّ بوجود وامتلاك الناس ارادتهم وليس استعبادهم وحملهم على ما لايرضون.
اما بالنسبة للمعارضة والمعارضين للحكم فقد ذكر شيخ الأزهر محمدأبو زُهرة رحمه الله في كتابه ((الجريمة)):-
عن الحضرمي أنه قال: ((دخلتُ مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة، فإذا نفرٌ خمسة يشتمون عليّاً _رضي الله عنه_ وفيه رجلٌ عليه برنس يقول: أعاهد الله لأقتلنَّه، فتعلّقتُ به وتفرّقت أصحابه عنه، فأتيتُ به عليّاً _رضي الله عنه_ فقلت: إنّي سمعت هذا يُعاهد الله ليقتلنّك، فقال له: ادنُ ويحك! من أنت؟ فقال: أنا سوار المنقري، فقال عليّ رضي الله عنه: ((خلِّ عنه))، فقلتُ: أخلّي عنه وقد عاهد الله ليقتلنّك؟ قال عليّ: ((أفأقتله ولم يقتلني))، قلتُ فإنّه قد شتمك، قال: ((فاشتمه إن شئتُ أو دعهُ))اه.
وكان يومها علي اميرا للمؤمنين وخليفة المسلمين وكان من المسلمين معارضين له فلم يكفرهم وممن عارضه معاوية ومعه اهل الشام فاقتتلوا ولم يكفر احدهم الاخر وخرج الخوارج وايضا لم يكفرهم بل انه قال لهم في جولة من المباحثات معهم:-
((لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا، ولن نقاتلكم حتى تقاتلوننا)).ايضا ذكره الامام ابو زهرة في المرجع السابق.
فهنا يمدُّ امام الامة يده إلى جناح المعارضة فيمنحهم الفرصة الكافية في العمل، والحضور إلى الأماكن العامّة، ولهم الحقّ _أيضاً_ في الفيء حالهم حال بقيّة المسلمين في حال يدهم بقيت مع يد امة المسلمين، لكن إذا حملوا السلاح وقاتلوا المسلمين وانشقوا عنهم وفرقوا جماعتهم تسقط جميع حقوقهم. وهذا ما فعله أمير المؤمنين(رضي الله عنه وارضاه) مع تجمّع الخوارج، فقد قاتلهم عندما سفكوا الدماء المُحرّمة و استباحوا الحُرمات. هذا هو موقف الإمام من المعارضة، فهو لم يقاتلهم إلاّ بعد أن نفّذوا أهدافهم ولم يقاتلهم لمجرد معارضتهم له، ولم يعاقبهم لأنّهم نووا مقاتلته فلا عقوبة على النوايا في الدنيا لانها من علم الله وطالما انها لم تترجم الى عمل ولقد كان لنا في رسول الله اسوة حسنة في معاملته للمنافقين واحسانه لهم ولابنائهم، وهذه سنة الخلفاء الراشدين وعلي احدهم رضي ربي عنهم اجمعين وهي التي اوصى بها نبينا ان نعض عليها النواجذ الى جانب سنته صلى الله عليه وسلم بعد كتابه المبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الله تعالى:-
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾]آل عمران/104[.
الآية الكريمة احتوت هذه الأفكار:
1ـ تقرر الآية ضرورة قيام جماعة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفي امة الاسلام.
2ـ ولهذه الجماعة حق سماع رايها بدليل أنّها تأمر وتنهى، ولا يمكن أن يكون هناك أمرٌ ونهيٌ من دون وجود السمع وتلبيته.
3ـ إنّ هذه الجماعة تنبثق من القاعدة العريضة العقائدية للأُمّة، واستناداً لهذه الآية، فقد أجاز العلماء والمفكرون تكوين الجمعيات والأحزاب لمراقبة الدولة ومحاسبتها ان اساءت ومساندتها ان اصابت.
ومهمّة هذه الجماعات المنبثقة من الأمّة وعقيدتهاهي تقديم النُصح للدولة ومواجهة الانحرافات التي ترتكبها السلطات بأساليب تؤدّي إلى التقليل منها أو إزالتها.
هذا في حالة وجود حُكمٍ جائر، وعندما يكون الحاكم عادلاً فإن مسؤولية هذه الجماعة هي النُصح، فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: ((إنما الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم))([رواه النسائي]).
والنُصح هنا بمعنى إخلاص العمل، وإخلاص الطاعة للحاكم الإسلامي المشروع، وتأصيلاً لأهداف الحكم الإسلامي في بناء المجتمع على استخدام الإرادة، وليرفع من مستوى الوعي السياسيّ للمجتمع الإسلامي، هذا الوعي الذي لا يتحقّق إلاّ بوجود وامتلاك الناس ارادتهم وليس استعبادهم وحملهم على ما لايرضون.
اما بالنسبة للمعارضة والمعارضين للحكم فقد ذكر شيخ الأزهر محمدأبو زُهرة رحمه الله في كتابه ((الجريمة)):-
عن الحضرمي أنه قال: ((دخلتُ مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة، فإذا نفرٌ خمسة يشتمون عليّاً _رضي الله عنه_ وفيه رجلٌ عليه برنس يقول: أعاهد الله لأقتلنَّه، فتعلّقتُ به وتفرّقت أصحابه عنه، فأتيتُ به عليّاً _رضي الله عنه_ فقلت: إنّي سمعت هذا يُعاهد الله ليقتلنّك، فقال له: ادنُ ويحك! من أنت؟ فقال: أنا سوار المنقري، فقال عليّ رضي الله عنه: ((خلِّ عنه))، فقلتُ: أخلّي عنه وقد عاهد الله ليقتلنّك؟ قال عليّ: ((أفأقتله ولم يقتلني))، قلتُ فإنّه قد شتمك، قال: ((فاشتمه إن شئتُ أو دعهُ))اه.
وكان يومها علي اميرا للمؤمنين وخليفة المسلمين وكان من المسلمين معارضين له فلم يكفرهم وممن عارضه معاوية ومعه اهل الشام فاقتتلوا ولم يكفر احدهم الاخر وخرج الخوارج وايضا لم يكفرهم بل انه قال لهم في جولة من المباحثات معهم:-
((لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا، ولن نقاتلكم حتى تقاتلوننا)).ايضا ذكره الامام ابو زهرة في المرجع السابق.
فهنا يمدُّ امام الامة يده إلى جناح المعارضة فيمنحهم الفرصة الكافية في العمل، والحضور إلى الأماكن العامّة، ولهم الحقّ _أيضاً_ في الفيء حالهم حال بقيّة المسلمين في حال يدهم بقيت مع يد امة المسلمين، لكن إذا حملوا السلاح وقاتلوا المسلمين وانشقوا عنهم وفرقوا جماعتهم تسقط جميع حقوقهم. وهذا ما فعله أمير المؤمنين(رضي الله عنه وارضاه) مع تجمّع الخوارج، فقد قاتلهم عندما سفكوا الدماء المُحرّمة و استباحوا الحُرمات. هذا هو موقف الإمام من المعارضة، فهو لم يقاتلهم إلاّ بعد أن نفّذوا أهدافهم ولم يقاتلهم لمجرد معارضتهم له، ولم يعاقبهم لأنّهم نووا مقاتلته فلا عقوبة على النوايا في الدنيا لانها من علم الله وطالما انها لم تترجم الى عمل ولقد كان لنا في رسول الله اسوة حسنة في معاملته للمنافقين واحسانه لهم ولابنائهم، وهذه سنة الخلفاء الراشدين وعلي احدهم رضي ربي عنهم اجمعين وهي التي اوصى بها نبينا ان نعض عليها النواجذ الى جانب سنته صلى الله عليه وسلم بعد كتابه المبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.