حديث الصيام
تغيير المنكروالتناهي عنه مهمة كل عاقل
لما كان الصوم عبادة شاملة تقرب الانسان من ربه وتدفعه لطلب رضى الرب جل وعلا ولما كان الصائم يترك طعامه وشرابه ويتخلى عن شهوته امتثالا لامر الله ولما كان لا بد من مرافقة هذا الصوم صوم النفس عن الشهوات والمنكرات وصوم العقل عن كل فكر لا يستند الى عقيدتنا ولا ينبثق من ديننا فكان صوم اللسان عن كل قول زور لايقره شرعنا وعن صوم الجوارح عن كل باطل يغضب الله تعالى فكان لزاما على المسلم دواما وفي شهر الصوم على وجه الخصوص ان يكون امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر جاعلا من نفسه قدوة للمقتدين.
والمنكر داء خطير سريع الانتشار يفسد النفوس والعقول و ويفسد نهج الحياة ويجلب للخلق غضب الله وعقابه و اضعف درجات الايمان ان تنكر المنكر بقلبك..
فمن استمرأ رؤية المنكر ولم ينكره او يكرهه بقلبه فليس بقلبه ايمان..
فما بالك بمن يامر به ويشيعه في المؤمنين؟؟ الا ان يكون عدوا لله والمؤمنين
فالمنكر لا تقره الشريعة بحال، فلا بد من تغييره، ولكن تغييره على مراتب، ولما كان الناس يختلفون في قدراتهم على ذلك فإن الشارع الحكيم رتب إنكار المنكر على حسب قدرة الشخص، ولكن لا يعذر أحد من المكلفين بترك الإنكار مهما يكن من أمر، فيجب عليه أن يغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أقل الأحوال؛ لأن كل إنسان يستطيعه ولا يعجز عنه إلا من قد مرض قلبه وانتكس. لما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. ومعنى أضعف الإيمان أي أقله ثمرة؛ كما قال النووي.رحمه الله.
وقال ابن حزم في المحلى: وذلك أضعف الإيمان أي ليس وراء ذلك من الإيمان شيء.
وقال السندي: والاكتفاء بالكراهة بالقلب أضعف الإيمان أي أعماله المتعلقة بإنكار المنكر في ذاته لا بالنظر إلى غير المستطيع، فإنه بالنظر إليه هو تمام الوسع والطاقة وليس عليه غيره.
وقال العز بن عبد السلام: ولم يذكر ذلك للذم، وإنما ليعلم المكلف حقارة ما حصل في هذا القسم فيرتقي إلى غيره.
وفي تحفة الأحوذي على شرح الترمذي قال: وذلك أن الإنكار بالقلب وهو الكراهية" أضعف الإيمان" أي شعبه أو خصال أهله، والمعنى أنه أقلها ثمرة. فمن غير المراتب مع القدرة كان عاصيا، ومن تركها بلا قدرة أو لكون المفسدة أكبر وكان منكرا بقلبه فهو من المؤمنين. وقيل: معناه وذلك أضعف زمن الإيمان؛ إذ لو كان إيمان أهل الزمان قويا لقدر على الإنكار القولي والفعلي، ولما احتاج إلى الاقتصار على الإنكار القلبي؛ إذ ذلك الشخص المنكر بالقلب فقط أضعف أهل الإيمان، فإنه لو كان قويا صلبا في الدين لما اكتفى به.ان السكوت عن المنكر واهله يشجع اهله على اتيانه والمجاهرة به مما ينعكس اثره على الحياة العامة للمجتمع فتصطبغ بصبغته ويطغى لونه النتن عليها مما يجعلها ماساة على الامة وضنكا من الرب على معيشة الناس وحياتهم. فلايكن للمفسدين واصحاب المنكرات في حياتكم سكوت عنهم او احترام لهم او رضا بمنكرهم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79)المائدة. وأطلق التناهي بصيغة المفاعلة على نهي بعضهم بعضا باعتبار مجموع الأمة وأن ناهي فاعل المنكر منهم هو بصدد أن ينهاه المنهي عندما يرتكب هو منكرا فيحصل بذلك التناهي وقد روى الترمذي وأبو داود من طرق عن عبد الله بن مسعود بألفاظ متقاربة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الرجل من بني إسرائيل يلقى الرجل إذا رآه على الذنب فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع ، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وخليطه وشريكه ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ، ثم قرأ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله فاسقون ثم قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض أو ليلعنكم كما لعنهم . نعوذ بالله من غضبه ونساله حسن الخاتمة .. اللهم اجعلنا ممن يكرهون المنكر ويغيرونه وينكرونه كما تحب وترضى يا ربنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تغيير المنكروالتناهي عنه مهمة كل عاقل
لما كان الصوم عبادة شاملة تقرب الانسان من ربه وتدفعه لطلب رضى الرب جل وعلا ولما كان الصائم يترك طعامه وشرابه ويتخلى عن شهوته امتثالا لامر الله ولما كان لا بد من مرافقة هذا الصوم صوم النفس عن الشهوات والمنكرات وصوم العقل عن كل فكر لا يستند الى عقيدتنا ولا ينبثق من ديننا فكان صوم اللسان عن كل قول زور لايقره شرعنا وعن صوم الجوارح عن كل باطل يغضب الله تعالى فكان لزاما على المسلم دواما وفي شهر الصوم على وجه الخصوص ان يكون امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر جاعلا من نفسه قدوة للمقتدين.
والمنكر داء خطير سريع الانتشار يفسد النفوس والعقول و ويفسد نهج الحياة ويجلب للخلق غضب الله وعقابه و اضعف درجات الايمان ان تنكر المنكر بقلبك..
فمن استمرأ رؤية المنكر ولم ينكره او يكرهه بقلبه فليس بقلبه ايمان..
فما بالك بمن يامر به ويشيعه في المؤمنين؟؟ الا ان يكون عدوا لله والمؤمنين
فالمنكر لا تقره الشريعة بحال، فلا بد من تغييره، ولكن تغييره على مراتب، ولما كان الناس يختلفون في قدراتهم على ذلك فإن الشارع الحكيم رتب إنكار المنكر على حسب قدرة الشخص، ولكن لا يعذر أحد من المكلفين بترك الإنكار مهما يكن من أمر، فيجب عليه أن يغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أقل الأحوال؛ لأن كل إنسان يستطيعه ولا يعجز عنه إلا من قد مرض قلبه وانتكس. لما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. ومعنى أضعف الإيمان أي أقله ثمرة؛ كما قال النووي.رحمه الله.
وقال ابن حزم في المحلى: وذلك أضعف الإيمان أي ليس وراء ذلك من الإيمان شيء.
وقال السندي: والاكتفاء بالكراهة بالقلب أضعف الإيمان أي أعماله المتعلقة بإنكار المنكر في ذاته لا بالنظر إلى غير المستطيع، فإنه بالنظر إليه هو تمام الوسع والطاقة وليس عليه غيره.
وقال العز بن عبد السلام: ولم يذكر ذلك للذم، وإنما ليعلم المكلف حقارة ما حصل في هذا القسم فيرتقي إلى غيره.
وفي تحفة الأحوذي على شرح الترمذي قال: وذلك أن الإنكار بالقلب وهو الكراهية" أضعف الإيمان" أي شعبه أو خصال أهله، والمعنى أنه أقلها ثمرة. فمن غير المراتب مع القدرة كان عاصيا، ومن تركها بلا قدرة أو لكون المفسدة أكبر وكان منكرا بقلبه فهو من المؤمنين. وقيل: معناه وذلك أضعف زمن الإيمان؛ إذ لو كان إيمان أهل الزمان قويا لقدر على الإنكار القولي والفعلي، ولما احتاج إلى الاقتصار على الإنكار القلبي؛ إذ ذلك الشخص المنكر بالقلب فقط أضعف أهل الإيمان، فإنه لو كان قويا صلبا في الدين لما اكتفى به.ان السكوت عن المنكر واهله يشجع اهله على اتيانه والمجاهرة به مما ينعكس اثره على الحياة العامة للمجتمع فتصطبغ بصبغته ويطغى لونه النتن عليها مما يجعلها ماساة على الامة وضنكا من الرب على معيشة الناس وحياتهم. فلايكن للمفسدين واصحاب المنكرات في حياتكم سكوت عنهم او احترام لهم او رضا بمنكرهم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79)المائدة. وأطلق التناهي بصيغة المفاعلة على نهي بعضهم بعضا باعتبار مجموع الأمة وأن ناهي فاعل المنكر منهم هو بصدد أن ينهاه المنهي عندما يرتكب هو منكرا فيحصل بذلك التناهي وقد روى الترمذي وأبو داود من طرق عن عبد الله بن مسعود بألفاظ متقاربة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الرجل من بني إسرائيل يلقى الرجل إذا رآه على الذنب فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع ، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وخليطه وشريكه ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ، ثم قرأ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله فاسقون ثم قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض أو ليلعنكم كما لعنهم . نعوذ بالله من غضبه ونساله حسن الخاتمة .. اللهم اجعلنا ممن يكرهون المنكر ويغيرونه وينكرونه كما تحب وترضى يا ربنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.