أمارجي : احزاب السلطة وجماعات مسلحة لها ارتباطات إقليمية هي المسؤولة عن الإختطاف ، والأمم المتحدة مطالبة بالتدخل لوقفها
أمارجي / 31-7-2017
سجلت منظمة أمارجي لحرية التعبير ازدياد وتفاقم عمليات الإختطاف في العراق خلال العام الجاري بشكل غير مسبوق منذ عام 2008 ، وسط عجز تام للحكومة واجهزتها الأمنية عن مواجهة الحالة أو الحد منها على الأقل .
وواجه فريق الراصدين في منظمة أمارجي صعوبات وعوائق كثيرة خلال متابعة حالات الإختطاف ومحاولة توثيقها لأسباب عديدة منها تكتم الضحايا وذويهم على الخبر وعدم قبولهم الحديث الى الصحفيين أو المنظمات ولا حتى تسجيل شكاوى لدى الجهات الحكومية خوفا من إنتقام الجهات الخاطفة منهم ، التي تهددهم عادة بالتصفية إذا أعلنوا عن تعرضهم إلى الاختطاف أو افصحوا عن اسم الجهة الخاطفة .
وتعرض نحو 23 صحفيا وناشطا ومدنيا إلى الإختطاف خلال الشهر الماضي لفترات تتراوح بين 48 ساعة إلى الشهر ، وتركزت عمليات الإختطاف في العاصمة بغداد تليها محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد ).
وهناك نوعان من عمليات الإختطاف ، الأول تقوم به احزاب وميليشيات مشاركة في الحكومة تهدف الى ترهيب وإسكات الصحفيين والناشطين والمدونين والمنظمات المدنية عن فتح ملفات الفساد اوالتظاهر والاحتجاج أو توجيه الإنتقاد للمسؤولين ورجال الدين ، والثاني تقوم به عصابات ضد رجال الأعمال والاطباء والاغنياء وهدفه الابتزاز المالي .
وبحسب المختطفين وذويهم الذين سجلت أمارجي شهاداتهم فإن حزب الدعوة – جناح نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وميليشيا (عصائب الحق وكتائب حزب الله) هي المسؤولة عن غالبية عمليات الإختطاف في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية ، يليها المجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم والذي غير اسمه مؤخرا الى "تيار الحكمة ". وشملت عمليات الإختطاف والتعذيب حتى مراهقين تتراوح اعمارهم بين (14-16 ) عاما ، حيث أبلغ أحدهم واسرته، منظمة أمارجي انه تم أختطافه لمدة اسبوع كامل بسبب تدوينه كتبها على صفحته على "الفيسبوك" يطالب فيها برفع صور المرشد الإيراني الراحل الخميني والحالي علي خامنئي من محافظته . وأكدوا ان الخاطفين ، اطلقوا سراحه بعد تدخل رجال دين وشيوخ عشائر وتعهدهم بانه لن يكرر فعلته !.
وأجمع كل من اتصلت بهم أمارجي على ان عمليات الإختطاف تتم عادة بشكل علني وأمام مرأى ومسمع الجهات الحكومية وأجهزتها الأمنية ، لافتين إلى انه في حالات كثيرة تكون الأجهزة الأمنية مشتركة في عملية الإختطاف من خلال تقديم المعلومات وتسهيل عمل الخاطفين .
اما في كردستان – العراق فالمسؤول الأول بحسب شهادات المختطفين هو "الحزب الديمقراطي الكردستاني " وزعيمه رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني وولديه منصور ومسرور بارزاني ، يله "حزب الإتحاد الوطني الكردستاني " الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني .
وفي محافظة ديالى (60 كلم شمال شرق بغداد ) ، فكانت "منظمة بدر وميليشيا عصائب الحق " هي لأكثر تورطا في عمليات الخطف ، وفي محافظات الانبار وصلاح الدين ، فإن أغلب من سجلت شهادتهم اتهموا "الحشد العشائري السني والأجهزة الحكومية " بالوقوف وراء عمليات الإختطاف .
وغادر أغلب من نجا من عمليات الإختطاف ، العراق إلى دول مجاورة مثل تركيا والاردن ولبنان بسبب استمرار التهديات ضدهم وتعرض بعضهم إلى محاولات إختطاف أخرى .
ويقول الناشط والمدون ضياء الغزي الموجود حاليا في تركيا ، انه تعرض للإختطاف من قبل مجموعة مسلحة أستخدمت سيارات مظللة تابعة للدولة بسبب كشفه عن الفساد في مديرية استثمار محافظة المثني التي يرأسها عادل داخل محمد الياسري وهو قيادي في المجلس الاعلى الأسلامي ، ونائبه ناصر سلمان الميالي وهو قيادي في حزب الدعوة –جناح المالكي ، مبينا انه تم اختطافه يوم 7/4/2017 في طريق عودته من ساحة المظاهرات إلى منزله .
و الغزي الذي كان واحدا من أهم قادة الحراك المدني في المثني، يصف عملية احتجازه بانها كانت قاسية ومهينة ، إذ تم وضعي في غرفة طولها 2م وعرضها 1م ، وبقيت مقيدا فيها حتى المساء حيث بدأ التحقيق معي وتم تعذيبي بشدة واستخدام الكلمات النابية ضدي .
ويؤكد انهم استخدموا ابشع انواع التعذيب ضدي طيلة اسبوعين ، لأجباري على الكشف عن اسماء الأشخاص الذين زودوني بوثائق الفساد ،والتوقف عن تحشيد الناس للمشاركة في المظاهرات ضد الاحزاب الحاكمة وفسادها .
وأشار إلى انهم وبعد اسبوعين من اختطافه ، رموه في صحراء قرب الحدود مع السعودية تحت ضغط الجماهير الغاضبة والمظاهرات التي كانت تطالب بإطلاق سراحي وتتهم علنا رئيس استثمار المثنى ونائبه وحزبيهما بتنفيذ عملية الإختطاف ، لاسيما وأنني تركت رسالة لعائلتي ووثائق طالبتهم بنشرها عند اختفائي وعدم عودتي للمنزل .
وتابع الغزي ان البدو الرحل ساعدوه في الوصول الى محافظة النجف لأنها كانت أقرب ومنها الى مدينته "السماوة " حيث رقد بالمستفى العام فيها حتى شفاؤه من الجروح والرضوض والكدمات التي تعرض لها اثناء التعذيب.
وأوضح انه غادر العراق بعد تعرضه الى التهديات بالتصفية من قبل الجهات ذاتها وجهات أخرى مجهولة ومن قبل المستثمر امير حسون الأملس صاحب فندق "قصر الغدير السياحي الاستثماري" ورئيس نادي السماوه الرياضي وهو تابع ايضا للمجلس الأعلى الأسلامي، لافتا إلى انه يعتزم مغادرة تركيا قريبا الى دولة أخرى بعد تحذيرات ومعلومات عن عزم هذه الجهات ارسال شخصين لإغتياله .
وأكد ان التهديات بالإغتيال جاءته بعد رفضه مسومات كثيرة من قبل تلك الأطراف حيث عرضت عليه الأموال مقابل السكوت وتسليمها الوثائق التي تثبت فسادها .
وفي الوقت الذي تحمل فيه أمارجي ، الحزبين (الدعوة –جناح نوري المالكي والمجلس الأعلى "تيار الحكمة" وزعيمه عمار الحكيم ) مسؤولية سلامة الناشط ضياء الغزي وعائلته ، فانها تطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لحماية الصحفيين والناشطين والمدنيين من عمليات الإختطاف والإغتيال والابتزاز ، لاسيما بعد العجز الحكومي الواضح عن وقفها والاتهامات بمشاركة الأجهزة الأمنية في عمليات الإختطاف .
وتأمل منظمة أمارجي من الأمم المتحدة بعدم الاكتفاء بالمراسلات مع الحكومة والاحزاب العراقية بل بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ، لاسيما وان الاحزاب المشاركة في الحكومة او الممثلة بالبرلمان والميليشيات والمجموعات المسلحة المرتبطة اقليما بدول الجوار العراقي هي المسؤولة عن عمليات الاختطاف والإغتيال والترهيب والابتزاز .
Amargi
For freedom of expression
Tel: 0033254509435
Emile : info@amargi-iq.com
amargifreedom@gmail.com
Web: http://amargi-iq.com/
Address: Paris - France