وقفة في بيان مفهوم الاستقامة
الاستقامة ضد الاعوجاج، وأصلها مشتق من قام، قوم. قوّم الامر: إعتدل. والحق: ظهر واستقر. استقام الشيء: إعتدل واستوى. واستقام: اعتدل. وقومته: عدلته، فهو قويم ومستقيم/ انظر القاموس المحيط للفيروز ابادي..فالاستقامة ضد الاعوجاج والالتواء. ويقال استقام له الأمر, إذا انتظم وسار على نحو معتدل مستقر.
تعريف الاستقامة اصطلاحا :الاستقامة: «هي سلوك الصّراط المستقيم والتزامه " ، وهو الدّين عقيدة وشريعة..فالعقيدة ينتظم بها العقل والتفكير..والشريعة ينتظم بها السلوك والتصرفات. ونلاحظ ان المعنى الشرعي او الاصطلاحي مطابق للمعنى اللغوي..
والاستقامة تقتضي وجود فكرة، وطريقة لتنفيذ الفكرة..ولا يعتد بالاستقامة ان لم تكن الطريقة من جنس الفكرة، بل انها تنتفي،فليس من الاستقامة قطع الطريق او السرقة لاطعام فقير..فالاستقامة في الشرع, هي استقامة الدين ومنهجه وطريقه. وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة الفاتحة: «اهدنا الصراط المستقيم» «الفاتحة-6» . قال الطبري : ( أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن (الصراط المستقيم), هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ). والإنسان يكون مستقيما بقدر ما تتطابق صفاته وتصرفاته مع المنهج المستقيم والصراط المستقيم. قال الراغب الاصفهاني : “واستقامة الإنسان لزومه المنهج المستقيم “
وقد ورد الامر بالاستقامة في عدة مواضع من القران الكريم نذكر منها قوله تعالى:-
«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»«الأحقاف 13»
وقوله: -«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ» «فصلت 30 ،31» .
وقوله تعالى: -«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ» «هود –112» .
فالاستقامة كما نلاحظ انها ايجاب اوامر لها كيفية تنفيذها ..اي انت مامور بالاستقامة وفق كيفية محددة، فالفكرة الموحى بها ايضا تنفيذها طريقة موحى بها كذلك، وانت مطالب بالالتزام بها.
فالصلاة فريضة والنبي سلام ربي وصلاته عليه قال في كيفية وطريقة ادائها: صلوا كما رأيتموني اصلي، والحج فريضة وقال عليه السلام مبينا لنا كيفية وطريقة اداء الحج : خذوا عني مناسككم ....
وقد اوجب ربنا تعالى الدعوة اليه، وطالبنا بالقيام بها في قوله تعالى:- (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)النحل...وبين لنا طريقة تنفيذ هذا الايجاب والامر في قوله تعالى :- (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)يوسف...والذي كانت سيرة النبي صلوات ربي عليه هي التفسير الحرفي والعملي لهذه الاية التي اوضحت لنا الطريقة وجلتها، وامرت بها النبي سلام الله عليه ليتبعها، وامرت اتباعه على مر الدهور والعصور باتباعها، وكما ذكرت مواضعها السيرة العطرة لتتبع خطاه والاقتداء به، لنكون على نهجه مستقيمين،لان الاعوجاج يكون في غير نهجه وخطاه صلى الله عليه واله وسلم، ويعزز لنا هذا المعنى قوله تعالى :- ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾. (سورة الأحزاب). والاسوة من التاسي وهو الاتباع والاقتداء.. فالاستقامة تتطلب الالتزام بمنهج الشارع وتنفيذ ما شرع كيفما شرع لنا باتباع وليس بابتداع، وذلك غاية الاذعان والتسليم والانقياد الذي هو عنوان الاسلام، و الذي يقود بالتالي لرضوان الله تعالى ويجنب غضبه ويجلب رضوانه وانعامه ..(... فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً 14* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً 15* وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً 16* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً 17﴾.الجن..نسال الله ان يرزقنا واياكم الاستقامة كما امر وكيفما شرع في امرنا كله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاستقامة ضد الاعوجاج، وأصلها مشتق من قام، قوم. قوّم الامر: إعتدل. والحق: ظهر واستقر. استقام الشيء: إعتدل واستوى. واستقام: اعتدل. وقومته: عدلته، فهو قويم ومستقيم/ انظر القاموس المحيط للفيروز ابادي..فالاستقامة ضد الاعوجاج والالتواء. ويقال استقام له الأمر, إذا انتظم وسار على نحو معتدل مستقر.
تعريف الاستقامة اصطلاحا :الاستقامة: «هي سلوك الصّراط المستقيم والتزامه " ، وهو الدّين عقيدة وشريعة..فالعقيدة ينتظم بها العقل والتفكير..والشريعة ينتظم بها السلوك والتصرفات. ونلاحظ ان المعنى الشرعي او الاصطلاحي مطابق للمعنى اللغوي..
والاستقامة تقتضي وجود فكرة، وطريقة لتنفيذ الفكرة..ولا يعتد بالاستقامة ان لم تكن الطريقة من جنس الفكرة، بل انها تنتفي،فليس من الاستقامة قطع الطريق او السرقة لاطعام فقير..فالاستقامة في الشرع, هي استقامة الدين ومنهجه وطريقه. وهذا هو معنى قوله تعالى في سورة الفاتحة: «اهدنا الصراط المستقيم» «الفاتحة-6» . قال الطبري : ( أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن (الصراط المستقيم), هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ). والإنسان يكون مستقيما بقدر ما تتطابق صفاته وتصرفاته مع المنهج المستقيم والصراط المستقيم. قال الراغب الاصفهاني : “واستقامة الإنسان لزومه المنهج المستقيم “
وقد ورد الامر بالاستقامة في عدة مواضع من القران الكريم نذكر منها قوله تعالى:-
«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»«الأحقاف 13»
وقوله: -«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ» «فصلت 30 ،31» .
وقوله تعالى: -«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ» «هود –112» .
فالاستقامة كما نلاحظ انها ايجاب اوامر لها كيفية تنفيذها ..اي انت مامور بالاستقامة وفق كيفية محددة، فالفكرة الموحى بها ايضا تنفيذها طريقة موحى بها كذلك، وانت مطالب بالالتزام بها.
فالصلاة فريضة والنبي سلام ربي وصلاته عليه قال في كيفية وطريقة ادائها: صلوا كما رأيتموني اصلي، والحج فريضة وقال عليه السلام مبينا لنا كيفية وطريقة اداء الحج : خذوا عني مناسككم ....
وقد اوجب ربنا تعالى الدعوة اليه، وطالبنا بالقيام بها في قوله تعالى:- (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)النحل...وبين لنا طريقة تنفيذ هذا الايجاب والامر في قوله تعالى :- (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)يوسف...والذي كانت سيرة النبي صلوات ربي عليه هي التفسير الحرفي والعملي لهذه الاية التي اوضحت لنا الطريقة وجلتها، وامرت بها النبي سلام الله عليه ليتبعها، وامرت اتباعه على مر الدهور والعصور باتباعها، وكما ذكرت مواضعها السيرة العطرة لتتبع خطاه والاقتداء به، لنكون على نهجه مستقيمين،لان الاعوجاج يكون في غير نهجه وخطاه صلى الله عليه واله وسلم، ويعزز لنا هذا المعنى قوله تعالى :- ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾. (سورة الأحزاب). والاسوة من التاسي وهو الاتباع والاقتداء.. فالاستقامة تتطلب الالتزام بمنهج الشارع وتنفيذ ما شرع كيفما شرع لنا باتباع وليس بابتداع، وذلك غاية الاذعان والتسليم والانقياد الذي هو عنوان الاسلام، و الذي يقود بالتالي لرضوان الله تعالى ويجنب غضبه ويجلب رضوانه وانعامه ..(... فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً 14* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً 15* وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً 16* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً 17﴾.الجن..نسال الله ان يرزقنا واياكم الاستقامة كما امر وكيفما شرع في امرنا كله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.