الشام .. مستنقع روسيا المقبل
05.10.2017
د. أحمد موفق زيدان
العرب
الاربعاء 4/10/2017
تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة الخسائر الروسية في الشام، والتي كان غالبيتها على أيدي تنظيم الدولة ثم على أيدي هيئة تحرير الشام، لكن الضربة الكبيرة التي تتحدث عنها أوساط مطلعة كانت باستهداف تنظيم الدولة لغرفة العمليات الروسية في دير الزور مما أسفر عن مقتل ضباط روس كبار وهو ما عرقل كل خطط الروس في المنطقة الشرقية وقطع صلاتهم مع ضباط العصابة الأسدية في المنطقة مما تسبب في خلخلة الصفوف استغله تنظيم الدولة بسلسلة عمليات هدفت إلى ضرب باصات للمليشيات الطائفية والأسدية عائدة من دير الزور باتجاه حمص فكانت الخسارة ضخمة بلغت أكثر من 200 قتيل وأسير بينهم ضباط كبار...
بموازاة ذلك كانت هيئة تحرير الشام قد أوقفت عملياتها في الريف الحموي لكن لا تزال مسار العملية ونتائجها غامضة بالنسبة للكثيرين إلاّ أن البعض تحدث عن اقتراب الهيئة يومها من غرفة عمليات روسيا في الريف الحموي ولو تمكنت من ضربها كما فعل تنظيم الدولة بدير الزور لانهارت خطوط العصابة الطائفية وداعميها المحتلين كما حصل في دير الزور والبادية..
ومع النزيف البشري الروسي في الشام يتصاعد النزيف المالي حيث بلغت كلفة العمليات العسكرية الروسية بحسب مصادر رسمية روسية أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً وهو رقم يُرهق الموازنة الروسية، ولذا لجأت إلى سياسة خفض التصعيد من أجل هزيمة الثوار، لكن تبين لها عدم نجاعة هذه الاستراتيجية فعادت إلى التصعيد من جديد الأمر الذي سيُنعش روح الثورة مجدداً وينقل المعركة إلى حرب تحرير شعبية وحرب عصابات تستنزف الاحتلال الروسي قبل غيره..
ويُعتقد أن التدخل الروسي العسكري المباشر في المعارك يأتي بعد النزيف الكبير الذي وقع للقوات الطائفية الأسدية خلال السنوات الماضية، فبحسب صحيفة الديلي تلغراف فإن حجم مقاتلي الطائفة العلوية يصل إلى ربع مليون، قتل ثلثهم وجرح ثلثهم على شكل إعاقات دائمة، وبقي الثلث، ولذا نرى معظم موظفي الخدمة المدنية في حمص والساحل من النساء، وكان ناشطون للثورة وثقوا مقتل 73 ضابطا علويا خلال التسع الأشهر الماضية..
التباين بين الاستراتيجيتين الروسية والأمريكية في الشام ربما يوفر فرصة للمستفيدين من هذه الخلافات، لاسيما إذا أُضيف إليهما الصحوة الكردية نحو تأسيس دولة لهم في العراق، الأمر الذي قد يوفر على أهل السنة بالمنطقة مؤونة الوقوف بوجه المليشيات الطائفية المدعومة من الاحتلال لانشغالها بالصراع مع الكرد، وهو الأمر الذي سيُكسب الثورة في الشام وحتى تنظيم الدولة في العراق والشام زخماً بتحييد الفصائل الكردية المتفرغة الآن لقتاله.
تصريحات صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي مهدداً حكومة بغداد بأن البرزاني لن يكون لوحده في المعركة، تؤكد أن الطاولة ستنقلب على المليشيات الطائفية وحكومة بغداد إن اندلعت المواجهة مما سيجعل الثورة الشامية أحد أكبر المستفيدين ولعل هذا ما يفسر مسارعة العصابة الأسدية لفتح حوار مع الأكراد في شمال سوريا..
الواضح أن الروس دخلوا مستنقعاً ليس شامياً فقط وإنما قد يكون مصيدة أمريكية وإيرانية، فما حصل للجنرال الروسي قائد غرفة عمليات دير الزور كأرفع رتبة يقتل خلال الاحتلال الروسي للشام يشير إلى ذلك،لاسيما وأن التلميحات الروسية تحدثت في البداية عن تورط أميركي بقتله ولكن إعلانهم عن مقتله بقذيفة هاون قد يكون بدد هذا الاتهام كون الإصابة بقذيفة هاون بحاجة لدقة في التصويب مما يتطلب تورط من يعرف بتحركاته، وهذا لا يعلمه إلا حلفاء النظام، خصوصاً وأن مليشيات النمر هي من تتولى حماية غرفة عمليات دير الزور التي يقودها، ولذا جاء توجيه الاتهام الإسرائيلي للإيرانيين، متوقعين أن تندلع صدامات بينهما بعد القضاء على داعش ..;
05.10.2017
د. أحمد موفق زيدان
العرب
الاربعاء 4/10/2017
تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة الخسائر الروسية في الشام، والتي كان غالبيتها على أيدي تنظيم الدولة ثم على أيدي هيئة تحرير الشام، لكن الضربة الكبيرة التي تتحدث عنها أوساط مطلعة كانت باستهداف تنظيم الدولة لغرفة العمليات الروسية في دير الزور مما أسفر عن مقتل ضباط روس كبار وهو ما عرقل كل خطط الروس في المنطقة الشرقية وقطع صلاتهم مع ضباط العصابة الأسدية في المنطقة مما تسبب في خلخلة الصفوف استغله تنظيم الدولة بسلسلة عمليات هدفت إلى ضرب باصات للمليشيات الطائفية والأسدية عائدة من دير الزور باتجاه حمص فكانت الخسارة ضخمة بلغت أكثر من 200 قتيل وأسير بينهم ضباط كبار...
بموازاة ذلك كانت هيئة تحرير الشام قد أوقفت عملياتها في الريف الحموي لكن لا تزال مسار العملية ونتائجها غامضة بالنسبة للكثيرين إلاّ أن البعض تحدث عن اقتراب الهيئة يومها من غرفة عمليات روسيا في الريف الحموي ولو تمكنت من ضربها كما فعل تنظيم الدولة بدير الزور لانهارت خطوط العصابة الطائفية وداعميها المحتلين كما حصل في دير الزور والبادية..
ومع النزيف البشري الروسي في الشام يتصاعد النزيف المالي حيث بلغت كلفة العمليات العسكرية الروسية بحسب مصادر رسمية روسية أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً وهو رقم يُرهق الموازنة الروسية، ولذا لجأت إلى سياسة خفض التصعيد من أجل هزيمة الثوار، لكن تبين لها عدم نجاعة هذه الاستراتيجية فعادت إلى التصعيد من جديد الأمر الذي سيُنعش روح الثورة مجدداً وينقل المعركة إلى حرب تحرير شعبية وحرب عصابات تستنزف الاحتلال الروسي قبل غيره..
ويُعتقد أن التدخل الروسي العسكري المباشر في المعارك يأتي بعد النزيف الكبير الذي وقع للقوات الطائفية الأسدية خلال السنوات الماضية، فبحسب صحيفة الديلي تلغراف فإن حجم مقاتلي الطائفة العلوية يصل إلى ربع مليون، قتل ثلثهم وجرح ثلثهم على شكل إعاقات دائمة، وبقي الثلث، ولذا نرى معظم موظفي الخدمة المدنية في حمص والساحل من النساء، وكان ناشطون للثورة وثقوا مقتل 73 ضابطا علويا خلال التسع الأشهر الماضية..
التباين بين الاستراتيجيتين الروسية والأمريكية في الشام ربما يوفر فرصة للمستفيدين من هذه الخلافات، لاسيما إذا أُضيف إليهما الصحوة الكردية نحو تأسيس دولة لهم في العراق، الأمر الذي قد يوفر على أهل السنة بالمنطقة مؤونة الوقوف بوجه المليشيات الطائفية المدعومة من الاحتلال لانشغالها بالصراع مع الكرد، وهو الأمر الذي سيُكسب الثورة في الشام وحتى تنظيم الدولة في العراق والشام زخماً بتحييد الفصائل الكردية المتفرغة الآن لقتاله.
تصريحات صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي مهدداً حكومة بغداد بأن البرزاني لن يكون لوحده في المعركة، تؤكد أن الطاولة ستنقلب على المليشيات الطائفية وحكومة بغداد إن اندلعت المواجهة مما سيجعل الثورة الشامية أحد أكبر المستفيدين ولعل هذا ما يفسر مسارعة العصابة الأسدية لفتح حوار مع الأكراد في شمال سوريا..
الواضح أن الروس دخلوا مستنقعاً ليس شامياً فقط وإنما قد يكون مصيدة أمريكية وإيرانية، فما حصل للجنرال الروسي قائد غرفة عمليات دير الزور كأرفع رتبة يقتل خلال الاحتلال الروسي للشام يشير إلى ذلك،لاسيما وأن التلميحات الروسية تحدثت في البداية عن تورط أميركي بقتله ولكن إعلانهم عن مقتله بقذيفة هاون قد يكون بدد هذا الاتهام كون الإصابة بقذيفة هاون بحاجة لدقة في التصويب مما يتطلب تورط من يعرف بتحركاته، وهذا لا يعلمه إلا حلفاء النظام، خصوصاً وأن مليشيات النمر هي من تتولى حماية غرفة عمليات دير الزور التي يقودها، ولذا جاء توجيه الاتهام الإسرائيلي للإيرانيين، متوقعين أن تندلع صدامات بينهما بعد القضاء على داعش ..;