استراتيجيات
التكييف و التكيف
يبدو أن أعباء الإمبراطورية وما ينجر عنه من خطر التفكك, الانهيارو الزوال الذي حذر منه مؤرخرون و مفكرون كبار من أمثال يول كيندي فى كتابه نشوء و سقوط القوى العظمى و كذا السجل التاريخي الذي يقدم دورة الإمبراطورية الرومانية و الاتحاد السوفيتي كأصدق أمثلة يمكن لصناع التاريخ أخذها فى الحسبان، أصبح يقض مضاجع صناع السياسة الأمريكية و هم يعملون بجد لأبعاد شبحه وشره المخيف الذي يذكرهم به رقم العجز المقدر بخمسة عشر ألف مليار دولار، الذي هو رقم فلكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى و كذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجعه أمام الاقتصادات المنافسة يتقدمها الاقتصاد الصيني المندفع بقوة والألماني المزعج فى بعض التفاصيل على الأقل مظافا إليهما انحلال اللحمة الاجتماعية و التي تجلت فى عودة المظاهر العنصرية القديمه فى صورة عمليات قتل تقوم بها عناصر الشرطة ضد السود و تحكم المتنفذين اليهود فى الشأن العام السياسي و الاقتصادي لدرجة تتحول معها أحيانا امريكا الى مجرد ماكنة تخدم مصالح إسرائيل كماحدث و يحدث فى حروب الشرق الأوسط و المساعدات الممنوحة كهبات سنوية بملايير الدولارات الغير مبررة و الغير مرغوبة من طرف فئة من المفكرين و السياسيين لطالما طرحوا بشأنها عديد الاسئلة يتقدمهم السيد ميرشايمر
هذه العوامل مجتمعة دفعت صانع السياسة الأمريكي المستشعرالخطر الى التفكير بجد لاجتراح ما يجب من حلول فكانت سياسة التكييف و إعادة التكيف المنتهجة اليوم و بصفاقة و فضاضة لا مسبوقتين
اما التكييف فيعتمد مع الضعفة و يبلغ أحيانا حد الافتراس المشاهد فى عالم البراري أين يعمد المفترس إلى القضاء على الضحية و التهامها كلية لبناء عضويته و هو نفس ما قامت به امريكا فى قمة الرياض بافتراسها خمسمئة مليار دولار هي عوائد بيع النفط لسنوات قادمات و مئات من الملايير أخريات حصلتها من إمارات النفط الأخرى
اما فى كوريا الجنوبية فمارست الولايات المتحدة الافتراس الجزءي حين طالبت حليفتها الصغيرة بالدفع مقابل الأمن الذي هو في الحقيقة دفع مقابل تمويل امبراطورية لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها الخارجية، ذات الطلب وضعته الولايات المتحدة على طاولة الحلف الاطلسي حين لفتت انتباه الأعضاء إلى ضرورة الايفاء بمساهماتهم المالية بل وبزيادة حصتهم التي ينجر عنها ٱليا تقلص حصة الولايات المتحدة
اما سياسات إعادة التكيف لاستدرااك الأمر قبل تفلته فقد جاءت في صور مختلفة منها
_انسحاب الولايات المتحدة من عديد المنظمات التي وجدتها غير مجدية مع كونها مكلفة ماليا كاليونيسكو
_تنبيه بعض الحلفاء(ألمانيا، كوريا) إلى عدم رضاها عن أرقام الميزان التجاري التي تميل لغير صالحها و هو تنبيه يرتدي عباءة التهديد كما يرتدي عباءة الاستجداء و كلاهما تعبير عن النخبط الذي يميز المنهك المتعب
_التهديد بالانسحاب و الانسحاب الفعلي من عديد الاتفاقيات مثل اتفاقية باريس للمنناخ و اتفاقية التجارة الشمال أمريكية (نافطا) و كذا (الجات) و كلها تدل على شعور امريكا بالخطر و الحاجة إلى إعادة التكيف بغرض المحافظة على الريادة المهددة من أكثر من طرف
هل ستنجح امريكا فى مساعيها التكييفية و التكيفية أم أن دورها كقوة وحيدة مهيمنة قد عفى عليه الزمن و عليها بقبول منطق التشارك فى صياغة القرارات الإقليمية و العالمية؟
متى ينتبه الأمريكيون إلى خطر اليهود على الاقتصاد الأمريكي و العاللمي الذي تنبه له بعض الامريكيين و وحاولوا مقاومته متل السيد فورد؟
هل سيضطر التراجع امريكا الى فض الشراكة عبر الاطلسي مع أوروبا فى ظل زيادة تناقض مصالح الطرفين؟
كيف سينظر العالم إلى أمريكا الغارقة للاذقان فى سوريا و العاجزة عن إنهاء أمر الشاب اونغ الكوري الشمالي؟؟
أسئلة ستحدد إجاباتها الصورة التي سيكون عليها عالم المائة سنة الاؤلى من الألفية الثالثة و هي صورة للأسف لم نساهم فيها إلا كمفاعيل بها و هو الدور المحتمل لأبنائنا و بناتنا للأسف الشديد فى ظل استمرار ذات النمط الذي انتجنا و أنتج المحيط من حولنا إلا أن نتدارك كما تحاول امريكا المترهلة تدارك ريادة ترى أنها تنزاح بعيدا إلى أقصى الشرق
------
محمد دريدي
التكييف و التكيف
يبدو أن أعباء الإمبراطورية وما ينجر عنه من خطر التفكك, الانهيارو الزوال الذي حذر منه مؤرخرون و مفكرون كبار من أمثال يول كيندي فى كتابه نشوء و سقوط القوى العظمى و كذا السجل التاريخي الذي يقدم دورة الإمبراطورية الرومانية و الاتحاد السوفيتي كأصدق أمثلة يمكن لصناع التاريخ أخذها فى الحسبان، أصبح يقض مضاجع صناع السياسة الأمريكية و هم يعملون بجد لأبعاد شبحه وشره المخيف الذي يذكرهم به رقم العجز المقدر بخمسة عشر ألف مليار دولار، الذي هو رقم فلكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى و كذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجعه أمام الاقتصادات المنافسة يتقدمها الاقتصاد الصيني المندفع بقوة والألماني المزعج فى بعض التفاصيل على الأقل مظافا إليهما انحلال اللحمة الاجتماعية و التي تجلت فى عودة المظاهر العنصرية القديمه فى صورة عمليات قتل تقوم بها عناصر الشرطة ضد السود و تحكم المتنفذين اليهود فى الشأن العام السياسي و الاقتصادي لدرجة تتحول معها أحيانا امريكا الى مجرد ماكنة تخدم مصالح إسرائيل كماحدث و يحدث فى حروب الشرق الأوسط و المساعدات الممنوحة كهبات سنوية بملايير الدولارات الغير مبررة و الغير مرغوبة من طرف فئة من المفكرين و السياسيين لطالما طرحوا بشأنها عديد الاسئلة يتقدمهم السيد ميرشايمر
هذه العوامل مجتمعة دفعت صانع السياسة الأمريكي المستشعرالخطر الى التفكير بجد لاجتراح ما يجب من حلول فكانت سياسة التكييف و إعادة التكيف المنتهجة اليوم و بصفاقة و فضاضة لا مسبوقتين
اما التكييف فيعتمد مع الضعفة و يبلغ أحيانا حد الافتراس المشاهد فى عالم البراري أين يعمد المفترس إلى القضاء على الضحية و التهامها كلية لبناء عضويته و هو نفس ما قامت به امريكا فى قمة الرياض بافتراسها خمسمئة مليار دولار هي عوائد بيع النفط لسنوات قادمات و مئات من الملايير أخريات حصلتها من إمارات النفط الأخرى
اما فى كوريا الجنوبية فمارست الولايات المتحدة الافتراس الجزءي حين طالبت حليفتها الصغيرة بالدفع مقابل الأمن الذي هو في الحقيقة دفع مقابل تمويل امبراطورية لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها الخارجية، ذات الطلب وضعته الولايات المتحدة على طاولة الحلف الاطلسي حين لفتت انتباه الأعضاء إلى ضرورة الايفاء بمساهماتهم المالية بل وبزيادة حصتهم التي ينجر عنها ٱليا تقلص حصة الولايات المتحدة
اما سياسات إعادة التكيف لاستدرااك الأمر قبل تفلته فقد جاءت في صور مختلفة منها
_انسحاب الولايات المتحدة من عديد المنظمات التي وجدتها غير مجدية مع كونها مكلفة ماليا كاليونيسكو
_تنبيه بعض الحلفاء(ألمانيا، كوريا) إلى عدم رضاها عن أرقام الميزان التجاري التي تميل لغير صالحها و هو تنبيه يرتدي عباءة التهديد كما يرتدي عباءة الاستجداء و كلاهما تعبير عن النخبط الذي يميز المنهك المتعب
_التهديد بالانسحاب و الانسحاب الفعلي من عديد الاتفاقيات مثل اتفاقية باريس للمنناخ و اتفاقية التجارة الشمال أمريكية (نافطا) و كذا (الجات) و كلها تدل على شعور امريكا بالخطر و الحاجة إلى إعادة التكيف بغرض المحافظة على الريادة المهددة من أكثر من طرف
هل ستنجح امريكا فى مساعيها التكييفية و التكيفية أم أن دورها كقوة وحيدة مهيمنة قد عفى عليه الزمن و عليها بقبول منطق التشارك فى صياغة القرارات الإقليمية و العالمية؟
متى ينتبه الأمريكيون إلى خطر اليهود على الاقتصاد الأمريكي و العاللمي الذي تنبه له بعض الامريكيين و وحاولوا مقاومته متل السيد فورد؟
هل سيضطر التراجع امريكا الى فض الشراكة عبر الاطلسي مع أوروبا فى ظل زيادة تناقض مصالح الطرفين؟
كيف سينظر العالم إلى أمريكا الغارقة للاذقان فى سوريا و العاجزة عن إنهاء أمر الشاب اونغ الكوري الشمالي؟؟
أسئلة ستحدد إجاباتها الصورة التي سيكون عليها عالم المائة سنة الاؤلى من الألفية الثالثة و هي صورة للأسف لم نساهم فيها إلا كمفاعيل بها و هو الدور المحتمل لأبنائنا و بناتنا للأسف الشديد فى ظل استمرار ذات النمط الذي انتجنا و أنتج المحيط من حولنا إلا أن نتدارك كما تحاول امريكا المترهلة تدارك ريادة ترى أنها تنزاح بعيدا إلى أقصى الشرق
------
محمد دريدي