طلب الشهرة اول منازل الخسران....
كثيرون هم من يبتغون الشهرة ويسعون ليشار اليهم بالبنان، ويسعون وراء ما يسمى بتسليط الاضواء والوقوف امام الكاميرات وتسطع عليهم اضواء الفلاشات..ويبتغون الشهرة والذكر ولو بالسوء...غير مدركين ومتغافلين او متناسين ان من اشتهر بخصلة قلما سلم من الآفات الخفية كالكبر ، والعجب ، والرياء ، والسمعة ، وغير ذلك من الأخلاق الدنيئة ، إلا من عصمه الله تعالى ، أي : حفظه الله في مقام تقواه ،وقد اكد لنا هذا المعنى حديث المصطفى صلى الله عليه واله وسلم حيث روى البيهقي في شعب الايمان عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله " رواه البيهقي في ( شعب الإيمان ).قال الطيبي في شرح هذا الحديث كما نقله عنه صاحب المرقاة في شرح احاديث المشكاة : -( وبين الحال يعني حب الرياسة والجاه في قلوب الناس ، هو من أحر غوائل النفس ومواطن مكائدها ، يبتلى به العلماء ، والعباد ، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة من الزهاد ، فإنهم مهما قهروا أنفسهم ، وفطموها عن الشهوات ، وصانوها عن الشبهات ، وحملوها بالقهر على أصناف العبادات ، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح ، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر بالخير ، وإظهار العلم والعمل ، فوجدت مخلصا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلائق ، ولم تقنع باطلاع الخالق ، وفرحت بحمد الناس ، ولم تقنع بحمد الله وحده ، فأحب مدحهم وتبركهم بمشاهدته ، وخدمته ، وإكرامه ، وتقديمه في المحافل ، فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات وألذ الشهوات ، وهو يظن أن حياته بالله تعالى وعباداته ، وإنما حياته بهذه الشهوات الخفية ، التي تعمى عن دركها إلا العقول الناقدة ، قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين ، وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين ، فهذه مكيدة للنفس لا يسلم عنها إلا الصديقون من المخلصين ; ولذلك قيل : آخر ما يخرج من رءوس الصديقين حب الرياسة ، وهو أعظم شبكة للشياطين ، فإذا المحمود هو المخمول إلا من شهره الله تعالى بنشر دينه من غير تكلف منه كالأنبياء ، والمرسلين ، والخلفاء الراشدين ، والعلماء المحققين ، والسلف الصالحين ، والحمد لله رب العالمين .).
وهذا ابن مسعود من فقهاء الصحابة _رضي الله عنهم_ قالها صريحة لمن يمشي خلفه، بطريقة لا أظنها سهلة على كثير منا: "لا تطؤوا عقبي، فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما تبعني رجل منكم" !.
وهذا علقمه طُلب منه أن يقعد لتعليم الناس السُنَّة، فقال: أتريدون أن يُوطأَ عقبي؟ أي أن يزدحم الناس حولي ! والعجيب أن الأمر الذي نتحارب عليه، هو الأمر الذي يهرب منه علقمة ! الفلاشات، الجماهير، الشهرة!.
وهذا سعيد بن جبير _رحمه الله_ رأى الناس يتجمهرون ويمشون خلفه، فلم يشعره التجمهر بالنشوة، لم يظن أن ذلك من عاجل بشرى المؤمن، بل نهاهم وقال لهم: إن صنيعكم هذا مذلة للتابع، وفتنة للمتبوع ! .
نعم انه والله للعلم الذي يحمل معه العمل، وليس العلم الذي يأتي حاملًا حقيبة الآفات والعقد والامراض النفسية - الذي اصبحت تباع شهاداته بابخس الاثمان، فباع حملتها انفسهم بارخص الاسعار ..حتى رأيناهم في كل شارع يهيمون، بحثا عمن يشتري ذمة رخيصة، مقابل تبويئها منصبا تحمل من خلاله لقبا فيه فخامة، وما هو في حقيقته الا دركة من دركاتا لسفول والسقوط ، ولا حول ولا قوة الا بالله !.
كثيرون هم من يبتغون الشهرة ويسعون ليشار اليهم بالبنان، ويسعون وراء ما يسمى بتسليط الاضواء والوقوف امام الكاميرات وتسطع عليهم اضواء الفلاشات..ويبتغون الشهرة والذكر ولو بالسوء...غير مدركين ومتغافلين او متناسين ان من اشتهر بخصلة قلما سلم من الآفات الخفية كالكبر ، والعجب ، والرياء ، والسمعة ، وغير ذلك من الأخلاق الدنيئة ، إلا من عصمه الله تعالى ، أي : حفظه الله في مقام تقواه ،وقد اكد لنا هذا المعنى حديث المصطفى صلى الله عليه واله وسلم حيث روى البيهقي في شعب الايمان عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله " رواه البيهقي في ( شعب الإيمان ).قال الطيبي في شرح هذا الحديث كما نقله عنه صاحب المرقاة في شرح احاديث المشكاة : -( وبين الحال يعني حب الرياسة والجاه في قلوب الناس ، هو من أحر غوائل النفس ومواطن مكائدها ، يبتلى به العلماء ، والعباد ، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة من الزهاد ، فإنهم مهما قهروا أنفسهم ، وفطموها عن الشهوات ، وصانوها عن الشبهات ، وحملوها بالقهر على أصناف العبادات ، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح ، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر بالخير ، وإظهار العلم والعمل ، فوجدت مخلصا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلائق ، ولم تقنع باطلاع الخالق ، وفرحت بحمد الناس ، ولم تقنع بحمد الله وحده ، فأحب مدحهم وتبركهم بمشاهدته ، وخدمته ، وإكرامه ، وتقديمه في المحافل ، فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات وألذ الشهوات ، وهو يظن أن حياته بالله تعالى وعباداته ، وإنما حياته بهذه الشهوات الخفية ، التي تعمى عن دركها إلا العقول الناقدة ، قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين ، وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين ، فهذه مكيدة للنفس لا يسلم عنها إلا الصديقون من المخلصين ; ولذلك قيل : آخر ما يخرج من رءوس الصديقين حب الرياسة ، وهو أعظم شبكة للشياطين ، فإذا المحمود هو المخمول إلا من شهره الله تعالى بنشر دينه من غير تكلف منه كالأنبياء ، والمرسلين ، والخلفاء الراشدين ، والعلماء المحققين ، والسلف الصالحين ، والحمد لله رب العالمين .).
وهذا ابن مسعود من فقهاء الصحابة _رضي الله عنهم_ قالها صريحة لمن يمشي خلفه، بطريقة لا أظنها سهلة على كثير منا: "لا تطؤوا عقبي، فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما تبعني رجل منكم" !.
وهذا علقمه طُلب منه أن يقعد لتعليم الناس السُنَّة، فقال: أتريدون أن يُوطأَ عقبي؟ أي أن يزدحم الناس حولي ! والعجيب أن الأمر الذي نتحارب عليه، هو الأمر الذي يهرب منه علقمة ! الفلاشات، الجماهير، الشهرة!.
وهذا سعيد بن جبير _رحمه الله_ رأى الناس يتجمهرون ويمشون خلفه، فلم يشعره التجمهر بالنشوة، لم يظن أن ذلك من عاجل بشرى المؤمن، بل نهاهم وقال لهم: إن صنيعكم هذا مذلة للتابع، وفتنة للمتبوع ! .
نعم انه والله للعلم الذي يحمل معه العمل، وليس العلم الذي يأتي حاملًا حقيبة الآفات والعقد والامراض النفسية - الذي اصبحت تباع شهاداته بابخس الاثمان، فباع حملتها انفسهم بارخص الاسعار ..حتى رأيناهم في كل شارع يهيمون، بحثا عمن يشتري ذمة رخيصة، مقابل تبويئها منصبا تحمل من خلاله لقبا فيه فخامة، وما هو في حقيقته الا دركة من دركاتا لسفول والسقوط ، ولا حول ولا قوة الا بالله !.