لقد كرس سيد قطب رحمه الله.. حياته كلها.. لوضع منهاج واضح الشكل.. جلي الصورة.. ومحدد المعالم .. لجماعة الإخوان المسلمين.. كي يسيروا عليها.. مقتدين بالجماعة المسلمة الأولى التي أنشأها.. وكونها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة..
وقدم رقبته للمشنقة لأجل هذا.. شهيدا في سبيل الله...
وهذا ما حدى بالقيادة في سورية.. من قبل استشهاده في 29/8/1966 وإلى عهد قريب.. أن تقوم بتدريس منهجه في جلسات الأسر الأسبوعية..
على أساس أنه.. هذا هو منهج الجماعة.. وهذا فكرها..
ولكن:
للأسف العميق.. والحزن الشديد.. والألم الكبير الذي يُقطع نياط القلب..
تبين فيما بعد..
أنها كانت مجرد دراسة نظرية بحتة.. في الأسر..
بينما..
القيادة كانت تمشي في طريق معاكس تماما.. لمنهج سيد..
ولذلك اصطدمت مرات كثيرة مع مروان حديد رحمه الله .. الذي كان يؤمن بفكر سيد الجهادي .. وكان يطالب القيادة منذ آواخر الستينات من القرن الماضي.. بالتحضير.. والإعداد للعمل الجهادي..
ولكن القيادة كانت تصم آذانها.. وترفض ذلك..
مما أدى بعد ذلك إلى فصله من الجماعة..
وهذا مما حدى به إلى تشكيل مجموعة الطليعة.. التي عملت على إعداد.. وتدريب مجموعة من الإخوان على السلاح ..
وكانت هي المسؤولة.. عن انطلاق شرارة الثورة الأولى.. في أواخر سبعينات القرن الماضي.. ضد نظام الأسد الأب..
ومن ثم إجبار القيادة على المشاركة فيها..
ولكن للأسف.. كانت مشاركتها من باب رفع العتب.. ومجاملة لشباب الطليعة.. بدون سابق إعداد.. ولا تحضير.. ولا تجهيز..
مما أدى إلى هزيمة ساحقة.. ماحقة انتهت بمجزرة حماة المروعة.. الرهيبة في شباط 1982 .. ذهب ضحيتها ما لا يقل عن ثلاثين ألف شهيد..
لقد كانت القيادة على اختلاف أشخاصها.. ومشاربها تؤمن بأفكار أقرب إلى العلمانية.. والوطنية.. والقومية.. ولا تستنكف عن التعاون مع الأحزاب والحكومات العلمانية.. واليسارية.. والمتحررة من الدين.. ودون تورع من التنازل عن بعض المقومات الأساسية للدين.. والأهداف السامية الراقية.. التي لأجلها أُنشئت الجماعة..
بذريعة وحدة الصف الوطني.. والمحافظة على لحمة النسيج الوطني الوثني..
وبذلك كانت مبتعدة.. ابتعادا كليا.. عما كان يتحدث عنه سيد.. ويؤكد عليه.. بخصوص بناء الجماعة على عقيدة الولاء والبراء.. مع وجوب تحطيم أوثان الوطنية.. والديموقراطية.. والقوانين البشرية .. وأن تكون الحاكمية لله وحده.. دون أي منازع...
وازداد الإنحدار في السنوات الأخيرة بشكل كبير.. وأصبحت الجماعة من ناحية القيادة.. وكأنها لا تنتمي إلى الإسلام.. إلا بالإسم.. لا تتورع أن تطبل وتزمر للطواغيت.. وتمدحهم.. وتمجدهم.. وترسل برقيات التبريك.. والتأييد للغلام السفيه إبن سلمان.. في تنصيبه وليا للعهد..
وما أدري ما هي مقتضيات.. وضرورات تأييده.. وهو من آل سعود.. وليس من سورية..
علما بأنه.. هو العدو اللدود للإخوان المسلمين خاصة.. وللإسلام عامة؟!
بينما...
تنظيم الدولة الإسلامية تلقف منهاج سيد.. وتبناه بشكل كامل.. واعتمده منهاجا عمليا.. وتنظيريا في حياته.. وزاد عليه بعض الرتوش.. وبعض التفسيرات الخاطئة.. وأصبح يطبقه بقسوة.. وغلظة.. وشدة على خلاف ما يريده سيد.. رحمه الله..
مما يثبت ويؤكد بشكل قاطع.. نفي التهم الإستحمارية.. الهبلاوية.. التي تقال عنه..
أنه صنيعة كذا.. وكذا..
بينما الحقيقة الواقعية تقول: إنما هو صنيعة الله..
نشأ.. وتشكل.. ليدافع عن حمى المسلمين المستضعفين .. ويقاتل الكفرة المجرمين..
ويعرف القاصي والداني.. ممن يعقلون من المسلمين .. وليس من هبلاوات ذراريهم الغوثائيين.. تاريخ نشأته على يد الزرقاوي رحمه الله.. عقب غزو أمريكا اللعينة للعراق في 2003..
إلا أن مآخذه ..
أنه منذ بدايته .. سلك مسلكا متطرفا.. ومتشددا .. كردة فعل للمعاملة الوحشية.. والهمجية التي عامل بها جنود الإحتلال الأمريكي الآثم.. العراقيين في السجون وخارجها..
ولجأ إلى قتل الناس على سوء الظن..
كما كان يفعل الحجاج الثقفي.. الذي قتل من المسلمين مئات الألوف..
وقد كان يلجأ الحجاج إلى القتل أحيانا.. بسبب كلمة واحدة تخالف ما يراه..
وكان من بين القتلى.. كبار العلماء والتابعين.. وآخرهم كان سعيد بن جُبير رضي الله عنه..
فليس تنظيم الدولة بدعاً في هذا الشأن.. ففي التاريخ شواهد..
ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
وهكذا بدلا من أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين.. بتطبيق منهج سيد قطب.. الذي هو أحد أبنائها العظام.. الكبار.. والذي هو أصلا كتبه لها.. لتكون سيدة العالم ..
وإذا بها تنبذه وراء ظهرها.. وتستخف به.. ولا تبالي فيه.. ولا تعيره أي اهتمام..
وبقيت تواجه الطواغيت بالسلمية.. والإنتخابات البرلمانية التافهة.. الفارغة.. وأبناؤها يدخلون السجون لأقل كلمة.. أو ملاحظة..
فيأتي فريق أحداث الأسنان.. من خارج الجماعة.. لم يتربوا كما تربى أبناؤها.. ولم يتخلقوا الأخلاق الإسلامية الرفيعة.. كما يجب.. فيقتنصون هذا المنهج الرباني الرائع.. الجاهز..
بسبب ما لديهم من صفات حسنة..
أهمها:
أنهم يحبون الجهاد في سبيل الله.. ويعشقون التضحية والفداء.. ويتصفون بالجرأة.. والشجاعة اللامتناهية..
ويؤمنون بأن السيف.. هو الرد الحاسم.. الشافي للطواغيت.. وليس السلمية..
في الوقت الذي كان لديهم أيضا صفات سيئة..
مثل ضيق في التفكير.. وسوء فهم في التقدير والتأويل .. وتزمت وتشدد في التطبيق.. وسرعة في التكفير .. وتصلب في الرأي.. وحمل النصوص الشرعية القرآنية.. والسنة النيوية على ظاهرها.. دون إدراك مغزاها.. ومقاصدها.. ومراميها..
مما أدى بهم هذا.. إلى الوقوع في اجتهادات.. ذات أخطاء جسيمة.. وفادحة..
إضافة إلى تسرعهم في إصدار الأحكام .. ضد المسلمين سواء كانوا أفرادا أو جماعات.. واتهامهم بالردة..
وكذلك تسرعهم في إعلان الخلافة .. الذي هز إيوان كسرى وقيصر.. وزلزل أركان الكفر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. وجعلهم يستنفرون كل قواهم.. لتحطيم هذا المولود الجديد.. الذي أثار اسمه كل الخوف.. والرعب.. والهلع.. وأعاد لهم ذكريات أكثر من 1300 سنة من الهيمنة.. والسيطرة للخلافة على العالم..
وكذلك تمكنت معظم أجهزة المخابرات العالمية.. من اختراق صفوفهم.. وتجنيد عملاء لها.. زرعتهم داخل التنظيم.. لينقلوا لها أسراره.. ساعة بساعة.. ويدلوها على عوراته وثغراته.. مما كانت أحد الأسباب الهامة في تسريع سقوطه..
وهكذا كان موقف الإخوان من منهج سيد.. موقف.. الجحود.. والنكران..والإستخفاف.. والهجران.. وعدم الإستفادة منه البتة..
بينما كان موقف تنظيم الدولة منه.. موقف سوء الفهم.. وسوء التطبيق.. والتزمت.. والتشدد.. والتطرف في ممارسته في الحياة العملية..
ولكن:
سيبقى هذا المنهج.. شعلة مضيئة للسائرين في درب الله.. وسيستبدل الله .. أولئك الجاحدين.. والمتزمتين.. بقوم آخرين كما قال تعالى:
( فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ). المائدة 54
وسيُظهر الله دينه قطعا ويقينا كما وعد.. سواء بهؤلاء أو أولئك أو غيرهم..
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ) التوبة 33
والحياة ما هي إلا ابتلاء.. واختبار..
( وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ) الأنفال 17
الإثنين 10 صفر 1439
30 تشرين أول 2017
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي
وقدم رقبته للمشنقة لأجل هذا.. شهيدا في سبيل الله...
وهذا ما حدى بالقيادة في سورية.. من قبل استشهاده في 29/8/1966 وإلى عهد قريب.. أن تقوم بتدريس منهجه في جلسات الأسر الأسبوعية..
على أساس أنه.. هذا هو منهج الجماعة.. وهذا فكرها..
ولكن:
للأسف العميق.. والحزن الشديد.. والألم الكبير الذي يُقطع نياط القلب..
تبين فيما بعد..
أنها كانت مجرد دراسة نظرية بحتة.. في الأسر..
بينما..
القيادة كانت تمشي في طريق معاكس تماما.. لمنهج سيد..
ولذلك اصطدمت مرات كثيرة مع مروان حديد رحمه الله .. الذي كان يؤمن بفكر سيد الجهادي .. وكان يطالب القيادة منذ آواخر الستينات من القرن الماضي.. بالتحضير.. والإعداد للعمل الجهادي..
ولكن القيادة كانت تصم آذانها.. وترفض ذلك..
مما أدى بعد ذلك إلى فصله من الجماعة..
وهذا مما حدى به إلى تشكيل مجموعة الطليعة.. التي عملت على إعداد.. وتدريب مجموعة من الإخوان على السلاح ..
وكانت هي المسؤولة.. عن انطلاق شرارة الثورة الأولى.. في أواخر سبعينات القرن الماضي.. ضد نظام الأسد الأب..
ومن ثم إجبار القيادة على المشاركة فيها..
ولكن للأسف.. كانت مشاركتها من باب رفع العتب.. ومجاملة لشباب الطليعة.. بدون سابق إعداد.. ولا تحضير.. ولا تجهيز..
مما أدى إلى هزيمة ساحقة.. ماحقة انتهت بمجزرة حماة المروعة.. الرهيبة في شباط 1982 .. ذهب ضحيتها ما لا يقل عن ثلاثين ألف شهيد..
لقد كانت القيادة على اختلاف أشخاصها.. ومشاربها تؤمن بأفكار أقرب إلى العلمانية.. والوطنية.. والقومية.. ولا تستنكف عن التعاون مع الأحزاب والحكومات العلمانية.. واليسارية.. والمتحررة من الدين.. ودون تورع من التنازل عن بعض المقومات الأساسية للدين.. والأهداف السامية الراقية.. التي لأجلها أُنشئت الجماعة..
بذريعة وحدة الصف الوطني.. والمحافظة على لحمة النسيج الوطني الوثني..
وبذلك كانت مبتعدة.. ابتعادا كليا.. عما كان يتحدث عنه سيد.. ويؤكد عليه.. بخصوص بناء الجماعة على عقيدة الولاء والبراء.. مع وجوب تحطيم أوثان الوطنية.. والديموقراطية.. والقوانين البشرية .. وأن تكون الحاكمية لله وحده.. دون أي منازع...
وازداد الإنحدار في السنوات الأخيرة بشكل كبير.. وأصبحت الجماعة من ناحية القيادة.. وكأنها لا تنتمي إلى الإسلام.. إلا بالإسم.. لا تتورع أن تطبل وتزمر للطواغيت.. وتمدحهم.. وتمجدهم.. وترسل برقيات التبريك.. والتأييد للغلام السفيه إبن سلمان.. في تنصيبه وليا للعهد..
وما أدري ما هي مقتضيات.. وضرورات تأييده.. وهو من آل سعود.. وليس من سورية..
علما بأنه.. هو العدو اللدود للإخوان المسلمين خاصة.. وللإسلام عامة؟!
بينما...
تنظيم الدولة الإسلامية تلقف منهاج سيد.. وتبناه بشكل كامل.. واعتمده منهاجا عمليا.. وتنظيريا في حياته.. وزاد عليه بعض الرتوش.. وبعض التفسيرات الخاطئة.. وأصبح يطبقه بقسوة.. وغلظة.. وشدة على خلاف ما يريده سيد.. رحمه الله..
مما يثبت ويؤكد بشكل قاطع.. نفي التهم الإستحمارية.. الهبلاوية.. التي تقال عنه..
أنه صنيعة كذا.. وكذا..
بينما الحقيقة الواقعية تقول: إنما هو صنيعة الله..
نشأ.. وتشكل.. ليدافع عن حمى المسلمين المستضعفين .. ويقاتل الكفرة المجرمين..
ويعرف القاصي والداني.. ممن يعقلون من المسلمين .. وليس من هبلاوات ذراريهم الغوثائيين.. تاريخ نشأته على يد الزرقاوي رحمه الله.. عقب غزو أمريكا اللعينة للعراق في 2003..
إلا أن مآخذه ..
أنه منذ بدايته .. سلك مسلكا متطرفا.. ومتشددا .. كردة فعل للمعاملة الوحشية.. والهمجية التي عامل بها جنود الإحتلال الأمريكي الآثم.. العراقيين في السجون وخارجها..
ولجأ إلى قتل الناس على سوء الظن..
كما كان يفعل الحجاج الثقفي.. الذي قتل من المسلمين مئات الألوف..
وقد كان يلجأ الحجاج إلى القتل أحيانا.. بسبب كلمة واحدة تخالف ما يراه..
وكان من بين القتلى.. كبار العلماء والتابعين.. وآخرهم كان سعيد بن جُبير رضي الله عنه..
فليس تنظيم الدولة بدعاً في هذا الشأن.. ففي التاريخ شواهد..
ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
وهكذا بدلا من أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين.. بتطبيق منهج سيد قطب.. الذي هو أحد أبنائها العظام.. الكبار.. والذي هو أصلا كتبه لها.. لتكون سيدة العالم ..
وإذا بها تنبذه وراء ظهرها.. وتستخف به.. ولا تبالي فيه.. ولا تعيره أي اهتمام..
وبقيت تواجه الطواغيت بالسلمية.. والإنتخابات البرلمانية التافهة.. الفارغة.. وأبناؤها يدخلون السجون لأقل كلمة.. أو ملاحظة..
فيأتي فريق أحداث الأسنان.. من خارج الجماعة.. لم يتربوا كما تربى أبناؤها.. ولم يتخلقوا الأخلاق الإسلامية الرفيعة.. كما يجب.. فيقتنصون هذا المنهج الرباني الرائع.. الجاهز..
بسبب ما لديهم من صفات حسنة..
أهمها:
أنهم يحبون الجهاد في سبيل الله.. ويعشقون التضحية والفداء.. ويتصفون بالجرأة.. والشجاعة اللامتناهية..
ويؤمنون بأن السيف.. هو الرد الحاسم.. الشافي للطواغيت.. وليس السلمية..
في الوقت الذي كان لديهم أيضا صفات سيئة..
مثل ضيق في التفكير.. وسوء فهم في التقدير والتأويل .. وتزمت وتشدد في التطبيق.. وسرعة في التكفير .. وتصلب في الرأي.. وحمل النصوص الشرعية القرآنية.. والسنة النيوية على ظاهرها.. دون إدراك مغزاها.. ومقاصدها.. ومراميها..
مما أدى بهم هذا.. إلى الوقوع في اجتهادات.. ذات أخطاء جسيمة.. وفادحة..
إضافة إلى تسرعهم في إصدار الأحكام .. ضد المسلمين سواء كانوا أفرادا أو جماعات.. واتهامهم بالردة..
وكذلك تسرعهم في إعلان الخلافة .. الذي هز إيوان كسرى وقيصر.. وزلزل أركان الكفر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. وجعلهم يستنفرون كل قواهم.. لتحطيم هذا المولود الجديد.. الذي أثار اسمه كل الخوف.. والرعب.. والهلع.. وأعاد لهم ذكريات أكثر من 1300 سنة من الهيمنة.. والسيطرة للخلافة على العالم..
وكذلك تمكنت معظم أجهزة المخابرات العالمية.. من اختراق صفوفهم.. وتجنيد عملاء لها.. زرعتهم داخل التنظيم.. لينقلوا لها أسراره.. ساعة بساعة.. ويدلوها على عوراته وثغراته.. مما كانت أحد الأسباب الهامة في تسريع سقوطه..
وهكذا كان موقف الإخوان من منهج سيد.. موقف.. الجحود.. والنكران..والإستخفاف.. والهجران.. وعدم الإستفادة منه البتة..
بينما كان موقف تنظيم الدولة منه.. موقف سوء الفهم.. وسوء التطبيق.. والتزمت.. والتشدد.. والتطرف في ممارسته في الحياة العملية..
ولكن:
سيبقى هذا المنهج.. شعلة مضيئة للسائرين في درب الله.. وسيستبدل الله .. أولئك الجاحدين.. والمتزمتين.. بقوم آخرين كما قال تعالى:
( فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ). المائدة 54
وسيُظهر الله دينه قطعا ويقينا كما وعد.. سواء بهؤلاء أو أولئك أو غيرهم..
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ) التوبة 33
والحياة ما هي إلا ابتلاء.. واختبار..
( وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ) الأنفال 17
الإثنين 10 صفر 1439
30 تشرين أول 2017
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي