الخميس 09 ربيع الثاني 1439 الموافق لـ 27 ديسمبر 2017
الشهيدة حسيبة بن بوعلي - معمر حبار
أنهيت قراءة الكتاب في شهر ماي 2017 ويقوم الآن القارىء بتلخيص كتاب الأستاذة بوشاقور ازدهر: " دروس في الوطنية، الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمقاوم محمد بن عبد الله الملقب ببومعزة"، دار قرطبة، المحمدية، الجزائر، طبعة 1438هـ - 2017، من 66 صفحة.
جاء عبر صفحات 4- 7: ولدت الشهيدة حسيبة بن بوعلي يوم 18 جانفي 1938 ببلدية سنجاس ولاية الأصنام سابقا والشلف حاليا، وأبوها من أعيان الولاية مالك لأراضي وأملاك خاصة ومتعلّم ومقدّرا للقضية الوطنية، وأم مثقفة تحب فعل الخير فسعت لمساعدة العائلات الفقيرة التي حرمها الاستدمار. وحالتها الغنية ساعدتها على ولوج مدرسة الفرنسيين.
جاء عبر صفحات 8 - 11 : انتقل الأب إلى العاصمة رفقة عائلته سنة 1948 وعمر حسيبة 10 سنوات، عمل الأب بأمواله في التجارة والتحقت حسيبة بالمدارس الفرنسية لأنّها من عائلة مكتفية. شخصية حسيبة قويّة متمردة وشجاعة، تصلي ولا تترك الصلاة، وكانت لحسيبة مربية تكفّلت بتربيتها وحمايتها منذ صغرها. درست حتّ للسنة الثانية ثانوي، كانت حسيبة من بين عشر بنات جزائريات الذي يدرسون مع 150 فرنسية ، وعرفت بصمتها وقلّة كلامها وقلّة اختلاطها، تحب النظافة وتحب اللّباس الجميل، فكانت أفكارها وأقوالها تحمل تعاسة الشعب والرغبة الشديدة في الانتقام من الاستدمار.
جاء عبر صفحات 12- 14 : انضمت للثورة الجزائرية وعمرها لايتعدى 16 سنة، لأنّ خرجاتها مع أمّها "السيّدة لويزة" التي كانت تتصل بالجمعيات الخيرية هو الذي أذكى فيها شعلة نور الوطن وبعث فيها الأمل. طبيب العائلة "ماريوش" وهو من الأوربيين المتعاطفين مع الثورة الجزائرية ساعدها للدخول للعمل في مستشفى "مصطفى باشا" كممرضة. وانضمت حسيبة من قبل انضمامها للثورة لصفوف الكشافة حيث التنظيم وحب الوطن ورحلاتها داخل الوطن.
جاء عبر صفحة 14-16: وفي عام 1953 سافرت حسيبة إلى فرنسا وإلى جامع باريس وتقرأ: "ربنا لاتجعلنا أنانيين وهذا لأجل وطننا"، وكانت تحفظ القرآن، وتقرأ سورة الكرسي والكثير من السور، وزرات العديد من البلدان الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا. انضمّت حسيبة إلى الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في سنّ 16 وهي يومها مازالت تدرس، وهذا أوّل انتماء رسمي لهيئة وطنية، ورأت بعينها ماتعيشه العائلة الجزائرية من فقر وتمنّت أن تصعد الجبل وتساعد الثورة كيفما استطاعت وفي أوّل فرصة تتاح لها، وسافرت إلى أوربا مع أصدقاء الثورة الجزائرية من الداخل والخارج وفي إطار التنظيم الكشفي الذي تنتمي إليه سنتي 1953-1954.
جاء عبر صفحات 16- 21: تتقن حسيبة اللغة الفرنسية واللاتينية والإسبانية، وفي شوارع العاصمة تتحدّث باللّهجة الشلفية، وكانت كثيرا ماتزور مسرح "دنيا زاد" مع والدتها والتي كانت سيّدة المجتمع. وفي سن 17 انضمّت للثورة الجزائرية، وتعرّفت على الكثير من الثوار سنة 1955، وكانت تنشط خفية. عملت في سنة 1956 مع فتيات في شبكة الفدائيين ومنهم سمية لخضاري وزهرة ظريف وجميلة بوحيرد وأخريات كانت مساعدات للثورة من بعيد وبشكل مؤقّت. احتاجت الثورة لفدائيين فشكّلت حسيبة مع جميلة وسمية فوجا من الفدائيين ليقمن بعمليات فدائية جريئة. وكانت رفقة أمّها التي تعمل في جمعية خيرية تقوم بمساعدة العائلات بأعالي العاصمة والتي فقدت معينها أو أحد أفرادها، وكانت أمها على علم بما تقوم به حسيبة منذ توقفت عن الدراسة وخدمة للثورة الجزائرية، وجلبت حسيبة الدواء من المستشفى الذي تعمل فيه للمرضى والمجروحين من المجاهدين وتقوم رفقة زميلاتها على معالجتهم، وكانت تجلب مواد كيميائية لصناعة المتفجرات منذ انضمامها للجمعية الوطنية للطلبة الجزائريين وكانت تعمل مع الشهيد طالب عبد الرحمان.
جاء عبر صفحات 21- 23: كانت حسيبة تساعد في صنع القنابل رفقة طالب عبد الرحمان والدكتور "تمسيت دنيال" الشيوعي في منزل المجاهد عزوز بن صدوق، وهجمت عليهم قوات الاحتلال وألقي القبض على تمسيت الشيوعي وصاحب البيت وحكم عليهما بـ 20 سنة سجنا وفرّت حسيبة وتخبت ببيت جميلة بوحيرد وواصلت عملها في الثورة ووضعها الاحتلال الفرنسي تحت المراقبة.
جاء عبر صفحات 23- 26: أكتوبر 1956 أصبحت حسيبة مطاربة من طرف جيش الاحتلال، وغادرت بيتها العائلي الذي داهمته العساكر الفرنسية المحتلة وتخفت في بيت جميلة بوحيرد، وفي أحد المرات نزل فيلق من الجيش المحتل مكوّنا من 30 جنديا محتلا لتفتيش البيت واستنطاق عائلة حسيبة. طلبت الجبهة من حسيبة أن تغيّر ملامحها ولون وجهها فغيّرت لون شعرها وحواجبها وانضمت إلى بيت جميلة بوحيرد بالقصبة لتعيش مع النّاس، وكان يطلب منها أن لاتتصل كثيرا مع النّاس وتتحدّث مع الموثوق فيهم وتجلس في الأماكن التي يامّها الجزائريين والبعيدة عن أنظار المحتل، وكانت تنقلاتها خارج القصبة محسوبة مضبوطة فهي محلّ بحث من طرف قوات المحتل. وفي القصبة وعندما كان يقتحم المحتل القصبة كان المجاهدون يختبؤون في المخابئ السرية فكانوا يسيرون من سطح إلى سطح ولكي يحميهم الشعب كان النسوة تزغرد بكل مالها حتّى يمنع جنود المحتل من الانتباه وكشف الفارين من المجاهدين.
جاء عبر صفحات 26- 31: شكّل علي لابوانت المعروف بعلي عمار، وحسيبة بن بوعلي وطالب عبد الرحمان شوكة في حلق المستدمر، وكان الطفل عمر يساعدهم في التنقل بين الشوارع، وكان محمود بوحميدي خبير بأزقة القصبة وكلّف بربط الاتصالات بين الفدائيين ومساعدة المجاهدين وتوفير مخابئ لهم مثل مافعل مع علي لابوانت 1957 وكان له دور في إخفاء وثائق ومراسلات مسؤولي العمليات. وكانت الطفل عمر يحمل السلاح في محفظته وكان يجتمع بالشهيد بن مهيدي وكان يعمل كمراسل للجبهو وحاملا للسلاح ثم مقاتلا "وكادت الثورة تخفق لولا شجاعة الطفل الغير مشتبه فيه"، وتعرّف الطفل إلى حسيبة بن بوعلي. في ديسمبر 1956 اجتمعت حسيبة إلى ظريف وأخواتها المجاهدات وكلّفت بوضع قنبلة في مقهى يؤمّه المحتلون وكانت موضع بحث من طرف المحتلين الفرنسيين، فغيّرت ملامحها حتّى أمست كما لو أنّها من أصول أوروبية وتدربت على تهدئة أعصابها ونجحت في العملية.
جاء في صفحات 33 – 42: اشتاقت حسيبة لعائلتها فأرسلت لهم رسالة من 4 صفحات في 18 سبتمبر 1957 أي 20 يوما فقط قبل سقوطها في يد العدو و23 يوم قبل استشهادها رفقة زملائها، وتمّ إظهار الرسالة بعد 57 سنة أي سنة 2014 من استشهادها بعدما كانت محفوظة لدى الجيش الفرنسي المحتل، ومما جاء في الرسالة: أنّ العدو يبحث عنها وستصعد للجبل لتساعد إخوانها المجاهدين كممرضة، ومرّ عام ولم تر أسرتها، وتتمنى رؤية عائلتها قبل الصعود إلى الجبل، وإذ لم نلتقي في هذه الدنيا سيجمعنا الله تعالى في جنته، وإذا مت فلا تبكوني سأكون سعيدة يومها. ولم تصل الرسالة لوالديها وألقي القبض على حاملها الذي تلقاها بدوره من مجهول، وما شدّ انتباه المحتل الفرنسي هو سعي حسيبة للالتحاق بالثوار بالجبل فشدّد البحث والمراقبة.
وجاء في صفحات 42 - 47: في أحد أيام 1957 بعثت حسيبة رسالة تخبر مسؤول المنطقة عبرها أنّ شحنة من السلاح وصلت عبر "غندريش"، فتبيّن أنه عميل للجنرال السّفاح الجلاد "ماسو" وهو الذي سلّمه الرسالة وكان يتظاهر بالتعاطف مع الثورة. وفي 8 أكتوبر 1957 أحاطت قوات المحتل بالبيت الذي يختبئ به الشهداء حسيبة بن بوعلي والطفل عمر ومحمود بوحميدي وعلي لابوانت وطالبهم الاحتلال بالاستسلام ولهم "الأمان !" وفضّلوا جميعا الشهادة على الاستسلام رحمة الله عليهم جميعا ورضي الله عنهم وأرضاهم، وتم نسف البيت عن آخره وفي هذا الانفجار قضى الكثير من المدنيين حتفهم الذين كانوا بنفس العمارة.
وجاء في صفحات 47 -49: تقول فضيلة أخت حسيبة بن بوعلي: ياسف سعدي هو اللّي بيّعهم أنا قلتها له أكثر من مرة، الكل يجمع على ذلك لقد قبضوا عليه في أواخر شهر سبتمبر والمجموعة اغتيلت في بداية أكتوبر، وحسيبة كتبت قبل ذلك رسالة إلى سعدي باسم علي لابوانت المعروف بـ "الحبيب"، جاء في معناها: أخي الكبير سنعاود العمليات العسكرية انطلاقا من المكان المتّفق عليه، ياسف سعدي من أخبرهم "بينه وبين ضميره" و "بينه وبين الله" هو الوحيد الذي لايزور قبر أختي ولا يذكرها في حديثه أو تصريحاته".
وجاء في صفحة 50: الشهود الذين اعتمدت عليهم الأستاذة بوشاقور ازدهار في تقديم هذا كتابها عن الشهيدة حسيبة بن بوعلي، وهم: فضيلة بن بوعلي أخت الشهيدة، والحاج بن بوعلي أحد أقارب الشهيدة، والزبير بن بوعلي أحد أقارب الشهيدة، والمجاهدة زوليخة بن قدور درست مع الشهيدة، والسيدة ظريف بيطاط مجاهدة وصديقة للشهيدة حسيبة بن بوعلي.
الشهيدة حسيبة بن بوعلي - معمر حبار
أنهيت قراءة الكتاب في شهر ماي 2017 ويقوم الآن القارىء بتلخيص كتاب الأستاذة بوشاقور ازدهر: " دروس في الوطنية، الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمقاوم محمد بن عبد الله الملقب ببومعزة"، دار قرطبة، المحمدية، الجزائر، طبعة 1438هـ - 2017، من 66 صفحة.
جاء عبر صفحات 4- 7: ولدت الشهيدة حسيبة بن بوعلي يوم 18 جانفي 1938 ببلدية سنجاس ولاية الأصنام سابقا والشلف حاليا، وأبوها من أعيان الولاية مالك لأراضي وأملاك خاصة ومتعلّم ومقدّرا للقضية الوطنية، وأم مثقفة تحب فعل الخير فسعت لمساعدة العائلات الفقيرة التي حرمها الاستدمار. وحالتها الغنية ساعدتها على ولوج مدرسة الفرنسيين.
جاء عبر صفحات 8 - 11 : انتقل الأب إلى العاصمة رفقة عائلته سنة 1948 وعمر حسيبة 10 سنوات، عمل الأب بأمواله في التجارة والتحقت حسيبة بالمدارس الفرنسية لأنّها من عائلة مكتفية. شخصية حسيبة قويّة متمردة وشجاعة، تصلي ولا تترك الصلاة، وكانت لحسيبة مربية تكفّلت بتربيتها وحمايتها منذ صغرها. درست حتّ للسنة الثانية ثانوي، كانت حسيبة من بين عشر بنات جزائريات الذي يدرسون مع 150 فرنسية ، وعرفت بصمتها وقلّة كلامها وقلّة اختلاطها، تحب النظافة وتحب اللّباس الجميل، فكانت أفكارها وأقوالها تحمل تعاسة الشعب والرغبة الشديدة في الانتقام من الاستدمار.
جاء عبر صفحات 12- 14 : انضمت للثورة الجزائرية وعمرها لايتعدى 16 سنة، لأنّ خرجاتها مع أمّها "السيّدة لويزة" التي كانت تتصل بالجمعيات الخيرية هو الذي أذكى فيها شعلة نور الوطن وبعث فيها الأمل. طبيب العائلة "ماريوش" وهو من الأوربيين المتعاطفين مع الثورة الجزائرية ساعدها للدخول للعمل في مستشفى "مصطفى باشا" كممرضة. وانضمت حسيبة من قبل انضمامها للثورة لصفوف الكشافة حيث التنظيم وحب الوطن ورحلاتها داخل الوطن.
جاء عبر صفحة 14-16: وفي عام 1953 سافرت حسيبة إلى فرنسا وإلى جامع باريس وتقرأ: "ربنا لاتجعلنا أنانيين وهذا لأجل وطننا"، وكانت تحفظ القرآن، وتقرأ سورة الكرسي والكثير من السور، وزرات العديد من البلدان الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا. انضمّت حسيبة إلى الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في سنّ 16 وهي يومها مازالت تدرس، وهذا أوّل انتماء رسمي لهيئة وطنية، ورأت بعينها ماتعيشه العائلة الجزائرية من فقر وتمنّت أن تصعد الجبل وتساعد الثورة كيفما استطاعت وفي أوّل فرصة تتاح لها، وسافرت إلى أوربا مع أصدقاء الثورة الجزائرية من الداخل والخارج وفي إطار التنظيم الكشفي الذي تنتمي إليه سنتي 1953-1954.
جاء عبر صفحات 16- 21: تتقن حسيبة اللغة الفرنسية واللاتينية والإسبانية، وفي شوارع العاصمة تتحدّث باللّهجة الشلفية، وكانت كثيرا ماتزور مسرح "دنيا زاد" مع والدتها والتي كانت سيّدة المجتمع. وفي سن 17 انضمّت للثورة الجزائرية، وتعرّفت على الكثير من الثوار سنة 1955، وكانت تنشط خفية. عملت في سنة 1956 مع فتيات في شبكة الفدائيين ومنهم سمية لخضاري وزهرة ظريف وجميلة بوحيرد وأخريات كانت مساعدات للثورة من بعيد وبشكل مؤقّت. احتاجت الثورة لفدائيين فشكّلت حسيبة مع جميلة وسمية فوجا من الفدائيين ليقمن بعمليات فدائية جريئة. وكانت رفقة أمّها التي تعمل في جمعية خيرية تقوم بمساعدة العائلات بأعالي العاصمة والتي فقدت معينها أو أحد أفرادها، وكانت أمها على علم بما تقوم به حسيبة منذ توقفت عن الدراسة وخدمة للثورة الجزائرية، وجلبت حسيبة الدواء من المستشفى الذي تعمل فيه للمرضى والمجروحين من المجاهدين وتقوم رفقة زميلاتها على معالجتهم، وكانت تجلب مواد كيميائية لصناعة المتفجرات منذ انضمامها للجمعية الوطنية للطلبة الجزائريين وكانت تعمل مع الشهيد طالب عبد الرحمان.
جاء عبر صفحات 21- 23: كانت حسيبة تساعد في صنع القنابل رفقة طالب عبد الرحمان والدكتور "تمسيت دنيال" الشيوعي في منزل المجاهد عزوز بن صدوق، وهجمت عليهم قوات الاحتلال وألقي القبض على تمسيت الشيوعي وصاحب البيت وحكم عليهما بـ 20 سنة سجنا وفرّت حسيبة وتخبت ببيت جميلة بوحيرد وواصلت عملها في الثورة ووضعها الاحتلال الفرنسي تحت المراقبة.
جاء عبر صفحات 23- 26: أكتوبر 1956 أصبحت حسيبة مطاربة من طرف جيش الاحتلال، وغادرت بيتها العائلي الذي داهمته العساكر الفرنسية المحتلة وتخفت في بيت جميلة بوحيرد، وفي أحد المرات نزل فيلق من الجيش المحتل مكوّنا من 30 جنديا محتلا لتفتيش البيت واستنطاق عائلة حسيبة. طلبت الجبهة من حسيبة أن تغيّر ملامحها ولون وجهها فغيّرت لون شعرها وحواجبها وانضمت إلى بيت جميلة بوحيرد بالقصبة لتعيش مع النّاس، وكان يطلب منها أن لاتتصل كثيرا مع النّاس وتتحدّث مع الموثوق فيهم وتجلس في الأماكن التي يامّها الجزائريين والبعيدة عن أنظار المحتل، وكانت تنقلاتها خارج القصبة محسوبة مضبوطة فهي محلّ بحث من طرف قوات المحتل. وفي القصبة وعندما كان يقتحم المحتل القصبة كان المجاهدون يختبؤون في المخابئ السرية فكانوا يسيرون من سطح إلى سطح ولكي يحميهم الشعب كان النسوة تزغرد بكل مالها حتّى يمنع جنود المحتل من الانتباه وكشف الفارين من المجاهدين.
جاء عبر صفحات 26- 31: شكّل علي لابوانت المعروف بعلي عمار، وحسيبة بن بوعلي وطالب عبد الرحمان شوكة في حلق المستدمر، وكان الطفل عمر يساعدهم في التنقل بين الشوارع، وكان محمود بوحميدي خبير بأزقة القصبة وكلّف بربط الاتصالات بين الفدائيين ومساعدة المجاهدين وتوفير مخابئ لهم مثل مافعل مع علي لابوانت 1957 وكان له دور في إخفاء وثائق ومراسلات مسؤولي العمليات. وكانت الطفل عمر يحمل السلاح في محفظته وكان يجتمع بالشهيد بن مهيدي وكان يعمل كمراسل للجبهو وحاملا للسلاح ثم مقاتلا "وكادت الثورة تخفق لولا شجاعة الطفل الغير مشتبه فيه"، وتعرّف الطفل إلى حسيبة بن بوعلي. في ديسمبر 1956 اجتمعت حسيبة إلى ظريف وأخواتها المجاهدات وكلّفت بوضع قنبلة في مقهى يؤمّه المحتلون وكانت موضع بحث من طرف المحتلين الفرنسيين، فغيّرت ملامحها حتّى أمست كما لو أنّها من أصول أوروبية وتدربت على تهدئة أعصابها ونجحت في العملية.
جاء في صفحات 33 – 42: اشتاقت حسيبة لعائلتها فأرسلت لهم رسالة من 4 صفحات في 18 سبتمبر 1957 أي 20 يوما فقط قبل سقوطها في يد العدو و23 يوم قبل استشهادها رفقة زملائها، وتمّ إظهار الرسالة بعد 57 سنة أي سنة 2014 من استشهادها بعدما كانت محفوظة لدى الجيش الفرنسي المحتل، ومما جاء في الرسالة: أنّ العدو يبحث عنها وستصعد للجبل لتساعد إخوانها المجاهدين كممرضة، ومرّ عام ولم تر أسرتها، وتتمنى رؤية عائلتها قبل الصعود إلى الجبل، وإذ لم نلتقي في هذه الدنيا سيجمعنا الله تعالى في جنته، وإذا مت فلا تبكوني سأكون سعيدة يومها. ولم تصل الرسالة لوالديها وألقي القبض على حاملها الذي تلقاها بدوره من مجهول، وما شدّ انتباه المحتل الفرنسي هو سعي حسيبة للالتحاق بالثوار بالجبل فشدّد البحث والمراقبة.
وجاء في صفحات 42 - 47: في أحد أيام 1957 بعثت حسيبة رسالة تخبر مسؤول المنطقة عبرها أنّ شحنة من السلاح وصلت عبر "غندريش"، فتبيّن أنه عميل للجنرال السّفاح الجلاد "ماسو" وهو الذي سلّمه الرسالة وكان يتظاهر بالتعاطف مع الثورة. وفي 8 أكتوبر 1957 أحاطت قوات المحتل بالبيت الذي يختبئ به الشهداء حسيبة بن بوعلي والطفل عمر ومحمود بوحميدي وعلي لابوانت وطالبهم الاحتلال بالاستسلام ولهم "الأمان !" وفضّلوا جميعا الشهادة على الاستسلام رحمة الله عليهم جميعا ورضي الله عنهم وأرضاهم، وتم نسف البيت عن آخره وفي هذا الانفجار قضى الكثير من المدنيين حتفهم الذين كانوا بنفس العمارة.
وجاء في صفحات 47 -49: تقول فضيلة أخت حسيبة بن بوعلي: ياسف سعدي هو اللّي بيّعهم أنا قلتها له أكثر من مرة، الكل يجمع على ذلك لقد قبضوا عليه في أواخر شهر سبتمبر والمجموعة اغتيلت في بداية أكتوبر، وحسيبة كتبت قبل ذلك رسالة إلى سعدي باسم علي لابوانت المعروف بـ "الحبيب"، جاء في معناها: أخي الكبير سنعاود العمليات العسكرية انطلاقا من المكان المتّفق عليه، ياسف سعدي من أخبرهم "بينه وبين ضميره" و "بينه وبين الله" هو الوحيد الذي لايزور قبر أختي ولا يذكرها في حديثه أو تصريحاته".
وجاء في صفحة 50: الشهود الذين اعتمدت عليهم الأستاذة بوشاقور ازدهار في تقديم هذا كتابها عن الشهيدة حسيبة بن بوعلي، وهم: فضيلة بن بوعلي أخت الشهيدة، والحاج بن بوعلي أحد أقارب الشهيدة، والزبير بن بوعلي أحد أقارب الشهيدة، والمجاهدة زوليخة بن قدور درست مع الشهيدة، والسيدة ظريف بيطاط مجاهدة وصديقة للشهيدة حسيبة بن بوعلي.