احببت رواية جميلة اسمها *الحب في زمن الكوليرا* للاديب الكولومبي غابرييل ماركيز والتي ترجمت لعدة لغات واحببت ان تشاركوني متعتها
مع فرمنيا داثا داثا
"فلورينتينو اريثا" بطل رواية (الحب في زمن الكوليرا) الذي أمضى ثلاث و خمسين سنة ينتظر المرأة التي أحبها مذ كان في الثامنة عشرة من عمره حين كان ينتظرها في ظل أشجار اللوز ليراقب بقلب مكبوت مرورها بزيها المدرسي ذي الخطوط الزرقاء و جرابها ذي الرباط الذي يصل حتى الركبتين و ضفيرتها المتدلية على ظهرها حتى الخصر ..
كانت رؤية الصبية هي أقصى ما يريد ،، لكن لياليه المضطربة جعلته يكتب لها رسالة قرأتها هي بدافع الفضول و كتبها هو بأصابع روحه ...
و في انتظار ردها فقد العاشق الرغبة في الكلام و الأكل و لم يعد يستطيع النوم و بدأ يعاني من إغماءات مفاجئة مترافقة مع قيء أخضر ....
و رغم أنهم كانوا في زمن ( الكوليرا ) إلا أن الطبيب قال إن هذه الأعراض ليست أعراض كوليرا بل أعراض حب سيتحكم بمصير هذا العاشق الشاب حتى يشيخ ...
و لأن الحياة لها ألاعيبها الخاصة و الملتوية و رغم أن "فلورنتينو" ليس نموذج الرجل الذي كانت ستختاره "فيرمينا داثا" إلا أنه أثار فضولها بحيث جعلها تبادله الرسائل ثم أوراق أزهار مجففة و أجنحة فراشات و ريش عصافير فاتنة ..
و بعد مرور سنتين من الرسائل المحمومة ودون ان تراه ،، وافقت على الزواج منه ....
لكنها ذات يوم و في أحد الأسواق سمعت صوته قريباً منها يهمس بالاسم الذي أطلقه عليها : (ربة متوجة)
ولكنها حين التفتت إليه رأت عينيه الجامدتين
ووجهه الأزرق الضارب إلى السواد و شفتيه المتصلبتين .. فلم تشعر بهيجان الحب بل شعرت بخيبة الأمل ،، فالبعد رسم لها صورة أخرى لا تشبه بأي شكل من الأشكال صورة هذا الرجل الهزيل البائس ... و بحركة واحدة من يدها محته من حياتها و قالت له : أرجوك انس كل شيء ..
و في مساء ذلك اليوم أرسلت له الرسالة الأخيرة :
( عندما رأيتك اليوم أدركت أن ما بيننا ليس إلا وهماً )
و أرفقت بالرسالة كل رسائله و أشعاره و أزهار كاميليلاه المجففة ،، و طلبت أن يعيد إليها الرسائل و الهدايا و ضفيرتها و هي في الخامسة عشرة التي كان يعلقها في علبة زجاجية كما لو كانت أيقونة مقدسة ...
و رغم تلك القسوة التي يعجز الشيطان عن القيام بمثلها انتظرها العاشق الهزيل البائس خمسين سنة حتى شاخت و شاخ زوجها و توفي ... ليعود إليها يوم دفن زوجها و يقدم لها عرض حبه الأبدي الذي لم يصدأ و لم يصبح شيخاً مثلهما ...!!!
مع فرمنيا داثا داثا
"فلورينتينو اريثا" بطل رواية (الحب في زمن الكوليرا) الذي أمضى ثلاث و خمسين سنة ينتظر المرأة التي أحبها مذ كان في الثامنة عشرة من عمره حين كان ينتظرها في ظل أشجار اللوز ليراقب بقلب مكبوت مرورها بزيها المدرسي ذي الخطوط الزرقاء و جرابها ذي الرباط الذي يصل حتى الركبتين و ضفيرتها المتدلية على ظهرها حتى الخصر ..
كانت رؤية الصبية هي أقصى ما يريد ،، لكن لياليه المضطربة جعلته يكتب لها رسالة قرأتها هي بدافع الفضول و كتبها هو بأصابع روحه ...
و في انتظار ردها فقد العاشق الرغبة في الكلام و الأكل و لم يعد يستطيع النوم و بدأ يعاني من إغماءات مفاجئة مترافقة مع قيء أخضر ....
و رغم أنهم كانوا في زمن ( الكوليرا ) إلا أن الطبيب قال إن هذه الأعراض ليست أعراض كوليرا بل أعراض حب سيتحكم بمصير هذا العاشق الشاب حتى يشيخ ...
و لأن الحياة لها ألاعيبها الخاصة و الملتوية و رغم أن "فلورنتينو" ليس نموذج الرجل الذي كانت ستختاره "فيرمينا داثا" إلا أنه أثار فضولها بحيث جعلها تبادله الرسائل ثم أوراق أزهار مجففة و أجنحة فراشات و ريش عصافير فاتنة ..
و بعد مرور سنتين من الرسائل المحمومة ودون ان تراه ،، وافقت على الزواج منه ....
لكنها ذات يوم و في أحد الأسواق سمعت صوته قريباً منها يهمس بالاسم الذي أطلقه عليها : (ربة متوجة)
ولكنها حين التفتت إليه رأت عينيه الجامدتين
ووجهه الأزرق الضارب إلى السواد و شفتيه المتصلبتين .. فلم تشعر بهيجان الحب بل شعرت بخيبة الأمل ،، فالبعد رسم لها صورة أخرى لا تشبه بأي شكل من الأشكال صورة هذا الرجل الهزيل البائس ... و بحركة واحدة من يدها محته من حياتها و قالت له : أرجوك انس كل شيء ..
و في مساء ذلك اليوم أرسلت له الرسالة الأخيرة :
( عندما رأيتك اليوم أدركت أن ما بيننا ليس إلا وهماً )
و أرفقت بالرسالة كل رسائله و أشعاره و أزهار كاميليلاه المجففة ،، و طلبت أن يعيد إليها الرسائل و الهدايا و ضفيرتها و هي في الخامسة عشرة التي كان يعلقها في علبة زجاجية كما لو كانت أيقونة مقدسة ...
و رغم تلك القسوة التي يعجز الشيطان عن القيام بمثلها انتظرها العاشق الهزيل البائس خمسين سنة حتى شاخت و شاخ زوجها و توفي ... ليعود إليها يوم دفن زوجها و يقدم لها عرض حبه الأبدي الذي لم يصدأ و لم يصبح شيخاً مثلهما ...!!!