وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 349 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 348 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_rcapوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_voting_barوماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!صبحي غندور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

وماذا بعد الوصول إلى قاع المنحدر؟!

صبحي غندور*



هناك من يعتقد أنّ العرب لم يصلوا بعدُ إلى قاع المنحدر، وبأنّه ما زال أمامهم
مخاطر كثيرة قبل أن تتّضح صورة مستقبلهم. لكن رغم وجود هذه المخاطر فعلاً، فإنّ ما
تشهده الآن بلاد العرب من حروب وصراعات وأفكار وممارسات سيكون ربّما هو ذاته، خلال
الفترة القادمة، الدافع لتحقيق الإصلاح الجذري المطلوب داخل المجتمعات العربية، في
الفكر والممارسة، في الحكم وفي المعارضة. فقيمة الشيء لا تتأتّى إلّا بعد فقدانه،
والأمّة هي الآن عطشى لما هو بديل الحالة الراهنة من أفكار وممارسات سيّئة.

هذه ليست مجرّد تمنيّات أو أحلام، بل هي خلاصة تجارب الأمّة العربية نفسها في
القرون الماضية، وهي أيضاً محصّلة تجارب شعوب أخرى، كالأوروبيين الذين خاضوا في
النصف الأول من القرن الماضي حربين عالمتين دمّرتا أوروبا وسقط نتيجتهما ضحايا
بالملايين، وكانت بين شعوب الدول الأوروبية صراعات قومية وإثنية وطائفية أكثر
بكثير ممّا تشهده الآن المجتمعات العربية. رغم ذلك، وحينما توفّرت الظروف
والقيادات والرؤى السليمة، طوت أوروبا صفحات الماضي المشين بينها واتّجهت نحو
التوحّد والتكامل بين شعوبها، متجاوزةً ما بينها من خلافات في المصالح والسياسات،
واختلافات في اللغات والثقافات والأعراق.

أوروبا شهدت أيضاً في النصف الأول من القرن الماضي تجارب فكرية وحزبية سيّئة،
كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، ودفعت القارّة الأوروبية كلّها ثمناً
باهظاً لسياسات هذه التجارب السيئة. لكن هذا "النموذج الأوروبي" في التقاتل
والتصارع أولاً، ثمّ في التكامل والتوحّد لاحقاً، احتاج طبعاً إلى مناخ سياسي
ديمقراطي داخلي، على مستوى الحكم والمجتمع معاً، ممّا سمح بحدوث التحوّل الكبير.
فالمسألة ليست فقط انتخابات وآليات للممارسة الديمقراطية الشكلية، لأنّها، إذا لم
تقترن بثقافة ديمقراطية سليمة داخل المجتمع نفسه، قد تزيد الأمور تعقيداً، كما جرى
في تجربتيْ ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية.

أيضاً، فإنّ مسألة الحرّيات في الولايات المتّحدة لم تنتعش وتزدهر في العقد السادس
من القرن الماضي إلّا بعد فترة "المكارثية" الظالمة في العقد الخامس. كذلك لم يصل
"الأميركيون الأفارقة" إلى حقوقهم المدنية إلّا بعد عقود طويلة من مواجهة
الممارسات العنصرية، ومن إحداث تغيير في ثقافة المجتمع الأميركي نفسه. فالدستور
الأميركي يساوي بين كل المواطنين، مهما كان لونهم أو عرقهم أو دينهم، لكن المجتمع
الأميركي لم يكن ناضجاً لتقبّل فكرة المساواة بين الناس كما نصّ عليها الدستور
والقوانين الأميركية. وفي هذا "النموذج الأميركي" دلالة كبيرة على أهمّية وأولوية
إحداث التغيير في المجتمع أولاً، وفي المفاهيم والتقاليد الخاطئة عند عامّة الناس،
وليس فقط بالحكومات وبالدساتير وبالنصوص القانونية.

الأمّة العربية وأوطانها عطشى الآن لمثل هذه التحوّلات الفكرية والثقافية في
مجتمعاتها، وليس فقط لتغييرات شكلية في الحكومات والقوانين. لكن الأرتواء لا
يتحصّل بمجرّد الحاجة اليه، وإنّما بالجهد والسعي المتواصل بحثاً عن الماء، لا عن
سرابه، فيما يُشبه الصحراء القاحلة.

وهناك في التراث الفكري العربي المعاصر ما فيه "خارطة طريق" من أجل الوصول إلى
ينابيع الفكر السليم والقدوة الحسنة من أجل بناء مجتمعات عربية صحّية، تستوعب
اختلافاتها وتنوّعاتها وتقبل وجود "الآخر" وحقوقه ودوره المشارك كمواطن في وطن
يقوم على مفهوم "المواطنة"، لا على مفاهيم "الأكثرية والأقلية".

فأين العرب الآن من المكوّنات الأساسية لمجتمعاتهم، والتي تقوم على الفهم الصحيح
للأديان وعلى مزيج من الهويتين العربية والوطنية؟!. وأين العرب الآن من جوهر
الرسالات السماوية التي تدعو إلى التوحّد ونبذ الفرقة؟!. وأين العرب الآن من
العروبة التي تعني التكامل ورفض الانقسام، ومن الوطنية التي هي تجسيد لمعنى
المواطنة والوحدة الوطنية؟!.

إنّ غياب الفهم الصّحيح للدين والفقه المذهبي ولمسألة الهُوية وللعلاقة مع الآخر
أيّاً كان، هو المناخ المناسب لأيّ صراع طائفي أو مذهبي أو إثني يُحوّل ما هو
إيجابي قائم على الاختلاف والتّعدّد إلى عنفٍ دموي يُناقض مبادئ الرسالات السماوية
والفهم السليم للهُوية الثقافية العربية، ويحقّق غايات الطامحين للسيطرة على العرب
وعلى أرضهم ومقدّراتهم!.

إنّ العالم يشهد الآن حالة فوضى من الطروحات التي تتفاعل داخل كل مجتمع.. وهي
طروحات تشمل الدين والعلمانية، والقومية والعنصرية، والتكتّلات الاقتصادية
والانعزالية الجغرافية، لكن وسط هذه الفوضى الفكرية العالمية، فإنّ من المهمّ
الإشارة إلى نماذج عالمية معاصرة قد نستفيد نحن العرب من تجاربها:

* التجربة اليابانية: فاليابان خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمَّرةً
ومهزومة وعاشت تجربة استخدام السلاح النووي ضدّها - وهذا ما لم يحصل في أيّ مكانٍ
آخر بالعالم - ورغم ذلك استطاعت اليابان أن تخرج من تحت الأنقاض وتعيد بناء ذاتها
لتكون منافساً اقتصادياً هامّاً لمن أذلّها في الحرب العالمية الثانية.

وفي هذه التجربة اليابانية، يبرز التمسّك الياباني بالبعد الحضاري الخاص،
والحرص على استيراد العلم والمعرفة التقنية، مع المحافظة على التراث الحضاري
القومي لليابانيين.

* التجربة الألمانية: حيث لم ييأس شعب ألمانيا من إمكانات وحدته ومن عوامل
تكوينه كأمَّة واحدة - رغم تقسيم ألمانيا لدولتين وبناء ثقافتين متناقضتين فيهما
لحوالي خمسين عاماً عقب الحرب العالمية الثانية – ورغم بناء حائط برلين الذي كان
رمزاً لانقسام العالم بين شرق شيوعي وغرب رأسمالي، فإذا بشعب ألمانيا يدمّر هذا
الحائط وواقع التقسيم في مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، ولم يقبل بالاستسلام
لتدمير عناصر وحدته القومية.

وفي هذه التجربة الألمانية الفريدة، يبرز تمسّك الشعب الألماني بالبعد
القومي الخاص، والذي استطاع تجاوز كل عوامل التفرقة المصطنعة التي زرعتها القوى
الكبرى وسطه لنصف قرنٍ من الزمن.

* تجربة جنوب إفريقيا: وفي هذا النموذج الفريد أيضاً، تتّضح أهمّية القيادة
السليمة، وضرورة وضوح الهدف المركزي والإخلاص له، والإصرار على تحقيق الهدف وعلى
الأسلوب السليم من أجل الوصول إليه.

فمن يرى في الأمَّة العربية، أمّةً متخلّفة، ليقارن مع جنوب إفريقيا التي
أعلن قائدها الراحل نيلسون مانديلا أمام الكونغرس الأميركي، أنّ نسبة الأمّية في
بلده تفوق الـ 70% من عدد السكان!

ومن يرى في اختلاف العرب "وحروبهم القبلية" مانعاً لوحدتهم المستقبلية أو
لبناء مستقبل عربي أفضل، فليقارن أيضاً مع جنوب إفريقيا التي لم تكن فقط منقسمةً
بين سود وبيض، بل أيضاً بين قبائل سوداء متناحرة مع بعضها لعشرات السنين.

ورغم كل عناصر الفرقة والتخلّف والأمّية في جنوب إفريقيا، فإنّ التمسّك
بالهدف والإصرار على تحقيقه من خلال وسائل سليمة وتحت قيادة مخلصة، أمكن دولة جنوب
إفريقيا من أن تتحرّر من نظامٍ عنصري بغيض، وأن تحافظ على وحدة المجتمع، وأوقِفت
الحروب الأهلية القبلية، وجرى بناء نظام اجتماعي ديمقراطي فيه حصّة لكلّ أبناء
المجتمع رغم تباين اللون والقبائل والمصالح!

***

ففي هذه النماذج المختلفة من تجارب العالم المعاصر، ما يعزّز الأمل بإمكان
بناء مجتمع عربي أفضل، شرط الجمع بين حصيلة دروس هذه النماذح. فالبعد الحضاري
الهام لدى العرب لن يكفي وحده لمعالجة الأزمات التي تعصف بالأمَّة الآن من كلّ
حدبٍ وصوب، ومن الداخل والخارج، فهذا البعد هو أساس هام للمنطلق ولبناء الأساس
الفكري والخلقي والقيمي لأي حركة إصلاح عربية.. لكنّه يحتاج إلى استكمالٍ بعناصر
أخرى، خاصّة في ظلّ واقع التجزئة والانقسام الممزوج بالتدخّل الأجنبي الواسع في
شؤون الأوطان العربية.

ولن يكون للبعدين الحضاري والعروبي، أي إمكانية تغيير أو إصلاح في أحوال
أمَّة العرب، ما لم تتوفّر أيضاً القيادات المخلصة النزيهة التي تضع مصلحة شعبها
فوق مصالحها الخاصة، ومصالح أوطانها فوق مصالح أنظمتها ومنظّماتها، والتي تضحي
بنفسها في سبيل الهدف، وليس العكس!

ولعلّ في كلّ هذه النماذج ودروسها ما يؤكّد الحاجة أيضاً إلى التمسّك بشعار
الحرّية وأبعاده المختلفة داخلياً وخارجياً: للأوطان وللشعوب في تحرّرها من سيطرة
الخارج.. للأفراد وللمجتمع.. للعلاقات بين الأفراد، والعلاقات بين الأوطان
والمجتمعات. فالحرّية، بمعناها الشامل، كانت وستبقى، الأساس لكل جوهر الأديان
السماوية، وللقيم الانسانية العامّة.. الحرّية التي تبقى عاجزة وناقصة إذا لم
تتلازم فيها مسألة التحرّر من سيطرة الخارج مع مسألة التحرّر من الاستبداد
الداخلي.. الحرّية، التي هي كالطير، بحاجة إلى تكامل جناحيْ الديمقراطية السياسية
والعدالة الاجتماعية، حتّى تستطيع التحليق عالياً..

22-5-2018

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى