حديث الصيام = مفهوم كلمة الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدين لغة اصله من الفعل الثلاثي : -دان - وهو تارة يتعدى بنفسه، وتارة باللام، وتارة بالباء، ويختلف المعنى باختلاف ما يتعدى به، فإذا تعدى بنفسه يكون (دانه) بمعنى ملكه، وساسه، وقهره وحاسبه، وجازاه.
وإذا تعدى باللام يكون (دان له) بمعنى خضع له، وأطاعه.
وإذا تعدى بالباء يكون (دان به) بمعنى اتخذه ديناً ومذهباً واعتاده، وتخلق به، واعتقده.
و الصحيح أن كل ما يتخذه الناس ويتعبدون له او به يصح أن يسمى ديناً، سواء كان صحيحاً، أو باطلاً، بدليل قوله عز وجل: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85].
وقوله عزّ وجلَّ: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 6]، فسمَّى الله ما عليه مشركوا العرب من الوثنية ديناً.
ومن المعاني اللغوية للدين والتي استعملها القران الكريم:
*: المُلك والنظام والسلطان، كما في قوله تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك)[يوسف:76] أي في ملكه وسلطانه ونظامه.
*: الطريقة والمعتقد، كما في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين)[الكافرون:6]
*: الحكم، كما في قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)[الأنفال:39] فالفتنة في عدم كون الحكم لله على سلوك البشر وافعالهم.
*: الشريعة و القانون الذي ارتضاه الله لعباده، كما في قوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ...)[الشورى:13]
*: الذل والخضوع، يقال: دان لفلان أي خضع له وذل.{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } الزمر ( 3 ) .
*: الجزاء، كما في قوله تعالى: (مالك يوم الدين). أي يوم الجزاء. والعرب تقول : كما تُدين تدان.
والدين اجمالا هو بحث العلاقة مع الخالق المدبر والخضوع بهذه العلاقة له باذعان واستسلام وانقياد لمشيئته وارادته وحكمه وحكمته عبادة من الانسان لخالقه لقوله تعالى في سورة الزمر قوله ( فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص ).
والدين اصطلاحا هو خضوع الانسان واذعانه لنظام قائم على معتقد يقدسه و يعظمه.
والدين لا بد فيه من عقيدة تكون هي الفكرة الكلية عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها لتكون الاساس التي بها يرتسم التفكير ويبنى عليها العقل ويقاس بها الفكر. ولا بد فيه من نظام ينظم سلوك الانسان مع خالقه تعبدا ومع غيره من المخلوقات تعاملا.اي لابد ان يكون عقيدة وشريعة.وبناء على ما سبق نجد ان الدين الذي مصدره الاله الخالق المدبر هو الاسلام وليس غيره وكل دين سواه باطل ومرفوض عقلا وشرعا..قال الله تعالى:-(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19])فهو الدين الذي ارسل به جميع الانبياء والرسل من لدن آدم ونوح الى لدن سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليهم والهم اجمعين.وبين لنا سبحانه انه لن يقبل من البشرية ولا لهم دينا غيره فقال سبحانه:-(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ آل عمران: 85].
وقال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ المائدة: 3] . وختاما فان الاسلام لا يكره احدا على اعتناق عقيدته ولكنه يُخضع رعاياه لاحكامه وتشريعاته لانه نظام عام للحياة واهلها فقال سبحانه ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ( 256 ) البقرة ) . قال الامام ابن كثير في تفسيره:-
يقول تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا . وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عاما .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله عز وجل : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) .
وقد رواه أبو داود والنسائي جميعا عن بندار به ومن وجوه أخر عن شعبة به نحوه . وقد رواه ابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه من حديث شعبة به ، وهكذا ذكر مجاهد وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وغيرهم : أنها نزلت في ذلك .
وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الجرشي عن زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد [ بن جبير ] عن ابن عباس قوله : ( لا إكراه في الدين ) قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له : الحصيني كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلا مسلما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك .
اللهم احينا بالايمان وتوفنا على الاسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدين لغة اصله من الفعل الثلاثي : -دان - وهو تارة يتعدى بنفسه، وتارة باللام، وتارة بالباء، ويختلف المعنى باختلاف ما يتعدى به، فإذا تعدى بنفسه يكون (دانه) بمعنى ملكه، وساسه، وقهره وحاسبه، وجازاه.
وإذا تعدى باللام يكون (دان له) بمعنى خضع له، وأطاعه.
وإذا تعدى بالباء يكون (دان به) بمعنى اتخذه ديناً ومذهباً واعتاده، وتخلق به، واعتقده.
و الصحيح أن كل ما يتخذه الناس ويتعبدون له او به يصح أن يسمى ديناً، سواء كان صحيحاً، أو باطلاً، بدليل قوله عز وجل: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85].
وقوله عزّ وجلَّ: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 6]، فسمَّى الله ما عليه مشركوا العرب من الوثنية ديناً.
ومن المعاني اللغوية للدين والتي استعملها القران الكريم:
*: المُلك والنظام والسلطان، كما في قوله تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك)[يوسف:76] أي في ملكه وسلطانه ونظامه.
*: الطريقة والمعتقد، كما في قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين)[الكافرون:6]
*: الحكم، كما في قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)[الأنفال:39] فالفتنة في عدم كون الحكم لله على سلوك البشر وافعالهم.
*: الشريعة و القانون الذي ارتضاه الله لعباده، كما في قوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ...)[الشورى:13]
*: الذل والخضوع، يقال: دان لفلان أي خضع له وذل.{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } الزمر ( 3 ) .
*: الجزاء، كما في قوله تعالى: (مالك يوم الدين). أي يوم الجزاء. والعرب تقول : كما تُدين تدان.
والدين اجمالا هو بحث العلاقة مع الخالق المدبر والخضوع بهذه العلاقة له باذعان واستسلام وانقياد لمشيئته وارادته وحكمه وحكمته عبادة من الانسان لخالقه لقوله تعالى في سورة الزمر قوله ( فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص ).
والدين اصطلاحا هو خضوع الانسان واذعانه لنظام قائم على معتقد يقدسه و يعظمه.
والدين لا بد فيه من عقيدة تكون هي الفكرة الكلية عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها لتكون الاساس التي بها يرتسم التفكير ويبنى عليها العقل ويقاس بها الفكر. ولا بد فيه من نظام ينظم سلوك الانسان مع خالقه تعبدا ومع غيره من المخلوقات تعاملا.اي لابد ان يكون عقيدة وشريعة.وبناء على ما سبق نجد ان الدين الذي مصدره الاله الخالق المدبر هو الاسلام وليس غيره وكل دين سواه باطل ومرفوض عقلا وشرعا..قال الله تعالى:-(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19])فهو الدين الذي ارسل به جميع الانبياء والرسل من لدن آدم ونوح الى لدن سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليهم والهم اجمعين.وبين لنا سبحانه انه لن يقبل من البشرية ولا لهم دينا غيره فقال سبحانه:-(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ آل عمران: 85].
وقال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ المائدة: 3] . وختاما فان الاسلام لا يكره احدا على اعتناق عقيدته ولكنه يُخضع رعاياه لاحكامه وتشريعاته لانه نظام عام للحياة واهلها فقال سبحانه ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ( 256 ) البقرة ) . قال الامام ابن كثير في تفسيره:-
يقول تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا . وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عاما .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله عز وجل : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) .
وقد رواه أبو داود والنسائي جميعا عن بندار به ومن وجوه أخر عن شعبة به نحوه . وقد رواه ابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه من حديث شعبة به ، وهكذا ذكر مجاهد وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وغيرهم : أنها نزلت في ذلك .
وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الجرشي عن زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد [ بن جبير ] عن ابن عباس قوله : ( لا إكراه في الدين ) قال : نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له : الحصيني كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو رجلا مسلما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية ؟ فأنزل الله فيه ذلك .
اللهم احينا بالايمان وتوفنا على الاسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.