حديث الصيام -9-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم الفطرة في الاسلام
* المعنى اللغوي: نقول فطر النبت اذا طلع وشق الارض وفطر الخشب اي شقه وفطر العجين اذا خبزه دون ان يخمره وفطر ناب البعير اذا شق اللحم وبرز ، وفطَر الشَّيءَ: اخترعه، أوجده، أنشأه، ابتدأه. وفَطَرَ اللَّهُ الْعَالَمَ : خَلَقَهُ. ويقال ما يَزَالُ فلانٌ عَلَى الْفِطْرَةِ: اي على الصِّفَةُ الأُولَى الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِ، أَيْ خِلْقَتُهُ الطَّبِيعِيَّةُ. وقال الله تعالى:-( فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا).
والافطار هو طعام اول وجبة في اليوم ويسمى طعام الصائم الذي ينهي صيامه به او يقطعه به افطاراً...وتَفَطّرَ : تَشَقّقَ أو تصدَّعَ كما في قوله تعالى: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ )
فنلاحظ ان مادة فطر لها علاقة باول الشيء وبدءه وانشقاق ما يغلفه عنه وخروجه للوجود
والفِطْرَة :الْخِلقة التي يكون عليها كل موجود أَوّلَ خَلْقِه والطبيعة السليمة لم تُشَب بعَيْب، ولم تلوث بملوث اشوهها او يحرفها عن اصلها .
وعليه نستطيع القول بان الفطرة هي: استعداد نفسي طبيعي لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل اي ما ركَّزه الله في نفس الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان.
فالفطرة اصل الخليقة اي ما خلق الله الناس عليه من غرائز وطبائع نفسية اودعها نفوسهم ويظهر ذلك جليا في قوله تعالى :-(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30 الروم) فالدين الحنيف هو غريزة في اصل الفطرة وقد نقل الطبري رحمه الله في تفسيره عن يزيد بن أبي مريم، قال: مرّ عمر بمُعاذ بن جبل، فقال: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث، وهنّ المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)، والصلاة: وهي الملة، والطاعة: وهي العصمة. فقال عمر: صدقت.
ويؤيد ذلك حديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل يسلمانه لان الاسلام ذاته هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها فلا تبديل لخلق الله.
والذي يبدو لي ان الغرائز جمع غريزة وهي ما غرزه الله تعالى في النفس ، من امور كغريزة البقاء والنوع والتدين هي بمجموعها تشكل الفطرة التي فطر الله الناس عليها،ونقول غرس في الارض وغرز في النفس فهو مغروس ومغروز اي ثابت ونابت في اصل النفس وخليقتها.
فمن عناية الله تعالى ورعايته ان جعل امور الخير والايمان مغروزة في النفس البشرية كي لا يكون طريق الايمان صعبا ولا مبتغاه معقدا لمن لم تتلوث فطرته ولم تشذ غرائزه ، اللهم اهدنا اليك هدى لا ضلال معه ولا بعده يا رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفهوم الفطرة في الاسلام
* المعنى اللغوي: نقول فطر النبت اذا طلع وشق الارض وفطر الخشب اي شقه وفطر العجين اذا خبزه دون ان يخمره وفطر ناب البعير اذا شق اللحم وبرز ، وفطَر الشَّيءَ: اخترعه، أوجده، أنشأه، ابتدأه. وفَطَرَ اللَّهُ الْعَالَمَ : خَلَقَهُ. ويقال ما يَزَالُ فلانٌ عَلَى الْفِطْرَةِ: اي على الصِّفَةُ الأُولَى الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِ، أَيْ خِلْقَتُهُ الطَّبِيعِيَّةُ. وقال الله تعالى:-( فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا).
والافطار هو طعام اول وجبة في اليوم ويسمى طعام الصائم الذي ينهي صيامه به او يقطعه به افطاراً...وتَفَطّرَ : تَشَقّقَ أو تصدَّعَ كما في قوله تعالى: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ )
فنلاحظ ان مادة فطر لها علاقة باول الشيء وبدءه وانشقاق ما يغلفه عنه وخروجه للوجود
والفِطْرَة :الْخِلقة التي يكون عليها كل موجود أَوّلَ خَلْقِه والطبيعة السليمة لم تُشَب بعَيْب، ولم تلوث بملوث اشوهها او يحرفها عن اصلها .
وعليه نستطيع القول بان الفطرة هي: استعداد نفسي طبيعي لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل اي ما ركَّزه الله في نفس الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان.
فالفطرة اصل الخليقة اي ما خلق الله الناس عليه من غرائز وطبائع نفسية اودعها نفوسهم ويظهر ذلك جليا في قوله تعالى :-(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30 الروم) فالدين الحنيف هو غريزة في اصل الفطرة وقد نقل الطبري رحمه الله في تفسيره عن يزيد بن أبي مريم، قال: مرّ عمر بمُعاذ بن جبل، فقال: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث، وهنّ المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)، والصلاة: وهي الملة، والطاعة: وهي العصمة. فقال عمر: صدقت.
ويؤيد ذلك حديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل يسلمانه لان الاسلام ذاته هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها فلا تبديل لخلق الله.
والذي يبدو لي ان الغرائز جمع غريزة وهي ما غرزه الله تعالى في النفس ، من امور كغريزة البقاء والنوع والتدين هي بمجموعها تشكل الفطرة التي فطر الله الناس عليها،ونقول غرس في الارض وغرز في النفس فهو مغروس ومغروز اي ثابت ونابت في اصل النفس وخليقتها.
فمن عناية الله تعالى ورعايته ان جعل امور الخير والايمان مغروزة في النفس البشرية كي لا يكون طريق الايمان صعبا ولا مبتغاه معقدا لمن لم تتلوث فطرته ولم تشذ غرائزه ، اللهم اهدنا اليك هدى لا ضلال معه ولا بعده يا رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.