اخطرقيود الشيطان للانسان
ان من اخطر قيود الشيطان على الإنسان وامتنها ، تقييد اللسان عن ذكر الله تعالى، فإذا قُيّد اللسان استسلمت الأركان . فلا ينفع سمع ولا بصر ولا قلب او فؤاد يعقل، فقاد الشيطان الانسان للدخول في حزبه، واستحوذ عليه، وقاده لموالاة اعداء الله ممن غضب الله عليهم، و زين له ان يتبعهم في كل امر من اموره حتى لو دخلوا جحر ضب لدخله وراءهم، وهم صم بكم عمي لا يبصرون ولا يهتدون الا الى الغي والضلال,قال الله تعالى :
" ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (16) لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) المجادلة".
واسْتَحْوَذَ من الحوذ: وهو أن يتبع السائق حاذيى البعير، أى: أدبار فخذه ثم يسوقه سوقا عنيفا، لا يستطيع البعير الفكاك منه ... والمراد به هنا: شدة الاستيلاء والغلبة ..فهؤلاء المنافقين قد استولى عليهم الشيطان استيلاءً تاماً، بحيث صيرهم تابعين لوساوسه وتزيينه لهم، فهم طوع أمره، ورهن إشارته في سرعة الاستجابة له، فترتب على طاعتهم له أن أنساهم طاعة الله- تعالى-، وحسابه، وجزاءه، فعاشوا حياتهم يتركون ما هو خير، ويسرعون نحو ما هو شر ... ويتركون الاعلى ويسارعون الى الادنى
أُولئِكَ الموصوفون بتلك الصفات القبيحة حِزْبُ الشَّيْطانِ أى: جنوده وأتباعه أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ خسارة لا تقاربها خسارة، لأنهم آثروا العاجل على الآجل، والفاني على الباقي، والضلال على الهدى ...
روى أبو داود رحمه الله فقال :
حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زائدة ، حدثنا السائب بن حبيش ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، عن أبي الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ، لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان ، فعليك بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب القاصية " .
وحرصا علينا فان الله تعالى يامرنا موجها ومرشدا لنا بان نحرص ليس على مجرد ذكره بل الاكثار من هذا الذكر، كي لانترك فرصة للشيطان ليتسلل الى النفوس فيزين لها سوء العمل، فيستدرجها من خلال باب الهوى للولوج في طاعته، وبالتالي الاستحواذ عليها، وبالله الملاذ والمستعاذ:-﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ( سورة الأحزاب) واحرص اخي الكريم واختي الكريمة ان لا تكونوا من اصحاب الذكر فقط في المناسبات، فان ذلك من صفات المنافقين والعياذ بالله، فالله عز وجل حينما وصف المنافقين قال: ﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) ( سورة النساء) فلذلك بين الله تعالى لنا حكمة مشروعية اقامة الصلاة لدوام ذكره سبحانه فقال :-( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (16)طه).
واعلم اخي الكريم واختي الكريمة:
ان الذكر الحق هو ما ردع عن المعصية ودفع الى الطاعة ، وبذا تكون قد حققت معنى الاستقامة على امر الله تعالى.
فاللهم أعنا على ذكرك ذكرا كثيرا طيبا مباركا فيه دافعا للعمل بما ترضى مولدا للتقوى مانعا عن قرب ما تنهى، واعنا رب على شكرك وحُسن عبادتك ومداومة طاعتك .. " طبتم وطابت اوقاتكم بذكر الله ورطب الله السنتنا بذكره تعالى على الدوام".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-02-21, 6:05 am عدل 2 مرات