التّجربة الشّعريّة أبعادها وخلفياتها الثّقافيّة
سامية غشير
أ- مفهوم التّجربة الشّعريّة:
لكلّ شاعرٍ تجربة حياتيّة خاصّة يصيغ من خلالها رؤيته الخاصّة للحياة والوجود، يبحر بالقارئ إلى فضاءات السّحر، الجمال، الألق.
فالتّجربة الشّعريّة مجموعة من الظّروف والعوامل التي تتآلف فيما بينها لتُسهم في بناء تجربة الشّاعر، حيث يتأثّر بها هذا الأخير، ويعبّر عنها في قصائده خاصّة لمّا يُضفي عليها مشاعره وأحاسيسه، حينها تصير هذه التّجربة متكاملة.
إنّ الإحساس يعدّ عنصرًا أساسًا في تشكيل أيّة تجربة، فالتّجربة العميقة المحكمة البناء كاملة التّكوين هي التّجربة التي يعمل صاحبها على بناء كلّ جزء منها على مهل، ويتبّله بماء مشاعره الفيّاضة، ليخلق في الأخير لوحة إنسانيّة تفيض بالصّور الوجدانيّة والإنسانيّة المبهرة.
فالتّجربة الشّعرية ترتكز في بنائِها على عوامل ذاتيّة مرتبطة بالشّاعر مثل الموهبة، الوجدن، والأفكار الخلّاقة، وروعة الأسلوب، والرّؤية العميقة للحياة، وعوامل أخرى مثل النّهل من التّجارب الشّعريّة السّابقة.
فالشّاعر الحقّ المتميّز هو الذّي يعرف كيف يخيط تجربته ويبنيها بناءً راقيًّا، يجعلها تفيض حسًّا وإنسانيّة، حياةً وجمالًا، نظرة تأمليّة للحياة والكون.
ب- أبعاد التّجربة الشّعريّة:
تتكئ التّجربة الشّعريّة في بنائِها على ملامسة أبعاد كثيرة وطنية، قوميّة، إنسانيّة، جماليّة.
- الأبعاد الوطنيّة:
يقصد بها اقتراب الشّاعر من قضيا وطنه، ومعالجتها في قصائده، وسكب عليها من مشاعره، لتشكلّ في الأخير تجربة خلّاقة تفيض بالحسّ الوطني، فالشّاعر هو أفضل سفير لوطنه من خلال نقله ما يحدث داخله من أحداث ووقائع، وتحوّلات مختلفة، يصوّرها عبر لوحات شعريّة تفيض بالصّدق، الألم، الوجع، الفرح، التفاؤل.
- الأبعاد القوميّة:
يقصد بها تفاعل الشّاعر مع قضايا أمّته التي ينتمي إليها من خلال تطرّقه إلى تناول أبرز قضاياها الرّاهنة مثل الحروب والأزمات والثّورات، والعمل على إيجاد حلول لمعالجتها شعريًّا.
- الأبعاد الإنسانيّة:
يقصد بها امتزاج الحسّ الشّعري بالهمّ الإنساني، وإضفاء اللّمسة الإنسانيّة على القصائد، من خلال التّطرّق إلى المواضيع الإنسانيّة الرّاهنة، وإبراز ألم الشّاعر إزاء ما يحدث في العالم من صراعات وتناحرات وأزمات تضّر بالإنسان وتشوّه درر الأشياء وجماليّة الحياة.
- الأبعاد الجماليّة:
الشّاعر كائن مغرم بالجمال ، فهو يملك حاسّة نادرة لتذوّق مواطن السّحر والبهاء، ونظرة شعريّة مميّزة لالتقاط جواهر الألق والجمال المنفتح على دلالات كثيرة، على الخير، الحقّ، الحبّ، المعرفة، ويتجسّد الجمال عند الشّاعر في مظاهر الحياة، الإنسان، الطّبيعة، فالحياة تتشكّل تشكيلًا جماليًّا، والشّاعر أقدر وأوعى من غيره في استقطابه، فالبعد الجمالي يٌسهم في زيادة وعي الشّاعر، ويساعده على تبصّر مواطن الأشياء والبحث في عمقها الدّلالي، ما يٌسهم في السّمو بذات الشّاعر والصّعود به إلى مدارات البهاء، الرّفعة والتّميز والخلود الشّعري.
ج - الخلفيات الثّقافيّة المعرفيّة للتّجربة الشّعريّة: وتنقسم إلى:
- خلفيات معرفيّة محليّة:
يقصد بها الخلفيات الثّقافيّة التي يكتسبها الشّاعر من محيطه ومجتمعه وبيئته الاجتماعيّة، وتكون مشتملةً على المعرفة، المعتقد، الفنّ، الأدب، الأخلاق، العُرف، العادات.
- خلفيات أجنبيّة:
تتجسّد من خلال عمليّة التّلاقح الفكري والثّقافي مع الآخر، والأخذ من مختلف تقنيات المدارس الغربيّة التّجريبيّة، والتّمرّد على القوالب الجاهزة.
د - التّشكيل الفنّي والبصري للتّجربة الشّعريّة المعاصرة: تتميّز بخصوصيات وجماليّات عدّة منها:
- الاهتمام بالبناء الهندسي البصري للقصيدة
- العمل على تكثيف الصّور وتعقيدها، والانفتاح على مرجعيّات شتّى خاصّة الأسطوريّة والصّوفيّة.
- التّحرّر في تشكيل المقاطع الشّعريّة، والتّنويع الإيقاعي، والاحتفاء بالتّرقيم والبياض.
- حواريّة الفنّين التّشكيلي والسّينمائي.
- الميل الكبير إلى العوالم السّيرياليّة والفانتازيّة.
- الاهتمام الكبير بالرّموز.
- لغة شعريّة متمرّدة، مغامرة، تجريبيّة، وأكثر قدرة على التّصوير.
سامية غشير
أ- مفهوم التّجربة الشّعريّة:
لكلّ شاعرٍ تجربة حياتيّة خاصّة يصيغ من خلالها رؤيته الخاصّة للحياة والوجود، يبحر بالقارئ إلى فضاءات السّحر، الجمال، الألق.
فالتّجربة الشّعريّة مجموعة من الظّروف والعوامل التي تتآلف فيما بينها لتُسهم في بناء تجربة الشّاعر، حيث يتأثّر بها هذا الأخير، ويعبّر عنها في قصائده خاصّة لمّا يُضفي عليها مشاعره وأحاسيسه، حينها تصير هذه التّجربة متكاملة.
إنّ الإحساس يعدّ عنصرًا أساسًا في تشكيل أيّة تجربة، فالتّجربة العميقة المحكمة البناء كاملة التّكوين هي التّجربة التي يعمل صاحبها على بناء كلّ جزء منها على مهل، ويتبّله بماء مشاعره الفيّاضة، ليخلق في الأخير لوحة إنسانيّة تفيض بالصّور الوجدانيّة والإنسانيّة المبهرة.
فالتّجربة الشّعرية ترتكز في بنائِها على عوامل ذاتيّة مرتبطة بالشّاعر مثل الموهبة، الوجدن، والأفكار الخلّاقة، وروعة الأسلوب، والرّؤية العميقة للحياة، وعوامل أخرى مثل النّهل من التّجارب الشّعريّة السّابقة.
فالشّاعر الحقّ المتميّز هو الذّي يعرف كيف يخيط تجربته ويبنيها بناءً راقيًّا، يجعلها تفيض حسًّا وإنسانيّة، حياةً وجمالًا، نظرة تأمليّة للحياة والكون.
ب- أبعاد التّجربة الشّعريّة:
تتكئ التّجربة الشّعريّة في بنائِها على ملامسة أبعاد كثيرة وطنية، قوميّة، إنسانيّة، جماليّة.
- الأبعاد الوطنيّة:
يقصد بها اقتراب الشّاعر من قضيا وطنه، ومعالجتها في قصائده، وسكب عليها من مشاعره، لتشكلّ في الأخير تجربة خلّاقة تفيض بالحسّ الوطني، فالشّاعر هو أفضل سفير لوطنه من خلال نقله ما يحدث داخله من أحداث ووقائع، وتحوّلات مختلفة، يصوّرها عبر لوحات شعريّة تفيض بالصّدق، الألم، الوجع، الفرح، التفاؤل.
- الأبعاد القوميّة:
يقصد بها تفاعل الشّاعر مع قضايا أمّته التي ينتمي إليها من خلال تطرّقه إلى تناول أبرز قضاياها الرّاهنة مثل الحروب والأزمات والثّورات، والعمل على إيجاد حلول لمعالجتها شعريًّا.
- الأبعاد الإنسانيّة:
يقصد بها امتزاج الحسّ الشّعري بالهمّ الإنساني، وإضفاء اللّمسة الإنسانيّة على القصائد، من خلال التّطرّق إلى المواضيع الإنسانيّة الرّاهنة، وإبراز ألم الشّاعر إزاء ما يحدث في العالم من صراعات وتناحرات وأزمات تضّر بالإنسان وتشوّه درر الأشياء وجماليّة الحياة.
- الأبعاد الجماليّة:
الشّاعر كائن مغرم بالجمال ، فهو يملك حاسّة نادرة لتذوّق مواطن السّحر والبهاء، ونظرة شعريّة مميّزة لالتقاط جواهر الألق والجمال المنفتح على دلالات كثيرة، على الخير، الحقّ، الحبّ، المعرفة، ويتجسّد الجمال عند الشّاعر في مظاهر الحياة، الإنسان، الطّبيعة، فالحياة تتشكّل تشكيلًا جماليًّا، والشّاعر أقدر وأوعى من غيره في استقطابه، فالبعد الجمالي يٌسهم في زيادة وعي الشّاعر، ويساعده على تبصّر مواطن الأشياء والبحث في عمقها الدّلالي، ما يٌسهم في السّمو بذات الشّاعر والصّعود به إلى مدارات البهاء، الرّفعة والتّميز والخلود الشّعري.
ج - الخلفيات الثّقافيّة المعرفيّة للتّجربة الشّعريّة: وتنقسم إلى:
- خلفيات معرفيّة محليّة:
يقصد بها الخلفيات الثّقافيّة التي يكتسبها الشّاعر من محيطه ومجتمعه وبيئته الاجتماعيّة، وتكون مشتملةً على المعرفة، المعتقد، الفنّ، الأدب، الأخلاق، العُرف، العادات.
- خلفيات أجنبيّة:
تتجسّد من خلال عمليّة التّلاقح الفكري والثّقافي مع الآخر، والأخذ من مختلف تقنيات المدارس الغربيّة التّجريبيّة، والتّمرّد على القوالب الجاهزة.
د - التّشكيل الفنّي والبصري للتّجربة الشّعريّة المعاصرة: تتميّز بخصوصيات وجماليّات عدّة منها:
- الاهتمام بالبناء الهندسي البصري للقصيدة
- العمل على تكثيف الصّور وتعقيدها، والانفتاح على مرجعيّات شتّى خاصّة الأسطوريّة والصّوفيّة.
- التّحرّر في تشكيل المقاطع الشّعريّة، والتّنويع الإيقاعي، والاحتفاء بالتّرقيم والبياض.
- حواريّة الفنّين التّشكيلي والسّينمائي.
- الميل الكبير إلى العوالم السّيرياليّة والفانتازيّة.
- الاهتمام الكبير بالرّموز.
- لغة شعريّة متمرّدة، مغامرة، تجريبيّة، وأكثر قدرة على التّصوير.