الأربعاء 24 جمادى الأوّل 1440 هـ الموافق لـ 30 جانفي 2019
قداسة ردّ حقوق العبادة مقدّمة على كلّ شيء – معمر حبار
قرأت فتوى هذا الأسبوع، وممّا جاء فيها: تارك الصلاة منذ سنوات وحين يشرع في الصلاة، ليس مطالبا بإعادة الصلاة التي لم يؤديها طيلة 10 أو 20 أو 50 سنة من حياتها. لأنّه في نظر المفتي، "تارك الصّلاة كافر !"، ولأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". والحديث عهد بالصلاة حسب المفتي، كافر !، والكافر لايقضي الصلاة !، ولا داعي إذن أن يرهق نفسه ويقضي الصلاة. وعليها يعقّب صاحب الأسطر قائلا:
1. لا نكفّر أحدا قال لا إله إلاّ الله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
2. قبول الصلاة أو عدم قبولها شأن الله تعالى وحده لا شريك له، ولا يحقّ بأيّ حال من الأحوال أن يتدخل فيها الإنسان.
3. ليس من الأدب أن يقال للمرء يريد أن يصلي أو يصوم: أنت كافر !، فهذا سوء أدب مع العائد لربّه، وردّ للنعمة.
4. التوبة والرجوع إلى الله تحية، والمرء مطالب أن يردّ التحية بمثلها أو أحسن منها، ومن سوء الأدب وقلّة الأدب، أن تردّ نعمة التّحية والرجوع إلى الله تعالى بقول: كنت كافر !.
5. مهمّة المرء أن يستقبل العائد إلى ربّه بالترحاب، والاحتضان، وتوفير الوسائل ووضعها أمامه، وتيسير الأمور له، والدعوة له بالثبات، وذكره بأطيب العبارات، ويوصي به المقرّبون، ويعينونه فيما استطاعوا، ويتغافلون عن القليل من هفواته. ولا يقال له في سوء أدب: كنت كافر !.
6. حين يقال للعائد إلى ربّه: كنت كافرا !، فإنّ ذلك تشجيع على الكفر، والانحراف. كيف يقبل الله عبده ويعفو عن ماضيه، ويرفض الإنسان أن يقبل توبة الإنسان، ويتعامل مع مسلم على أنّه كان كافرا !.
7. لننتقل للشطر الثّاني المتعلّق بحقوق العباد، والذي لأجله كان هذا المقال. وإنّ الذي يطلب من العائد إلى ربّه أن لا يعيد الصلاة الفائتة، ولا الصيام الفائت، لأنّه في نظره كافر !، سيطلب منه أيضا أن لا يدفع دية الذين قتلهم، وأن لا يعيد الأموال التي سرقها لأصحابها، وأن لا يعيد الممتلكات التي استولى عليها ظلما وعدوانا وما زال يتمتّع بها، بحجّة أنّه كان "كافر !"، والكافر الذي لا يقضي الصلاة الفائتة، من باب أولى لا يردّ حقوق العباد التي قتل أصحابها، ولا يرد ممتلكات النّاس التي استولى عليها ظلما وعدوانا !!.
8. أخطر مايترتّب من مثل هذه الفتاوى، هو الاستهتار بحقوق النّاس، والتبجّح بالاعتداء على حقوق العباد علانية، لأنّه يعلم أنّه غير مطالب بردّ حقوق النّاس التي استولى عليها ظلما، لأنّه حسب المفتي كان "كافرا !"، والكافر الذي لا يقضي ما فاته من صلاة وصيام، من باب أولى لا يردّ حقوق العباد التي استولى عليها !.
9. مصيبة الأمّة في فتاوى تكفّر الأمّة، وأشخاص يتلاعبون بالتكفير، و "خلافة اسلامية" بنيت على التكفير، وتنافس بين هذا وذاك حول أيّهم أشدّ تكفيرا للأمّة وللآخر.
10. في خضم هذا الموج المتلاطم من التكفير، ضاعت حقوق الأمّة بأيدي أبنائها، ومن يتربّص بها من صهيوني ماكر، ومستدمر غربي لئيم، وابن أحمق يتلذّذ بتكفير إخوانه.
11. مهمّة الجميع، السعي للحدّ من التكفير، والابتعاد عنه، وعدم التسامح مع أصحابه، وتعربية النّاشئة على احترام الأمّة ومشاعر أبنائها، ومعاقبة المخطئ المتعدي على حقوق الأمّة والعباد، والحرص الشّديد على استرجاع الممتلكات والأموال في أقرب وقداسة ردّ الحقوق العباد مقدّمة على كلّ شيء.
قداسة ردّ حقوق العبادة مقدّمة على كلّ شيء – معمر حبار
قرأت فتوى هذا الأسبوع، وممّا جاء فيها: تارك الصلاة منذ سنوات وحين يشرع في الصلاة، ليس مطالبا بإعادة الصلاة التي لم يؤديها طيلة 10 أو 20 أو 50 سنة من حياتها. لأنّه في نظر المفتي، "تارك الصّلاة كافر !"، ولأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". والحديث عهد بالصلاة حسب المفتي، كافر !، والكافر لايقضي الصلاة !، ولا داعي إذن أن يرهق نفسه ويقضي الصلاة. وعليها يعقّب صاحب الأسطر قائلا:
1. لا نكفّر أحدا قال لا إله إلاّ الله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
2. قبول الصلاة أو عدم قبولها شأن الله تعالى وحده لا شريك له، ولا يحقّ بأيّ حال من الأحوال أن يتدخل فيها الإنسان.
3. ليس من الأدب أن يقال للمرء يريد أن يصلي أو يصوم: أنت كافر !، فهذا سوء أدب مع العائد لربّه، وردّ للنعمة.
4. التوبة والرجوع إلى الله تحية، والمرء مطالب أن يردّ التحية بمثلها أو أحسن منها، ومن سوء الأدب وقلّة الأدب، أن تردّ نعمة التّحية والرجوع إلى الله تعالى بقول: كنت كافر !.
5. مهمّة المرء أن يستقبل العائد إلى ربّه بالترحاب، والاحتضان، وتوفير الوسائل ووضعها أمامه، وتيسير الأمور له، والدعوة له بالثبات، وذكره بأطيب العبارات، ويوصي به المقرّبون، ويعينونه فيما استطاعوا، ويتغافلون عن القليل من هفواته. ولا يقال له في سوء أدب: كنت كافر !.
6. حين يقال للعائد إلى ربّه: كنت كافرا !، فإنّ ذلك تشجيع على الكفر، والانحراف. كيف يقبل الله عبده ويعفو عن ماضيه، ويرفض الإنسان أن يقبل توبة الإنسان، ويتعامل مع مسلم على أنّه كان كافرا !.
7. لننتقل للشطر الثّاني المتعلّق بحقوق العباد، والذي لأجله كان هذا المقال. وإنّ الذي يطلب من العائد إلى ربّه أن لا يعيد الصلاة الفائتة، ولا الصيام الفائت، لأنّه في نظره كافر !، سيطلب منه أيضا أن لا يدفع دية الذين قتلهم، وأن لا يعيد الأموال التي سرقها لأصحابها، وأن لا يعيد الممتلكات التي استولى عليها ظلما وعدوانا وما زال يتمتّع بها، بحجّة أنّه كان "كافر !"، والكافر الذي لا يقضي الصلاة الفائتة، من باب أولى لا يردّ حقوق العباد التي قتل أصحابها، ولا يرد ممتلكات النّاس التي استولى عليها ظلما وعدوانا !!.
8. أخطر مايترتّب من مثل هذه الفتاوى، هو الاستهتار بحقوق النّاس، والتبجّح بالاعتداء على حقوق العباد علانية، لأنّه يعلم أنّه غير مطالب بردّ حقوق النّاس التي استولى عليها ظلما، لأنّه حسب المفتي كان "كافرا !"، والكافر الذي لا يقضي ما فاته من صلاة وصيام، من باب أولى لا يردّ حقوق العباد التي استولى عليها !.
9. مصيبة الأمّة في فتاوى تكفّر الأمّة، وأشخاص يتلاعبون بالتكفير، و "خلافة اسلامية" بنيت على التكفير، وتنافس بين هذا وذاك حول أيّهم أشدّ تكفيرا للأمّة وللآخر.
10. في خضم هذا الموج المتلاطم من التكفير، ضاعت حقوق الأمّة بأيدي أبنائها، ومن يتربّص بها من صهيوني ماكر، ومستدمر غربي لئيم، وابن أحمق يتلذّذ بتكفير إخوانه.
11. مهمّة الجميع، السعي للحدّ من التكفير، والابتعاد عنه، وعدم التسامح مع أصحابه، وتعربية النّاشئة على احترام الأمّة ومشاعر أبنائها، ومعاقبة المخطئ المتعدي على حقوق الأمّة والعباد، والحرص الشّديد على استرجاع الممتلكات والأموال في أقرب وقداسة ردّ الحقوق العباد مقدّمة على كلّ شيء.