الثورة السودانية.. هل ستحقق أهدافها؟
الدكتورة أنيسة فخرو
aalsaalaam@gmail.com
لا يخفى على المراقب إن الثورة السودانية تتربص بها العديد من الجهات والأنظمة، وخاصة الدول المجاورة، والتي لا تريد نهائيا أن تحقق الثورة أهدافها في اسقاط نظام العسكر، واستبداله بنظام مدني.
وحال الثورة السودانية كحال الثورات التي سبقتها، تواجه المخططات الدنيئة لافشالها، ممن يتشبثون بمصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الشعب والوطن، وبكافة الأساليب، سواء باستخدام العصا أو الجزرة أو غيرهما، لكن الشعب السوداني مصمم على استمرار ثورته حتى تحقيق أهدافها النبيلة.
ولقد ذاق الشعب السوداني ولمدة عقود طويلة الويلات، من جراء حكم العسكر وحكم اخوان المسلمين، وكلاهما حنظل مرّ تجرعه السودان لسنوات عجاف طويلة، فمنذ الاستقلال عام 1956 حكم العسكر أربعة وخمسون عاما، وكان حصاد السودان من تحالف الإخوان المسلمين مع العسكر في الثلاثين سنة الماضية، تدمير الاقتصاد تماما، وبالأخص المشاريع الزراعية، وعلى رأسها مشروع الجزيرة، أكبر مشروع زراعي في الوطن العربي، وإفلاس الشركات والمؤسسات والمصانع، وعلى رأسها مشروع سكر كنانة، وشركة الدواجن، وكلا المشروعين من أكبر الاستثمارات لدولة الكويت في السودان، منذ عهد الراحل طيب الله ثراه الشيخ جابر الصباح أمير الكويت يرحمه الله، وكانت هاتين الشركتين من أهم ركائز الاقتصاد السوداني، حيث كان مصنع سكر كنانة يغطي احتياجات السودان كله من السكر، ويتم تصدير الفائض إلى مصر، وكذلك كانت شركة الدواجن الكويتية تغطي احتياجات الشعب السوداني من اللحوم البيضاء الطازجة، وتستوعب آلاف الأيدي العاملة السودانية، لكن للأسف طالتهما آلة التدمير الإخوانية والعسكرية.
والآن وبعد أشهر طويلة من الصمت تجاه الثورة السودانية، ينبري إخوان المسلمون بالتظاهر دعما للعسكر، ويطالبون بتطبيق الشريعة! ويرفعون شعارهم المسروق من الشعب (يسقط وبس) ويستبدلون يسقط بكلمة شريعة، هذا ما يفلحون فيه الفساد والسرقة والتلاعب بالدين لنصرة المستبد.
كما لا نستبعد أن تكون أحداث العنف التي جرت في شارع النيل في 2 يونيو 2019 والتي نتج عنها استشهاد شاب وجرح العديد من المعتصمين، لا نستبعد أن تكون نسخة طبق الأصل مما فعله الإخوان في مصر، لخلق الذرائع والأسباب من أجل مواجهة سلمية الثورة بالقوة والعنف.
التخلف والاستبداد مرتبطان بعضهما البعض، بل إن الاستبداد هو من يغذي التخلف، لذلك كل نظام مستبد يدعم حركات التأسلم السياسي بشقيها السني والشيعي.
قيادة الثورة السودانية تدرك جيدا إن الدرب طويل وشاق وصعب، وليس من السهولة استسلام النظام السابق واتباعه وأعوانه، لأن الدجاجة تبيض ذهبا، ومن المستحيل التخلي عنها بكل بساطة، وتدرك تماما أن الفساد ضرب بأطنابه في ضلوع السودان، كما تعرف جيدا أساليب الأنظمة القمعية، ومن الضروري استخدام المرونة مع عدم الاستسلام، واعتماد العديد من الخطط والبدائل لمواجهة تلك الأساليب القمعية بالحكمة والذكاء والهدوء وضبط النفس، والموازنة بين ممارسة العمل السري والعلني والجماهيري، والاستفادة من التكنلوجيا وكل وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.
لا خيار أمامكم أيها الثوار، فإن لم تحقق الثورة أهدافها فالقمع نصيبكم، وسيوجه النظام ضرباته القاضية في القلب إلى جميع مؤسسات المجتمع المدني المهنية والوطنية، ويستبدل قياداتها بوجوه صفراء موالية له، يحرسكم الله ويقوي قلوبكم وعزائمكم، والنصر حتما حليفكم، يعيش الشعب السوداني العظيم، والله المستعان على الظالم.
اضاءة:
كل التعازي الخالصة لشعبنا السوداني البطل بفقدان الأمة خيرة شبابها وعسى ألا تذهب التضحيات والدماء سدى.. وينصركم الله على القوم الظالمين
الدكتورة أنيسة فخرو
aalsaalaam@gmail.com
لا يخفى على المراقب إن الثورة السودانية تتربص بها العديد من الجهات والأنظمة، وخاصة الدول المجاورة، والتي لا تريد نهائيا أن تحقق الثورة أهدافها في اسقاط نظام العسكر، واستبداله بنظام مدني.
وحال الثورة السودانية كحال الثورات التي سبقتها، تواجه المخططات الدنيئة لافشالها، ممن يتشبثون بمصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الشعب والوطن، وبكافة الأساليب، سواء باستخدام العصا أو الجزرة أو غيرهما، لكن الشعب السوداني مصمم على استمرار ثورته حتى تحقيق أهدافها النبيلة.
ولقد ذاق الشعب السوداني ولمدة عقود طويلة الويلات، من جراء حكم العسكر وحكم اخوان المسلمين، وكلاهما حنظل مرّ تجرعه السودان لسنوات عجاف طويلة، فمنذ الاستقلال عام 1956 حكم العسكر أربعة وخمسون عاما، وكان حصاد السودان من تحالف الإخوان المسلمين مع العسكر في الثلاثين سنة الماضية، تدمير الاقتصاد تماما، وبالأخص المشاريع الزراعية، وعلى رأسها مشروع الجزيرة، أكبر مشروع زراعي في الوطن العربي، وإفلاس الشركات والمؤسسات والمصانع، وعلى رأسها مشروع سكر كنانة، وشركة الدواجن، وكلا المشروعين من أكبر الاستثمارات لدولة الكويت في السودان، منذ عهد الراحل طيب الله ثراه الشيخ جابر الصباح أمير الكويت يرحمه الله، وكانت هاتين الشركتين من أهم ركائز الاقتصاد السوداني، حيث كان مصنع سكر كنانة يغطي احتياجات السودان كله من السكر، ويتم تصدير الفائض إلى مصر، وكذلك كانت شركة الدواجن الكويتية تغطي احتياجات الشعب السوداني من اللحوم البيضاء الطازجة، وتستوعب آلاف الأيدي العاملة السودانية، لكن للأسف طالتهما آلة التدمير الإخوانية والعسكرية.
والآن وبعد أشهر طويلة من الصمت تجاه الثورة السودانية، ينبري إخوان المسلمون بالتظاهر دعما للعسكر، ويطالبون بتطبيق الشريعة! ويرفعون شعارهم المسروق من الشعب (يسقط وبس) ويستبدلون يسقط بكلمة شريعة، هذا ما يفلحون فيه الفساد والسرقة والتلاعب بالدين لنصرة المستبد.
كما لا نستبعد أن تكون أحداث العنف التي جرت في شارع النيل في 2 يونيو 2019 والتي نتج عنها استشهاد شاب وجرح العديد من المعتصمين، لا نستبعد أن تكون نسخة طبق الأصل مما فعله الإخوان في مصر، لخلق الذرائع والأسباب من أجل مواجهة سلمية الثورة بالقوة والعنف.
التخلف والاستبداد مرتبطان بعضهما البعض، بل إن الاستبداد هو من يغذي التخلف، لذلك كل نظام مستبد يدعم حركات التأسلم السياسي بشقيها السني والشيعي.
قيادة الثورة السودانية تدرك جيدا إن الدرب طويل وشاق وصعب، وليس من السهولة استسلام النظام السابق واتباعه وأعوانه، لأن الدجاجة تبيض ذهبا، ومن المستحيل التخلي عنها بكل بساطة، وتدرك تماما أن الفساد ضرب بأطنابه في ضلوع السودان، كما تعرف جيدا أساليب الأنظمة القمعية، ومن الضروري استخدام المرونة مع عدم الاستسلام، واعتماد العديد من الخطط والبدائل لمواجهة تلك الأساليب القمعية بالحكمة والذكاء والهدوء وضبط النفس، والموازنة بين ممارسة العمل السري والعلني والجماهيري، والاستفادة من التكنلوجيا وكل وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.
لا خيار أمامكم أيها الثوار، فإن لم تحقق الثورة أهدافها فالقمع نصيبكم، وسيوجه النظام ضرباته القاضية في القلب إلى جميع مؤسسات المجتمع المدني المهنية والوطنية، ويستبدل قياداتها بوجوه صفراء موالية له، يحرسكم الله ويقوي قلوبكم وعزائمكم، والنصر حتما حليفكم، يعيش الشعب السوداني العظيم، والله المستعان على الظالم.
اضاءة:
كل التعازي الخالصة لشعبنا السوداني البطل بفقدان الأمة خيرة شبابها وعسى ألا تذهب التضحيات والدماء سدى.. وينصركم الله على القوم الظالمين