بسم الله الرحمن الر حيم
4- الحلقة الرابعة من
سلسلة اسرار اختيار النبي سلام الله عليه للرجال
4- أبو السائب عثمان بن مظعون رضي الله عنه
من مقاصد دراسة السيرة النبوية استخراج الدروس والفوائد من أحداثها ومواقفها, ليستفيد المسلم منها في واقع حياته, ويحصل له التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين قال الله تعالى عنهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}(الفتح:29)، ومن هؤلاء الصحابة عثمان بن مظعون وهو
أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، من الصحابة وأخ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة. كان عثمان بن مظعون من أوائل المسلمين وكانت بداية اسلامه خجلا من النبي صلى الله عليه اخيه من الرضاعة،وقد اهتم به النبي سلام الله عليه لغاية ما دخل الا يمان قلبه وتمكن، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس، إذ مَرَّ به عثمان بن مظعون، فَكَشَرَ ( اي تبسم) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تجلس؟ قال: بلى، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبله، فبينما هو يحدثه إِذْ شَخَصَ (نظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فَتَحَرَّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، وأخذ ينفض رأسه كأنه يَسْتَفْقِهُ ما يُقال له، وابن مظعون ينظر، فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له، شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال (عثمان): يا محمد فيم كنت أجالسك وآتيك؟ ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة! قال:وما رأيتني فعلت؟ قال: رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء ثم وضعته حيث وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت تنفض رأسك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك، قال: وفطنتَ لذاك؟ قال عثمان: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني رسول الله آنفًا وأنت جالس، قال: رسول الله؟! قال: نعم، قال: فما قال لك؟ قال: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل:90)، قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببتُ محمداً) رواه أحمد .
قال النسفي في تفسيره: "وهذه الآية سبب إسلام عثمان بن مظعون، يقصد اية النحل:-
: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فإنه قال: ما كنتُ أسلمت إلا حياء منه عليه الصلاة والسلام لكثرة ما يعرض عليّ الإسلام، ولم يستقرّ الإيمان في قلبي حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده، فاستقرّ الإيمان في قلبي، فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال: والله، إنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر. وقال أبو جهل: إنَّ إلهه ليأمر بمكارم الأخلاق. وقال ابن مسعود: هي أجمع آية في القرآن للخير والشر.
وشارك عثمان مع ابنه السائب بن عثمان بن مظعون في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة الى المدينة وغزوة بدر التي ابلى فيها بلاءً حسناً. والتي لم يطل به المقام بعدها حتى مات ودفن في البقيع وهو اول من دفن في البقيع من المهاجرين وقد بكاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وعيناه تفيضان من الدمع. قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء في ترجمته لعثمان بن مظعون:"من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم".. فهنيئا لك أبا السائب تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم لك، وبكاؤه وثناؤه وصلاته عليك . وجمعنا الله واياكم على حوضه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4- الحلقة الرابعة من
سلسلة اسرار اختيار النبي سلام الله عليه للرجال
4- أبو السائب عثمان بن مظعون رضي الله عنه
من مقاصد دراسة السيرة النبوية استخراج الدروس والفوائد من أحداثها ومواقفها, ليستفيد المسلم منها في واقع حياته, ويحصل له التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين قال الله تعالى عنهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}(الفتح:29)، ومن هؤلاء الصحابة عثمان بن مظعون وهو
أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، من الصحابة وأخ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة. كان عثمان بن مظعون من أوائل المسلمين وكانت بداية اسلامه خجلا من النبي صلى الله عليه اخيه من الرضاعة،وقد اهتم به النبي سلام الله عليه لغاية ما دخل الا يمان قلبه وتمكن، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس، إذ مَرَّ به عثمان بن مظعون، فَكَشَرَ ( اي تبسم) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تجلس؟ قال: بلى، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبله، فبينما هو يحدثه إِذْ شَخَصَ (نظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فَتَحَرَّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، وأخذ ينفض رأسه كأنه يَسْتَفْقِهُ ما يُقال له، وابن مظعون ينظر، فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له، شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال (عثمان): يا محمد فيم كنت أجالسك وآتيك؟ ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة! قال:وما رأيتني فعلت؟ قال: رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء ثم وضعته حيث وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت تنفض رأسك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك، قال: وفطنتَ لذاك؟ قال عثمان: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني رسول الله آنفًا وأنت جالس، قال: رسول الله؟! قال: نعم، قال: فما قال لك؟ قال: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل:90)، قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببتُ محمداً) رواه أحمد .
قال النسفي في تفسيره: "وهذه الآية سبب إسلام عثمان بن مظعون، يقصد اية النحل:-
: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فإنه قال: ما كنتُ أسلمت إلا حياء منه عليه الصلاة والسلام لكثرة ما يعرض عليّ الإسلام، ولم يستقرّ الإيمان في قلبي حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده، فاستقرّ الإيمان في قلبي، فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال: والله، إنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر. وقال أبو جهل: إنَّ إلهه ليأمر بمكارم الأخلاق. وقال ابن مسعود: هي أجمع آية في القرآن للخير والشر.
وشارك عثمان مع ابنه السائب بن عثمان بن مظعون في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة الى المدينة وغزوة بدر التي ابلى فيها بلاءً حسناً. والتي لم يطل به المقام بعدها حتى مات ودفن في البقيع وهو اول من دفن في البقيع من المهاجرين وقد بكاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وعيناه تفيضان من الدمع. قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء في ترجمته لعثمان بن مظعون:"من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم".. فهنيئا لك أبا السائب تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم لك، وبكاؤه وثناؤه وصلاته عليك . وجمعنا الله واياكم على حوضه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته